مجمع الزوائد/كتاب المغازي والسير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
  ►كتاب الجهاد كتاب المغازي والسير كتاب قتال أهل البغي ◄  



كتاب المغازي والسير


باب علو الإسلام على كل دين خالفه وظهوره عليه - باب تبليغ النبي ما أرسل به وصبره على ذلك - باب تكسيره الأصنام - باب الهجرة إلى الحبشة - باب خروج النبي إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل - باب البيعة على الإسلام التي تسمى بيعة النساء - باب بيعة من لم يحتلم - باب ابتداء أمر الأنصار والبيعة على الحرب - باب قوله: بعثت بين يدي الساعة بالسيف - باب فيمن شهد العقبة - باب الهجرة إلى المدينة - باب فيمن اختار الهجرة - باب علو أمره على من عاداه - باب نصره بالريح والرعب - باب قوله: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده - باب الغزو في الشهر الحرام - باب في أول أمير كان في الإسلام - باب سرية حمزة رضي الله عنه - باب ما جاء في غزوة الأبواء - (أبواب في غزوة بدر) - باب غزوة بدر - باب ما جاء في الأسرى - باب فيمن قتل من المسلمين يوم بدر - باب فيمن قتل من المشركين يوم بدر - باب فيمن حمل لواء يوم بدر - باب في أي شهر كانت وقعة بدر وعدة من شهدها - باب وقد حضر بدرا جماعة - باب فضل أهل بدر - باب غزوة أحد - باب فيما رآه النبي في المنام مما يتعلق بأحد - باب فيمن استصغر يوم أحد - باب منه في وقعة أحد - باب مقتل حمزة رضي عنه - باب منه في وقعة أحد - باب في دعائه بأحد - باب فيمن خسف به من الكفار يوم أحد - باب فيمن أحسن القتال يوم أحد - باب فيمن استشهد يوم أحد - باب تاريخ وقعة أحد - باب غزوة بني النضير - (بابان في غزوة بئر معونة) - باب غزوة بئر معونة - باب فيمن استشهد يوم بئر معونة - (أبواب في غزوة الخندق) - باب غزوة الخندق وقريظة - باب فيمن استشهد يوم الخندق - باب تاريخ الخندق - باب غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق - باب غزوة ذي قرد - باب الحديبية وعمرة القضاء - باب غزوة خيبر - باب غزوة مؤتة - باب غزوة الفتح - (أبواب في غزوة حنين) - باب غزوة حنين - باب ما جاء في غنائم هوازن وسبيهم - باب فيمن استشهد يوم حنين - باب غزوة الطائف - باب غزوة تبوك - باب السرايا والبعوث - باب قتل كعب بن الأشرف - باب قتل ابن أبي الحقيق - باب سرية عبد الله بن جحش - باب في يوم الرجيع - باب في سرية إلى أبي سفيان بن الحارث - باب في سرية إلى ابن الملوح - باب قتل خالد بن سفيان الهذلي - باب في سرية إلى رعية السحيمي - باب سرية بكر بن وائل - باب في سرية إلى نجد - باب في سرية إلى بلاد طيء - باب في سرية إلى جفينة - باب في سرية إلى ضاحية مضر - باب في سراياه - باب في يوم ذي قار - باب في قتال فارس والروم وعداوتهم - باب فيمن قتل بالشام - باب في وقعة القادسية ونهاوند وغير ذلك - باب فيمن قتل يوم الجسر - باب وقعة الإسكندرية - باب فتح القسطنطينية ورومية - (بابان في حروب الردة) - باب قتال أهل الردة - باب فيمن استشهد يوم اليمامة

باب علو الإسلام على كل دين خالفه وظهوره عليه

9805

عن زياد بن جهور قال: ورد علي كتاب من رسول الله فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأني أذكرك الله واليوم الآخر أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام فاعلم ذلك»

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
9806

وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي يقول: «يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب»

رواه البزار وفيه من لم يسم
9807

وعن تميم الداري قال: سمعت رسول الله يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الكفر» وكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
9808

وعن مقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله يقول: «لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل إما يعزهم فيجعلهم من أهلهم أو يذلهم فيدينون لهم»

رواه أحمد إلا أنه قال: «إما يعزهم فيهديهم إلى الإسلام أو يذلهم فيؤدون الجزية» ورجال أحمد رجال الصحيح

باب تبليغ النبي ما أرسل به وصبره على ذلك

9809

عن عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفي نادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل. فقال لي: يا عقيل التمس لي ابن عمك فأخرجته من كبس 1 من أكباس أبي طالب فأقبل يمشي معي يطلب الفيء يمشي فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى أبي طالب فقال له أبو طالب: يا ابن أخي والله ما علمت إن كنت لي لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فإن رأيت أن تكف عنهم. فحلق ببصره إلى السماء فقال: «والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار» فقال أبو طالب: والله ما كذب ابن أخي قط ارجعوا راشدين

رواه الطبراني في الأوسط والكبير إلا انه قال: من جلس مكان: كبس. وأبو يعلى باختصار يسير من أوله ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
9810

وعن عائشة قالت: قال رسول الله : «ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف
9811

وعن أبي هريرة قال: لما مات أبو طالب تحينوا النبي فقال: «ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم»

رواه الطبراني في الأوسط عن شخص لقي ابن سعيد الرازي قال الدارقطني: ليس بذاك وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
9812

وعن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو قال: قلت له: ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله فيما كانت تظهر من عداوته. قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم [ يوما ] في الحجر [ فذكروا رسول الله ] فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم. أو كما قالوا.

قال: فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله فأقبل يمشي حتى استقبل الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال: فعرفت ذلك في وجهه. ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال: «أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح»

فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشدا فوالله ما كنت جهولا. فانصرف رسول الله حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأطافوا به يقولون: الذي تقول كذا وكذا؟ لما كان يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم قال: فيقول رسول الله : «نعم أنا الذي أقول ذلك». قال: فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه وقام أبو بكر دونه يقول: وهو يبكي: { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط

قلت: في الصحيح طرف منه
رواه أحمد وقد صرح ابن إسحاق بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح
9813

وعن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله يصلي عند المقام فقام إليه عقبة ابن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب 2 لركبتيه وتصايح الناس وظنوا أنه مقتول قال: وأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبع رسول الله من ورائه وهو يقول: { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ثم انصرفوا عن النبي فقام رسول الله فلما قضى صلاته مر بهم وهم جلوس في ظل الكعبة فقال: «يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح» وأشار بيده إلى حلقه فقال له أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولا، فقال رسول الله : «أنت منهم»

رواه أبو يعلى والطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح
9814

وعن أسماء بنت أبي بكر أنهم قالوا لها: ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله ؟ فقالت: كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله وما يقول في آلهتهم فبينما هم كذلك إذ أقبل رسول الله فقاموا إليه بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقالوا: أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربع وهو يقول: ويلكم { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } فلهوا عن رسول الله وأقبلوا على أبي بكر قالت: فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا الجلال والإكرام

رواه أبو يعلى وفيه تدروس جد أبي الزبير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
9815

وعن أنس بن مالك قال: لقد ضربوا رسول الله مرة حتى غشي عليه فقام أبو بكر فجعل ينادي: ويلكم { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله }؟ فقالوا: من هذا؟ فقالوا: أبو بكر المجنون

رواه أبو يعلى والبزار وزاد: فتركوه وأقبلوا على أبي بكر. ورجاله رجال الصحيح
9816

وعن ابن مسعود قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا: «يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟». قلت: إني مؤتمن ولست بساقيكما

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح
9817

وعن جبير بن نفير قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما ومر بنا رجل واستمعنا إليه فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت. فأقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدري كيف يكون فيه؟ والله لقد حضر رسول الله أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه ألا يحمد الله تعالى أحدكم أن لا تعرفوا إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم فقد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية لم يروا أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للإيمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار وأنها التي قال الله تعالى: { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين }

رواه الطبراني بأسانيد في أحدها يحيى بن صالح وثقه الذهبي وقد تكلموا فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
9818

وعن عبد الله بن مسعود قال: بينا رسول الله في المسجد وأبو جهل بن هشام وشيبة وعتبة ابنا ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف ورجلان آخران كانوا سبعة وهم في الحجر ورسول الله يصلي فلما سجد أطال السجود فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها فيلقيه على محمد فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط فأتى به فألقاه على كتفيه ورسول الله ساجد [ لم يهتم ] قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني فأنا أذهب إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه ثم استقبلت قريشا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئا ورفع رسول الله رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود فلما قضى رسول الله صلاته قال: «اللهم عليك بقريش» ثلاثا «عليك بعتبة وعقبة وأبي جهل وشيبة». ثم خرج من المسجد فلقيه أبو البختري بسوط يتخصر به فلما رأى النبي أنكر وجهه فقال: ما لك؟ فقال النبي : «خل عني». قال: علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء؟ فلما علم النبي أنه غير مخل عنه أخبره فقال: «إن أبا جهل أمر فطرح علي فرث». فقال أبو البختري: هلم إلى المسجد. فأتى النبي وأبو البختري فدخلا المسجد ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث؟ قال: نعم. قال: فرفع السوط فضرب به رأسه قال: فثار الرجال بعضها إلى بعض قال: وصاح أبو جهل: ويحكم هي له إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه

9819

وفي رواية فلما رفع رسول الله رأسه حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد: اللهم عليك الملأ من قريش»

قلت: حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبي البختري
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الأجلح بن عبد الله الكندي وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
9820

وعن قتادة بن دعامة قال: تزوج أم كلثوم بنت رسول الله عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبي لهب فلم يبن بها حتى بعث النبي فلما نزل قوله تعالى: { تبت يدا أبي لهب } قال أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة: رأسي في رؤوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد. وقالت أمهما بنت حرب بن أمية - وهي حمالة الحطب -: طلقاهما يا بني فإنهما صبأتا. فطلقاهما. ولما طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي حين فارقها فقال: كفرت بدينك أو فارقت ابنتك لا تحبني ولا أحبك ثم سطا عليه فشق قميص النبي وهو خارج نحو الشام تاجرا فقال النبي : «أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه» فخرج في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان [ من الشام ] - يقال له: الزرقاء - ليلا فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول: ويل أمي هذا والله آكلي كما قال محمد قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام فعدا عليه الأسد من بين القوم [ فأخذ برأسه ] فضغمه ضغمة فقتله

قال زهير بن العلاء: فحدثنا هشام بن عروة عن أبيه: أن الأسد لما أطاف بهم تلك الليلة انصرف فناموا وجعل عتيبة وسطهم فأقبل السبع يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه وخلف عثمان بن عفان رحمه الله بعد رقية على أم كلثوم رضوان الله عليهما

رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف
9821

وعن عائشة أن رسول الله مر به أبو سفيان بن الحارث فقال: «يا عائشة هلمي حتى أريك ابن عمك الذي هجاني»

رواه البزار عن شيخه عبد الرحمن بن شيبة قال أبو حاتم: حديثه صحيح وبقية رجاله ثقات
9822

وعن خالد بن سعيد قال: مرض أبي مرضا شديدا فقال: لئن شفاني الله من وجعي هذا لا يعبد إله محمد بن أبي كبشة ببطن مكة أبدا قال خالد: فهلك.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عمرو بن يحيى الأموي لم يسمع من جده
9823

وعن أبي أمية الطائفي من ولد سعيد بن العاص [ حدثنا جدي عن جده سعيد بن العاص ] أن جده أبا أحيحة كان مريضا حين بعث النبي فقال في مرضه: لا ترفعوني من مضجعي لا يبعد إله ابن أبي كبشة بمكة. فقال ابنه وهو عند رأسه: اللهم لا ترفعه

قلت: هكذا وجدته في الأصل
رواه الطبراني وإسناده منقطع
9824

وعن جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش للنبي يوما فقال: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ما يرد عليه قالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا: أنت يا أبا الوليد. فأتاه عتبة فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك قد عبدوا الآلهة التي عبت وان كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك أما والله ما رأينا سخطة أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى طار فيهم: أن في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا [ والله ] ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريش رجلا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشرا. فقال له رسول الله : «أفرغت؟». قال: نعم. قال: فقال رسول الله : «{ حم تنزيل من الرحمن الرحيم }» حتى بلغ: «{ فان اعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود }» فقال عتبة: حسبك حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: «لا». فرجع إلى قريش فقالوا: ما وراءك؟ فقال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته. قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم. قال: والذي نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال: { أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود }. قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية فلا تدري ما قال؟ قال: لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة

رواه أبو يعلى وفيه الأجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
9825

وعن حميد بن منهب قال: بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان فقال: بئس لعمر الله ما يقول في عمه لكني لا أقول في عبد الله إلا خيرا رحمة الله عليه إن كان امرأ صالحا خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا هند وخرجت أسير أمامهما - وأنا غلام - على حمارة إذ لحقنا رسول الله فقال أبو سفيان: انزل يا معاوية حتى يركب محمد. فنزلت عن الحمارة فركبها رسول الله فسار أمامهما هنيهة ثم التفت إليهما فقال: «يا أبا سفيان بن حرب ويا هند بنت عتبة والله لتموتن ثم لتبعثن ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسيء النار وأن ما أقول لكم حق وإنكم أول من أنذرتم» ثم قرأ رسول الله : «{ حم تنزيل من الرحمن الرحيم }». حتى بلغ: «{ قالتا أتينا طائعين }». فقال له أبو سفيان: أفرغت يا محمد؟ قال: «نعم». ونزل رسول الله عن الحمارة وركبتها فأقبلت هند على أبي سفيان فقالت: ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني؟ فقال: والله ما هو بساحر ولا كذاب

رواه الطبراني في الأوسط. وحميد بن منهب لم أعرفه وبقية رجاله ثقات
9826

وعن ربيعة بن عباد الدئلي قال: ما أسمعكم تقولون: أن قريشا كانت تنال من رسول الله فإني أكثر ما رأيت أن منزله كان بين منزل أبي لهب وعقبة بن أبي معيط وكان ينقلب إلى بيته فيجد الأرحام والدماء والأنحات قد نصبت على بابه فينحي ذلك بسنة قوسه ويقول: «بئس الجوار هذا يا معشر قريش»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن علي بن الحسين الرافقي وهو ضعيف. وتأتي أحاديث في تأييده على عدوه في علامات النبوة إن شاء الله
9827

وعن الحارث بن الحارث قال: قلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم. قال: فنزلنا فإذا رسول الله يدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل والإيمان [ به ] وهم يردون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه أقبلت امرأة قد بدا نحرها قدحا ومنديلا فتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال: «يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافين على أبيك» قلنا: من هذه؟ قالوا: هذه زينب بنته

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9828

وعن منبت الأزدي قال: رأيت رسول الله في الجاهلية وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» فمنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعس 3 من ماء فغسل وجهه ويديه وقال: «يا بنية لا تخشي على أبيك غيلة ولا ذلة». فقلت: من هذه؟ قالوا: زينب بنت رسول الله وهي جارية وضيئة

رواه الطبراني وفيه منيب بن مدرك ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
9829

وعن مدرك قال: حججت مع أبي فلما نزلنا منى إذا نحن بجماعة فقلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هذا الصابئ فإذا رسول الله يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9830

وعن رجل من بني مالك بن كنانة قال: رأيت رسول الله بسوق ذي المجاز يتخللها يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا». قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب ويقول: يا أيها الناس لا يغوينكم هذا عن دينكم فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى. [ قال ]: وما يلتفت إليه رسول الله . قلت: انعت لنا رسول الله قال: بين بردين أحمرين مربوع كثير اللحم حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
9831

وعن ربيعة بن عباد من بني الديل - وكان جاهليا - قال: رأيت رسول الله في سوق ذي المجاز وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه فذكروا لي نسب رسول الله وقالوا لي: هذا عمه أبو لهب

9832

وفي رواية: ورسول الله يفر منه وهو يتبعه

9833

وفي رواية: وكان جاهليا فأسلم

9834

وفي رواية: والناس منقصفون عليه 4 فما رأيت أحدا يقول شيئا وهو لا يسكت

رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبد الله بن أحمد ثقات الرجال. وتأتي له طريق في عرضه نفسه على القبائل
9835

وعن طارق بن عبد الله قال: إني بسوق ذي المجاز إذ مر رجل شاب عليه حلة من برد أحمر وهو يقول: «يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا». ورجل خلفه قد أدمى عرقوبيه وساقيه يقول: يا أيها الناس إنه كذاب فلا تطيعوه فقلت: من هذا؟ قال: غلام بني هاشم الذي يزعم أنه رسول الله وهذا عمه عبد العزى فلما هاجر محمد إلى المدينة وأسلم الناس ارتحلنا [ من الربذة يومئذ ] معنا ظعينة لنا فلما قدمنا المدينة أدنى حيطانها لبسنا ثيابا غير ثيابنا إذا رجل في الطريق فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: نمير أهلنا 5 ولنا جمل أحمر قائم مخطوم قال: أتبيعوني جملكم؟ قلنا: نعم. قال: بكم؟ قلنا: بكذا وبكذا صاعا من تمر فما استنقصنا مما قلنا شيئا وضرب بيده فأخذ بخطام الجمل ثم أدبر به فلما توارى عنا بالحيطان قلنا: والله ما صنعنا شيئا بعنا من لا نعرف قال: تقول امرأة جالسة: لقد رأيت رجلا كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر ولا والله لا يظلمكم ولا يحيركم وأنا ضامنة لجملكم فأتى رجل فقال: أنا رسول رسول الله إليكم هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا قال: فأكلنا وشبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة فأتينا المسجد فإذا هو يخطب على المنبر فسمعنا من قوله: «تصدقوا فإن الصدقة خير لكم»

رواه الطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح

باب تكسيره الأصنام

9836

عن علي بن أبي طالب قال: انطلقت أنا والنبي حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله : «اجلس». وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل وجلس لي رسول الله فقال: «اصعد على منكبي». [ قال: فصعدت على منكبيه ] قال: فنهض بي قال: فإنه يخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه فقال لي رسول الله : «اقذف به». فقذف به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس

9837

وفي رواية: كان على الكعبة أصنام فذهبت أحمل النبي فلم أستطع فحملني فجعلت أقطعها ولو شئت لنلت السماء

رواه أحمد وابنه وأبو يعلى والبزار وزاد بعد قوله: حتى استترنا بالبيوت فلم يوضع عليها بعد - يعني من تلك الأصنام - ورجال الجميع ثقات
9838

وعن بريدة بن الحصيب أن رسول الله مس صنما فتوضأ

رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف
9839

وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله يشهد مع المشركين مشاهدهم قال: فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله قال: فقال: كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل؟ قال: فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم

رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح

باب الهجرة إلى الحبشة

9840

عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت: كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال: أين يا أم عبد الله. فقلت: آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله لا نؤذى [ في عبادة الله ] فقال: صحبكم الله. ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال: ترجين أن يسلم [ فقلت: نعم. فقال: ] والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب

رواه الطبراني وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح
9841

وعن عبد الله بن مسعود قال: بعثنا رسول الله إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلا فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا: إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال: فأين هم؟ قالا: [ هم ] في أرضك فابعث إليهم فابعث إليهم قال جعفر: أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له: ما لك لا تسجد للملك؟ قال: إنا لا نسجد إلا لله عز وجل قال: وما ذاك؟ قال: إن الله عز وجل بعث إلينا رسوله وأمرنا أن لا نسجد [ لأحد ] إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة

قال عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى قال: ما يقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قال: نقول كما قال الله عز وجل: هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها ولم يفترضها ولد. قال: فرفع عودا من الأرض وقال: يا معشر [ الحبشة ] القسيسين والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ما سوى هذا مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد إنه رسول الله وإنه الذي نجده في الإنجيل وإنه الذي بشر به عيسى بن مريم انزلوا حيث شئتم فوالله لو ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه. وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما

ثم تعجل عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدرا وزعم أن رسول الله استغفر له حين بلغه موته

رواه الطبراني وفيه حديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وقال: في بعض حديثه ضعف وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات
9842

وعن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله وحده لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان أعجب ما يأتيه منها الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية وبعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمروهما أمرهم وقالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم قالت: فخرجا فقدما على النجاشي [ ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريقا إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ] ثم قالا لكل بطريق منهم: إنه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه أن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما: نعم. ثم قربوا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهم ثم كلماه فقالا له: أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأبنائهم وعشائرهم لنردهم إليهم فلهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. ولم يكن [ شيء ] أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك قومهم أعلا بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم. فغضب النجاشي وقال: لا ها الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحتسب جوارهم ما جاوروني. قالت: ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في الرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ قالت: وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب عليه السلام قال: أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقة وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. - قالت: فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده لا نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فغدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز وجل وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت: فقال النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم. قالت: فقال له النجاشي: فاقرأه. فقرأ عليه صدرا من: { كهيعص } قالت: فبكى [ والله ] النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي: إن هذا [ والله ] والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة. انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد

قالت أم سلمة: فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدا أعيبهم عنده بما استأصل به خضراءهم فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا: لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا. قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عليه السلام عبد قالت: ثم غدا عليه [ الغد ] فقال: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما. فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه؟ قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت: ولم ينزل بنا مثلها واجتمع القوم فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله ما قال الله عز وجل وما جاء به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن. فلما دخلوا عليه قال [ لهم ]: في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا : «هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول». قال: فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود. فتناخرت بطارقه حوله حين قال ما قال. [ فقال: ] وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - والسيوم: الآمنون - من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ثم من سبكم غرم. ما أحب أن لي دبرا ذهبا وأني آذيت رجلا منكم - والدبر بلسان الحبشة: الجبل - ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي فيهما فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ فيه الرشوة وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه. فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار فوالله إنا لعلى ذلك إذ نزل به - يعني: من ينازعه في ملكه - قالت: والله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف [ منه ]

قالت: وسار النجاشي وبينهما عرض النيل قالت: فقال أصحاب رسول الله : من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا؟ قالت: فقال الزبير بن العوام: أنا قالت: وكان من أحدث القوم سنا. قالت: فنفخوا له قربة فجعلوها في صدره فسبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ثم انطلق حتى حضرهم قالت: ودعونا الله عز وجل للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده. واستوسق 6 عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله وهو بمكة

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق وقد صرح بالسماع
9843

وعن محمد بن حاطب قال: قال رسول الله : «إني رأيت أرضا ذات نخل فاخرجوا» قال: فخرج حاطب وجعفر في البحر قبل النجاشي. قال: فولدت أنا في تلك السفينة

رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
9844

وعن عمير بن إسحاق قال: قال جعفر: يا رسول الله ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا. قال: فأذن له فيها فأتى النجاشي قال عمير: حدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته قلت: لا تستقبلن لهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت: ائذن لعمرو بن العاص فأذن لي فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لا قطعت إليك هذه النطفة ولا أحد من أصحابي أبدا. فقال: وأين هو؟ قلت: إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي فأرسل معي رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء فلما أتيت الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص ونادى خلفي: ائذن لحزب الله عز وجل. فسمع صوته فأذن له قبلي فدخل ودخلت وإذا النجاشي على السرير قال: فذهبت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلفي وجعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي فقال النجاشي: نجروا - قال عمرو يعني تكلموا - قلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ويزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وإنك إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أنا ولا أحد من أصحابي أبدا قال جعفر: صدق ابن عمي وأنا على دينه قال: فصاح صياحا وقال: أوه. حتى قلت: ما لابن الحبشية لا يتكلم؟ وقال: أناموس كناموس موسى؟ قال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ قال: أقول هو روح الله وكلمته. قال: فتناول شيئا من الأرض فقال: ما أخطأ في أمره مثل هذا فوالله لولا ملكي لا تبعتكم وقال لي: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا. أنت آمن بأرضي من ضربك قتلته ومن سبك غرمته وقال لآذنه: متى استأذنك هذا فائذن له إلا أن أكون عند أهلي فإن أتى فأذن له

قال: فتفرقنا ولم يكن أحد أحب إلى أن ألقاه من جعفر قال: فاستقبلني من طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا فنظرت خلفي فلم أر أحدا فدنوت منه وقلت: أتعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله؟ قال: فقد هداك الله فاثبت فتركني وذهب فأتيت أصحابي فكأنما شهدوه معي فأخذوا قطيفة أو ثوبا فجعلوه علي حتى غموني بها قال: وجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة حتى أفلت وما علي قشرة فمررت على حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي فأتيت جعفرا فدخلت عليه فقال: ما لك؟ فقلت: أخذ كل شيء لي ما ترك علي قشرة فأتيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي فانطلق وانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقال جعفر لآذنه: استأذن لي. قال: إنه عند أهله فأذن له فقلت: إن عمرا تابعني على ديني قال: كلا قلت: بلى فقال لإنسان: اذهب معه فإن فعل فلا تقل شيئا إلا كتبته قال: فجاء فقال: نعم فجعلت أقول وجعل يكتب حتى كتبت كل شيء حتى القدح قال: ولو شئت آخذ شيئا من أموالهم إلى مالي فعلت

رواه الطبراني والبزار وصدر الحديث في أوله له وزاد في آخره قال: ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين. وعمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح
وروى أبو يعلى بعضه ثم قال: فذكر الحديث بطوله
9845

وعن جعفر بن أبي طالب قال: بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية من أبي سفيان إلى النجاشي فقالوا له ونحن عنده: قد بعثوا إليك أناسا من سفلتنا وسفهائهم فادفعهم إلينا قال: لا حتى أسمع كلامهم فبعث إلينا وقال: ما تقولون؟ فقلنا: إن قومنا يعبدون الأوثان وإن الله عز وجل بعث إلينا رسولا فآمنا به وصدقناه فقال لهم النجاشي: عبيد هم لكم؟ قالوا: لا. قال: فلكم عليهم دين؟ قالوا: لا. قال: فخلوا سبيلهم فخرجنا من عنده فقال عمرو بن العاص: إن هؤلاء يقولون في عيسى غير ما تقولون قال: إن لم يقولوا في عيسى مثل ما نقول لا أدعهم في أرضي ساعة من نهار قال: [ فأرسل إلينا ] فكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الأولى فقال: ما يقول صاحبكم في عيسى بن مريم؟ فقلنا: يقول: «هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول». قال: فأرسل فقال: ادعوا فلانا القسيس وفلانا الراهب فأتاه ناس منهم فقال: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ قالوا: فأنت أعلمنا فما تقول؟ قال: فأخذ النجاشي شيئا من الأرض ثم قال: هكذا عيسى بن مريم ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا ثم قال لهم: أيؤذيكم أحد؟ قالوا: نعم. فأمر مناديا فنادى من آذى أحدا من هؤلاء فأغرموه أربعة دراهم [ ثم ] قال: يكفيكم؟ فقلنا: لا فأضعفها فلما هاجر رسول الله إلى المدينة وظهر بها قلنا له: إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة وظهر بها وهاجر قبل الذين كنا حدثناك عنهم وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا قال: نعم فحملنا وزودنا وأعطانا ثم قال: أخبر صاحبك ما صنعت إليكم وهذا رسولي معك وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنه رسول الله فقل له يستغفر لي قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقانا رسول الله واعتنقني فقال: «ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر؟» ثم جلس فقام رسول النجاشي فقال: هو ذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا؟ فقلت: نعم قد فعل بنا قد فعل كذا وكذا وحملنا وزودنا ونصرنا وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وقال: قل له يستغفر لي فقام رسول الله فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات: «اللهم اغفر للنجاشي». فقال المسلمون: آمين. فقال جعفر: فقلت للرسول: انطلق فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي .

