الروح/المسألة الحادية والعشرون/فصل الفرق بين النصيحة والغيبة
المظهر
والفرق بين النصيحة والغيبة أن النصيحة يكون القصد فيها تحذير المسلم من مبتدع أو فتّان أو غاش أو مفسد فتذكر ما فيه إذا استشارك في صحبته ومعاملته والتعلق به كما قال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة بنت قيس وقد استشارته في نكاح معاوية وأبي جهم فقال: أما معاوية فصعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه على عاتقه، وقال بعض أصحابه لمن سافر معه إذا هبت عن بلاد قومه فاحذره.
فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة للّه ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى اللّه من جملة الحسنات، وإذا وقعت على وجه ذم أخيك وتمزيق عرضه والتفكه بلحمه والغض منه لتصنع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.
هامش