التاج في أخلاق الملوك/باب في مطاعمة الملوك/بين معاوية والحسن بن علي
المظهر
بين معاوية والحسن بن علي
ألا ترى إلى معاوية بن أبي سفيان، حين وضع بين يدي الحسن عليه السلام، دجاجةً، ففكها،
نظر إليه معاوية، فقال: هل كان بينك وبينها عداوة؟
فقال له الحسن: هل كان بينك وبين أمها قرابة؟.
إن هذا الكلام الذي دار بينهما قد قرح في قلب كل واحدٍ منهما. ومعاوية لم يقل هذا القول، لأنه كان يعظم عليه قدر الدجاجة.
فكيف يكون ذلك، وهو يكتب إلى أطرافه وعماله، ولى زيادٍ بالعراق بإطعام السابلة، والفقراء، وذوي الحاجة؟ وله في كل يومٍ أربعون مائدة يتقسمها وجود جند الشام؟
ولكن علم أن من حق الملك توقير مجلسه وتعظيمه، وليس من التوقير والتعظيم مد اليد، وإظهار القرم، وشدة النهم، وطلب التشبع بين يدي الملوك وبحضرتها.
وعلى هذا كانت ملوك الأعاجم من لدن أردشير بن بابك إلى يزدجرد.