رواه الطبراني من طريق أسد بن عمرو عن مجالد وكلاهما ضعيف وقد وثقا
9846

وعن جعفر بن أبي طالب أن النجاشي سأله: ما دينكم؟ قال: بعث إلينا رسول نعرف لسانه وصدقه ووفاءه فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ونخلع ما كان يعبد قومنا وغيرهم من دونه يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر وأمرنا بالصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحمن فدعانا إلى ما نعرف وقرأ علينا تنزيلا جاء من عند الله لا يشبه غيره فصدقناه وآمنا به وعرفنا أن ما جاء به حق من عند الله ففارقنا عند ذلك قومنا فآذونا وقهرونا فلما أن بلغوا منا ما نكره ولم نقدر على أن نمتنع منهم خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك فقال النجاشي: اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي - يقول: آمنون - من سبكم غرم

رواه الطبراني من طريقين عن ابن اسحق وهو مدلس
9847

وعن أبي موسى قال: أمرنا رسول الله أن ننطلق مع جعفر ابن أبي طالب إلى النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعا للنجاشي هدية وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها وسجدا له ثم قال عمرو بن العاص: إن ناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك فقال لهم النجاشي: في أرضي؟ قالوا: نعم. فبعث إلينا فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين وقد قال له عمرو وعمارة: إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان: اسجدوا للملك فقال جعفر: إنا لا نسجد إلا لله. قال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث إلينا رسولا وهو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام من بعده اسمه أحمد وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر.

فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو قال: أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي: ما يقول صاحبكم في ابن مريم؟ قال: يقول فيه قول الله: «هو روح الله وكلمته أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر ولم يفترضها ولد». فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه فقال: يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى ولولا ما أنا فيه الملك لأتيته حتى أقبل نعليه امكثوا في أرضي ما شئتم. وأمر لنا بطعام وكسوة وقال: ردوا على هذين هديتهما وكان عمرو بن العاص رجلا قصيرا وكان عمارة رجلا جميلا وكانا أقبلا إلى النجاشي فشربوا - يعني خمرا - ومع عمرو بن العاص امرأته فلما شربوا من الخمر قال عمارة لعمرو: مر امرأتك فلتقبلني فقال له عمرو: ألا تستحي؟ فأخذ عمارة عمرا فرمى به في البحر فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة فحقد عمرو على ذلك فقال عمرو للنجاشي: إنك إذا خرجت خلفت عمارة في أهلك. فدعا النجاشي عمارة فنفخ في إحليله فطار مع الوحش

قلت: روى أبو داود منه مقدار سطر من الجنائز
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
9848

وعن ابن شهاب في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى قدم بعد بدر شرحبيل بن عبد الله بن حسنة وهي أمه

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9849

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: إن قريشا بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد زمن النجاشي وكان عمارة رجلا جميلا وكان يقذف عمرا في البحر وكان يعوم فيخرج ثم يلقيه أيضا فيعوم فحقد عمرو في نفسه على عمارة ما كان يصنع به فلما قدما دخلا على النجاشي فقالا له: إن جعفرا وأصحابه طعنوا على آبائهم وخالفوهم في دينهم وهم يخالفونك ولا يحييونك كما يحييك الناس فوقعوا فيهم فبعث النجاشي إلى جعفر وأصحابه فقال: ما لكم لا تحيوني كما تحييني الناس؟ قالوا: إن لنا ربا لا ينبغي أن نسجد لغيره ولو سجدنا لأحد لسجدنا لنبينا قال: هل معكم من كتابكم شيء؟ قالوا: نعم فقرأ جعفر سورة مريم فقال: ما تقول في عيسى؟ قال: هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فقال لأصحابه: ما تقولون؟ فسكتوا فأخذ شيئا من الأرض بين إصبعيه فقالوا: والله ما خالفوا أمر عيسى هذه وإن أنكرتكم وإني أشهدكم أنى قد آمنت بما أنزل على محمد ثم قال: إن شئتم جهزتكم فقدمتم على نبيكم وإن شئتم أقمتم عندي حتى يستقر مكانا فأخذ عمرو يعمل في عمارة فلطف بامرأة النجاشي فأخذ عطرا من عطرها ثم قال للنجاشي: إن عمارة يدخل على امرأتك وآية ذلك أنه يدخل عليك غدا وعليه طيب من طيبها فلما أصبحا طيبه فقال: انطلق بنا إلى الملك فانطلقا حتى دخل فوجد منه ريح الطيب فعرف النجاشي طيبه فأمر النجاشي بعمارة فنفخ في إحليله فاستطير حتى لحق بالصحارى يسعى فيها مع الوحش فجاء بعد ذلك أهله فأصابوه فسقوه شربة من سويق فتعتعته فمات فلما قدم جعفر وأصحابه على رسول الله جاءته وفاة النجاشي

رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن كثير الثقفي وهو ضعيف
9850

وعن عروة بن الزبير في تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الأولى قبل خروج جعفر وأصحابه: الزبير بن العوام وسهل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن عوف. وعثمان بن عفان ومعه امرأته رقية بنت رسول الله وعثمان بن مظعون ومصعب بن عمير أحد بني عبد الدار. وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة. وأبو سبرة بن أبي رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو. وأبو سلمة بن عبد الأسد ومعه امرأته أم سلمة

قال: ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الأولى قبل جعفر بن أبي طالب وأصحابه حين أنزل الله السورة التي يذكر فيها { والنجم إذا هوى } فقال المشركون [ من قريش ]: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه فإنه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر به آلهتنا من الشر والشتم فلما أنزل الله السورة الذي يذكر فيها والنجم وقرأ: { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال: وإنهن من الغرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجى وذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم واستبشروا بها وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه.

فلما بلغ رسول الله آخر السورة التي فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع ملء كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين. وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي [ وأصحابه لما سمعوا الذي ألقى الشيطان في أمنية النبي ] وحدثهم الشيطان أن النبي قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس [ قد ] أسلموا وصاروا مع رسول الله وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه أقبلوا سراعا فكبر ذلك على رسول الله فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل وقال: معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربي ولا أمرني بهما ربك فلما رأى ذلك رسول الله شق عليه وقال: أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه وشركني في أمر الله. فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأنزل عليه: { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد }

فلما برأه الله عز وجل من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم وبلغ المسلمون ممن كان بأرض الحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذي أصابهم [ والجوع ] والخوف وخافوا أن يدخلوا مكة فيبطش بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون فلما أبصر عثمان بن مظعون الذي يلقى رسول الله وأصحابه من البلاء وعذبت طائفة منهم بالنار وبالسياط وعثمان بن مظعون معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية وقال: أما والله من كان في عهد الله وذمته وذمة رسوله الذي اختار لأوليائه من أهل الإسلام ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة والكرب عمد إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا ابن عم أجرتني فأحسنت جواري وإني أحب أن تخرجني إلى عشيرتك فتبرأ مني بين أظهرهم. فقال له الوليد: ابن أخي لعل أحدا آذاك أو شتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع لك مني فأنا أكفيك ذلك؟ قال: لا والله ما بي ذلك وما اعترض لي من أحد فلما أبى عثمان إلا أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى المسجد وقريش فيه كأحفل ما كانوا ولبيد بن ربيعة [ الشاعر ] ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال: إن هذا غلبني وحملني على أن أنزل إليه عن جواري أشهدكم أنى بريء فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم

فقال: ألا كل شيء ما خلا الله باطل

قال عثمان: صدقت. ثم إن لبيدا أنشدهم تمام البيت فقال: وكل نعيم لا محالة زائل

فقال: كذبت. فسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والأخرى صدقه مرة وكذبه مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفنى وإذا قال: كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك أي نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه: قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا فكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان: بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة لي فيمن أحب إلي منكم أسوة فقال له الوليد: إن شئت أجرتك الثانية. قال: لا أرب لي في جوارك

رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة أيضا

باب خروج النبي إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل

9851

عن عبد الله بن جعفر قال: لما توفي أبو طالب خرج النبي إلى الطائف ماشيا على قدميه يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله»

رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة وبقية رجاله ثقات
9852

وعن رقيقة قالت: لما جاء النبي يبتغي النصر بالطائف فدخل عليها فأمرت له بشراب من سويق فشرب فقال لي رسول الله : «لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها» قلت: إذا يقتلوني قال: «فإذا قالوا لك ذلك فقولي: رب هذه الطاغية فإذا صليت فوليه ظهرك». ثم خرج رسول الله من عندهم قالت بنت رقيقة: فأخبرني أخواي سفيان ووهب ابني قيس بن أبان قالا: لما أسلمت ثقيف خرجنا إلى رسول الله فقال: «ما فعلت أمكما؟». قلنا: هلكت على الحال التي تركتها قال: «لقد أسلمت أمكما إذا»

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
9853

وعن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: «هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل» فأتاه رجل من همدان فقال: «ممن أنت؟». فقال الرجل: من همدان فقال: «هل عند قومك من منعة؟». قال: نعم. ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال: آتيهم فأخبرهم ثم آتيك من قابل قال: «نعم». فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب.

رواه أحمد ورجاله ثقات
9854

وعن ربيعة بن عباد قال: إني لمع أبي شاب أنظر إلى رسول الله يتبع القبائل ووراءه رجل أحمر وضيء ذو جمة يقف رسول الله على القبيلة يقول: «يا بني فلان إني رسول الله إليكم آمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به» فإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحي من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لأبي: من هذا؟ فقال: هذا عمه أبو لهب

رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية وقد تقدمت له طرق فيما أوذي به سيدنا رسول الله وبعضها صحيح
9855

وعن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن نافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: «هل لكم إلى خير مما جئتم إليه؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي كتابا». ثم ذكر الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا: أي قوم هذا والله خير مما جئتم إليه قال: فأخذ أبو الحيسر أنس بن نافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ [ وقال: دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا قال: فصمت إياس ] وقام رسول الله عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج قال: ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي أنه لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع

رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات

باب البيعة على الإسلام التي تسمى بيعة النساء

9856

عن جرير قال: بايعنا النبي على مثل ما بايع عليه النساء من مات منا ولم يأت شيئا منهن ضمن له الجنة ومن مات منا وقد أتى شيئا منهن وقد أقيم عليه الحد فهو كفارة ومن مات منا وقد أتى شيئا منهن فستر عليه فعلى الله حسابه

رواه الطبراني وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
9857

وعن محمد بن الأسود بن خلف أن أباه الأسود حضر النبي يبايع الناس فجاءه الرجال والنساء والصغير والكبير فبايعوه على الإسلام والشهادة فأخبرني محمد بن الأسود قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد باختصار ورجاله ثقات.
9858

وعن عبد الله بن عمرو قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله تبايعه على الإسلام فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى»

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9859

وعن قطبة بن قتادة قال: بايعت النبي على ابنتي الحويصلة

رواه عبد الله بن أحمد وفيه راو لم يسم
9860

وعن كرب بن عبد قال: أتيت النبي من اليمن فبايعته وأسلمت على يده

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
9861

وعن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع رسول الله فأخذ عليها: { أن لا يشركن ولا يزنين } الآية قالت: فوضعت يدها على رأسها حياء فأعجب رسول الله ما رأى منها فقالت عائشة: أقري أيتها المرأة فوالله ما بايعنا إلا على هذا قالت: فنعم إذا فبايعها بالآية

رواه أحمد إلا أنه قال: عن معمر عن الزهري أو غيره عن عروة. والبزار لم يشك ورجاله رجال الصحيح.
9862

وعن عائشة قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله لتبايعه فنظر إلى يديها فقال: «اذهبي فغيري يديك» قال: فذهبت فغيرتهما بحناء ثم جاءت إلى رسول الله فقال: «أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني». قالت: أوتزني الحرة؟ قال: «لا تقتلن أولادكن خشية إملاق». قالت: وهل تركت لنا أولادا نقتلهم؟ قال: فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب: ما تقول في هذين السوارين؟ قال: «جمرتين من جمر جهنم»

رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن
9863

وعن سلمى بنت قيس - وكانت إحدى خالات رسول الله قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار - قالت: جئت رسول الله فبايعته في نسوة من الأنصار فلما شرط علينا: أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال: «ولا تغششن أزوجكن». قالت: فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله : ما غش أزواجنا؟ قالت: فسألته قال: «تأخذ ماله فتحابي به غيره»

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات
9864

وعن أم عطية قالت: لما قدم رسول الله المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ثم أرسل إليهن عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم عليهن فرددن السلام فقال: أنا رسول رسول الله إليكن فقلن: مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله فقال: تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف قلن: نعم. فمد عمر يده من خارج الباب ومددن هن أيديهن من داخل ثم قال: اللهم اشهد وأمر أن يخرج في العيدين الحيض والعتق ونهينا عن اتباع الجنائز ولا جمعة علينا فسألته عن البهتان وعن قوله: ولا يعصينك في معروف قال: هي النياحة

قلت: رواه أبو داود باختصار كثير
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات
9865

وعن عائشة بنت قدامة قالت: أنا مع أمي رائطة بنت سفيان الخزاعية والنبي يبايع النسوة ويقول: «أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف» قلن: نعم. فقال النبي : «قلن: نعم فيما استطعتن»

فكنت أقول كما يقلن

رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال: «أبايعكن على أن لا تشركن». وقال: «قلن: نعم فيما استطعنه». قلن: نعم فيما استطعنا. وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم وهو ضعيف
9866

وعن أم العلاء - وهي امرأة من نسائهم - قال يعقوب: أخبرته: بايعت رسول الله .

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
9867

وعن عزة بنت خابل أنها أتت النبي فبايعها على أن لا تزنين ولا تسرقين ولا تئدين فتبدين أو تخفين قلت: أما الوأد المبدي فقد عرفته وأما الوأد الخفي فلم أسأل رسول الله ولم يخبرني وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد فوالله لا أفسد لي ولدا أبدا

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه عن عطاء بن مسعود الكعبي عن أبيه عنها ولم أعرف مسعود وبقية رجاله ثقات
9868

وعن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هند يبايعان رسول الله فلما اشترط عليهن قالت هند: أوتعلم في نساء قومك من هذه الهنة شيء؟ فقال أبو حذيفة: بايعته فهكذا يشترط

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك ووثقه حجاج بن الشاعر
9869

وعن أسماء بنت يزيد قالت: أنا من النسوة اللاتي أخذ عليهن رسول الله قالت: وكنت جارية ناهدا جريئة على مسألته فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أصافحك فقال: «إني لا أصافح النساء ولكن آخذ عليهن ما أخذ الله عليهن» فذكر الحديث

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك
9870

وعن عقيلة بنت عبيد بن الحارث قالت: جئت أنا وأمي قريرة بنت الحرث العتوارية في نساء من المهاجرات فبايعنا رسول الله وهو ضارب عليه قبة بالأبطح فأخذ علينا { أن لا نشرك بالله شيئا } الآية كلها فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه قال: «إني لا أمس أيدي النساء» فاستغفر لنا وكانت تلك بيعتنا

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
9871

وعن معقل بن يسار أن النبي كان يصافح النساء من تحت الثوب

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف
9872

وعن عروة بن مسعود الثقفي قال: كان رسول الله عنده الماء فإذا بايع النساء غمسن أيديهن في الماء

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري وهو ضعيف
9873

وعن ابن عباس عن النبي قال لما بايع النساء: «لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى» قالت امرأة: يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها. فقال رسول الله : «اذهبي فأسعديها ثم تعالي فبايعيني»

رواه الطبراني وفيه المسيب بن شريك وهو متروك
9874

وعن أبي نصر قال: سئل ابن عباس كيف كان رسول الله يمتحن النساء؟ قال: [ كان ] إذا أتته المرأة لتسلم أحلفها بالله ما خرجت لبغض زوجها وبالله ما خرجت لاكتساب دنيا وبالله ما خرجت من أرض إلى أرض وبالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله

رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما

باب بيعة من لم يحتلم

9875

عن محمد بن علي بن الحسين أن النبي بايع الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار ولم يبقلوا ولم يبلغوا ولم يبايع صغيرا إلا منا

رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات. وفي ترجمة عبد الله بي الزبير وغيره نحو هذا

باب ابتداء أمر الأنصار والبيعة على الحرب

9876

عن عروة قال: لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مازن بن النجار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة. ومن بني زريق: رافع بن مالك وذكوان بن عبد القيس. ومن بني عبد الأشهل: أبو الهيثم بن التيهان. ومن بني عمرو بن عوف: عويم بن ساعدة. وأتاهم رسول الله وأخبرهم خبرهم الذي اصطفاه الله به من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ثم قالوا له: قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ونحن - لله ولك - مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون فإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك ونحن نواعدك الموسم من العام القابل. فرضي رسول الله الذي قالوا فرجعوا إلى قومهم يدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا عليه بالقرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة

ثم بعثوا إلى رسول الله : أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس [ سرا ] ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مري أو قريبا منها فجلسوا هنالك وبعثوا إلى رهط من أهل الأرض فأتوهم مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في لأمته ومعه الرمح حتى وقف عليه فقال: علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم [ إليه ] لا أراكما بعد هذا بشيء من جوارنا. فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول فلما رأى أسعد منه لينا قال: يا ابن خالة اسمع من قوله فإن سمعت منه منكرا فاردده يا هذا منه وإن سمعت خيرا فأجب الله فقال: ماذا يقول؟ فقرأ عليهم مصعب بن عمير: { حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } فقال سعد: وما أسمع إلا ما أعرف فرجع وقد هداه الله تعالى ولم يظهر أمر الإسلام حتى رجع فرجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر إسلامه وقال فيه: من شك من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرها

ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل يدعو ويهدي [ الله ] على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله وكان يدعى: المقرئ

رواه الطبراني مرسلا فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
9877

وعن ابن إسحاق قال: لما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه وإنجاز وعده خرج رسول الله في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبد الله بن رئاب

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9878

وعن كعب بن مالك قال: لما قدم اثنا عشر رجلا من العقبة وقد أمرهم رسول الله أن يوافوه سبعون رجلا [ العام المقبل سنة يمشي أحدنا إلى صاحبه بالسمع والرمل والمطعم حتى وافاه منا سبعون رجلا ].

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه حجاج بن الشاعر وضعفه الجمهور
9879

وعن عمر بن الخطاب قال: قام رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم ما يجد أحدا يجيبه حتى جاء الله بهذا الحي من الأنصار لما أسعدهم الله وساق لهم من الكرامة فآووا ونصروا فجزاهم الله عن نبيهم خيرا والله ما وفينا لهم كما عاهدناهم عليه إنا كنا قلنا لهم: نحن الأمراء وأنتم الوزراء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لي غلام إلا أنصاري

رواه البزار وحسن إسناده وفيه ابن شبيب وهو ضعيف
9880

وعن عائشة قالت: كان رسول الله يعرض نفسه في كل سنة على قبائل من العرب أن يؤووه إلى قومهم حتى يبلغ كلام الله ورسالاته ولهم الجنة فليست قبيلة من العرب تستجيب له حتى أراد الله إظهار دينه ونصر نبيه وإنجاز ما وعده ساقه الله إلى هذا الحي من الأنصار فاستجابوا له وجعل الله لنبيه دار هجرة

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن عمر العمري وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات
9881

وعن كعب بن مالك - وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله - قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا فقهنا معنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا: يا هؤلاء إني قد رأيت [ والله ] رأيا وإني والله ما أدري توافقوني عليه أم لا؟ قلنا له: وما ذاك؟ قال: إني قد رأيت أن لا أدع هذه البنية حتى تظهر - يعني الكعبة - وأن أصلي إليها قال: فقلنا: والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه قال: فقلنا: لكنا لا نفعل

قال: وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال [ أخي ]: و [ قد ] كنا قد عتبنا عليه [ ما صنع ] وأبى إلا الإقامة عليه فلما قدم مكة قال: [ يا ] ابن أخي انطلق إلى رسول الله حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي [ فيه ]

قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله [ وكنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول الله ] فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا. قال: فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه؟ قلنا: نعم. قال: وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال: فادخلا المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس. قال: فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله [ معه ] جالس فسلمنا ثم جلسنا إليه فقال النبي للعباس: «هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟». قال: نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك. قال: فوالله ما أنسى قول رسول الله : «الشاعر؟». قال: نعم. قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله إني خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك [ شيء ] فما ترى يا رسول الله؟ قال: «لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها». قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله فصلى معنا إلى الشام قال: وأهله يصلون إلى الكعبة حتى مات وليس كذلك [ كما قالوا ] نحن أعلم به منهم

قال: وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله العقبة في أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التي وعدنا رسول الله ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من سادتنا وكنا نكتم من [ قومنا من ] المشركين أمرنا فكلمناه فقلنا له: يا أبا جابر إنك سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك [ عما أنت فيه ] أن تكون حطبا للنار غدا ثم دعوته إلى الإسلام وأخبرته بميعاد رسول الله فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا

قال: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رجالنا لميعاد رسول الله نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا معهم امرأتان من نسائهم: نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء ابنة عمرو بن عدي بن ثابت إحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع. فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله حتى جاءنا ومعه [ يومئذ ] عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه يتوثق له فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول من تكلم فقال: يا معشر الخزرج - وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها - إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على [ مثل ] رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده. قال: فقلنا: قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت

فتكلم رسول الله فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام قال: «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم»

قال: فأخذ البراء بن معرور بيده [ ثم ] قال: نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحروب [ وأهل الحلقة ] ورثناها كابرا عن كابر

قال: فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها - وهي العهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عز وجل أن ترجع [ إلى قومك ] وتدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله فقال: «بل الدم الدم والهدم الهدم أنتم مني وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم»

وقال رسول الله : «أخرجوا إلي [ منكم ] اثني عشر نقيبا منكم يكونون على قومهم»

فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس

وأما معبد بن كعب [ فحدثني في ] حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله البراء بن معرور ثم تبايع القوم فلما بايعنا رسول الله صرخ الشيطان [ من رأس العقبة ] بأنفذ صوت سمعته: يا أهل الجباجب - والجباجب: المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم؟ قال [ علي - يعني ابن إسحاق - ]: ما يقول [ عدو الله ] محمد؟ قال: فقال رسول الله : «هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب اسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك». ثم قال رسول الله : «ارفعوا إلي رحالكم». قال: فقال [ له ] العباس بن عبادة بن نضلة: والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى [ غدا ] بأسيافنا. قال: فقال رسول الله : «لم أؤمر بذلك»

قال: فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا عدت علينا جلة قريش حتى جاءونا [ في منازلنا ] فقالوا: يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أيدينا وتبايعونه على حربنا والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب بيننا وبينهم منكم. قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا من شيء وما علمناه و [ قد ] صدقوا لم يعلموا ما كان منا

قال: فبعضنا ينظر إلى بعض

قال: وقام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة وعليه نعلان جديدان قال: فقلت كلمة كأني [ أريد أن ] أشرك القوم بها فيما قالوا ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ قال: فسمعها الحارث فخلعهما ثم رمى بهما إلي قال: والله لتنتعلنهما قال: يقول أبو جابر: أحفظت والله الفتى اردد عليه نعليه قال: فقلت: والله لا أردهما قال: والله صالح لئن صدق الفأل لأسلبنه

فهذا حديث ابن مالك عن العقبة وما حضر منها.

رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع

وقال الطبراني في حديثه: فخرجنا نسأل عن رسول الله فلقينا رجل بالأبطح فقلنا له: تدلنا على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؟ قال: فهل تعرفانه إذا رأيتماه؟

وقال أيضا: وتكلم رسول الله وتلا القرآن ورغب في الإسلام فأجبناه بالإيمان به والتصديق له. وقال أيضا: فقال رسول الله : «أخرجوا منكم اثني عشر نقيبا»

فأخرجهم فكان نقيب بني النجار: أسعد بن زرارة. وكان نقيب بني سلمة: البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام. وكان نقيب بني ساعدة: سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو. وكان نقيب بني زريق: رافع بن مالك بن العجلان. وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع. وكان نقيب بني عوف بن الخزرج: عبادة بن الصامت. ونقيب بني عبد الأشهل: أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان. وكان نقيب بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة

9882

وعن جابر قال: مكث رسول الله عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي الموسم بمنى يقول: «من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟». حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر كذا قال: قال: فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك وهو يمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهذ من المسلمين يظهرون الإسلام ثم ائتمروا جميعا فقلنا: حتى متى نترك رسول الله يطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه سبعون رجلا منا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعوا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا: يا رسول الله على ما نبايعك؟ قال: «تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل [ والنفقة في العسر واليسر ] وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا لله لا تخافوا في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة»

قال: فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسهد بن زرارة وهو أصغرهم فقال: رويدا يا أهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف أما أنتم قوم تصبرون على ذلك وأجركم على الله وأما أنتم [ قوم ] تخافون من أنفسكم خبيئة فتبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله قالوا: أمط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا [ قال: فقمنا إليه ] فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة.

قلت: روى أصحاب السنن منه طرفا
رواه أحمد والبزار وقال في حديثه: فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. ورجال أحمد رجال الصحيح
9883

وفي رواية عند أحمد: وقال: تخافون من أنفسكم خيفة

9884

وفي رواية عنده أيضا: حتى إن الرجل ليرحل من مضر من اليمن

9885

وعن عروة قال: كان أول من بايع رسول الله أبو الهيثم بن التيهان وقال: يا رسول الله إن بيننا وبين الناس حبالا - والحبال: الحلف والمواثيق - فلعلنا نقطعها ثم نرجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس؟ فضحك رسول الله من قوله وقال: «الدم الدم الهدم الهدم» فلما رضي أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله من قوله أقبل على قومه فقال: يا قوم هذا رسول الله أشهد أنه لصادق وأنه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهري قومه وعشيرته فاعلموا أنكم إن تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة فإن كانت طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الأموال والأولاد فادعوه إلى أرضكم فإنه رسول الله حقا وإن خفتم خذلانا فمن الآن فقالوا عند ذلك: قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطانا وقد أعطيناك من أنفسنا الذي سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله فلنبايعه فقال أبو الهيثم: أنا أول من بايع ثم كلهم وصرخ الشيطان من رأس الجبل فقال: يا معشر قريش هذه الخزرج والأوس تبايع محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله : «لا يرعكم هذا الصوت فانه عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون» وقام رسول الله فصرخ بالشيطان: «يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك»

رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
9886

وعن أبي مسعود قال: وعدنا رسول الله في أصل العقبة يوم الأضحى ونحن سبعون رجلا قال عقبة: إني أصغرهم سنا فأتانا رسول الله فقال: «أوجزوا في الخطبة فإني أخاف عليكم كفار قريش» فقلنا: يا رسول الله سلنا لربك وسلنا لنفسك وسلنا لأصحابك وأخبرنا مالنا من الثواب على الله تبارك وتعالى وعليك؟ قال: «أما الذي أسأل لربي أن تؤمنوا به ولا تشركوا به شيئا. وأما الذي أسأل لنفسي: أسألكم أن تطيعوني أهدكم سبيل الرشاد. وأسألكم لي ولأصحابي: أن تواسونا في ذات أيديكم وأن تمنعونا مما منعتم منه أنفسكم. فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنة وعلي». قال: فمددنا أيدينا فبايعناه

رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف
ورواه أحمد بنحو حديث مرسل يأتي وفيه مجالد أيضا ولم يسق لفظه وذكره بعد هذا وهو.
9887

وعن الشعبي قال: انطلق النبي مع عمه العباس إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال: «ليتكلم متكلمكم ولا يطل فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم» قال قائلهم وهو أبو أمامة: سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله عز وجل وعليكم إذا فعلنا ذلك؟ قال: «أسأل لربي عز وجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم» قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: «لكم الجنة». قالوا: فلك ذلك

رواه أحمد هكذا مرسلا ورجاله رجال الصحيح وقد ذكر الإمام أحمد بعده سندا إلى الشعبي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو وقال بنحو هذا قال: وكان أبو مسعود أصغرهم سنا وفيه مجالد وفيه ضعف وحديثه حسن إن شاء الله
9888

وعن الشعبي قال: ما سمع الشيب ولا الشبان خطبة مثلها

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
9889

وعن أبي الزبير قال: سمعت جابرا عن العقبة قال: شهدها سبعون فواثقهم رسول الله وعباس بن عبد المطلب أخذ بيده فقال رسول الله : «أخذت وأعطيت»

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف.
9890

وعن جابر بن عبد الله قال: لما لقي النبي النقباء من الأنصار قال لهم: «تؤووني وتمنعوني» قالوا: فما لنا؟ قال: «لكم الجنة»

رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ورجال أبي يعلى رجال الصحيح
9891

وعن أنس أن ثابت بن قيس خطب مقدم النبي فقال: إنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا يا رسول الله؟ قال: «لكم الجنة». قالوا: رضينا

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
9892

وعن جابر بن عبد الله قال: حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله من قبل الأنصار ليلة العقبة فخرج علينا رسول الله ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فقال: «يا عم خذ على أخوالك» فقال له السبعون: يا محمد سل لربك ولنفسك وما شئت. فقال: «أما الذي أسألكم لربي فتعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم»

قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: «الجنة»

رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات
9893

وعن جابر بن عبد الله قال: «كنا مع رسول الله ليلة العقبة قال جابر: وأخرجني خالاي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
9894

وعن عروة قال: عباس والله أخذ بيد رسول الله حين أتاه السبعون من الأنصار العقبة فأخذ لرسول الله عليهم وشرط عليهم وذلك في غرة الإسلام وأوله قبل أن يعبد الله أحد علانية

رواه أبو يعلى في أثناء حديث اللدود الذي روته عائشة وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف
9895

وعن عبادة بن الصامت أن أسعد بن زرارة قال: يا أيها الناس هل تدرون على ما تبايعون محمدا ؟ إنكم تبايعونه أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإنس فقالوا: نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم قالوا: يا رسول الله اشترط قال: «تبايعوني على أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة والسمع والطاعة وأن لا تنازعوا الأمر أهله وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم»

قلت: في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن زيد وهو ضعيف وقد وثق
9896

وعن حسين بن علي قال: جاءت الأنصار تبايع رسول الله على العقبة فقال: «يا علي قم يا علي فبايعهم» فقال: على م أبايعهم يا رسول الله؟ قال: «على أن يطاع الله ولا يعصى وعلى أن تمنعوا رسول الله وأهل بيته وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم»

رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن مروان وهو ضعيف وقد وثق

باب قوله: بعثت بين يدي الساعة بالسيف

9897

عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري»

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه ابن المديني وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات

باب فيمن شهد العقبة

9898

عن ابن شهاب في تسمية من حضر العقبة: من الأنصار ثم من بني النجار: أوس بن ثابت وأوس بن يزيد بن أصرم وأبو أمامة أسعد بن زرارة. ومن الأنصار ثم من بني سلمة: البراء بن معرور وهو أول من أوصى بثلث ماله واستقبل الكعبة وهو ببلاده وكان نقيبا. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن النعمان. ومن الأنصار: جابر بن عبد الله بن عمرو وجبار بن صخر. ومن الأنصار ثم من بني زريق: الحارث بن قيس بن مالك وقد شهد بدرا وذكوان بن عبد القيس بن خلدة ورافع بن مالك وقد شهد بدرا. [ ومن الأنصار ثم من بني الحبلي: رفاعة بن عمرو ]. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب: سعد بن عبادة وهو نقيب. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة وهو نقيب. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: سلمة بن سلامة بن وقش. ومن الأنصار ثم من بني سلمة: كعب بن مالك. ومن الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث: ظهير بن رافع. ومن الأنصار ثم من بني حارثة: أبو بردة بن نيار

وإسنادها إلى ابن شهاب واحد ورجاله ثقات. رواها كلها الطبراني
9899

وعن عروة في تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا رسول الله بالعقبة: من الأنصار ثم من بني سلمة بن يزيد بن جشم: البراء بن معرور بن صخر بن خنساء وهو نقيب وهو أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله . ومن الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث: بهير بن الهيثم. ومن الأنصار: ثابت بن أجدع. ومن الأنصار: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. ومن الأنصار ثم من بني زريق: الحارث بن قيس بن مخلد وقد شهد بدرا. ومن الأنصار ثم من بني بياضة: زيد بن لبيد. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: سعد بن الربيع بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. ومن الأنصار ثم من بني النجار: سهل بن عتيك. ومن الأنصار ثن من بني حارثة بن الحارث: ظهير بن رافع. ومن الأنصار من بني مازن بن النجار: عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن بعكك بن الحارث بن عميلة بن السباق بن عبد الدار. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة ويكنى أبا مسعود. ومن الأنصار ثم من بني سلمة: كعب بن مالك بن أبي القين بن كعب بن سوادة

رواه كله الطبراني عن عروة بسند واحد وفي إسناد عروة ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه في حد الحسن
9900

وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أسعد بن زرارة كان أحد النقباء ليلة العقبة

رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف
9901

وعن كعب بن مالك قال: خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله [ بالعقبة ] وكان نقيب بني زريق رافع بن مالك بن العجلان. وكان نقيب بني ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو

رواهما الطبراني وإسنادهما واحد ورجالهما ثقات

باب الهجرة إلى المدينة

9902

عن عروة قال: ومكث رسول الله بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم حين ظنوا أن رسول الله خارج وعلموا أن الله قد جعل له بالمدينة مأوى ومنعة وبلغهم إسلام الأنصار ومن خرج إليهم من المهاجرين فأجمعوا أمرهم على أن يأخذوا رسول الله فإما أن يقتلوه وإما أن يسجنوه أو يسحبوه - شك عمرو بن خالد - وإما أن يخرجوه وإما أن يوثقوه فأخبره الله عز وجل بمكرهم فقال تعالى: { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } وبلغه ذلك اليوم الذي أتى فيه رسول الله دار أبي بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه وخرج من تحت الليل هو وأبو بكر قبل الغار بثور وهو الغار الذي ذكره الله عز وجل في القرآن وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراشه يواري عنه العيون وبات المشركون من قريش يختلفون ويأتمرون أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه؟ فكان ذلك حديثهم حتى أصبحوا فإذا علي يقوم عن الفراش فسألوه عن النبي فأخبرهم أنه لا علم له به فعلموا عند ذلك أنه خرج فركبوا في كل وجه يطلبونه وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على ثور الذي فيه الغار الذي فيه رسول الله وأبو بكر حتى طلعوا فوقه وسمع النبي أصواتهم فأشفق أبو بكر عند ذلك وأقبل على الهم والخوف

فعند ذلك قال له النبي : { لا تحزن إن الله معنا }». ودعا فنزلت عليه سكينة من الله عز وجل: { فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم } وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام فاستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له: ابن الأريقط كان حليفا لقريش في بني سهم من بني العاص بن وائل وذلك يومئذ العدوي مشرك وهو هادي بالطريق فخبا بأظهرنا تلك الليالي وكان يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر يكون في مكة ويريح عليهما عامر بن فهيرة الغنم في كل ليلة فيحلبان ويذبحان ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس ولا يفطن له حتى إذا هدأت عنهم الأصوات وأتاهما أن قد سكت عنهما جاءا صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يحديهما ويخدمهما ويعينهما يردفه أبو بكر ويعقبه على راحلته ليس معه أحد من الناس غير عامر بن فهيرة وغير أخي بني عدي يهديهم الطريق

رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن
9903

وعن مارية قالت: طأطأت لرسول الله حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
9904

وعن أبي مصعب المكي قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك يحدثون أن النبي لما كان ليلة بات في الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة فنبتت في وجه الغار فسترت وجه النبي . وأمر الله تبارك وتعالى العنكبوت فنسجت على وجه الغار. وأمر الله تبارك وتعالى حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار. وأتى المشركون من كل فج حتى كانوا من النبي على قدر أربعين ذراعا معهم قسيهم وعصيهم وتقدم رجل منهم فنظر فرأى الحمامتين فرجع فقال لأصحابه: ليس في الغار شيء رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي قوله فعلم أن الله تبارك وتعالى قد درأ بهما عنه فسمت عليهما وفرض جزاءهما واتخذ في حرم الله تبارك وتعالى فرخين أحسبه قال: فأصل كل حمام في الحرم من فراخهما

رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
9905

وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: كان النبي يأتينا بمكة كل يوم مرتين فلما كان يوم من ذلك جاءنا في الظهيرة فقالت: يا أبت هذا رسول الله فبأبي وأمي ما جاء به هذه الساعة إلا أمر فقال رسول الله : «هل شعرت أن الله قد أذن لي في الخروج؟» فقال أبو بكر: فالصحابة يا رسول الله قال: «الصحابة». قال: إن عندي راحلتين قد علفتهما منذ كذا وكذا انتظارا لهذا اليوم فخذ إحداهما فقال: «بثمنها يا أبا بكر». فقال: بثمنها بأبي وأمي إن شئت قالت: فهيأنا لهم سفرة ثم قطعت نطاقها فربطتها ببعضه فخرجا فمكثا في الغار في جبل ثور فلما انتهيا إليه دخل أبو بكر الغار قبله فلم يترك فيه حجرا إلا أدخل فيه إصبعه مخافة أن يكون فيه هامة وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما وجعلوا في النبي مائة ناقة وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذي هما فيه فقال أبو بكر لرجل [ يراه ] مواجه الغار: يا رسول الله إنه ليرانا فقال: «كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها». فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال رسول الله : «لو كان يرانا ما فعل هذا». فمكثا ثلاث ليال يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعيها ويروح معهم ويبطئ في المشي حتى إذا أظلم الليل انصرف بغنمه إليهما فتظن الرعاة أنه معهم وعبد الله بن أبي بكر يظل بمكة يتطلب الأخبار ثم يأتيهما إذا أظلم الليل فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة يتطلب الأخبار ثم يأتيهما إذا أظلم الليل فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة كبائت ثم خرجا من الغار فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه فإذا خشي أن يؤتى من خلفه سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس فإذا لقيه لاق فيقول لأبي بكر: من هذا معك؟ فيقول: هاد يهديني يريد الهداية في الدين ويحسب الآخر دليلا حتى إذا كان بأبيات قديد وكان على طريقهما [ على الساحل ] جاء إنسان إلى [ مجلس ] بني مدلج فقال: قد رأيت راكبين نحو الساحل فإني لأجدهما لصاحب قريش الذي تبغون فقال سراقة بن مالك: ذانك راكبين ممن بعثنا في طلبه القوم ثم دعا جاريته فسارها فأمرها أن تخرج [ بفرسه وتحط رمحه ولا تنصبه حتى يأتيه في قراره بموضع كذا وكذا ثم يجيئها فركب ] فرسه ثم خرج في آثارهما قال سراقة: فدنوت منهما حتى إني لأسمع قراءة رسول الله ثم ركضت الفرس فوقعت بمنخريها فأخرجت قداحي من كنانتي فضربت بها أضره أم لا تضره؟ فخرج لا تضره فأبت نفسي حتى إذا كنت منه بمثل ذلك الموضع خشية أن يصيبني مثل ما أصابني ناديته فقلت: إني أرى سيكون لك شأن فقف أكلمك. فوقف النبي فسأله أن يكتب له أمانا فأمر أن يكتب له قال سراقة: فلما كان يوم حنين وأخرجته وناديت: أنا سراقة فقال النبي : «يوم وفاء». قال سراقة: فما شبهت ساقه في غرزه إلى بجمار. فذكرت شيئا أسأله عنه فقلت: يا رسول الله إني رجل ذا نعم وإن الحياض تملأ من الماء فنشرب فيفضل من الماء في الحياض فيرد الهمل فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال النبي : «نعم في كل كبد حرى أجر»

قلت: روى أبو داود طرفا من آخره عن سراقة
رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
9906

وعن أبي بكر الصديق قال: جاء رجل من المشركين حتى استقبل رسول الله بعورته يبول قلت: يا رسول الله أليس الرجل يرانا؟ قال: «لو رآنا لم يستقبلنا بعورته». يعني وهو بالغار

رواه أبو يعلى وفيه موسى بن مطير وهو متروك
9907

وعن جابر قال: لما خرج رسول الله وأبو بكر مهاجرين فدخلا في الغار جحر فألقمه أبو بكر عقبه حتى أصبح مخافة أن يخرج على رسول الله منه شيء فأقاما في الغار ثلاث ليال ثم خرجا حتى نزلا بخيمات أم معبد فأرسلت إليه أم معبد إني أرى وجوها حسانا وإن الحي أقوى على كرامتكم مني فلما أمسوا عندها بعثت مع ابن لها صغير بشفرة وشاة فقال رسول الله : «اردد الشفرة وهات لي فرقا» - يعني القدح - فأرسلت إليه أن لا لبن فيها ولا ولد قال: «هات لي فرقا». فجاءته بفرق فضرب ظهرها فاجترت ودرت فحلب فملأ القدح فشرب وسقى أبا بكر فبعث به إلى أم معبد

رواه البزار وفيه من لم أعرفه
9908

وعن أوس بن عبد الله بن حجر الأسلمي قال: مر بي رسول الله ومعه أبو بكر بحذوات بين الجحفة وهرشى وهما على جمل واحد وهما متوجهان إلى المدينة فحملهما على فحل إبله ابن الرداء فبعث معهما غلاما له يقال له: مسعود فقال: اسلك بهما حيث تعلم من محازم الطريق ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك فسلك بهما ثنية الزمحا ثم سلك بهما ثنية الكوية ثم سلك بهما المرة ثم أقبل بهما من شعبة ذات كشط ثم سلك بهما المدلجة ثم سلك بهما الغسانة ثم سلك ثنية المرة ثم أدخلهما المدينة وقد قضيا حاجتهما منه ومن حمله ثم رجع رسول الله مسعودا إلى سيده أوس بن عبد الله وكان مغفلا لا يسم الإبل فأمره رسول الله أن يأمر أوسا أن يسمها في أعناقها قيد الفرس

قال صخر بن مالك: وهو والله يسمها اليوم وقيد الفرس فيما أرى [ حلق ] حلقتين ومد بينهما مدا

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
9909

وعن بريدة الأسلمي قال: لما أقبل رسول الله في مهاجره لقي ركبا فقال: «يا أبا بكر سل القوم ممن هم؟» قالوا: من أسلم. قال: «سلمت يا أبا بكر سلهم من أي أسلم؟». قالوا: من بني سهم قال: «ارم سهمك يا أبا بكر»

رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري وهو متروك
9910

وعن حبيش بن خالد صاحب رسول الله أن رسول الله حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء القبة وتسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة فقال: «ما هذه الشاة يا أم معبد؟». قالت: خلفها الجهد عن الغنم قال: «فهل بها من لبن؟». قالت: هي أجهد من ذلك قال: «أتأذنين أن أحلبها؟». قالت: بأبي أنت وأمي نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها وسمى الله عز وجل ودعا الله في شأنها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها [ حتى رويت ] وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم ثم أراضوا ثم حلب فيها ثانيا بعد مدى حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال: صفيه لي يا أم معبد. قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة 7 ولم تزر به صعلة 8 وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهى من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق [ فصل ] لا هذر ولا نزر كأن منطقة خرزات نظم ينحدرون ربع لا ييأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا أمره محفود محسود لا عابس ولا مفند

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:

جزى الله رب الناس بخيره خير جزائه ** رفيقين قلا خيمتي أم معبد

هما نزلاها بالهدى واهتدت به ** لقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم ** به من فعال لا تجارى وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ** ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها ** فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت ** عليه صريحا ضرة الشاة مزبد

فغادرها رهنا لديها لحالب ** يرددها في مصدر ثم مورد

فلما أن سمع حسان بن ثابت بذلك شب يجيب الهاتف وهو يقول

لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ** وقدس من كسرى إليهم ويغتدي

ترحل عن قوم فضلت عقولهم ** وحل على قوم بنور مجدد

هداهم به بعد الضلالة ربهم ** وأرشدهم من يبتغي الحق يرشد

وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا ** عمايتهم هاد به كل مهتد

وقد نزلت منه على أهل يثرب ** ركاب هدى حلت عليهم بأسعد

نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ** ويتلو كتاب الله في كل مسجد

وإن قال في يوم مقالة غالب ** فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد

ليهن أبا بكر سعادة جده ** بصحبته من يسعد الله يسعد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ** ومقعدها للمؤمنين بمرصد

وقال لنا مجاهد عن مكرم: في أشفاره وطف وهو الطول

وقال لنا مكرم: لا يأس من طول والصواب لا يتشنى من طول

وقال لنا عن مكرم: لا عايس ولا مفند يعني لا عابس ولا مكذب

رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم

وقد ورد حديث أم معبد من طريق سليط ذكرته في علامات النبوة في صفته

9911

وعن قيس بن النعمان قال: لما انطلق رسول الله وأبو بكر مستخفيان نزلا بأبي معبد فقال: والله ما لنا شاة وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن فقال رسول الله - أحسبه -: «فما تلك الشاة؟». فأتى بها فدعا رسول الله بالبركة عليها ثم حلب عسا فسقاه ثم شربوا فقال: أنت الذي تزعم قريش أنك صابئ؟ قال: «إنهم يقولون». قال: أشهد أن ما جئت به حق ثم قال: أتبعك؟ قال: «لا حتى تسمع أنا قد ظهرنا». فاتبعه بعد

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
9912

وعن فائد مولى عبادل قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة فأرسل إبراهيم بن عبد الرحمن إلى ابن سعد حتى إذا كنا بالعرج أتانا ابن سعد وسعد الذي دل رسول الله على طريق ركوبه فقال إبراهيم: أخبرني ما حدثك أبوك قال ابن سعد: حدثني أبي أن رسول الله أتاهم ومعه أبو بكر وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة وكان رسول الله أراد الاختصار في الطريق إلى المدينة فقال له سعد: هذا الغائر من ركوبه وبه لصان من أسلم يقال لهما: المهانان فإن شئت أخذنا عليهما فقال النبي : «خذ بنا عليهما». قال سعد: فخرجنا حتى إذا أشرفنا إذا أحدهما يقول لصاحبه: هذا اليماني فدعاهما رسول الله فعرض عليهما الإسلام فأسلما ثم سألهما عن أسمائهما فقالا: نحن المهانان قال: «بل أنتما المكرمان». وأمرهما أن يقدما عليه المدينة فخرجنا حتى إذا أتينا ظاهر قباء فتلقى بنو عمرو بن عوف فقال النبي : «أين أبو أمامة أسعد بن زرارة؟». فقال سعد بن خيثمة: إنه قد أصاب قبلي يا رسول الله أفلا أخبره بك؟ ثم مضى حتى إذا طلع على النخل فإذا الشرب مملوء فالتفت النبي إلى أبي بكر فقال: «يا أبا بكر هذا المنزل رأيتني أنزل إلى حياض كحياض بني مدلج»

رواه عبد الله بن أحمد. وابن سعد اسمه عبد الله ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
9913

وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر معه ماله كله خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت: قلت: كلا يا أبت قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت: فأخذت أحجارا فجعلتها في كوة في البيت كان أبي يجعل فيها ماله ثم جعلت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت: ضع يا أبت يدك على هذا المال قالت: فوضع يده عليه فقال: لا بأس إن كان ترك لكم هذا لقد أحسن وفي هذا لكم بلاغ قالت: ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
9914

وعن أنس بن مالك قال: لما هاجر رسول الله كان رسول الله يركب وأبو بكر ردفه وأبو بكر يعرف في الطريق لاختلافه بالشام فكان يمر بالقوم فيقولون: من هذا بين يديك؟ فيقول: هذا يهديني فلما دنا من المدينة بعث إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار إلى أبي أمامة وأصحابه فخرجوا إليهما فقالوا: ادخلا آمنين مطاعين فدخلا - فذكر الحديث -

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
9915

وعن صهيب قال: قال رسول الله : «أرأيت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة فإما أن تكون هجر وإما أن تكون يثرب» قال: وخرج رسول الله إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت أن أخرج معه وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم ولا أقعد فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردي فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواق من ذهب وحلة سيراء بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون [ لي ] ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواق واذهبوا إلى فلانة بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على رسول الله [ قباء ] قبل أن يتحول منها فلما رآني قال: «يا أبا يحيى ربح البيع» ثلاثا. فقلت: يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
قلت: ولصهيب حديث آخر سهوت عنه يأتي في آخر هذا الباب
9916

وعن البراء قال: كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخي بني عبد الدار بن قصي فقلت له: ما فعل رسول الله ؟ قال: هو مكانه وأصحابه على أثري

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
9917

وعن عمر بن الخطاب قال: كنا قد استبطأنا رسول الله في القدوم علينا وكانت الأنصار يغدون إلى ظهر الحرة فيجلسون حتى يرتفع النهار فإذا ارتفع النهار وحميت الشمس رجعت إلى منازلها فقال عمر: كنا ننتظر رسول الله إذا رجل من اليهود قد أوفى على أطم من آطامهم فصاح بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا صاحبكم الذي تنتظرون قال عمر: سمعت الوجبة في بنى عمرو بن عوف فأخرجت رأسي فإذا المسلمون قد لبسوا السلاح فانطلقت مع القوم عند الظهيرة فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف

رواه البزار وفيه عبد الله بن زيد بن اسلم وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره
9918

وعن عمر بن الخطاب قال: اجتمعنا للهجرة أو عدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص الميضاة ميضاة بني غفار فوق شرف وقلنا: أيكم لم يصبح عندها فقد احتبس فليمض صاحبه فحبس عنا هشام بن العاص فلما قدمنا منزلنا في بني عمرو بن عوف وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة فكلماه فقالا له: إن أمك نذرت أن لا تمس رأسها مشط حتى تراك فرق لها فقلت له: يا عياش والله إن يردك القوم إلا عن دينك فاحذرهم فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ولو قد اشتد عليها حر مكة - أحسبه قال - لامتشطت قال: إن لي هناك مالا فآخذه؟ قال: قلت: والله إنك لتعلم أني من أكثر قريش مالا فلك نصف مالي ولا تذهب معهما فأبى إلا أن يخرج معهما فقلت له لما أبى علي: أما إذ فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة ذلل فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فأنخ عليها فخرج معهما عليها حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال أبو جهل بن هشام: والله لقد استبطأت بعيري هذا أفلا تحملني على ناقتك هذه؟ قال: بلى فأناخها وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالأرض عديا عليه فأوثقاه ثم أدخلاه مكة وفتناه فافتتن قال: فكنا نقول: والله لا يقبل الله ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا يقبل توبة قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصلبهم قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم فلما قدم رسول الله المدينة أنزل الله عز وجل فيهم وفي قولنا لهم وقولهم لأنفسهم: { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } إلى قوله: { وأنتم لا تشعرون } قال عمر: فكتبتها في صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال هشام: فلم أزل أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه حتى فهمتها قال: فألقي في نفسي أنها إنما نزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله بالمدينة

رواه البزار ورجاله ثقات
9919

وعن عروة قال: خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا في بنى عمرو بن عوف فطلب أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام عياش بن أبي ربيعة وهو أخوهما لأمهما فقدما المدينة فذكرا له حزن أمه فقالا: إنها حلفت أن لا يظلمها بيت ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك وكان بها رحيما وكان يعلم من حبها إياه ورقها - يعني عليه - ما كان يصدقهما به فرق لها لما ذكروا له وأبى أن يتبعهما حتى عقد له الحارث بن هشام فلما خرج معهما أوثقاه فلم يزل هناك موثقا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة وكان رسول الله دعا له بالخلاص والحفظ.

رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. ورواه أيضا عن ابن شهاب مرسلا ورجاله ثقات
9920

وعن ابن عمر قال: كنا نقول: ليس لمن افتنن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته. فأنزل الله فيهم: { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } إلى قوله: { من قبل أن يأتيكم بغتة وأنتم لا تشعرون } فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل قال هشام: فلما جاءتني صعدت بها وأقول فلا أفهمها فوقعت في نفسي أنها نزلت فينا وما كنا نقول فجلست على بعيري ثم لحقت بالمدينة وأقام رسول الله ينتظر أن يؤذن له وأصحابه من المهاجرين قدموا أرسالا وقد كان أبو بكر استأذن رسول الله في الهجرة فقال: «لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا» فطمع أبو بكر أن يكون رسول الله - يعني نفسه - وكان أبو بكر قد أعد لذلك راحلتين يعلفهما في داره

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم
9921

وعن ابن عمر قال: لعن الله من يزعم أني هاجرت قبل أبي إنما قدمني في ثقله

رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
9922

وعن ابن إسحاق قال: نزل رسول الله بقباء على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف ويقال: بل نزل على سعد بن خيثمة فأقام في بني عمرو بن عوف وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلى الجمعة الكبرى في المسجد ببطن الوادي

قال ابن إسحاق: ثم نزل رسول الله على أبي أيوب وأمر رسول الله ببناء مسجده في تلك السنة

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9923

وعن عاصم بن عدي قال: قدم رسول الله المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول فأقام بالمدينة عشر سنين

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9924

وعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل فانبعث به راحلته فقال: «دعوها فإنها مأمورة». ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به ثم تجلجلت ولناس ثم عريش كانوا يرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه حتى نزل رسول الله عن راحلته فآوى إلى الظل فنزل فيه فأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليه فانقل رحلك قال: «نعم». فذهب برحله إلى المنزل ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله انزل علي فقال: «إن الرجل مع رحله حيث كان». وثبت رسول الله في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صديق بن موسى قال الذهبي: ليس بالحجة.
9925

وعن ابن إسحاق قال: نزل أبو بكر على حبيب ويقال: خبيب - ابن يساف - أخي الحارث بن الخزرج بالسنح. ويقال: بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير أخي بني الحارث بن الخزرج

رواه الطبراني ورجاله ثقات
9926

وعن ابن عباس أن عبد الله بن جحش وكان آخر من بقي ممن هاجر وكان قد كف بصره فلما أجمع على الهجرة كرهت امرأته ذلك بنت حرب بن أمية وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غيره فهاجر بأهله وماله مكتتما من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله فوثب أبو سفيان بن حرب فباع داره بمكة فمر بها بعد ذلك أبو جهل ابن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وحويطب بن عبد العزى وفيها أهب معطونة فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر:

كل دار وإن طالت سلامتها ** يوما سيدركها النكباء والحوب

قال أبو جهل: وأقبل علي العباس فقال: هذا ما أدخلتم علينا فلما دخل رسول الله مكة يوم الفتح قام أبو أحمد ينشد داره فأمر النبي عثمان بن عفان فقام إلى أبي أحمد فانتحاه فسكت أبو أحمد عن نشيد داره قال ابن عباس: وكان أبو أحمد يقول - والنبي متكئ على يده يوم الفتح -:

حبذا مكة من وادي ** بها أمشي بلا هادي

بها يكثر عوادي ** بها تركز أوتادي

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
9927

وعن ابن عباس قال: كان قدومنا على رسول الله لخمس من الهجرة خرجنا متوصلين مع قريش عام الأحزاب وأنا مع أخي الفضل ومعنا غلامنا أبو رافع حتى انتهينا إلى العرج فضل لنا في الطريق ركوبة وأخذنا في ذلك الطريق على الجثجاثة حتى خرجنا على بني عمرو بن عوف حتى دخلنا المدينة فوجدنا رسول الله في الخندق وأنا يومئذ ابن ثمان سنين وأخي ابن ثلاث عشرة سنة

رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري عن سليمان بن داود بن الحصين وكلاهما لم يوثق ولم يضعف وبقية رجاله ثقات
9928

وعن صهيب أن المشركين لما أطافوا برسول الله فأقبلوا على الغار وأدبروا قال: واصهيباه ولا صهيب لي فلما أراد رسول الله الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلي فقال أبو بكر للنبي : وجدته يصلي فكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال: «أصبت». وخرجا من ليلتهما فلما أصبحا خرج حتى إذا أتى أم رومان زوجة أبي بكر فقالت: ألا أراك ههنا وقد خرج أخواك ووضعنا لك شيئا من أزوادهما؟ قال: فخرجت حتى أتيت على زوجتي أم عمرو فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي حتى أقدم على رسول الله المدينة فأجده وأبا بكر جالسين فلما رآني أبو بكر قام إلي فبشرني بالآية التي نزلت في وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة فاعتذر وربحني رسول الله : «ربح البيع»

رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك

باب فيمن اختار الهجرة

9929

عن حذيفة قال: خيرني رسول الله بين الهجرة والبصرة فاخترت الهجرة

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث

باب علو أمره على من عاداه

9930

عن زياد بن جهور قال: ورد علي كتاب من رسول الله فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام عليك إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أذكرك الله واليوم الآخر. أما بعد: فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الإسلام فاعلم ذلك»

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
9931

وعن جبير بن مطعم: قال المطعم بن عدي: إنكم قد فعلتم بمحمد ما فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو جهل: بل كونوا أشد ما كنتم فقال الحارث بن عامر بن نوفل: والله لا يزال أمر محمد ظاهرا فيما ناداكم أو أسر منكم.

قال أبو يوسف: قتل الحارث يوم بدر كافرا

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف مدلس وقد وثق

باب نصره بالريح والرعب

9932

عن أنس قال: قال رسول الله : «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور»

رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات
9933

وعن ابن عباس عن النبي قال: «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور»

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال أحدهما ثقات
9934

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله : «أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود وإنما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلي»

فذكر الحديث وهو وبقية الأحاديث بنحوه في علامات النبوة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عطية وهو ضعيف
9935

وعن معاوية بن حيدة القشيري قال: أتيت النبي فلما دفعت إليه قال: «أما إني قد سألت الله أن يغنيني بالسنة تحفيكم وبالرعب يجعله في قلوبكم»

فقال بيديه جميعا: أما إني قد حلفت هكذا وهكذا أن لا أؤمن بك ولا أتبعك فما زالت السنة تحفيني وما زال الرعب يجعل في قلبي قمت بين يديك

قلت: رواه النسائي وغيره غير ذكر الرعب والسنة
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
9936

وعن ابن عباس قال: أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب فقالت: مري حتى ننصر رسول الله فقالت الشمال: إن الحرة لا تسري بالليل فكانت الريح التي نصر بها رسول الله الصبا

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

باب قوله: بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده

تقدم

باب الغزو في الشهر الحرام

9937

عن جابر بن عبد الله أنه قال: لم يكن رسول الله يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى أو يغزوا فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

باب في أول أمير كان في الإسلام

9938

عن سعد بن أبي وقاص قال: لما قدم رسول الله المدينة جاءت جهينة فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك تؤمننا فأوثق لهم فأسلموا

قال: فبعثنا رسول الله في رجب ولا نكون مائة وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة فأغرنا عليهم وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنا إنما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟ فقال بعضنا: نأتي النبي فنخبره وقال قوم: لا بل نقيم ههنا وقلت أنا في أناس معي: لا بل نأتي غير قريش فنقتطعها فانطلقنا إلى العير [ وكلن الفيء إذ ذاك: من أخذ شيئا فهو له فانطلقنا إلى العير ] وانطلق أصحابنا إلى النبي فأخبروه الخبر فقام غضبان محمر الوجه فقال: «أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم أصبركم على الجوع والعطش» فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير كان في الإسلام

رواه أحمد ورواه ابنه عنه وجادة ووصله عن غير أبيه ورواه البزار - ولفظه: عن سعيد قال: أول أمير عقد له في الإسلام عبد الله بن جحش عقد له رسول الله علينا - وفيه المجالد بن سعيد وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه النسائي في رواية ورقية رجال أحمد رجال الصحيح
9939

وعن زر قال: أول راية رفعت في الإسلام راية عبد الله بن جحش وأول مال خمس في الإسلام مال عبد الله بن جحش

رواهما الطبراني بإسناد واحد وهو إسناد حسن

باب سرية حمزة رضي الله عنه

9940

عن جبير بن مطعم قال: قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة: يا معشر قريش إن محمدا قد نزل يثرب وأرسل طلائعه وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه فإنه كالأسد الضاري إنه حنق عليكم لقيتموه نفى القردان على المناسم والله إن له لسجرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة فهو عدو استعان بعدو فقال له مطعم بن عدي: يا أبا الحكم والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ولا أصدق موعدا من أخيكم الذي طردتم فإذ فعلتم الذي فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشد ما كنتم عليه فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة وإن أطعتموني ألحقوهم خبر كنانة أو تخرجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا طريدا وأما ابنا قيلة فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء وسأكفيكم حدهم وقال:

سأمنح جانبا مني غليظا ** على ما كان من قرب وبعد

رجال الخزرجية أهل ذل ** إذا ما كان هزل بعد جد

فبلغ ذلك النبي فقال: «والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون إني رحمة بعثني الله عز وجل ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه». فذكر الحديث

رواه الطبراني وجادة من طريق أحمد بن صالح المصري قال: وجدت في كتاب بالمدينة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ورجاله ثقات

باب ما جاء في غزوة الأبواء

9941

عن عمرو بن عوف المزني قال: غزونا مع رسول الله أول غزوة غزاها الأبواء حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية فصلى ثم قال: «هل تدرون ما اسم هذا الجبل؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «هذا خمت هذا من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لأهله». وقال للروحاء: «هذه سجاسج وادي من أودية الجنة لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا ولقد مر به موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل حاجين البيت العتيق ولا تقوم الساعة حتى يمر به عيسى بن مريم عبد الله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك»

رواه الطبراني من طريق كبير بن عبد الله المزني وهو ضعيف عند الجمهور وقد حسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات. ويأتي حديث عمار في مناقب علي رضى الله عنه

(أبواب في غزوة بدر)

باب غزوة بدر

9942

عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان يوم بدر كل ثلاثة على بعير كان علي بن أبي طالب وأبو لبابة زميلي رسول الله قال: فكان إذا كانت عقبة رسول الله فقالا: نحن نمشي عنك فقال: «ما أنتما بأقوى مني ولا أنا أغنى عن الأجر منكما»

رواه أحمد والبزار وقال: فإذا كانت عقبة رسول الله قالا: اركب حتى نمشي عنك

والباقي بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن وبقية رجال أحمد رجال الصحيح

9943

وعن ابن عباس أنه كان مع رسول الله يوم بدر مائة ناضح ونواضح وكان معه فرسان يركب أحدهما: المقداد بن الأسود ويتروح الآخر مصعب بن عمير وسهل بن حنيف

قال: وكان أصحابه يتعقبون في الطريق النواضح

قال: فكان رسول الله ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب يتعقبون ناضحا.

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف
9944

وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن النبي نظر إلى عمير بن أبي وقاص فاستصغره حين خرج إلى بدر ثم أجازه قال سعد: فيقال إنه خانه سيفه. قال عبد الله - يعني ابن جعفر المخرمي -: قتل يوم بدر

رواه البزار ورجاله ثقات
9945

وعن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري قال: أقبلنا يوم بدر ففقدنا رسول الله فنادت الرفاق بعضها بعضا: أفيكم رسول الله ؟ فوقفوا حتى جاء رسول الله معه علي بن أبي طالب فقالوا: يا رسول الله فقدناك؟ فقال: «إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه»

رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه
9946

وعن عاتكة بنت عبد المطلب قالت: رأيت راكبا أخذ صخرة من أبي قبيس فرمى بها للركن فتعلقت الصخرة فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة فقال العباس: إن هذه لرؤيا اكتميها ولا تذكريها فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة فذكرها له فذكرها الوليد لأبيه ففشا الحديث قال العباس: فخرجت أطوف بالكعبة وأبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رآني أبو جهل قال: يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست إليهم فقال أبو جهل: يا بني عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى يتنبأ نساؤكم قد زعمت عاتكة في رؤياها هذه أنه قال: انفروا في ثلاث فسنتربص هذه الثلاث فإن كان ما تقول حقا فسيكون وإن يمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء كتبنا عليكم كتابا: أنكم أكذب أهل بيت في العرب قال العباس: فوالله ما كان مني إليه شيء إلا أني جحدت وأنكرت أن تكون رأت شيئا

قال العباس: فلما أمسيت أتتني امرأة من بنات عبد المطلب فقالت: رضيتم من هذا الفاسق يتناول رجالكم ثم يتناول نساءكم وأنت تسمع ولم يكن عندك نكير؟ والله لو كان حمزة ما قال ما قال فقلت: قد والله فعل وما كان مني إليه نكير شيء وايم الله لأتعرضن له فان عاد لأكفينكم

قال العباس: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا مغضب على أنه فاتني أمر أحب أن أدرك شيئا منه قال: فوالله إني لأمشي نحوه وكان رجلا خفيفا حديد الوجه حديد اللسان حديد البصر إذ خرج نحو المسجد يستند فقلت في نفسي: ما له لعنه الله؟ أكل هذا فرق مني أن أشاتمه فإذا هو قد سمع ما لم أسمع [ سمع ] صوت صمصم [ بن زرعة ] بن عمرو الغفاري يصرخ ببطن مكة الوادي قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش قد خرج محمد في أصحابه ما أراكم تدركونها الغوث الغوث. قال العباس: فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
9947

وعن عروة قال: كانت عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله ساكنة مع أخيها عباس بن عبد المطلب فرأت رؤيا قبيل بدر ففزعت فأرسلت إلى أخيها عباس من ليلتها حين فزعت واستيقظت من نومها فقالت: قد رأيت رؤيا وقد خشيت منها على قومك الهلكة. قال: وما رأيت؟ قالت: لن أحدثك حتى تعاهدني أن لا تذكرها فإنهم إن يسمعوها آذونا فأسمعونا ما لا نحب فعاهدها عباس فقالت: رأيت راكبا أقبل على راحلته من أعلى مكة يصيح بأعلى صوته: يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا من ليلتين أو ثلاث. ثم دخل المسجد على راحلته فصرخ في المسجد ثلاث صرخات ومال عليه من الرجال والنساء والصبيان وفزع الناس له أشد الفزع ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته فصرخ ثلاث صرخات: يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا [ في ] ليلتين أو ثلاث حتى أسمع بين الأخشبين من أهل مكة ثم عمد لصخرة عظيمة فنزعها من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها دوي حتى إذا كانت على أصل الجبل ارفضت فلا أعلم بمكة بيتا ولا دارا إلا قد دخلها فرقة من تلك الصخرة فلقد خشيت على قومك أن ينزل بهم شر ففزع منها عباس وخرج من عندها فلقي من ليلته الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان خليلا للعباس فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لأحد فذكرها الوليد لأبيه وذكرها عتبة لأخيه شيبة وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهل بن هشام واستفاضت. فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت حتى أصبح فوجد أبا جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف وزمعة بن الأسود وأبا البختري في نفر يتحدثون فلما نظروا إلى عباس يطوف بالبيت ناداه أبو جهل بن هشام: يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فائتنا فلما قضى طوافه أتى فجلس فقال أبو جهل: يا أبا الفضل ما رؤيا رأتها عاتكة؟ قال: ما رأت من شيء قال: بلى أما رضيتم يا بني هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء إنا كنا وانتم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين فلما حاذت الركب قلتم منا نبي فما بقى إلا أن تقولوا: منا نبية ولا أعلم أهل بيت أكذب رجلا ولا أكذب امرأة منكم فآذوه يومئذ أشد الأذى

وقال أبو جهل: زعمت عاتكة أن الراكب قال: اخرجوا في ليلتين أو ثلاث فلو قد مضت هذه الثلاث تبين لقريش كذبكم وكتبنا سجلا ثم علقناه بالكعبة إنكم أكذب بيت في العرب رجلا وامرأة أما رضيتم يا بني قصي أنكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء حتى جئتمونا زعمتم بنبي منكم فآذوه يومئذ أشد الأذى وقال له العباس: مهلا يا مصفر استه هل أنت منته فإن الكذب فيك وفي أهل بيتك فقال له من حضره: يا أبا الفضل ما كنت بجاهل ولا خرف ونال عباس من عاتكة أذى شديدا فيما أفشى من حديثهما فلما كان مساء ليلة الثالثة من الليالي التي رأت فيها عاتكة الرؤيا جاءهم الركب الذي بعث أبو سفيان ضمضم بن عمرو الغفاري فقال: يا آل غدر انفروا فقد خرج محمد وأصحابه ليعرضوا لأبي سفيان فأحرزوا عيركم ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من قبل رؤيا عاتكة ونفروا على كل صعب وذلول

رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
9948

وعن مصعب بن عبد الله وغيره من قريش أن عاتكة بنت عبد المطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله ببدر:

ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم ** بتأويلها فل من القوم هارب

رأى فأتاكم باليقين الذي رأى ** بعينيه ما يفرى السيوف القواضب

فقلتم ولم أكذب: كذبت وإنما ** يكذبني بالصدق من هو كاذب

[ وما فر إلا رهبة الموت منهم ** حكيم وقد ضاقت عليه المذاهب ]

أفر صياح القوم عزم قلوبهم ** فهن هواء والحلوم عوازب

مروا بالسيوف المرهفات دماءكم ** كفاحا كما يمري السحاب الجنائب

فكيف رأى يوم اللقاء محمدا ** بنو عمه والحرب فيه التجارب

ألم يغشهم ضربا يحار لوقعه الـ ** جبان وتبدو بالنهار الكواكب

ألا يأتي يوم اللقاء محمدا ** إذا عض من عون الحروب الغوارب

كما برزت أسيافه من مليلتي ** زعازع وردا بعد إذ هي صالب

حلفت لئن عدتم ليصطلمنكم ** مجافا تردى حافتيها المقانب

كأن ضياء الشمس لمع بروقها ** لها جانبا نور شعاع وثاقب

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
9949

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان عتبة بن ربيعة صديقا لسعد ابن معاذ في الجاهلية فكان إذا قدم عتبة المدينة نزل على سعد بن معاذ وإذا قدم سعد مكة نزل على عتبة وكان عتبة يسميه أخي اليثربي. قال: فلما قدم رسول الله المدينة قدم سعد بن معاذ مكة كما كان يقدم فنزل على عتبة فقال: إني أريد أن أطوف بالبيت فقال له عتبة: أمهل حتى يتفرق الملأ من قريش من المسجد من حول البيت قال: فأمهل قليلا ثم قال: انطلق معي فلما أتى البيت تلقى أبو جهل سعدا فقال: يا سعد آويتم محمدا ثم تطوف بالبيت آمنا؟ فقال سعد: لئن منعتني لأقطعن عليك أو لأمنعنك تجارتك إلى موضع - لموضع ذكره - قال: وارتفعت أصواتهما قال عتبة لسعد: أترفع صوتك على أبي الحكم؟ قال: فقال له سعد: وأنت تقول ذاك؟ لقد سمعت رسول الله يقول: «إنه قاتلك». قال: ففض يده من يده وقال: إن محمدا لا يكذب قال: فطاف سعد ثم انصرف وأتى عتبة امرأته فقال: ألم تسمعي ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أن محمدا قاتلي وأن محمدا لا يكذب. قال: فما كان إلا قليلا حتى كان من أمر بدر قال: فجعل أبو جهل يطوف على الناس قال: وذكر الحديث

قلت: لابن مسعود حديث في الصحيح في نزول سعد على أمية بن خلف وهذا فيه: إنه نزل على عتبة بن ربيعة فالله أعلم
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
9950

وعن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله ونحن بالمدينة: «إني أخبرت ونحن بالمدينة عن عير أبي سفيان أنها مقبلة فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها؟» قلنا: نعم. فخرج معه فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا: «ما ترون في القوم فإنهم أخبروا بمخرجكم؟». فقلنا: لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير ثم قال: «ما ترون في القوم؟». فقلنا مثل ذلك فقال المقداد بن عمرو: إذا لا نقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى: { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } قال: فتمنينا معشر الأنصار أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله عز وجل على رسوله : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } ثم أنزل الله عز وجل: { إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } وقال: { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم } والشوكة: القوم. وغير ذات الشوكة: العير. فلما وعد الله إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا ثم إن رسول الله بعث ينظر ما قبل القوم فقال: رأيت سوادا ولا أدري. فقال رسول الله : «هم هم هلموا أن نتعاد». فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله بعدتنا فسره ذلك وقال: «عدة أصحاب طالوت». ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول الله إليهم فقال: «معي معي» ثم إن رسول الله قال: «اللهم إني أنشدك وعدك». فقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك ورسول الله أفضل من أن يشير عليه والله أعظم من أن ننشده وعده فقال: «يا ابن رواحة لأنشدن الله وعده فإن الله لا يخلف الميعاد». فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله عز وجل: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } فقتلنا وأسرنا. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما أرى أن تكون لك أسرى فإنما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الأنصار: إنما يحمل عمر على ما قال حسد لنا فنام رسول الله ثم استيقظ فقال: «ادعوا لي عمر». فدعي له فقال: «إن الله عز وجل قد أنزل علي: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم }»

رواه الطبراني وإسناده حسن
9951

وعن معاذ بن رفاعة الأنصاري عن أبيه قال: خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله إلى بدر على بعير لنا أعجف 9 حتى إذا كنا موضع البريد الذي خلف الروحاء برك بعيرنا فقلت: اللهم لك علينا لئن أدنينا إلى المدينة لننحرنه فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله فقال: «ما بالكما؟». فأخبرناه أنه برك علينا فنزل رسول الله فتوضأ ثم بصق في وضوئه وأمرنا ففتحنا له فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه ثم صب على رأس البكر ثم على عنقه ثم على حاركه ثم على سنامه ثم على عجزه ثم على ذنبه ثم قال: «اللهم احمل رافعا وخلادا» فمضى رسول الله وقمنا نرتحل فارتحلنا فأدركنا النبي على رأس المنصف وبكرنا أول الركب فلما رآنا رسول الله ضحك فمضينا حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من بدر برك علينا فقلنا: الحمد لله فنحرناه وصدقنا بلحمه

رواه البزار بتمامه والطبراني ببعضه وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك
9952

وعن عتبة بن عبد السلمي أن النبي قال لأصحابه: «قوموا فقاتلوا». فقالوا: نعم يا رسول الله ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون } ولكن انطلق أنت وربك يا محمد وإنا معكم نقاتل

رواه أحمد ورجاله ثقات
9953

وعن علي قال: لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها فاجتويناها فأصابنا بها وعك فكان النبي يتخبر عن بدر فلما بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله إلى بدر وبدر بئر فسبقنا المشركون إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجلا من قريش ومولى لعقبة بن أبي معيط فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي فقال له النبي : «كم القوم؟». فقال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم. فجهد رسول الله أن يخبره فأبى ثم إن النبي سأله: «كم ينحرون من الجزر؟». قال: عشر لكل يوم. فقال رسول الله : «القوم ألف كل جزور لمائة ونيفها». ثم إنه أصابنا طش من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله يدعو ربه ويقول: «اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد». قال: فلما أن تطلع الفجر نادى: «الصلاة عباد الله». فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله وحض على القتال ثم قال: «إن جمع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل». فلما دنا القوم وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل [ له ] أحمر يسير في القوم فقال رسول الله : «يا علي ناد [ لي ] حمزة». وكان أقربهم من المشركين: «من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم؟».

