رياض الصالحين/الصفحة 253
باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها فإن عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه
قال اللَّه تعالى (القصص 55): {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه}.
وقال تعالى (المؤمنون 3): {والذين هم عن اللغو معرضون}.
وقال تعالى (الإسراء 36): {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}.
وقال تعالى (الأنعام 68): {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}.
1528- وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي ﷺ قال: (من رد عن عرض أخيه رد اللَّه عن وجهه النار يوم القيامة) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
1529- وعن عتبان بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال قام النبي ﷺ يصلي فقال: (أين مالك بن الدُّخْشُم) فقال رجل: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله، فقال النبي ﷺ: (لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا اللَّه يريد بذلك وجه اللَّه، وإن اللَّه قد حرم على النار من قال لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
و (عتبان) بكسر العين على المشهور وحكي ضمها وبعدها تاء مثناة من فوق ثم باء موحدة.
و (الدخشم) بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين المعجمتين.
1530- وعن كعب بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في باب التوبة (انظر الحديث رقم 21) قال، قال النبي ﷺ وهو جالس في القوم بتبوك: (ما فعل كعب بن مالك ) فقال رجل من بني سلمة: يا رَسُول اللَّهِ حبسه برداه والنظر في عطفيه! فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت! والله يا رَسُول اللَّهِ ما علمنا عليه إلا خيراً. فسكت رَسُول اللَّهِ ﷺ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (عطفاه): جانباه، وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه.