الكافي/كتاب التوحيد/باب جوامع التوحيد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


1[عدل]

محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن يحيى جميعا رفعاه إلى أبي عبد الله عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام استنهض الناس في حرب معاوية في المرة الثانية، فلما حشد الناس قام خطيباً، فقال:

«الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لا من شيء كان، ولا من شيء خلق ما كان، قدرة بان بها من الأشياء وبانت الأشياء منه، فليست له صفة تنال ولا حد تضرب له فيه الأمثال، كل دون صفاته تحبير اللغات وضل هناك تصاريف الصفات وحار في ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب، تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول في لطيفات الأمور.

فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن وتعالى الذي ليس له وقت معدود ولا أجل ممدود ولا نعت محدود، سبحان الذي ليس له أول مبتدأ ولا غاية منتهى ولا آخر يفنى، سبحانه هو كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته، وحد الأشياء كلها عند خلقه، إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها، لم يحلل فيها فيُقال: «هو فيها كائن»، ولم ينأ عنها فيُقال: «هو منها بائن»، ولم يخل منها فيُقال له: «أين»، لكنه سبحانه أحاط بها علمه وأتقنها صنعه وأحصاها حفظه، لم يعزب عنه خفيات غيوب الهواء ولا غوامض مكنون ظلم الدجى ولا ما في السماوات العلى إلى الأرضين السفلى، لكل شيء منها حافظ ورقيب وكل شئ منها بشئ محيط، والمحيط بما أحاط منها.

الواحد الأحد الصمد الذي لا يغيره صروف الأزمان ولا يتكأده صنع شيء كان، إنما قال لما شاء كن فكان، ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب، وكل صانع شيء فمن شيء صنع، والله لا من شيء صنع ما خلق، وكل عالم فمن بعد جهل تعلم، والله لم يجهل ولم يتعلم؛ أحاط بالأشياء علماً قبل كونها، فلم يزدد بكونها علماً، علمه بها قبل أن يكونها كعلمه بعد تكوينها، لم يكونها لتشديد سلطان ولا خوف من زوال ولا نقصان ولا استعانة على ضد مناوٍ، ولا ند مكاثر، ولا شريك مكابر، لكن خلائق مربوبون وعباد داخرون.

فسبحان الذي لا يؤوده خلق ما ابتدأ ولا تدبير ما برأ، ولا من عجز ولا من فترة بما خلق اكتفى، علم ما خلق وخلق ما علم، لا بالتفكير في علم حادث أصاب ما خلق، ولا شبهة دخلت عليه فيما لم يخلق، لكن قضاء مبرم وعلم محكم وأمر متقن، توحد بالربوبية وخص نفسه بالوحدانية واستخلص بالمجد والثناء وتفرد بالتوحيد والمجد والسناء وتوحد بالتحميد وتمجد بالتمجيد وعلا عن اتخاذ الأبناء وتطهر وتقدس عن ملامسة النساء وعز وجل عن مجاورة الشركاء، فليس له فيما خلق ضد ولا له فيما ملك ند ولم يشركه في ملكه أحد، الواحد الاحد الصمد المبيد للأبد والوارث للأمد، الذي لم يزل ولا يزال وحدانياً أزلياً، قبل بدء الدهور وبعد صروف الأمور، الذي لا يبيد ولا ينفد، بذلك أصف ربي فلا إله إلا الله، من عظيم ما أعظمه؟! ومن جليل ما أجله؟! ومن عزيز ما أعزه؟! وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً».