ثم قال رسول الله : «إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر». [ فجاء حمزة ] فقال: هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا: جبن عتبة ابن ربيعة ولقد علمتم أني لست بأجبنكم فسمع بذلك أبو جهل فقال: أنت تقول ذلك؟ والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت رئتك جوفك رعبا فقال عتبة: إياي تعني يا مصفر استه ستعلم اليوم أينا الجبان؟ قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة فقال عتبة: لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب فقال رسول الله : «قم يا علي وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحارث بن المطلب». فقتل الله شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرج عبيدة فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين فجاء رجل من الأنصار [ قصير ] بالعباس بن عبد المطلب أسيرا فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله. قال: «اسكت فقد أيدك الله بملك كريم». قال علي عليه السلام: فأسرنا من بني المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحارث

قلت: روى أبو داود منه طرفا
رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة.
9954

وعن ابن عباس قال: لما نزل المسلمون بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمر فقال: «إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر إن يطيعوه يرشدوا» وهو يقول: يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فإنكم إن فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أبيه فاجعلوا جنبها برأسي وارجعوا فقال أبو جهل: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه إنما محمد وأصحابه كأكلة جزور لو قد التقينا فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه أما والله إني لأرى قوما يضربونكم ضربا أما ترون كأن رؤوسهم الأفاعي وكأن وجوههم السيوف ثم دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة

رواه البزار ورجاله ثقات
9955

وعن علي بن أبي طالب قال: كنت على قليب يوم بدر أميح وأمتح منه فجاءت ريح شديدة ثم جاءت ريح شديدة شديدة فلم أر ريحا أشد منها إلا التي كانت قبلها ثم جاءت ريح شديدة فكانت الأولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي والثانية إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي والثالثة جبريل في ألف من الملائكة وكان أبو بكر عن يمينه وكنت عن يساره فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله على فرسه فلما استويت عليه حمل بي فصرت على عنقه فدعوت الله فثبتني عليه فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي.

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
9956

وعن رفاعة بن رافع الأنصاري قال: لما رأى إبليس ما تفعل الملائكة بالمشركين أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك فوكز في صدر الحارث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر فرفع يديه فقال: اللهم إني أسألك نظرتك إياي وخاف أن يخلص القتل إليه فأقبل أبو جهل فقال: يا معشر الناس لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على ميعاد من محمد لا يهولنكم قتل عتبة وشيبة ابني ربيعة فإنهم قد عجلوا فواللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال فلا ألقين رجلا قتل رجلا منهم ولكن خذوهم أخذا حتى تعرفوهم سوء صنيعهم من مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى. ثم قال أبو جهل متمثلا:

ما تنقم الحرب الشموس مني

بازل عامين حديث سني

لمثل هذا ولدتني أمي

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9957

وعن ابن عباس قال: أخذتهم ريح عقيم يوم بدر

رواه البزار ورجاله ثقات
9958

وعن أبي هريرة قال: أنزل الله على نبيه بمكة: { سيهزم الجمع ويولون الدبر } فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أي جمع؟ وذلك قبل بدر فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله في آثارهم مصلتا بالسيف يقول: { سيهزم الجمع ويولون الدبر } وكانت يوم بدر فأنزل الله عز وجل فيهم: { حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب } الآية. وأنزل: { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا } الآية. ورماهم رسول الله فوسعتهم الرمية وملأت أعينهم وأفواههم حتى إن الرجل ليقبل وهو يقذي عينيه وفاه فأنزل الله: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } وأنزل الله في إبليس: { فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب }

وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر: غر هؤلاء دينهم. فأنزل الله: { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم }

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9959

وعن عمر بن الخطاب قال: لما نزلت: { سيهزم الجمع ويولون الدبر } قلت: أي جمع هذا؟ فلما كان يوم رأيت رسول الله وبيده السيف مصلتا وهو يقول: «{ سيهزم الجمع ويولون الدبر }»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري ولم أعرفه.
9960

وعن جابر قال: قال أبو جهل بن هشام: إن محمدا يزعم إنكم إن لم تطيعوه كان له منكم ذبح فقال رسول الله : «وأنا أقول ذلك وأنت من ذلك الذبح». فلما نظر إليه يوم بدر مقتولا قال: «اللهم قد أنجزت لي ما وعدتني». فوجه أبا سلمة بن عبد الأسد قبل أبي جهل فقيل لابن مسعود: أنت قتلته؟ قال: بل الله قتله. قال أبو سلمة: أنت قتلته؟ قال: نعم. قال أبو سلمة: لو شاء لجعلك في كفه قال ابن مسعود: فوالله لقد قتلته وجردته. قال: فما علامته؟ قال: شامة سوداء ببطن فخذه اليمين فعرف أبو سلمة النعت وقال: جردته ولم تجرد قرشيا غيره

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9961

وعن ابن مسعود قال: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع وهو يذب الناس عنه بسيف له فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله فقال: هل هو إلا رجل قد قتله قومه؟ قال: فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فبدر سيفه فأخذته فضربته حتى قتلته قال: ثم خرجت حتى أتيت النبي كأنما أفل من الأرض فأخبرته فقال: «آلله الذي لا إله إلا هو؟». فرددها ثلاثا قال: فقلت: الله الذي لا إله إلا هو. قال: فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: «الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة»

9962

وفي رواية: «هذا فرعون أمتي»

9963

وفي رواية: قال عبد الله: فنفلني سلبه

رواه كله أحمد والبزار باختصار وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
9964

وعن عبد الله بن مسعود قال: دفعت يوم بدر إلى أبي جهل وقد أقعد فأخذت سيفه فضربت به رأسه فقال: رويعينا بمكة فضربته بسيفه حتى برد ثم أتيت النبي فقلت: يا رسول الله قتلت أبا جهل فقال عقيل وهو أسير عند النبي : كذبت ما قتلته قال: [ قلت: ] بل أنت الكذاب الآثم يا عدو الله قد والله قتلته قال: فما علامته؟ قال: بفخذه حلقة كحلقة الحجل المحلق قال: صدقت

رواه الطبراني والبزار وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف
9965

وعن ابن مسعود قال: أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا فقلت: أي عدو الله قد أخزاك الله قال: وبما أخزاني [ الله ] من رجل قتلتموه ومعي سيف لي فجعلت أضربه ولا يحتك فيه شيء ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه ثم أتيت النبي فأخبرته فقال: «آلله الذي لا إله إلا هو؟». قلت: الله الذي لا إله إلا هو قال: «انطلق فاستثبت». فانطلقت وأنا أسعى مثل الطائر ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته فقال رسول الله : «انطلق [ فأرني ]». فانطلقت معه فأريته فلما وقف عليه قال: «هذا فرعون هذه الأمة»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة وهو ثقة.
9966

وفي رواية عنده: فكبر وقال: «الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده»

9967

وزاد في رواية أخرى: «وأعز دينه»

9968

وعن علي قال: أمرني رسول الله أن أعور آبارها. يعني يوم بدر

رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
9969

وعن أنس أن النبي لما ورد بدرا أومأ بيده فقال: «هذا مصرع فلان» فوالله ما أماط أحد منهم عن مصرعه

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
9970

وعن عبد الرحمن بن عوف قال: بعث رسول الله إلى عكرمة بن أبي جهل: «من ضرب أباك؟» قال: الذي قطع رجله فقضى سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح

رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9971

وعن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج: معاذ بن عمرو بن الجموح وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبي جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان.

ويأتي في تسمية من شهد بدرا بتمامه

رواه الطبراني وإسناده حسن
9972

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: لما جيء بأبي جهل يجر إلى القليب قال رسول الله : «لو كان أبو طالب حيا لعلم أن أسيافنا قد التبست بالأنامل»

رواه البزار وفيه حيان بن علي وهو ضعيف وقد وثق رواه الطبراني وزاد فيه: وكذلك يقول أبو طالب:

كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى ** لتلتبسن أسيافنا بالأنامل

وينهض قوم في الدروع إليكم ** نهوض الروايا في طريق حلاحل

قال ابن مناذر: هما سواء يقولون: حلاحل وجلاجل

9973

وعن ابن عمر قال: بينا أنا سائر بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني: يا عبد الله اسقني يا عبد الله اسقني يا عبد الله اسقني فلا أدري عرف اسمي أو دعاني بدعاية العرب؟ وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فناداني: يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط فعاد إلى حفرته فأتيت النبي مسرعا فأخبرته فقال لي: «أوقد رأيته؟». قلت: نعم. قال: «ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.
9974

وعن الشعبي قال: قدم على معاوية رجل يقال له: هوذة فقال له معاوية: يا هوذة هل شهدت بدرا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين علي لا لي قال: فكم أتى عليك؟ قال: أنا يومئذ قمد قمدود 10 مثل الصفاة والجلمود كأني أنظر إليهم وقد صفوا لنا صفا طويلا وكأني أنظر إلى بريق سيوفهم كشعاع الشمس من خلال السحاب فما استفقت حتى غشيتنا غادية القوم في أوائلهم علي بن أبي طالب ليثا عبقريا يقري الغرباء وهو يقول: لن يأكلوا التمر ببطن مكة يتبعه حمزة بن عبد المطلب في صدره ريشة بيضاء قد أعلم بها كأنه جمل يحطم بناء فرغت عنهما وأحالا على حنظلة - يعني أخا معاوية - فقال له معاوية: رضي الله عنهاك ولا كفران لله زلت فليت شعري متى أرحت يا هوذة؟ قال: والله يا أمير المؤمنين ما أرحت حتى نظرت إلى الهضبات من أربد فقلت: ليت شعري ما فعل حنظلة؟ فقال له معاوية: أنت بذكرك حنظلة كذكر الغني أخاه الفقير لا يكاد يذكره إلا واسنا أو متواسنا

رواه الطبراني وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف
9975

وعن الحارث التيمي قال: كان حمزة بن عبد المطلب يوم بدر معلما بريشة نعامة فقال رجل من المشركين: من رجل أعلم بريشة نعامة؟ فقيل: حمزة بن عبد المطلب. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل

رواه الطبراني وإسناده منقطع
9976

وعن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي أمية بن خلف: يا عبد الإله من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره يوم بدر؟ قلت: ذاك عم رسول الله ذاك حمزة بن عبد المطلب قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل

رواه البزار من طريقين في إحداهما شيخه علي بن الفضل الكرابيسي ولم أعرفه وبقية رجالها رجال الصحيح والأخرى ضعيفة
9977

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله مخرجه إلى بدر: «إن الله قد وعدني بدرا وأن يغنمني عسكرهم ومن قتل قتيلا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله» فلما تواقفوا قذف الله في قلوب المشركين الرعب فلما اقتتلوا هزمهم الله فاتبعهم سرعان الناس فقتلوا سبعين وأسروا سبعين

رواه الطبراني وفيه عمرو بن عطية وهو ضعيف
9978

وعن عبد الله بن مسعود قال: ما سمعنا مناشدا ينشد حقا له أشد مناشدة من محمد يوم بدر يقول: «اللهم إني أنشدك ما وعدتني إن تهلك هذه العصابة لا تعبد» ثم التفت كأن وجهه القمر فقال: «كأني إلى مصارع القوم عشية»

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
9979

وعن رفاعة بن رافع قال: لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف فأقبلنا إليه فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه فأطعنه بالسيف طعنة ورميت يوم بدر بسهم ففقئت عيني وبصق فيها رسول الله ودعا لي فيها فما آذاني شيء

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9980

وعن علي قال: قال لي النبي ولأبي بكر يوم بدر: «مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف»

رواه أحمد بنحوه والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9981

وعن علي قال: قال لي النبي ولأبي بكر يوم بدر: «مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال - أو يكون في الصف»

رواه أحمد بنحوه والبزار واللفظ له ورجالهما رجال الصحيح ورواه أبو يعلى
9982

وعن علي بن أبي طالب قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث يوم بدر على الوليد بن عتبة أظنه قال: فلم يعب ذلك علينا النبي .

رواه الطبراني وفيه حسين بن الحسين الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور
9983

وعن عامر - يعني الشعبي - قال: قيل لسعد - يعني ابن أبي وقاص -: متى أصبت الدعوة؟ قال: يوم بدر كنت أرمي بين يدي النبي فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول: اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم وافعل بهم وافعل فيقول النبي : «اللهم استجب لسعد»

قلت: روى الترمذي طرفا منه
رواه الطبراني وفيه مجالد بن سعيد وقد وثق على ضعفه
9984

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان سعد يقاتل مع رسول الله يوم بدر قتال الفارس والراجل

رواه البزار بإسنادين أحدهما متصل والآخر مرسل ورجالهما ثقات
9985

وعن ابن عباس قال: كان سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيض قد أرسلوها إلى ظهورهم ويوم حنين عمائم حمر ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر إنما كانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون

رواه الطبراني وفيه عمار بن أبي مالك الجنبي ضعفه الأزدي
9986

وعن ابن عباس قال: لم تقاتل الملائكة مع النبي إلا يوم بدر وكانت فيما سوى ذلك إمدادا ولم يكن مع النبي من الخيل إلا فرسان: أحدهما للمقداد بن الأسود والآخر لأبي مرثد الغنوي.

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
9987

وعن النهي قال: كان يوم بدر مع رسول الله فرسان: الزبير بن العوام على فرس من الميمنة والمقداد بن الأسود على فرس على الميسرة

رواه الطبراني وهو مرسل
9988

وعن أبي المليح عن أبيه قال: نزلت الملائكة يوم بدر على سيما الزبير عليها عمائم صفر

رواه البزار وفيه الصلت بن دينار وهو متروك
9989

وعن أبي حازم الأنصاري قال: كان النبي يوم بدر في الظل وأصحابه في الشمس يقاتلون فأتاه جبريل فقال: أنت في الظل والمسلمون في الشمس يقاتلون فقام فتحول إلى الشمس

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف جدا
9990

وعن سهل بن أبي حثمة أن أبا برزة الحارثي جاء يوم بدر بثلاثة رؤوس يحملها إلى رسول الله فلما رآه رسول الله قال: «ظفرت يمينك». قال: يا رسول الله أما اثنان فأنا قتلتهما وأما الآخر فرأيت رجلا أبيض جميلا حسن الوجه ضرب رأسه فقال رسول الله : «ذاك فلان ملك من الملائكة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
9991

وعن أبي داود المازني - وكان شهد بدرا - قال: إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري

رواه أحمد وفيه رجل لم يسم
9992

وعن جابر قال: كنا نصلي مع رسول الله في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته فلما قضى الصلاة قلنا: يا رسول الله رأيناك تبسمت؟ قال: «مر بي ميكائيل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب القوم فضحك إلي فتبسمت إليه»

رواه أبو يعلى وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
9993

وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: قال أبي: يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه

رواه الطبراني وفيه محمد بن يحيى الإسكندراني قال ابن يونس: روى مناكير
9994

وعن سهل بن سعد قال: قال لي أبو أسيد: يا ابن أخي لو كنت أنا وأنت الآن ببدر ثم أطلق الله لي بصري لأرينك الشعب الذي خرجت علينا الملائكة غير شك ولا تمار

رواه الطبراني وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وضعفه غيره لغفلة فيه.
9995

وعن عروة قال: نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير وهو متعجر بعمامة صفراء

رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الإسناد. وقد تقدمت أحاديث في اللباس نحو هذا
9996

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحبي الذي إلى جانبي: كم تراهم؟ أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة حتى أخذنا منهم رجلا فسألناه قال: كنا ألفا

رواه الطبراني
9997

وعن حكيم بن حزام قال: سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة في طست ورمى رسول الله بتلك الحصاة فانهزمنا

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
9998

وعن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر أمر رسول الله فأخذ كفا من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها وقال: «شاهت الوجوه» فانهزمنا فأنزل الله عز وجل: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }

رواه الطبراني وإسناده حسن.
9999

وعن ابن عباس أن النبي قال لعلي: «ناولني كفا من حصى». فناوله فرمى به وجوه القوم فما بقى أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى } الآية

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

باب ما جاء في الأسرى

10000

عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله يوم بدر: «من استطعتم أن تأسروه من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها»

رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات
10001

وعن البراء وغيره قال: جاء رجل من الأنصار بالعباس قد أسره فقال العباس: يا رسول الله ليس هذا أسرني أسرني رجل من القوم أنزع من هيئته كذا وكذا فقال رسول الله [ للرجل ]: «قد آزرك الله بملك كريم»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10002

وعن أبي اليسر قال: نظرت إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم وعيناه تذرفان فلما نظرت إليه قلت: جزاك الله من ذي رحم شرا أتقاتل ابن أخيك مع عدوه؟ قال: ما فعل؟ وهل أصابه القتل؟ قلت: الله أعز له وأنصر من ذلك. قال: ما يريد إلي؟ قلت: أسار فان رسول الله نهى عن قتلك. قال: ليست بأول صلاته فأسرته ثم جئت به إلى رسول الله .

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
10003

وعن ابن عباس قال: قلت لأبي: يا أبت كيف أسرك أبو اليسر ولو شئت لجعلته في كفك؟ قال: يا بني لا تقل ذاك لقد لقيتني وهو أعظم في عيني من الخندمة

رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله وثقوا
10004

وعن جابر بن عبد الله قال: أسر العباس [ يوم بدر ] فلم يوجد له قميص يقدر عليه

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق
10005

وعن ابن عباس قال: قال المجذر بن زياد لأبي البختري بن هشام: إن رسول الله نهى عن قتلك

رواه البزار عن عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
10006

وعن ابن عباس قال: كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبو اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بني سلمة فقال له رسول الله : «كيف أسرته يا أبا اليسر؟» قال: لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا هيئته كذا قال: فقال رسول الله : «لقد أعانك عليه ملك كريم». وقال للعباس: يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث بن فهر». قال: فأبى قال: إني كنت مسلما قبل ذلك وإنما استكرهوني قال: «الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك». وقد كان رسول الله قد أخذ معه عشرين أوقية ذهب فقال: يا رسول الله احسبها لي من فدائي قال: «لا ذلك شيء أعطانا الله منك». قال: فإنه ليس لي مال قال: «فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل وليس معكما غيركما أحد؟ فقلت: إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا». قال: فوالذي بعثك بالحق ما علم به أحد من الناس غيري وغيرها وإني أعلم أنك رسول الله

رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
10007

وعن أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير قال: كنت في الأسرى يوم بدر فقال رسول الله : «استوصوا بالأسارى خيرا». وكنت في نفر من الأنصار فكانوا إذا قدموا غداءهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله

رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن
10008

وعن عبد الله قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله : «ما تقولون في هذه الأسرى؟» قال: فقال أبو بكر رضوان الله عليه: يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم

قال: وقال عمر: يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم

قال: وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر واد كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم نارا

قال: فقال العباس: قطعت رحمك

قال: فدخل رسول الله ولم يرد عليهم فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر. وقال ناس: يأخذ بقول عمر. وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة

قال: فخرج عليهم رسول الله فقال: «إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عز وجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال: { فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال: { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }. وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال: { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال: { واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } أنتم عالة فلا ينقلبن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق»

قال عبد الله: فقلت: [ يا رسول الله ] إلا سهيل بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام قال: فسكت قال: فما رأيتني في يوم أخوف أن يقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال: «إلا سهيل بن بيضاء». فأنزل الله عز وجل: { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } إلى قوله: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم }

قلت: روى الترمذي منه طرفا
رواه أحمد
10009

وفي رواية: فقام عبد الله بن جحش فقال: يا رسول الله أعداء الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك وأنت بواد كثير الحطب

10010

وفي رواية: يستنقذهم بك الله من النار وقال أبو بكر: يا رسول الله عترتك وأهلك وقومك تجاوز عنهم يستنقذهم الله بك من النار

ورواه أبو يعلى بنحوه ورواه الطبراني أيضا وفيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه ولكن رجاله ثقات.
10011

وفي رواية عند الطبراني: فقال أبو بكر: إن قتلتهم دخلوا النار وإن أخذت منهم الفداء كانوا لنا عضدا وقال عمر: أرى أن تعرضهم ثم تضرب أعناقهم فهؤلاء أئمة الكفر وقادة الكفر والله ما رضوا أن أخرجونا حتى كانوا أول العرب غزانا

وهي متصلة وفيها موسى بن مطير وهو ضعيف
10012

وعن أنس والحسن قال: استشار النبي الناس في الأسارى يوم بدر فقال: «إن الله قد أمكنكم منهم»

قال: فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم. فأعرض عنه النبي . ثم عاد رسول الله فقال: «يا أيها الناس إن الله قد أمكنكم منهم وإنما هم إخوانكم بالأمس»

قال: فقام عمر فقال: يا رسول الله اضرب أعناقهم. فأعرض عنه رسول الله

قال: ثم عاد رسول الله فقال للناس مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق عليه السلام فقال: يا رسول الله [ إن ] ترى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء. قال: فذهب عن وجه النبي ما كان من الغم. قال: فعفا عنهم وقبل الفداء قال: وأنزل الله: { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم } الآية

رواه أحمد عن شيخه علي بن عاصم بن صهيب وهو كثير الغلط والخطأ لا يرجع إذا قيل له الصواب وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
10013

وعن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب - لعنه الله - قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا يصنعون لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الخبر كتبه الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة

قال: فذكر الحديث ومن هنا في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد وقال فيه: أخو بني سالم بن عوف وكان في الأسارى أبو وداعة بن صرة السهمي فقال رسول الله : «إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال لكأنكم به قد جاء في فداء أبيه» وقد قالت قريش: لا تعجلوا في فداء أسراكم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه. فقال المطلب بن أبي وداعة: صدقتم فافعلوا وانسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرز بن حفص بن الأخيث في فداء سهيل بن عمرو وكان الذي أسره مالك بن الدخشن أخو بني مالك بن عوف

رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات
10014

وعن أبي رافع مولى رسول الله قال: كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكنت قد أسلمت وأسلمت أم الفضل وأسلم العباس وكان يكتم إسلامه مخافة قومه وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام وكان له عليه دين فقال له: اكفني من هذا الغزو وأترك له ما عليك ففعل فلما جاء الخبر وكبت الله أبا لهب وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجره زمزم فوالله إني لجالس أنحت أقداحي في الحجرة وعندي أم الفضل إذا الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه قال: حتى جلس عند طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فقال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث [ فقال أبو لهب: هلم يا ابن أخي. فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده فقاموا عليهما فقال: يا ابن أخي ] كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسروننا كيف شاءوا وايم الله ما لمت الناس قال: ولم؟ قال: رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله لا تلبق شيئا ولا يقوم لها شيء قال: فرفعت طنب الحجرة فقلت: تلك والله الملائكة فرفع أبو لهب يده فلطم وجهي وثاورته فاحتملني فضرب بي الأرض حتى برك علي وقامت أم الفضل فاحتجرت وأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ففلقت في رأسه شجة منكرة وقالت: أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه فقام ذليلا فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته فتركه ابناه يومين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن فقال رجل من قريش لابنيه: ألا تستحييان أن أباكما قد أنتن في بيته؟ فقالا: إنا نخشى هذه القرحة وكانت قريش تتقي العدسة كما يتقى الطاعون فقال رجل: انطلقا فأنا معكما قال: فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيد ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة

رواه الطبراني والبزار وفي إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
10015

وعن سعد بن أبي وقاص قال: أسرتُ أنا والزبير بن العوام الوليدَ بن الوليد يوم بدر فقدم هشام بن الوليد لفدائه فوهبت له حقي وأخذ الزبير حقه

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف.
10016

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «لأقتلن اليوم رجلا من قريش صبرا» قال: فنادى عقبة بن أبي معيط بأعلى صوته: يا معشر قريش ما لي أقتل من بينكم صبرا قال: فقال رسول الله : «بكفرك بالله وافترائك على رسول الله -

رواه البزار وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف ووثقه ابن حبان
10017

وعن ابن عباس قال: نادى رسول الله أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء قام إليه علي بن أبي طالب فقتله صبرا قال: من للصبية يا محمد؟ قال: «النار»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
10018

وعن مسروق أنه قال لابن أبي معيط: حدثنا عبد الله بن مسعود وكان غير كذاب أن رسول الله أمر بعنق أبيك أن تضرب صبرا ثم مر به فقال: من للصبية بعدي؟ قال: «لهم النار» حسبك ما رضي لك رسول الله

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
10019

وعن ابن عباس قال: قتل رسول الله يوم بدر ثلاثة صبرا قتل النضر بن الحارث من بني عبد الدار وقتل طعيمة بن عدي من بني نوفل وقتل عقبة بن أبي معيط

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن حماد بن نمير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10020

وعن النعمان بن بشير قال: جعل رسول الله فداء أسارى بدر من المشركين: كل رجل منهم أربعة آلاف

رواه الطبراني في الصغير وفيه الواقدي وهو ضعيف
10021

وعن عبد الله بن الزبير قال: كانت قريش ناحت قتلاها ثم ندمت وقالوا: لا تنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم وكان في الأسرى: أبو وداعة بن صبيرة السهمي فقال رسول الله : «إن له بمكة ابنا تاجرا كيسا ذا مال كأنكم قد جاءكم في فداء أبيه»

فلما قالت قريش في الفداء ما قالت قال المطلب: صدقتم والله لئن فعلتم ليتأربن عليكم. ثم انسل من الليل فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم

رواه الطبراني ورجاله ثقات

باب فيمن قتل من المسلمين يوم بدر

10022

عن شقيق أن ابن مسعود حدثه أن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة. [ قال: ] فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك إطلاعة فقال: يا عبادي ماذا تشتهون؟ فقالوا: يا ربنا هل فوق هذا شيء؟ قال: فيقول: عبادي ماذا تشتهون؟ فيقولون في الرابعة: ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا

رواه الطبراني ورجاله ثقات. ويأتي تسمية من سمى منهم في باب من شهد بدرا إن شاء الله
وتقدمت أحاديث في أرواح الشهداء

باب فيمن قتل من المشركين يوم بدر

10023

عن عائشة قالت: لما مر النبي [ يوم بدر ] بأولئك الرهط فألقوا في الطوي عتبة وأبو جهل وأصحابه وقف عليهم فقال: «جزى الله شرا من قوم [ نبي ] ما كان أسوأ الطرد وأشد التكذيب» قالوا: يا رسول الله كيف تكلم قوما قد جيفوا؟ فقال: «ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم»

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة ولكنه دخل عليها
10024

وعن عائشة قالت: أمر رسول الله بالقتلى أن يطرحوا في القليب وطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه فملأها فذهبوا ليحركوه فتزايل فتركوه وألقوا ما غيبه من التراب والحجارة فلما ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله فقال: «يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا» قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله أتكلم قوما موتى؟ فذكر نحوه.

