الروح/المسألة الحادية والعشرون/فصل الفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل
المظهر
والفرق بين إثبات حقائق الأسماء والصفات وبين التشبيه والتمثيل ما قاله الإمام أحمد ومن وافقه من أئمة الهدى أن التشبيه والتمثيل أن تقول يد كيدي أو سمع كسمعي أو بصري كبصري ونحو ذلك.
وأما إذا قلت سمع وبصر ويد ووجه واستواء لا يماثل شيئا من صفات المخلوقين بل بين الصفة والصفة من الفرق كما بين الموصوف والموصوف فأي تمثيل هاهنا وأي تشبيه لو لا تلبيس الملحدين فمدار الحق الذي اتفقت عليه الرسل أن يوصف اللّه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل، إثبات الصفات ونفي مشابهة المخلوقات فمن شبه اللّه بخلقه فقد كفر، ومن جحد حقائق ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر؛ ومن أثبت له حقائق الأسماء والصفات ونفى عنه مشابهة المخلوقات فقد هدى إلى صراط مستقيم.
هامش