وهذه الخطبة من مشهورات خطبه عليه السلام، حتى لقد ابتذلها العامة، وهي كافية لمن طلب على التوحيد إذا تدبرها وفهم ما فيها، فلو اجتمع ألسنة الجن والإنس ليس فيها لسان نبي على أن يبينوا التوحيد بمثل ما أتى به بأبي وأمي، ما قدروا عليه و لولا إبانته عليه السلام ما علم الناس كيف يسلكون سبيل التوحيد، ألا ترون إلى قوله: «لا من شيء كان ولا من شيء خلق ما كان»، فنفى بقوله «لا من شيء كان» معنى الحدوث، وكيف أوقع على ما أحدثه صفة الخلق والاختراع بلا أصل ولا مثال، نفياً لقول من قال: «إن الأشياء كلها محدثة بعضها من بعض»، وإبطالاً لقول الثنوية الذين زعموا أنه لا يحدث شيئاً إلا من أصل ولا يدبر إلا باحتذاء مثال، فدفع عليه السلام بقوله: «لا من شيء خلق ما كان» جميع حجج الثنوية وشبههم، لان أكثر ما يعتمد الثنوية في حدوث العالم أن يقولوا لا يخلو من أن يكون الخالق خلق الأشياء من شيء أو من لا شيء فقولهم: «من شيء» خطأ، وقولهم «من لا شيء» مناقضة وإحالة، لأن «مِنْ» توجب شيئاً «ولا شيء» تنفيه، فأخرج أمير المؤمنين عليه السلام هذه اللفظة على أبلغ الألفاظ وأصحها، فقال: «لا من شيء خلق ما كان»، فنفى «مِنْ» إذ كانت توجب شيئاً، ونفى الشيء إذ كان كل شيء مخلوقاً محدثاً لا من أصل أحدثه الخالق، كما قالت الثنوية: إنه خلق من أصل قديم، فلا يكون تدبير إلا باحتذاء مثال.

ثم قوله عليه السلام: «ليست له صفة تنال ولا حد تُضرب له فيه الأمثال، كل دون صفاته تحبير اللغات»، فنفى عليه السلام أقاويل المشبهة حين شبهوه بالسبيكة والبلورة وغير ذلك من أقاويلهم من الطول والاستواء وقولهم: متى ما لم تعقد القلوب منه على كيفية ولم ترجع إلى إثبات هيئة لم تعقل شيئا فلم تثبت صانعاً، ففسر أمير المؤمنين عليه السلام أنه واحد بلا كيفية وأن القلوب تعرفه بلا تصوير ولا إحاطة.

ثم قوله عليه السلام: «الذي لا يبلغه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن وتعالى الذي ليس له وقت معدود ولا أجل ممدود ولا نعت محدود»، ثم قوله عليه السلام: «لم يحلل في الأشياء فيُقال هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيُقال هو منها بائن»، فنفى {{عليه السلام}ؤ بهاتين الكلمتين صفة الأعراض والأجسام لأن من صفة الأجسام التباعد والمباينة، ومن صفة الأعراض الكون في الأجسام بالحلول على غير مماسة، ومباينة الأجسام على تراخي المسافة. ثم قال عليه السلام: «لكن أحاط بها علمه وأتقنها صنعه» أي هو في الأشياء بالإحاطة والتدبير وعلى غير ملامسة.

2[عدل]

علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك اسمه وتعالى ذكره وجل ثناؤه، سبحانه وتقدس ونفرد وتوحد ولم يزل ولا يزال وهو الأول والآخر و الظاهر والباطن فلا أول لأوليته، رفيعا في أعلى علوه، شامخ الأركان، رفيع البنيان عظيم السلطان، منيف الآلاء، سني العلياء، الذي عجز الواصفون عن كنه صفته، ولا يطيقون حمل معرفة إلهيته، ولا يحدون حدوده، لأنه بالكيفية لا يتناهى إليه.

3[عدل]

علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار ومحمد بن الحسن، عن عبد الله ابن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسن عليه السلام الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان وهو سائر إلى العراق، فسمعته يقول: من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع، فتلطفت الوصول إليه، فوصلت فسلمت عليه، فرد علي السلام ثم قال: يا فتح من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فقمن أن يسلط الله عليه سخط المخلوق وإن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و أنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه والأوهام أن تناله والخطرات أن تحده والابصار عن الإحاطة به، جل عما وصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى في قربه وقرب في نأيه فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف فلا يُقال: «كيف؟»، وأين الأين فلا يُقال: «أين؟» إذ هو منقطع الكيفوفية والأينونية.