رواه أحمد ورجاله ثقات
10025

وعن أنس بن مالك أن رسول الله أمر ببضعة وعشرين رجلا [ من صناديد قريش ] فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيث مخبث

قال: وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال

قال: فلما ظهر على أهل بدر أقام ثلاث ليال حتى إذا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدت برحلها ثم مشى واتبعه أصحابه

قال: فما نراه ينطلق إلا ليقضي حاجته

قال: حتى قام على شفة الطوي قال: فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان أسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟». قال عمر: يا نبي الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ قال: «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم»

10026

وعن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه كان يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب - لعنه الله - قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك

قال قتادة: أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه توبيخا وتصغيرا

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10026

وعن ابن عباس قال: وقف النبي على قتلى بدر وقال: «جزاكم الله عني من عصابة شرا قد خنتموني أمينا وكذبتموني صادقا» ثم التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال: «إن هذا كان أعتى على الله من فرعون إن فرعون لما أيقن الهلاك وحد الله وإن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى»

رواه الطبراني وفيه نصر بن حماد الوراق وهو متروك
10027

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: وقف رسول الله على أهل القليب فقال: «يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا» قالوا: يا رسول الله هل يسمعون ما تقول؟ قال: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم اليوم لا يجيبون»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10028

وعن عبد الله بن سيدان عن أبيه قال: أشرف النبي على أهل القليب فقال: «يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟» قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال: «يسمعون كما تسمعون ولكنهم لا يجيبون»

رواه الطبراني وعبد الله بن سيدان مجهول

باب

10029

عن أبي أسيد أنه كان يقول: أصبت يوم بدر سيف بني عابد بن المرزبان فلما أمر رسول الله أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل. قال: وكان رسول الله لا يمنع شيئا يسأله. قال: فعرفه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي فسأله رسول الله فأعطاه إياه

10030

وفي رواية: عن أبي أسيد أيضا مالك بن ربيعة قال: أصبت سيف بني عابد المخزوميين المرزبان يوم بدر

رواه كله أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات
10031

وعن الأرقم بن أبي الأرقم قال: قال رسول الله يوم بدر: «ردوا ما كان معكم من الأنفال» فرفع أبو أسيد الساعدي سيف بني العابد المرزبان فعرفه الأرقم فقال: هبه لي يا رسول الله. فأعطاه إياه

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات
10032

وعن عبادة بن الصامت قال: خرجت مع رسول الله فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله عز وجل العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب. وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله : لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به. فنزلت: { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } فقسمها رسول الله على فُواق بين المسلمين. وكان رسول الله إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الأنفال ويقول: «ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم»

قلت: روى الترمذي وغيره: كان ينفل في البداءة الربع وفي القفول الثلث.
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات

باب فيمن حمل لواء يوم بدر

10033

عن ابن عباس قال: كان لواء رسول الله يوم بدر مع علي بن أبي طالب ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة رضى الله عنهما

رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجاله ثقات

باب في أي شهر كانت وقعة بدر وعدة من شهدها

10034

عن ابن عباس أنه كان يقول: إن أهل بدر كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وكان المهاجرون ستا وسبعين. وكانت هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين من شهر رمضان يوم الجمعة

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: ثلاث مائة وبضعة عشر، وقال: وكانت الأنصار مائتين وستا وثلاثين وكان لواء المهاجرين مع علي.
رواه الطبراني كذلك وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس
10035

وعن ابن عباس قال: كان يوم بدر لسبع وعشرين من رمضان

رواه الطبراني وفيه حجاج بن أرطاة وهو مدلس
10036

وعن عامر بن عبد الله البدري قال: كانت صبيحة بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان

رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه
10037

وعن أبي موسى قال: كان عدة أهل بدر عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ثلاث مائة وسبعة عشر

رواه البزار ورجاله ثقات
10038

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كان عدة أصحاب رسول الله ثلاث مائة

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
10039

وعن أبي أيوب الأنصاري في حديث طويل قال: فقال رسول الله : «هم - يعني المشركين - هلموا أن نتعاد» فإذا نحن ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله فسره ذلك فحمد الله وقال: «عدة أصحاب طالوت». فذكر الحديث

وقد تقدم في أوائل غزوة بدر والكلام عليه.
10040

وعن ابن عباس قال: شهد بدرا مع النبي عشرون رجلا من الموالي

رواه البزار والطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف

باب وقد حضر بدرا جماعة

- فمنهم من ذكرت ذلك في مناقبه بإسناده وأذكرها هنا بغير سند وأنبه عليه:

فمنهم أبو بكر الصديق في مناقبه. عمر بن الخطاب في مناقبه. عثمان بن عفان: ضرب له بسهم وأجره. علي بن أبي طالب في مناقبه. سعد بن أبي وقاص في مناقبه. سعيد بن زيد ضرب له بسهمه. عبد الرحمن بن عوف في مناقبه. الزبير بن العوام في مناقبه. طلحة بن عبيد الله في مناقبه. أبو عبيدة بن الجراح في مناقبه. حمزة عم رسول الله في مناقبه

ومن سماهم محمد بن مسلم الزهري فيمن شهد بدرا ورجاله رجال الصحيح إليه:

من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج: أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له.

ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج: أوس بن عبد الله بن الحارث بن خولي. ومن الأنصار ثم من بني الأوس: أنيس بن قتادة. وأنيسة مولى رسول الله . ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة: أسود بن زيد بن ثعلبه بن غنم. ومن الأنصار ثم من بني زريق: أسعد بن زيد بن الفاكهة بن زيد بن خلدة بن عامر بن عجلان

ومن قريش: الأرقم بن أبي الأرقم. وبلال مولى أبي بكر. وبشر بن البراء بن معرور

ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: بسيس الجهني حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار: بجير بن أبي بجير حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: تميم بن يغار بن قيس بن عدي بن أمية. ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة: تميم مولى خراش بن الصمة. ومن الأنصار ثم من بني العجلان: ثابت بن أقرم. ومن الأنصار ثم من بني الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام: ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام. ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني الحبلي: ثابت بن ربيعة. ومن الأنصار ثم من بني النجار: ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي. ومن الأنصار ثم من بني عدي بن النجار: ثابت بن حسان بن عمرو لا عقب له. ومن الأنصار ثم من بني الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: ثعلبة بن حاطب. ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام: ثعلبة الذي يقال له: الجدع. ومن الأنصار: ثعلبة بن عثمة. ومن الأنصار ثم من بني زريق: جبير بن خالد بن مخلد بن إياس. ومن الأنصار ثم من بني النجار: جابر بن خالد بن عبد الأشهل لا عقب له. ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي: جابر بن عبد الله بن رئاب بن نعمان بن سنان. ومن الأنصار ثم من بني مالك بن معاوية بن عوف: جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن حبشية. وقال ابن إسحاق: ابن هيشة. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الحارث بن الخزرج: حارثة بن زيد بن أبي زهير بن امرئ القيس. ومن بني أسد بن عبد العزى: حاطب بن أبي بلتعة حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي: حارثة بن الحمير حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن قيس بن مالك بن عبيد بن كعب. ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن أوس. ومن الأنصار ثم من بني النجار: حارثة بن سراقة. وشهد العقبة من الأنصار ثم بني زريق: الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد شهد بدرا. ومن الأنصار ثم من بني مالك بن النجار ثم من بني مبذول: الحارث بن الصمة بن عمرو بن عبيد كسر بالروحاء فضرب له رسول الله بسهمه. ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن خزمة بن عدي حليف لهم من بني سالم. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن حنظلة بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: الحارث بن حاطب. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: حريث بن زيد بن ثعلبة بن عبد الرب. ومن الأنصار: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب من بني النجار. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: رافع بن سهل ويقال: ابن يزيد. ومن الأنصار: رافع بن الحارث بن سواد. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: رافع بن عنجدة. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: أبو لبابة بن عبد المنذر. ومن الأنصار ثم من بني زريق: رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان. ومن بني عبد شمس: ربيعة بن أكثم حليف لهم من بني أسد. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: رفاعة بن عبد المنذر. ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بلحبلي: ربيع بن إياس. ومن الأنصار ثم من بني العجلان: ربعي بن أبي ربعي. ومن الأنصار ثم من بني بياضة: رخيلة بن ثعلبة بن خلدة. ومن قريش ثم من بني هاشم: زيد بن حارثة. ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب. ومن الأنصار ثم من بني النجار: أبو طلحة زيد بن سهل. ومن الأوس ثم من بني العجلان: زيد بن أسلم بن ثعلبة. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: زيد بن المزين. ومن الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج من بلحبلي: زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس. ومن الأنصار ثم من بني بياضة: زياد بن لبيد شهد العقبة وقد شهد بدرا. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: زياد بن عمرو الجهني حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني النبيت ثم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: سعد بن الربيع. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن السلم بن مالك بن الأوس: سعد بن خيثمة. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: سعد بن زيد. ومن بني عامر ثم من بني مالك بن حسل: سعد بن خولة. ومن الأنصار ثم من بني زريق: سعد بن يزيد بن عثمان بن خلدة بن مخلد. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني أمية بن زيد: سعد بن النعمان. ومن الأنصار ثم من بني ضبيعة بن زيد: سهل بن حنيف. ومن الأنصار ثم من بني سواد بن غنم: سهل بن قيس بن أبي كعب بن أبي القين. ومن قريش ثم من بني الحارث بن فهر: سهيل بن بيضاء. ومن الأنصار ثم من بني النجار: سهيل بن رافع بن أبي عمرو وكان له ولأخيه مسجد رسول الله مربدا. ومن الأنصار ثم من بني النجار: سهيل بن عبيد بن النعمان لا عقب له. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: أبو دجانة سماك بن خرشة وهو الذي أخذ سيف رسول الله يوم أحد. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بني الخزرج: عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس. ومن الأنصار ثم من بني سلمة: عبد الله بن حرام

وممن استشهد من المسلمين يوم بدر: من قريش: عبيدة بن الحارث بن عبد مناف قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء. ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يعني شهدها ولم يقتل بها. وممن استشهد مع رسول الله من المسلمين ثم من قريش ثم من بني زهرة: عمير بن أبي وقاص. وشهد بدرا: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. وعاصم بن عدي بن الجد بن العجلان خرج إلى بدر فرده رسول الله وضرب له بسهمه وأجره. وشهدها من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج: عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان. ومن الأنصار ثم من بني ظفر: قتادة بن النعمان. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني الحارث: محمد بن مسلمة. ومن الأنصار: معاذ بن جبل.

قلت: وأسانيد هؤلاء كلهم إلى ابن شهاب الزهري إسناد واحد ورجاله رجال الصحيح

- ومن سماهم عروة بن الزبير أذكرهم وفي إسناده ابن لهيعة وقد ضعف وحديثه حسن باعتبار الشواهد وغالب من سماه الزهري سماه عروة ومن هنا سماهم عروة

في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني أصرم بن فهر بن غنم بن عوف بن الحارث بن الخزرج: أوس بن الصامت أخو عبادة. وممن شهد العقبة من الأنصار من الأنصار ثم من بني عمرو بن مالك بن النجار وشهد بدرا: أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له. ومن الأنصار ثم من بني قربوس بن غنم بن سالم: أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم. وأنيسة مولى رسول الله . ومن قريش ثم من بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب: الأرقم بن أبي الأرقم واسم ابن أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أبا خندف بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وبلال مولى أبي بكر

وممن شهد العقبة الذين بايعوا رسول الله ومن الأنصار من بني عبيد بن عدي: بشر بن البراء بن معرور وقد شهد بدرا. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد وقد شهد بدرا. وشهد بدرا من الأنصار من بني مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس. ومن الأنصار ثم من بني طريف بن الخزرج: بسبس الجهني حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني خلدة بن عوف بن الحرث بن الخزرج: تميم بن يعار بن قيس بن عدي. ومن الأنصار: تميم مولى بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس بن حارثة. ومن الأنصار: تميم مولى خراش بن الصمة. ومن الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني سلمة: تميم مولى خراش بن الصمة. ومن الأنصار ثم من بني العجلان: ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان. ومن الأنصار ثم من بني عدي بن النجار: أوس بن ثابت بن أوس بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو. وشهد بدرا ثابت بن عمر بن زيد بن عدي بن سواد بن عصمة أو عصية حليف لهم من أشجع. ومن الأنصار: ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عبيد. ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج: ثعلبة الذي يقال له: الجدع. ومن الأنصار: ثعلبة بن عتمة. ومن الأنصار: جبير بن إياس بن خالد بن مخلد بن زريق. ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار: جابر بن خالد بن عبد الأشهل لا عقب له. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: جابر بن عبد الله بن رئاب بن نعمان بن سنان. ومن الأنصار ثم من بني معاوية [ بن مالك بن عوف ] بن عمرو بن عوف: جابر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن حبشية - وقال ابن إسحاق: ابن هيشة -. ومن الأنصار ثم من بني حابس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن عوف بن الخزرج: جبار بن صخر بن أمية بن الخنساء بن عبيد بن عدي بن غنم. وشهد بدرا: حاطب بن أبي بلتعة. ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة: حارثة بن الحمير [ حليف لهم ] من أشجع بن دهمان. وشهد بدرا: الحارث بن سواد. ومن الأنصار ثم من بني النجار: الحارث بن سراقة. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن معاذ بن النعمان. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني زريق: الحارث بن قيس بن مخلد وقد شهد بدرا وهو أبو خالد. ومن الأنصار ثم من بني مبذول: الحارث بن الصمة بن عبيد بن عامر. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن معاذ بن النعمان. ومن الأنصار: الحارث بن خزمة بن أبي غنم بن سالم بن عوف بن الحارث بن الخزرج. ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الحارث بن الخزرج: حريث بن زيد. ومن الأنصار ثم من بني زريق: ذكوان بن عبد قيس بن خلدة وكان خرج من المدينة إلى مكة مهاجرا إلى الله وقد شهد بدرا. ومن الأنصار ثم من بني زعور بن عبد الأشهل بن يزيد: رافع بن يزيد. ومن الأنصار: رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن مناة بن خبيب بن حارثة بن غضب بن جشم بن الخزرج استشهد يوم بدر. ومن الأنصار: رافع ابن جعدبة. ومن الأنصار: رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة

- وعن عروة أيضا أن بشير بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله إلى بدر فرجعهما. وأمر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني زريق: رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن زريق وهو نقيب وقد شهد بدرا. وشهد بدرا من خلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف: ربيعة بن أكثم من بني أسد بن خزيمة. وشهد العقبة: رفاعة بن قيس بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الحارث وقد شهد بدرا وكان ممن خرجا مهاجرا إلى رسول الله . وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني لوذان بن غنم بن عوف ابن الخزرج: ربيع بن إياس بن غنم بن أمية بن لوذان بن غنم. وشهد بدرا: زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس الكلبي أنعم الله عليه ورسوله. ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو جديلة: أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود وقد شهد بدرا وهو نقيب - قال الطبراني: قال ابن لهيعة: سهل بن زيد بدل: زيد بن سهل -. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج: زيد بن الحارث بن الخزرج. ومن الأنصار ثم من بني حدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج وهو بنو الحبلي: زيد بن المرس. ومن الأنصار ثم من بني سالم بن غانم بن عوف بن الخزرج وهم بنو الحبلي: زيد بن عمرو بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء بن عدي بن مالك بن سالم بن غانم بن عوف بن الخزرج. ومن الأنصار: زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان. ومن الأنصار ثم من بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة: زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة. ومن الأنصار: سعد بن معاذ بن امرئ القيس بن عبد الأشهل. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن خزيمة وهو نقيب وقد شهد بدرا. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة. ومن الأنصار ثم من بني عبد بن كعب بن عبد الأشهل: سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب. ومن الأنصار ثم من بني دينار بن النجار: سعد بن سهل بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار. ومن الأنصار ثم من بني سواد بن كعب - واسم كعب: ظفر -: سعد بن عبيد بن النعمان

ومن الأنصار: سعد بن النعمان بن قيس

وشهد بدرا: سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة. وسعد مولى خولى وهو رجل من مذحج. ومن الأنصار ثم من بني جشم بن الخزرج: سهل بن عدي. ومن قريش ثم من بني الحارث بن فهر: سهيل بن بيضاء. وشهد العقبة من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل: سلمة بن سلامة بن وقش وقد شهد بدرا. ومن قريش ثم من بني عبد شمس بن عوف: سالم مولى أبي حذيفة. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: أبو دجانة سماك بن خرشة بن أوس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة. وشهد العقبة لبيعة رسول الله من الأنصار ثم من بني سلمة بن زيد بن جشم: طفيل بن نعمان بن خنساء وقد شهد بدرا. وشهد بدرا من الأنصار: عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سوادة. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج: عبد الله بن رواحة. وشهد العقبة لبيعة رسول الله من الأنصار ثم من بني حارثة بن الحارث: عبد الله بن سرجس بن النعمان بن أمية بن البرك وهو بدري. وشهدها من الأنصار ثم من بني حرام بن كعب بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة: عبد الله بن عمرو بن حرام وهو نقيب وقد شهد بدرا. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني عبيد الله بن مالك بن سالم بن غانم بن الخزرج وهو الحبلي: عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول. ومن الأنصار: عبد الله بن طارق البلوي حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف: عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان. ومن الأنصار ثم من بني جزرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج: عبد الله بن عرفطة. ومن الأنصار ثم من بني جزرة بن عوف: عبد الله بن عمير. ومن الأنصار ثم من بني الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج: عبد الله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عابد بن الأبجر. ومن الأنصار ثم من بني لوذان بن غنم: عبد الله بن ثعلبة بن حزمة بن أصرم حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة ثم من بني خنساء بن شيبان بن عبيد: عبد الله بن جد بن قبس بن صخر بن خنساء. ومن الأنصار: عبد الله بن الحمير الأشجعي حليف لهم من أشجع. ومن الأنصار ثم من بني خنساء: عبد الله بن عبد مناف بن نعمان بن شيبان. ومن الأنصار ثم من بني حباس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة: عبد الله بن قيس بن صخر بن حذام بن ربيعة بن عدي بن غنم. واستشهد ببدر من المسلمين ثم من قريش: عبيدة بن الحارث بن المطلب قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: أبو عبيس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة. ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة: عامر بن فهيرة مولى أبي بكر. ومن الأنصار: عمارة بن حزم بن زيد. ومن الأنصار ثم من بني مازن بن النجار ثم من بني خنساء بن مدرك بن عمرو بن غنم بن مازن: عمير ويكنى عمير أبو داود بن عامر بن مالك بن خنساء بن مدرك. واستشهد من المسلمين يوم بدر من قريش ثم من بني زهرة: عمير بن أبي وقاص. وشهد بدرا: عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن بشير بن مالك بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان من مضر حليف نوفل بن عبد مناف. ومن الأنصار ثم من بني سالم: عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان بن زيد بن غانم بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج. ومن الأنصار ثم من بني بياضة: فروة بن عمرو وقد شهد بدرا. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني مازن بن النجار بن قيس بن أبي صعصعة: زيد بن عوف بن مبذول. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني سواد بن كعب - واسم كعب: ظفر -: قتادة بن النعمان. وشهد بدرا مع رسول الله أبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب ومات أبو مرثد سنة ثنتي عشرة وهو ابن ست وستين سنة. ومن الأنصار ثم من بني زعوراء بن عبد الأشهل: محمد بن مسلمة بن خالد بن [ عدي بن ] مجدعة بن حارثة بن الحارث. وشهد العقبة من الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل: أبو الهيثم بن التيهان وهو نقيب وقد شهد بدرا وهو أول من بايع بالعقبة. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة: معاذ بن جبل بن عمرو بن [ أوس بن ] عائذ بن عدي [ بن كعب بن أدي بن سعد بن عدي بن أسد ] بن ساردة بن تزيد بن جشم وقد شهد بدرا. وشهد بدرا: المقداد بن عمرو. وشهد بدرا: مرثد بن أبي مرثد الغنوي. وشهد العقبة من الأنصار ثم من بني حارثة: أبو بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد وهو حليف لهم من بلى وهو بدري.

قلت: وإسناد عروة فيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وقد توبع من طريق الزهري كما تقدم

- وقد روي عن محمد بن إسحاق بإسناده إليه في تراجم ذكر ابن إسحاق أنهم شهدوا بدرا والإسناد إلى ابن إسحاق رجاله ثقات قال ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرا:

من الأنصار ثم من بني عامر بن مالك: الحارث بن الصمة بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول كسر بالروحاء فضرب له رسول الله بسهمه. ومن الأنصار ثم من بني النجار: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار توفي بالقسطنطينية مع يزيد بن معاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وخمسين. وخوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك - واسم البرك: امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف - ضرب له رسول الله بسهمه وأجره. وشهد بدرا مع رسول الله من الأنصار ثم من بني خبيب بن عدي بن حارثة: رافع بن المعلى. وأبو لبابة بن عبد المنذر بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس كان خرج مع النبي إلى بدر فرجعه وأمره على المدينة وضرب له بسهمه وأجره مع أهل بدر. وشهد بدرا من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني زريق: رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق عبد: حارثة بن مالك بن عصب بن جشم بن الخزرج. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. واستشهد يوم بدر مع رسول الله من الأنصار: سعد بن خيثمة. وشهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس: سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن ملك بن الأوس. وشهد بدرا من الأنصار: سهل بن حنيف بن واهب بن حكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو وعمرو الذي يقال له: بخرج من خنش بن عوف بن عمرو بن عوف. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عبد الأشهل: سلمة بن سلامة بن وقش بن رعية بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. وشهد بدرا: عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. واستشهد يوم بدر من المسلمين من قريش: عبيدة بن الحارث بن عبد مناف قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء. وأعاده بسنده إلا أنه قال: قتله عتبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصهباء -

وشهد بدرا من الأنصار ثم من الأوس: أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. واستشهد يوم بدر من المسلمين ثم من قريش ثم من بني زهرة بن كلاب: عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وشهد بدرا من الأنصار: عاصم بن ثابت بن قيس بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن صعصعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني أمية بن زيد: عويم بن ساعدة - ولم ينسبه بن إسحاق - ويقال: إنه حليف لبني عمرو بن عوف ويقال: إنه من أنفسهم. وشهد بدرا: عكاشة بن محصن بن حسان بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف بني عبد شمس. وشهد بدرا: أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن [ الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن ] عامر

قال محمد بن إسحاق: معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدي شهد بدرا والعقبة وإنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهيل بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة لأمه. وشهد بدرا. معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سوار بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعفراء أمه وهي أم عوف ومعوذ كلهم شهد بدرا وعفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وشهد بدرا من الأنصار ثم من الخزرج: معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة ويقال: سادرة بن تزيد بن جشم بن الخزرج شهد بدرا وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبي جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج: أبو محمد الأنصاري واسمه مسعود بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. وشهد بدرا من الأنصار ثم من بني الخزرج: النعمان بن قوقل بن ثعلبة بن دعل بن فهم بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف

- وممن سماهم عبد الله بن أبي رافع من أهل بدر ممن شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حروبه من أهل بدر

رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبد الله الحضرمي وهو ثقة وجادة عن كتاب عبيد الله بن أبي رافع وهو ثقة وهم:

ثعلبة بن قيظي بن صخر بن سلمة بدري. وجبر بن أنس بدري من بني زريق. وجبلة من بني بياضة بدري والحارث بن النعمان بدري

رواه الطبراني بإسناد متصل وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف

- والحارث بن حاطب الأنصاري من بني حارثة رجع من الروحاء. وحصين بن الحارث بدري شهد معه كل مشاهده من بني عبد المطلب بن عبد مناف

وفي إسناده ضرار بن صرد وهو ضعيف

- وخليفة بن عدي من بني بياضة بدري

وإسناده ضعيف

- ورفاعة بن رافع بدري من بني زريق

وإسناده ضعيف

- وربعي بن عمرو من بني عمرو بن عوف بدري

وإسناده ضعيف

- وزيد بن أسلم بدري

وإسناده ضعيف.

