رياض الصالحين/الصفحة الثانية والسبعون
باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
قال اللَّه تعالى (الشعراء 215): {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
وقال تعالى (المائدة 54): {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.
وقال تعالى (الحجرات 13): {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم}.
وقال تعالى (النجم 32): {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
وقال تعالى (الأعراف 48، 49): {ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللَّه برحمة ! ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
602- وعن عياض بن حمار رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن اللَّه أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
603- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللَّه عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
604- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي ﷺ يفعله. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
605- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النبي ﷺ فتنطلق به حيث شاءت. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
606- وعن الأسود بن يزيد قال سألت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها: ما كان النبي ﷺ يصنع في بيته قالت: كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله) فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
607- وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: انتهيت إلى النبي ﷺ وهو يخطب فقلت: يا رَسُول اللَّهِ رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه! فأقبل علي رَسُول اللَّهِ ﷺ وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه اللَّه، ثم أتى خطبته فأتم آخرها. رَوَاهُ مُسلِمٌ.
608- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ ﷺ كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث قال وقال: (إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان) وأمر أن تسلت القصعة قال: (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
609- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (ما بعث اللَّه نبياً إلا رعى الغنم) قال أصحابه: وأنت فقال: (نعم كنت أرعاها على قراريط مكة) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
610- وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي ﷺ قال: (لو دعيت إلى كراع أو ذراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
611- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كانت ناقة رَسُول اللَّهِ ﷺ العضباء لا تسبق أو لا تكاد تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال: (حق على اللَّه أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه) رَوَاهُ البُخَارِيُّ.