4[عدل]

محمد بن أبي عبد الله رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب ذو لسان بليغ في الخطب، شجاع القلب، فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك؟

قال: ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد رباً لم أره.

فقال: يا أمير المؤمنين كيف رأيته؟

قال: ويلك يا ذعلب، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان، ويلك يا ذعلب! إن ربي لطيف اللطافة، لا يُوصف باللطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، قبل كل شيء، لا يُقال شيء قبله، وبعد كل شيء، لا يُقال له بعد، شاء الأشياء لا بهمة، دراك لا بخديعة، في الأشياء كلها غير متمازج بها ولا بائن منها، ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، ناء لا بمسافة، قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بحركة مريد لا بهمامة سميع لا بآلة، بصير لا بأداة، لا تحويه الأماكن ولا تضمنه الأوقات ولا تحده الصفات ولا تأخذه السنات، سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور، مؤلف بين متعادياتها ومفرق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله تعالى: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، ففرق بين قبل و بعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها، حجب بعضها عن بعض ليعلم أن لا حجاب بينه وبين خلقه كان رباً إذ لا مربوب وإلها إذ لا مألوه وعالماً إذ لا معلوم وسميعاً إذ لا مسموع.

5[عدل]

علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن شباب الصيرفي واسمه محمد بن الوليد، عن علي ابن سيف بن عميرة قال: حدثني إسماعيل بن قتيبة قال: دخلت أنا وعيسى شلقان على أبي عبد الله عليه السلام، فابتدأنا فقال: عجباً لأقوام يدَّعون على أمير المؤمنين عليه السلام ما لم يتكلم به قط! خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس بالكوفة فقال:

الحمد لله الملهم عباده حمده وفاطرهم على معرفة ربوبيته، الدال على وجوده بخلقه وبحدوث خلقه على أزله وباشتباههم على أن لا شبه له، المستشهد بآياته على قدرته، الممتنعة من الصفات ذاته ومن الأبصار رؤيته ومن الأوهان الإحاطة به، لا أمد لكونه ولا غاية لبقائه، لا تشمله المشاعر ولا تحجبه الحجب، والحجاب بينه وبين خلقه خلقه إياهم، لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولا مكان مما يمتنع منه، ولافتراق الصانع من المصنوع، والحاد من المحدود، والرب من المربوب، الواحد بلا تأويل عدد، والخالق لا بمعنى حركة والبصير لا بأداة والسميع لا بتفريق آلة والشاهد لا بمماسة والباطن لا باجتنان، والظاهر البائن لا بتراخي مسافة، أزله نهية لمجاول الأفكار ودوامه ردع لطامحات العقول قد حسر كنهه نوافذ الابصار وقمع وجوده جوائل الأوهام، فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله ومن قال: أين؟ فقد غياه ومن قال: علام؟ فقد أخلا منه ومن قال فيم؟ فقد ضمنه.

6[عدل]

ورواه محمد بن الحسين، عن صالح بن حمزة، عن فتح بن عبد الله مولى بني هاشم قال: كتبت إلى أبي إبراهيم عليه السلام، أسأله عن شيء من التوحيد، فكتب إلي بخطه:

الحمد لله الملهم عباده حمده «وذكره مثل ما رواه سهل بن زياد إلى قوله» و قمع وجوده جوائل الأوهام «ثم زاد فيه» أول الديانة به معرفته وكمال معرفته توحيده وكمال توحيده نفي الصفات عنه، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة الموصوف أنه غير الصفة وشهادتهما جميعاً بالتثنية الممتنع منه الأزل، فمن وصف الله فقد حده ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله ومن قال: كيف؟ فقد استوصفه، ومن قال: فيم؟ فقد ضمنه، ومن قال على مَ؟ فقد جهله، ومن قال: أين؟ فقد أخلا منه، ومن قال ما هو؟ فقد نعته، ومن قال: إلى مَ؟ فقد غاياه، عالم إذ لا معلوم وخالق إذ لا مخلوق ورب إذ لا مربوب وكذلك يوصف ربنا وفوق ما يصفه الواصفون.