- وزيد بن خارجة من بني حارثة من بني حارثة بن الخزرج بدري كان ينزل المدينة توفي في خلافة عثمان

- وممن سماهم الطبراني بغير إسناد: أوس ويقال: سلم أبو كبشة مولى رسول الله من دوس قالط ذكره محمد بن إسحاق فيمن شهد بدرا. والحكم بن سعيد بن العاصي قتل يوم بدر شهيدا

وسعيد بن عثمان بن خالد بن مخلد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج أبو عبادة الزرقي بدري ويقال: عبادة والصحيح: أبو عبادة. وصهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عبد بن عقيل بن عامر بن جندلة بن [ جذيمة ويقال: ] خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن نمر بن قاسط بن وهب بن أفصى بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار - ذكر هذه النسبة هشام الكلبي - [ حليف عبد الله بن جدعان التيمي وكانت الروم سبته من الموصل وهو صغير ] يكنى: أبا يحيى بدري وأم صهيب سلمى بنت الحارث. وعثمان بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب يكنى: أبا السائب وكان من مهاجرة الحبشة وقدم مكة قبل الهجرة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا. وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الحارث بن الخزرج عقبي بدري استشهد يوم مؤتة. وعبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي لم يذكره عروة في أهل بدر وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة وروى في بعض الحديث: أنه من أهل بدر وذكره أيضا عبادة الزرقي ويقال: أبو عبادة فمن قال: أبو عبادة قال اسمه: سعيد وقد تقدم نسبه.

10041

وعن سهل بن سعد قال: شهد أخي ثعلبة بن سعد بدرا وقتل يوم أحد ولم يعقب

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف
10042

وعن رفاعة بن رافع قال: خرجت أنا وأخي خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف

رواه الطبراني والبزار في حديث طويل وقد تقدمت طريق البزار في أوائل غزوة بدر
10043

وعن المغيرة بن حكيم قال: قلت لعبد الله بن سعد بن خيثمة: أشهدت بدرا؟ قال: نعم والعقبة مع أبي

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10044

وعن المغيرة بن حكيم قال: قلت لعبد الله بن سهل: شهدت بدرا؟ قال: نعم والعقبة

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد وهو ثبت
10045

وعن الواقدي قال: وفيها مات عبد الله بن كعب بن عاصم المازني من بني مازن بن النجار وكان على خمس النبي يوم بدر وصلى عليه عثمان بالمدينة - يعني سنة وثلاث وثلاثين

رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات
10046

وعن الزهري عن عامر بن ربيعة: وكان من كبراء بني عدي وكان أبوه شهد بدرا

رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف
10047

وعن أبي إدريس الخولاني أن عبادة بن الصامت وكان من أصحاب النبي الذين شهدوا بدرا من نقباء ليلة العقبة.

رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف
10048

وعن محمد بن الحنفية قال: رأيت أبا عمرو وكان بدريا أحديا عقبيا

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف
10049

وعن أنيسة بنت عدي أنها جاءت إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله ابني [ عبد الله بن ] سلمة وكان بدريا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربه فأذن لها رسول الله فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح له في عباءة فمر بهما فعجب لهما الناس فنظر إليهما رسول الله فقال: «سوي بينهما عملهما». وكان عبد الله ثقيلا جسيما وكان المجذر قليل اللحم وهو الذي يقول:

أنا الذي يقال أصلي من بلى

أطعن بالصعدة حتى تنثنى

ولا يرى مجذرا يفري فرى

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10050

وروى الطبراني في ترجمة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها وعن علي بن عبد العزيز البغوي وهو ثقة قال: حدثنا الزبير بن بكار - قلت: وهو ثقة - قال: وشهد بدرا أبوها - يعني عمر بن الخطاب - وعمها زيد وأخوالها: عثمان وقدامة وعبد الله - يعني ابن مظعون - وابن خالها السائب بن عثمان

10051

وعن عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده أبي حسن وكان بدريا عقبيا ذكر حديثا ذكرته في الحدود.

رواه الطبراني وفيه حسين بن عبد الله الهاشمي وهو متروك
10052

وعن مخلد الغفاري أن ثلاث أعبد لبني غفار شهدوا مع النبي بدرا

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات

باب فضل أهل بدر

10053

عن رافع بن خديج أن رسول الله قال يوم بدر: «والذي نفسي بيده لو أن مولودا ولد في فقه أربعين سنة من أهل الدين يعمل بطاعة الله ويجتنب معاصي الله كلها إلى أن يرد إلى أرذل العمر أو يرد إلى أن [ لا ] يعلم بعد علم شيئا لم يبلغ أحدكم هذه الليلة» وقال: «إن للملائكة الذين شهدوا بدرا لفضلا على من تخلف منهم»

قلت: له حديث في فضل أهل بدر رواه بن ماجة غير هذا
رواه الطبراني وفيه جعفر بن مقلاص ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10054

وعن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار عمي فبعث إلى رسول الله : اخطط لي في داري مسجدا لأصلي فيه فجاء رسول الله وقد اجتمع إليه قومه فتغيب رجل فقال رسول الله : «ما فعل فلان؟». فذكره بعض القوم فقال رسول الله : «أليس قد شهد بدرا؟». قالوا: نعم ولكنه كذا وكذا فقال رسول الله : «فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»

قلت: روى أبو داود وابن ماجة بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد
10055

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إني لأرجو أن لا يدخل النار من شهد بدرا إن شاء الله»

رواه البزار وفيه من لم أعرفه. قلت: وتأتي أحاديث في فضل أهل بدر وغيرهم من هذا النحو في مناقب حاطب وغيره إن شاء الله
10056

وعن رفاعة بن مالك قال: سمعت أبي يقول: إن جبريل قال لرسول الله : ومن شهد بدرا من الملائكة فاضِلنا

قلت: هو في الصحيح من حديث رفاعة نفسه وهنا من حديثه عن أبيه
رواه الطبراني من رواية يحيى بن سعيد عن رفاعة ويحيى لم يدرك أحدا من أهل بدر والله أعلم

باب غزوة أحد

باب فيما رآه النبي في المنام مما يتعلق بأحد

10057

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: «رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرا تنحر فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر نفر والله خير» قال: فقال أصحابه: «لو أنا أقمنا بالمدينة فإن دخلوا علينا فيها قاتلناهم». فقالوا: والله يا رسول الله ما دخل علينا فيها في الجاهلية فكيف يدخل علينا فيها في الإسلام فقال: «شأنكم إذا». فلبس لأمته قال: فقالت الأنصار: رددنا على رسول الله رأيه فجاؤوا فقالوا: يا نبي الله شأنك إذا فقال: «إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10058

وعن ابن عباس قال: لما نزل بالنبي يوم أحد أبو سفيان وأصحابه قال لأصحابه: «إني رأيت في المنام سيفي ذا الفقار انكسر وهي مصيبة ورأيت بقرا تذبح وهي مصيبة ورأيت علي درعي وهي مدينتكم لا يصلون إليها إن شاء الله»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو متروك
قلت: وله طريق في التعبير رواها البزار أبين من هذه
10059

وعن أنس أن رسول الله قال: «رأيت كأني مردف كبشا وكأن ظبة سيفي انكسرت فأولت أني أقتل كبش القوم وأولت ظبة سيفي قتل رجل من عترتي» فقتل حمزة وقتل رسول الله طلحة وكان صاحب اللواء

رواه الطبراني واللفظ لهن والبزار وأحمد ولم يكلمه وفيه علي بن زيد وهو سيئ الحفظ وقد جاء من غير طريقه كما تراه وبقية رجاله رجال الصحيح

باب فيمن استصغر يوم أحد

10060

عن رافع بن خديج أنه خرج يوم أحد فأراد النبي رده واستصغره فقال له عمي: يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى عمه النبي فقال: إن ابن أخي أصيب بسهم فقال رسول الله : «إن تدعه فيه فيموت مات شهيدا»

قال عبد الله بن حسين: وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وله طريق أتم من هذه في مناقبه
10061

وعن أسيد بن ظهير قال: استصغر رسول الله رافع بن خديج يوم أحد فقال له عمه أسيد بن ظهير: يا رسول الله رجل رام فأجازه رسول الله فأصابه سهم في لبته فجاء به عمه إلى النبي فقال: إن ابن أخي أصابه سهم. فقال رسول الله : «إن أحببت أن تخرجه أخرجناه وإن أحببت أن تدعه فإنه إن مات وهو فيه مات شهيدا»

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
10062

وعن زيد بن جارية قال: استصغر النبي ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية - يعني نفسه - والبراء بن عازب وسعد بن خيثمة وأبو سعيد الخدري وعبد الله ابن عمر وجابر بن عبد الله

رواه الطبراني وفيه عثمان بن يعقوب العثماني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
10063

وعن زيد بن جارية أن رسول الله استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن أرقم

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
10064

وعن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر يوم بدر على النبي فاستصغرنا وشهدنا أحدا.

قلت: هو في الصحيح خلا قوله: وشهدنا أحدا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

باب منه في وقعة أحد

10065

عن رجل من بني تيم - يقال له: معاذ - أن رسول الله ظاهر يوم أحد بين درعين

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
10066

وعن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله ظاهر يوم أحد بين درعين

رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
10067

وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أن رسول الله ظاهر يوم أحد بين درعين

رواه البزار وفيه إسحاق بن أبي فروة وهو ضعيف.
10068

وعن أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال: رأيت على النبي يوم أحد درعين

رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف
10069

وعن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله سيفا يوم أحد فقال: «من يأخذ هذا السيف بحقه؟». فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: يا رسول الله أنا آخذه بحقه فما حقه؟ قال: فأعطاه إياه فخرج واتبعته فجعل لا يمر بشيء إلا أفراه وهتكه حتى أتى نسوة في سفح الجبل ومعهن هند وهي تقول

نحن بنات طارق ** نمشي على النمارق

والمسك في المفارق ** إن تقبلوا نعانق

أو تدبروا نفارق ** فراق غير وامق

قال: فحمل عليها فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد فانصرفت عنها فقلت له: كل صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة قال: فإنها نادت فلم يجبها أحد فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله امرأة لا ناصر لها

رواه البزار ورجاله ثقات
10070

وعن قتادة بن النعمان قال: قال رسول الله يوم أحد: «من يأخذ هذا السيف بحقه؟» فقام علي فقال: أنا يا رسول الله فقال: «اقعد». ثم قال الثانية: «من يأخذ هذا السيف بحقه؟». فقام أبو دجانة فدفع رسول الله إليه سيفه ذا الفقار فقام أبو دجانة ورفع على عينيه عصابة حمراء ترفع حاجبيه عن عينيه من الكبر ثم مشى بين يدي رسول الله بالسيف

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
10071

وعن خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة عن أبيه عن جده أن أبا دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله وهو مختال في مشيته بين الصفين فقال: «إنها مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع»

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
10072

وعن عبد الله بن مسعود أن النساء يوم أحد كن خلف المسلمين يجهزن على قتلى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر: إنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله: { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم } فلما خالف أصحاب رسول الله وعصوا ما أمر به أفرد رسول الله في تسعة - سبعة من الأنصار ورجلان من قريش - وهو عاشرهم فلما رهقوه قال: «رحم الله رجلا ردهم عنا». فقام رجل من الأنصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال: «يرحم الله رجلا ردهم عنا». فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا». فجاء أبو سفيان فقال: اعل هبل. فقال النبي : «قولوا الله أعلى وأجل». [ فقالوا: الله أعلى وأجل ] فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله : «[ قولوا ]: الله مولانا والكافرين لا مولى لهم».

ثم قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر يوم لنا ويوم علينا ويوم نساء ويوم نسر حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله : «لا سواء أما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون». قال أبو سفيان: قد كانت في القوم مثله فإن كانت لعن غير ملأ منا ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال: فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله : «أكلت منها شيئا؟». قالوا: لا. قال: «ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار». فوضع رسول الله حمزة فصلى عليه وجيء برجل من الأنصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الأنصاري وترك حمزة [ ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة فصلى عليه ثم رفع وترك حمزة ] حتى صلى عليه [ يومئذ ] سبعين صلاة

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط
10073

وعن ابن عباس قال: ما نصر الله عز وجل في موطن كما نصر في يوم أحد قال: فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله عز وجل إن الله عز وجل يقول في يوم أحد: { ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } [ يقول ابن عباس ]: والحس: القتل { حتى إذا فشلتم } إلى قوله: { ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين } وإنما عني بهذا الرماة وذلك أن النبي أقامهم في موضع ثم قال: «احموا ظهورنا فإن رأيتمونا قتلنا مقتل فلا تنصرونا وإن رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا». فلما غنم النبي وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعا [ فدخلوا ] في العسكر ينهبون وقد التفت صفوف أصحاب النبي فهم هكذا - وشبك [ بين ] أصابع يديه - وانتشوا فلما أخل الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الجبل من ذلك الموضع على أصحاب النبي فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة - أو تسعة - ورجال المسلمين حوله ولم يبلغوا حيث يقول الناس: الغار إنما كان تحت المهراس وصاح الشيطان: قتل محمد. فلم يشك [ فيه ] أنه حق فما زلنا كذلك ما نشك أنه [ قد ] قتل حتى إذا طلع رسول الله بين السعدين نعرفه بتكفئه إذا مشى قال: وفرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا قال: فرقي نحونا وهو يقول: «اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله - -». ويقول مرة أخرى: «اللهم [ إنه ] ليس لهم أن يعلونا». حتى انتهى إلينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: اعل هبل مرتين يعني آلهته أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: يا رسول الله أفلا أجيبه؟ قال: «بلى». قال: فلما قال: اعل هبل قال عمر: الله أعلى [ وأجل ] قال: فقال أبو سفيان: يا ابن الخطاب انه قد أنعمت عينها أو فعال عنها فقال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب فقال عمر: هذا رسول الله وهذا أبو بكر وها أنا ذا عمر فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر الأيام دول [ وإن ] الحرب سجال. قال: فقال عمر: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار قال أبو سفيان: إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا. ثم قال أبو سفيان: أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن [ رأي ] سراتنا قال: ثم أدركته حمية الجاهلية قال: فقال: أما إنه [ قد ] كان ذلك فلم نكرهه

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد وثق على ضعفه
10074

وعن المسور بن مخرمة قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: أي خال أخبرني عن قصتكم يوم بدر؟ قال: اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا: { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال } إلى قوله: { إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا }. قال: هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله: { ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } قال: فهو يتمنى لقاء المؤمنين إلى قوله: { إذ تحسونهم بإذنه }

رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
10075

وعن علي قال: لما انجلى الناس عن رسول الله يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله فقلت: والله ما كان ليفر ولا أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا فرفع نبيه فما لي خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفي ثم حملت على القوم فرجوا لي فإذا أنا برسول الله بينهم

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
10076

وعن عائشة قالت: حدثني أبي قال: لما انصرف الناس عن النبي كنت أول من فاء إلى رسول الله فجعلت أنظر إلى رجل يقاتل بين يديه فقلت: كن طلحة فلما نظرت فإذا أنا بإنسان خلفي كأنه طائر فلم أشعر أن أدركني فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا طلحة بين يديه صريعا قال: «دونكم أخوكم فقد أوجب». فتركناه وأقبلنا على رسول الله فإذا قد أصاب رسول الله في وجهه سهمان فأردت أن أنزعهما فما زال أبو عبيدة يسألني ويطلب إلي حتى تركته ينزع أحد السهمين وأزم 11 عليه بأسنانه فقلعه وابتدرت إحدى ثنيتيه ثم لم يزل يسألني ويطلب إلي أن أدعه ينزع الآخر فوضع ثنيته على السهم وأزم عليه كراهية أن يؤذي رسول الله إن تحول فنزعه وابتدرت ثنيته أو إحدى ثنيتيه قال: فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا

رواه البزار وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك
10077

وعن كعب بن مالك قال: لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت: هذا رسول الله فأشار إلي بيده أن اسكت ثم ألبسني لأمته ولبس لأمتي فلقد ضربت حتى جرحت عشرين جراحة - أو قال: بضعة وعشرين جرحا - كل من يضربني يحسبني رسول الله

رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ورجال الأوسط ثقات
10078

وعن سعد قال: لما جال الناس عن رسول الله الجولة يوم أحد قلت: أدوم فإما أن أستشهد وإما أن أنجو حتى ألقى رسول الله فبينا أنا كذلك إذا أنا برجل مخمر وجهه ما أدري من هو فأقبل المشركون يجيئون نحوه إذ قلت: قد ركبوه فملأ يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فمضوا على أعقابهم القهقرى حتى حاروا وصاروا بإزاء الجبل ففعل ذلك مرارا وما أدري من هو وبيني وبينه المقداد فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال لي المقداد: يا سعد هذا رسول الله يدعوك فقلت: وأين هو؟ فأشار لي المقداد إليه فقمت ولكأنما لم يصبني شيء من الأذى فقال: «أين كنت منذ اليوم يا سعد؟». وأجلسني أمامه فجلست أرمي وأقول: اللهم سهما أرمي به عدوك ورسول الله يقول: «اللهم استجب لسعد اللهم سدد رميته إيها سعد فداك أبي وأمي». فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله : «اللهم سدد رميته وأجب دعوته إيها سعد». حتى إذا فرغت من كنانتي نثر لي رسول الله كنانته فناولني سهما ليس فيه ريش فكان أشد من غيره

قال الزهري: إن الأسهم التي رمى بها سعد يومئذ ألف سهم

رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي وهو متروك
10079

وعن قتادة بن النعمان قال: أهدي إلى رسول الله قوس فدفعها إلي رسول الله يوم أحد فرميت بها بين يدي رسول الله حتى اندقت سنتها ولم أزل على مقامي نصب وجه رسول الله ألقى السهام بوجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله بلا رمي أرميه فكان آخرها سهما بدرت منها حدقتي بكفي فسعيت بها في كفي إلى رسول الله فلما رآها رسول الله في كفي دمعت عيناه فقال: «اللهم إن قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا». فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
10080

وعن قتادة بن النعمان قال: كنت نصب وجه رسول الله يوم أحد أقي وجه رسول الله بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله بظهره حتى امتلأ ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه
10081

وعن ابن عباس قال: ما لقي مع النبي يوم أحد إلا أربعة أحدهم: عبد الله بن مسعود قلت [ لأبي ]: فأين كان علي؟ قال: بيده لواء المهاجرين

رواه البزار والطبراني وفيه يحي بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف
10082

وعن محمود بن لبيد قال: قال الحارث بن الصمة: سألني رسول الله [ يوم أحد ] وهو في الشعب: «هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟». قلت: نعم يا رسول الله رأيته على جر الجبل وعليه عسكر من المشركين فهويت فرأيتك فعدلت إليك فقال النبي : «أما إن الملائكة تقاتل معه». قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين نفر سبعة صرعى فقلت له: ظفرت يمينك أكل هؤلاء قتلت؟ قال: أما هذا لأرطاة بن شرحبيل وهذا فأنا قتلتهما وأما هؤلاء فقتلتهم من لم أره، قلت: صدق الله ورسوله

رواه الطبراني والبزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
10083

وعن أبي سعيد أنه قال: أصيب وجه رسول الله يوم أحد فاستقبله مالك بن سنان فمص جرح رسول الله ثم ازدرده فقال رسول الله : «من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان»

رواه الطبراني
10084

وعن الزبير بن العوام قال: رأيت هند ابنة عتبة كاشفة عن ساقها يوم أحد فكأني أنظر إلى جذم في ساقها وهي تحرض الناس

رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
10085

وعن أبي رافع قال: لما قتل علي أصحاب الألوية قال جبريل عليه السلام: يا رسول الله إن هذه لهي المواساة. فقال النبي : «إنه مني وأنا منه» قال جبريل: وأنا منكما يا رسول الله.

رواه الطبراني وفيه حبان بن علي وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن حبان
10086

وعن صفية بنت عبد المطلب أن رسول الله لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم يقال له: فارع. وجعل معهن حسان بن ثابت وكان حسان يطلع على النبي فإذا شد على المشركين اشتد معه في الحصن وإذا رجع رجع وراءه قالت: فجاء أناس من اليهود فترقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا فقلت لحسان: قم إليه فاقتله فقال: ما ذاك في ولو كان في لكنت مع رسول الله فضربت صفية رأسه حتى قطعته قالت: يا حسان قم إلى رأسه فارم به إليهم وهم من أسفل الحصن فقال: والله ما ذاك في. قالت: فأخذت برأسه فرميت به عليهم فقالوا: قد والله علمنا أن محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد وتفرقوا فذهبوا قالت: ومر قبل سعد بن معاذ وبه أثر صفرة كأنه كان معرسا قبل ذلك وهو يقول:

مهلا قليلا تدرك الهيجا جمل ** لا بأس بالموت إذا حان الأجل

رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات
10087

وعن أنس بن مالك قال: لما كان يوم أحد خاض أهل المدينة خيضة وقالوا: قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لا أدري أيهم استقبلت به أولا فلما مرت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا: أبوك أخوك زوجك ابنك. تقول: ما فعل رسول الله ؟ يقولون: أمامك حتى دفعت إلى رسول الله فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10088

وعن الزبير قال: اجتمعت على النبي بالمدينة يوم أحد فلم يبق أحد من أصحاب النبي - يعني بالمدينة - حتى كثرت القتلى فصرخ صارخ: قد قتل محمد فبكين نسوة فقالت امرأة: لا تعجلن بالبكاء حتى أنظر فخرجت تمشي ليس لها هم سوى رسول الله وسؤال عنه

رواه البزار وفيه عمر بن صفوان وهو مجهول
10089

وعن عقبة مولى جبر بن عتيك قال: شهدت أحدا مع موالي فضربت رجلا من المشركين فلما قتلته قلت: خذها مني وأنا الرجل الفارسي فلما بلغت رسول الله قال: «ألا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري فإن مولى القوم من أنفسهم»

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
10090

وعن عمر بن الخطاب قال: فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله عن النبي فكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم علي وأنزل الله عز وجل: { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } بأخذكم الفداء

رواه الطبراني في آخر حديث عمر الذي في الصحيح في مسنده الكبير
10091

وعن سهل بن سعد أنه قال: يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان أتاه رجل لقد فر الناس وما فر وما ترك للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه قال: «ومن هو؟». فنسب لرسول الله نسبه فلم يعرفه ثم وصف له بصفته فلم يعرفه حتى طلع الرجل بعينه فقال: ذا يا رسول الله الذي أخبرناك عنه. فقال: «هذا». فقالوا: نعم. فقال: «إنه من أهل النار». فاشتد ذلك على المسلمين قالوا: أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقال رجل من القوم: يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت على مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم ثم راح على حدة في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ثم وضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره وخرج الرجل يعدو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدي رسول الله فقال: «وذاك ماذا». فقال: يا رسول الله الرجل الذي ذكر لك فقلت: «إنه من أهل النار» فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا: أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار؟ فقلت: يا قوم انظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت مثل الذي أصبح عليه ولأكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه إذا أشد وأرجع معه إذا رجع أنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أذلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالأرض ووضع ذبابة بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره فهو ذاك يا رسول الله يضطرب بين أضغاثه فقال رسول الله : «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وإنه من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة»

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
10092

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص: سلام عليك أما بعد: فقد جاءني كتابك بذكر ما جمعت الروم من الجموع وإنا لم ينصرنا الله مع نبيه بكثرة عدد ولا بكثرة جنود فقد كنا نغزو مع رسول الله وما معنا إلا فريسات وإن نحن إلا نتعاقب الإبل وكنا يوم أحد مع رسول الله وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من يخالفنا. واعلم - يا عمرو - إن أطوع الناس لله أشدهم بغضا للمعاصي فأطع الله وأمر أصحابك بطاعته

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الشاذكوني والواقدي وكلاهما ضعيف.
10093

وعن عبد الرحمن بن عوف في قوله: { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا } قال: ألقى علينا النوم يوم أحد

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف
10094

وعن سبرة بن معبد أنه حضر أحدا مع رسول الله وأنه أصابته رمية بحجر في رجله فلم يزل منها ضالعا حتى مات

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
10095

وعن أنس بن مالك قال: كنا ننقل الماء في جلود الإبل لرسول الله يوم شج في وجهه

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو الحواري وهو ضعيف وقد وثق
10096

وعن أبي أمامة أن رسول الله رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال: خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله وهو يمسح الدم عن وجهه: «ما لك أقمأك الله؟». فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة

رواه الطبراني وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف
10097

وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله : «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعملون»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10098

وعن أبي هريرة عن النبي قال: «اشتد غضب الله على قوم هشموا البيضة على رأس نبيهم وهو يدعوهم إلى الله»

رواه البزار وإسناده حسن

باب مقتل حمزة رضي عنه

10099

عن الزبير - يعني ابن العوام - انه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى قال: فكره النبي أن تراهم فقال: «المرأة المرأة». قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية قال: فخرجت أسعى إليها قال: فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى قال: فلدمت 12 في صدري وكانت امرأة جلدة. قالت: إليك عني لا أرض لك فقلت: إن رسول الله عزم عليك. قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب. فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له.