7[عدل]

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر وغيره، عمن ذكره، عن عمرو بن ثابت، عن رجل سماه، عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام خطبة بعد العصر، فعجب الناس من حسن صفته وما ذكره من تعظيم الله جل جلاله، قال أبو إسحاق: فقلت للحارث:

أو ما حفظتها؟ قال: قد كتبتها فأملاها علينا من كتابه: الحمد الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه، لأنه كل يوم في شأن من إحداث بديع لم يكن، الذي لم يلد فيكون في العز مشاركاً، ولم يولد فيكون موروثاً هالكاً، ولم تقع عليه الأوهام فتقدره شبحاً ماثلاً ولم تدركه الأبصار فيكون بعد انتقالها حائلاً، الذي ليست في أوليته نهاية ولا لآخريته حد ولا غاية، الذي لم يسبقه وقت ولم يتقدمه زمان، ولا يتعاوره زيادة ولا نقصان، ولا يوصف بأين ولا بِمَ ولا مكان، الذي بطن من خفيات الأمور وظهر في العقول بما يرى في خلقه من علامات التدبير، الذي سُئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته، لا تستطيع عقول المتفكرين جحده، لأن من كانت السماوات والأرض فطرته وما فيهن وما بينهن وهو الصانع لهن، فلا مدفع لقدرته، الذي نأى من الخلق فلا شيء كمثله، الذي خلق خلقه لعبادته وأقدرهم على طاعته، بما جعل فيهم وقطع عذرهم بالحجج، فعن بينة هلك من هلك وبمنه نجا من نجا ولله الفضل مبدءاً ومعيداً، ثم إن الله وله الحمد افتتح الحمد لنفسه وختم أمر الدنيا ومحل الآخرة بالحمد لنفسه، فقال: {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. الحمد لله اللابس الكبرياء بلا تجسيد، والمرتدي بالجلال بلا تمثيل، والمستوي على العرش بغير زوال، والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم، ليس له حد ينتهى إلى حده ولا له مثل فيعرف بمثله، ذل من تجبر غيره، وصغر من تكبر دونه، وتواضعت الأشياء لعظمته وانقادت لسلطانه وعزته، وكلت عن إدراكه طروف العيون، وقصرت دون بلوغ صفته أوهام الخلائق، الأول قبل كل شيء ولا قبل له، والآخر بعد كل شيء ولا بعد له، الظاهر على كل شيء بالقهر له، والمشاهد لجميع الأماكن بلا انتقال إليها، لا تلمسه لامسة ولا تحسه حاسة، هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم، أتقن ما أراد من خلقه من الأشباح كلها، لا بمثال سبق إليه ولا لغوب دخل عليه في خلق ما خلق لديه، ابتدأ ما أراد ابتداءه وأنشأ ما أراد إنشاءه على ما أراد من الثقلين الجن والإنس، ليعرفوا بذلك ربوبيته وتمكن فيهم طاعته. نحمده بجميع محامده كلها على جميع نعمائه كلها، ونستهديه لمراشد أمورنا ونعوذ به من سيئات أعمالنا، ونستغفره للذنوب التي سبقت منا، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، بعثه بالحق نبيا دالا عليه وهاديا إليه، فهدى به من الضلالة واستنقذنا به من الجهالة، من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما و نال ثواباً جزيلاً ومن يعص الله ورسوله فقد خسر خسراناً مبيناً واستحق عذاباً أليماً فأنجعوا بما يحق عليكم من السمع والطاعة وإخلاص النصيحة وحسن المؤازرة وأعينوا على أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجر الأمور المكروهة، وتعاطوا الحق بينكم وتعاونوا به دوني، وخذوا على يد الظالم السفيه، ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، واعرفوا لذوي الفضل فضلهم، عصمنا الله وإياكم بالهدى وثبتنا وإياكم على التقوى، وأستغفر الله لي ولكم.