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق
10100

وعن ابن عباس قال: لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تسأل ما صنع فلقيت عليا والزبير فقالت: يا علي ويا زبير ما فعل حمزة؟ فأوهماها أنهما لا يدريان قال: فضحك النبي وقال: «إني أخاف على عقلها». فوضع يده على صدرها فاسترجعت وبكت ثم قام عليه وقال: «لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير» ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيوضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه ثم دعا بتسعة فكبر سبع تكبيرات حتى فرغ منهم

رواه البزار والطبراني وقد روى مسلم في مقدمة كتابه وابن ماجة قصة الصلاة عليهم فقط وفي إسناد البزار والطبراني يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف
10101

وعن جابر قال: لما بلغ النبي قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق.

رواه البزار وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه
10102

وعن جابر قال: لما جرد رسول الله حمزة بكى فلما رأى مثاله شهق

رواه الطبراني وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك
10103

وعن كعب بن مالك أن رسول الله قال: «من رأى مقتل حمزة؟» فقال رجل: أعزك الله أنا رأيت مقتله فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال: يا رسول الله قد مثل به. فكره رسول الله أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى وقال: «أنا شهيد على هؤلاء لفوهم بدمائهم فإنه ليس مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا واجعلوه في اللحد»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10104

وعن أبي هريرة أن رسول الله وقف على حمزة بن عبد المطلب حين استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه أو أوجع لقلبه منه ونظر إليه وقد مثل به فقال: «رحمة الله عليك إن كنت ما علمت لوصولا للرحم فعولا للخيرات والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كميثلتك» فنزل جبريل عليه السلام على محمد بهذه السورة وقرأ: { وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } إلى آخر الآية. فكفر رسول الله وأمسك عن ذلك

رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المري وهو ضعيف
10105

وعن أبي أسيد الساعدي قال: أنا مع رسول الله على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله : «اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر»

10106

وعن عمر بن الخطاب قال: فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله عن النبي فكسرت

قال: فرفع رسول الله رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله : «يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف [ فيصيبون بها مطعما ومسكنا ومركبا - أو قال: مراكب - فيكتبون إلى أهليهم إلينا فإنكم بأرض حجاز جدوبة ] والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10106

وعن عبد الله بن جعفر قال: وقف رسول الله على حمزة يوم أحد وهو يدفنه فلف في نمرة فبدت قدماه حين خمروا رأسه فأمر رسول الله بالحرمل فجعل على قدميه وقال: «لولا أن يحزن لذلك النساء لتركنا حمزة بالعراء لعافية الطير والسباع».

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو متروك
10107

وعن ابن عباس قال: لما وقف رسول الله على حمزة نظر إلى ما به فقال: «لولا أن يحزن نساؤنا ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير يبعثه الله مما هنالك» قال: وأحزنه ما رأى به فقال: «لئن ظفرت بهم لأمثلن بثلاثين رجلا منهم». فأنزل الله عز وجل في ذلك: { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين } إلى قوله: { يمكرون } ثم أمر به فهيئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعا ثم جمع إليه الشهداء كلما أتى بشهيد وضع إلى جنبه فصلى عليه وعلى الشهداء اثنتين وسبعين صلاة ثم قام على أصحابه حتى واروهم ولما نزل القرآن عفا رسول الله وتجاوز وترك المثل

رواه الطبراني وفيه أحمد بن أيوب بن راشد وهو ضعيف
10108

وعن ابن عباس قال: قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الأنصار فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة فلم يكن للأنصاري كفن فأسهم النبي بين الثوبين ثم كفن كل واحد منهما في ثوب

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10109

وعن ابن عمر وأنس بن مالك قال: لما رجع رسول الله من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال: «لكن حمزة لا بواكي له». فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله ثم استيقظ وهن يبكين فقال: «يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين ولا يبكين على هالك بعد اليوم»

رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح
10110

وعن ابن عباس قال: لما رجع رسول الله من أحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي فقال: «لكن حمزة لا بواكي له». فرجعت الأنصار فقالوا لنسائهم: لا تبكين أحدا حتى تبدأن بحمزة. قال: فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتا إلا بدأن بحمزة

رواه الطبراني وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10111

وعن وحشي قال: لما أتيت النبي بعد قتل حمزة تفل في وجهي ثلاث تفلات ثم قال: «لا تريني وجهك»

رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وثقه أبو حاتم وقال: يخطئ. والنسائي
10112

وعن وحشي قال: أتيت النبي فقال لي: «وحشي». قلت: نعم. قال: «قتلت حمزة؟». قلت: نعم والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده. قالت له قريش: أتحبه وهو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي. فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال: «وحشي اخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله»

رواه الطبراني وإسناده حسن. قلت: وله طريق أتم من هذه في مناقب وحشي

باب منه في وقعة أحد

10113

عن ابن عباس قال: لما انصرف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان: لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم شر ما صنعتم. فبلغ ذلك رسول الله فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمر الأسد أو بئر بني عنبة فأنزل الله عز وجل: { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح } وذلك أن أبا سفيان قال للنبي : موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوفوا فأنزل الله جل ذكره: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة

باب في دعائه بأحد

10114

عن عبيد الله بن عبد الله الزرقي عن أبيه - وقال الفزاري مرة: عن ابن رفاعة الزرقي عن أبيه وقال غير الفزاري: عن عبيد الله بن رفاعة الزرقي - قال: لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله : «استووا حتى أثني على ربي». فصاروا خلفه صفوفا فقال: «اللهم لك الحمد كله. اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مبعد لما قربت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف. اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت منا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم زجرك وعذابك. اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق»

رواه أحمد والبزار واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح. وقال: «اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب». ورجال أحمد رجال الصحيح

باب فيمن خسف به من الكفار يوم أحد

10115

عن بريدة أن رجلا قال يوم أحد: اللهم إن كان محمد على الحق فاخسف بي قال: فخسف به

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

باب فيمن أحسن القتال يوم أحد

10116

عن جابر قال: دخل علي رضي الله عنه على فاطمة رحمة الله عليها يوم أحمد فقال:

أفاطم هاك السيف غير ذميم ** فلست برعديد ولا بلئيم

لعمري لقد أبليت في نصر أحمد ** ومرضاة رب بالعباد عليم

فقال رسول الله : «إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة». وذكر آخر فنسبه معلى فقال جبريل عليه السلام: يا محمد هذا وأبيك المواساة. فقال رسول الله : «يا جبريل إنه مني». فقال جبريل : وأنا منكما

رواه البزار وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو ضعيف جدا وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به
10117

وعن سهل بن حنيف قال: جاء علي إلى فاطمة رضي الله عنها يوم أحد فقال: أمسكي سيفي هذا فقد أحسنت به الضرب اليوم فقال رسول الله : «إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة»

رواه الطبراني وفيه أيوب بن أبي أمامة قال الأزدي: منكر الحديث
10118

وعن ابن عباس قال: دخل علي بن أبي طالب على فاطمة يوم أحد فقال: خذي هذا السيف غير ذميم فقال النبي : «لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

باب فيمن استشهد يوم أحد

10119

عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول إذا ذكر أصحاب أحد: «أما والله لوددت أني غودرت مع أصحابي بحض الجبل» - يعني سفح الجبل -

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
10120

وعن ابن عمر قال: مر رسول الله على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف على أصحابه فقال: «أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك
10121

وعن سعيد بن جبير قال: أصيب حمزة يوم أحد.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10122

وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد يوم أحد من المسلمين ثم من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10123

قلت: وقد سمى ابن شهاب جماعة استشهدوا يوم أحد بإسناد واحد تقدم كثير منهم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقي ورجاله إلى ابن شهاب رجال الصحيح:

فمنهم من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: أوس بن الأرقم. ومن الأنصار ثم من بني زريق: أنيس بن قتادة. ومن الأنصار ثم من بني النبيت: إياس بن أوس. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: ثعلبة بن سعيد بن مالك. ومن الأنصار ثم من بني زريق: حنظلة بن أبي عامر وهو الذي غسلته الملائكة. ومن الأنصار ثم من بني النبيت: الحارث بن أوس بن رافع. ومن الأنصار ثم من بني زريق: ذكوان بن عبد قيس. ومن الأنصار ثم من بني سواد: رفاعة بن عمرو. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: سعد بن الربيع. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: سعد بن سويد. ومن الأنصار ثم من بني سواد: سعد بن قيس بن أبي كعب بن القين. ومن الأنصار ثم من بني سلمة: عبد الله بن عمرو بن حرام

قلت: وقد ذكر عروة بن الزبير فيمن استشهد يوم أحد جماعة منهم من تقدم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقي منهم:

من الأنصار ثم من بني النجار: أوس بن المنذر. ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عمرو: إياس بن أوس. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة. وقتل مع رسول الله من المسلمين يوم أحد ثم من بني هاشم: حمزة بن عبد المطلب فقتله وحشي بن حرب. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف: الحارث بن أوس بن رافع. ومن الأنصار ثم من بني زريق: ذكوان بن عبد قيس. ومن الأنصار: رفاعة بن أوس بن زعوراء بن عبد الأشهل. ومن الأنصار ثم من بني معاوية بن عوف: ربيعة بن الفضل بن حبيب بن يزيد ين تميم. واستشهد يوم أحد من المسلمين من قريش: ربيعة بن أكثم حليف بني أسد بن عبد شمس من بني أسد. ومن الأنصار: سعد بن الربيع. ومن الأنصار ثم من بني النبيت: سليط بن ثابت بن رقش. واستشهد يوم أحد مع رسول الله من بني أمية بن عبد شمس: عبد الله بن جحش حليف لهم من بني أسد بن خزيمة

ويأتي حديث سعد في كيفية قتله في مناقب عبد الله بن جحش إن شاء الله

ومن الأنصار ثم من بني سلمة: عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة

قال الطبراني: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من المهاجرين الأولين استشهد يوم أحد

باب تاريخ وقعة أحد

10124

عن محمد بن إسحاق قال: وخرج رسول الله يوم الجمعة حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال

رواه الطبراني ورجاله ثقات

باب غزوة بني النضير

10125

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي وقد كل أصحابه وهو يغسل رأسه فقال: يا محمد قد وضعتم أسلحتكم وما وضعت الملائكة بعد أوزارها. فكف رسول الله رأسه قبل أن يفرغ من غسله فأتوا النضير ففتح الله له

رواه الطبراني وفيه نعيم بن حبان وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال: يخطئ

(بابان في غزوة بئر معونة)

باب غزوة بئر معونة

10126

عن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي المدينة فراجع النبي وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي فقال: يا عامر غض من صوتك على النبي فقال: وما أنت وذاك؟ فقال ثابت: أما والذي أكرمه لولا أن يكره رسول الله لضربت بهذا السيف رأسك. فنظر إليه عامر وهو جالس وثابت قائم فقال: أما والله يا ثابت لئن عرضت نفسك لي لتولين عني فقال ثابت: أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي فعطس ابن أخ لعامر بن الطفيل فحمد الله فشمته النبي ثم عطس عامر بن الطفيل فلم يحمد الله فلم يشمته النبي فقال عامر: شمت هذا الصبي وتركني؟ فقال النبي : «إن هذا حمد الله». قال: ومحلوفه لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال النبي : «يكفينيك الله وابنا قيلة». ثم خرج عامر فجمع للنبي فاجتمع [ إليه ] من بني سليم ثلاثة أبطن هم الذين كان النبي يدعو عليهم في صلاة الصبح: «اللهم العن لحيانا ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله الله أكبر». فدعا النبي سبع عشرة ليلة فلما سمع أن عامرا جمع له بعث النبي عشرة فيهم: عمرو بن أمية الضمري وسائرهم من الأنصار وأميرهم المنذر بن عمرو فمضوا حتى نزلوا بئر معونة فأقبل حتى هجم عليهم فقتلهم كلهم فلم يفلت منهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب فأوحى الله عز وجل إلى نبيه يوم قتلوا خير أصحابه فقال: «قد قتل أصحابكم فروا من رأيكم». فدعا النبي على عامر بن الطفيل فقال النبي : «اللهم اكفني عامرا». فكفاه الله إياه فأقبل حتى نزل بفنائه فرماه الله بالذبحة في حلقه في بيت امرأة من سلول فأقبل ينزو وهو يقول: يا آل عامر غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ترغب أن يموت في بيتها فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها وكان أربد بن قيس أصابته صاعقة فاحترق فمات فرجع من كان معهم

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف
10127

وعن أنس أن رسول الله لما بعث حراما أخا أم سليم في سبعين رجلا قتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل وكان هو أتى النبي فقال: اختر مني ثلاث خصال يكون لك [ أهل ] السهل ويكون لي أهل الوبر أو أكون خليفة من بعدك أو أغزوك بغطفان ألف أشقر وألف شقراء. قال: فطعن في بيت امرأة من بني فلان قال: غدة كغدة البعير في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي فأتي به فركبه فمات وهو على ظهره فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه: [ رجل ] من بني أمية ورجل أعرج فقال لهم: كونوا قريبا مني حتى آتيهم فان أمنوني وإلا كنت قريبا مني فإن قتلوني أعلمتم أصحابكم قال: فأتاهم حرام فقال: أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله إليكم؟ قالوا: نعم. فجعل يحدثهم وأومؤوا إلى رجل لهم من خلفهم فطعنه حتى أنفذه بالرمح قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة. قال: فقتلوهم كلهم غير الأعرج كان في رأس جبل. فذكر الحديث

10128

وفي رواية: قال همام: فأراه ذكر مع الأعرج آخر على الجبل

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10129

وعن كعب بن مالك قال: جاء ملاعب الأسنة إلى النبي بهدية فعرض عليه الإسلام فأبى أن يسلم فقال النبي : «فإني لا أقبل هدية مشرك». قال: فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار. فبعث إليهم بقوم فيهم: المنذر بن عمرو وهو الذي يقال له: المعنق ليموت أو اعتق عند الموت فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامر فأبوا أن يطيعوه وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة فاستجاش عليهم بني سليم فأطاعوه فأتبعهم بقريب من مائة رجل رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم إلا عمرو بن أمية

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10130

وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك الذي يدعى ملاعب الأسنة قدم على رسول الله وهو مشرك فعرض عليه رسول الله الإسلام وقال رسول الله : «إني لا أقبل هدية مشرك». فقال عامر بن مالك: ابعث يا رسول الله من رسلك من شئت فأنا لهم جار. فبعث رسول الله رهطا فيهم المنذر بن عمرو الساعدي - وهو الذي يقال له: اعتق ليموت - عينا في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستغفر لهم من بني سليم فنفروا معه فقتلهم ببئر معونة غير عمرو بن أمية الضمري أخذه عامر بن الطفيل فأرسله فلما قدم على رسول الله من بينهم وكان فيهم عامر بن فهيرة

فزعم لي عروة: أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يقول عروة: كانوا يرون الملائكة هي دفنته فقال حسان يعرض على عامر بن الطفيل

بني أم البنين ألم يرعكم ** وأنتم من ذوائب أهل نجد

تهكم عامر بأبي براء ** ليخفره وما خطأ كعمد

فطعن ربيعة بن عامر بن مالك عامر بن الطفيل [ في حفرته عامر بن مالك ] في فخذه طعنة فقده

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10131

وعن عروة بن الزبير قال: ثم غزوة المنذر بن عمرو أخي بني ساعدة إلى بئر معونة وبعث معهم المطلب السلمي ليدلهم على الطريق فبعث أعداء الله إلى عامر بن الطفيل يستمدونه فأمدوه على المسلمين فقتل المنذر بن عمرو وأصحابه إلا عمرو بن أمية الضمري فإنهم أسروه فاستحيوه حتى قدموا به مكة فهو دفن خبيب بن عدي وعرض المشركون على عروة بن الصلت يوم بئر معونة: أن يؤمنوه فأبى فقتلوه فذكر لنا: أن المسلمين قالوا يوم بئر معونة حين أحاط بهم العدو: اللهم إنا لا نجد من يبلغ عنا رسولك غيرك اللهم فاقرأ منا عليه السلام وأخبره خبرنا.

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع عليه
10132

وعن محمد بن إسحاق قال: أقام رسول الله بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة المشركون والمحرم ثم بعث أصحابه بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد فكان من حديثهم كما حدثني إسحاق عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد [ بن عمرو ] بن حزم وغيرهم من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله [ المدينة فعرض عليه الإسلام ] فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال: يا محمد لو بعثت رجلا من أصحابك يدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك. فبعث رسول الله المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة بن الخزرج المعتق ليموت في أربعين رجلا من المسلمين من خيارهم منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ورجال مسمون من خيار المسلمين فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهي بئر أرض بني عامر وحرة بني سليم كلا البلدين منها قريب وهي من بني سليم أقرب فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل فلما أتاهم لم ينظر في كتابه حتى غدا على الرجل فقتله

ثم استصرخ بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم وقالوا: لن نخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم عصية ورعلا وذكوان فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا أسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار فانهم تركوه وبه رمق فأرتث من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار أخو بني عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطير تحوم على العسكر فقالا: والله إن لهذا الطير لشأنا فاقبلا لينظرا فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟ قال: أرى أن نلحق برسول الله فنخبره الخبر فقال الأنصاري: لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتجتزي عنه الرجال فقاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها على أمه فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قباء أقبل رجلان من بني عامر نزلا في ظل هو فيه وكان للعامريين عقد من رسول الله وجوار فلم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألها حين نزل: ممن أنتما؟ قالا: من بني عامر فأمهلهما حتى ناما فغدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثأره من بني عامر لما أصابوا من أصحاب رسول الله فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله أخبره الخبر فقال رسول الله : «لقد قتلت قتيلين لأدينهما». ثم قال رسول الله : «هذا عمل أبي براء قد كنت لهذا كارها متخوفا». فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه وما أصيب من أصحاب رسول الله بسببه وجواره فقال حسان بن ثابت يحرض ابن أبي براء على عامر بن الطفيل:

بني أم البنين ألم يرعكم ** وأنتم من ذوائب أهل نجد

تهكم عامر بأبي براء ** ليخفره وما خطأ كعمد

ألا بلغ ربيعة ذا المساعي ** بما أحدثت في الحدثان بعدي

أبوك أبو الحروب أبو براء ** وخالك ماجد حكم بن سعد

فحمل ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح فوقع في فخذه فأشواه ووقع عن فرسه فقال: هذا عمل أبي براء فان أمت فدمي لعمي لا يتبع به وإن أعش فسأرى رأيي فيما أتى إلي

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق

باب فيمن استشهد يوم بئر معونة

10133

عن عروة في تسمية من استشهد يوم بئر معونة من أصحاب رسول الله : أوس بن معاذ الأنصاري والحكم بن كيسان المخزومي والحارث بن الصمة وسهل [ بن عامر بن سعد ] بن عمرو بن ثقيف الأنصاري. ومن قريش ثم من بني تيم بن مرة: عامر بن فهيرة

وفي إسناده ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وفيه ضعف
10134

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم بئر معونة: الحارث بن الصمة

ورجاله رجال الصحيح
10135

وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد من أصحاب رسول الله يوم بئر معونة: نافع بن يزيد بن ورقاء الخزاعي

10136

وعن عبد الله بن مسعود قال: إياكم والشهادات فان كنتم لابد فاعلين فاشهدوا لسرية بعثهم رسول الله فأصيبوا فنزل فيهم القرآن: أن أبلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط

(أبواب في غزوة الخندق)

باب غزوة الخندق وقريظة

10137

عن عمرو بن عوف المزني أن رسول الله خط الخندق من أحمر السبختين طرف بنى حارثة عام حزب الأحزاب حتى بلغ المذاحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا واحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي وكان رجلا قويا فقال المهاجرون: سلمان منا وقالت الأنصار: منا. فقال رسول الله : «سلمان منا أهل البيت»

رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات
10138

وعن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله بحفر الخندق وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول فشكوها إلى رسول الله فجاء رسول الله - وأحسبه قال: وضع ثوبه - ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال: «بسم الله» فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا». ثم قال: «بسم الله» وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا». ثم قال: «بسم الله» وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال: «الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا».

رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
10139

وعن عبد الله بن عمرو قال: أمر رسول الله بالخندق فخندق على المدينة فقالوا: يا رسول الله إنا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها فقام النبي وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال: «فتحت فارس». ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال: «فتحت الروم». ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال: «جاء الله بحمير أعوانا وأنصارا»

رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله وثقه ابن معين وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح
10140

وعن ابن عباس قال: احتفر رسول الله الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع فلما رأى ذلك رسول الله قال: «هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة؟». قال رجل: نعم قال: «أما لا فتقدم فدلنا عليه». فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله قد أتانا فجاء الرجل يسعى فقال: بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها فوثب إليها فقال النبي : «الجدي من ورائنا» فذبح الجدي وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت [ القدر ] وثردت [ قصعتها ] فقربتها إلى رسول الله وأصحابه فوضع النبي إصبعه فيها فقال: «بسم الله اللهم بارك فيها اللهم بارك فيها اطعموا». فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه: أن اذهبوا وسرحوا إلينا بعدتكم فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ثم قام ودعا لربة البيت وشمت عليها وعلى أهلها ثم مشوا إلى الخندق فقال: «اذهبوا بنا إلى سلمان». وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها فقال النبي لأصحابه: «دعوني فأكون أول من ضربها». فقال: «بسم الله» فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال: «الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة». ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال: «الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة». فقال عندها المنافقون: نحن نخندق [ على أنفسنا ] وهو يعدنا قصور فارس والروم

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان
10141

وعن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله فقال: ناصفنا تمر المدينة وإلا ملأتها عليك خيلاص ورجالا. فقال: «حتى أستأمر السعود: سعد بن عبادة وسعد بن معاذ». يعني يشاورهما فقالا: لا والله ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالإسلام؟ فرجع إلى الحارث فأخبره فقال: غدرت يا محمد. قال: فقال حسان:

يا حار من يغدر بذمة جاره ** منكم فإن محمدا لا يغدر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ** واللؤم ينبت في أصول السخبر

وأمانة النهدي حين لقيتها ** مثل الزجاجة صدعها لا يجبر

قال: فقال الحارث: كف عنا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزج

رواه البزار والطبراني ولفظه: عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله فقال: يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال: «حتى أستأمر السعود». فبعث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة وسعد بن مسعود فقال: «إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وإن الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة فان أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد؟». فقالوا: يا رسول الله أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك؟ فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى فقال رسول الله : «هو ذا تسمعون ما يقولون؟». قالوا: غدرت يا محمد. فقال حسان بن ثابت رضى الله عنه:

يا حار من يغدر بذمة جاره ** منكم فإن محمدا لا يغدر

وأمانة المري حين لقيتها ** كسر الزجاجة صدعها لا يجبر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ** واللؤم ينبت في أصول السخبر

ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات
10142

وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يقول يوم الخندق:

والله لولا الله ما اهتدينا ** ولا صمنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا

رواه البزار وأبو يعلى ورجاله ثقات.
10143

وعن أم سلمة قالت: ما نسيت قوله يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره وهو يقول:

اللهم إن الخير خير الآخره ** فاغفر للأنصار والمهاجره

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه أبو يعلى
10144

وعن رافع بن خديج قال: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة فجعل النبي النساء والصبيان والذراري فيه وقال: إن ألم بكن أحد فالمعن بالسيف». فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له: نجدان أحد بني جحاش على فرس حتى كان في أصل الحصن ثم جعل يقول للنساء: انزلن إلي خير لكن فحركن السيف فأبصره أصحاب رسول الله فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بني حارثة يقال له: ظهير بن رافع فقال: يا نجدان ابرز فبرز إليه فحمل عليه فرسه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10145

وعن الزبير بن العوام أن رسول الله خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال له: فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله إلى أحد فرقي يهودي حتى أشرف على نساء رسول الله وعلى عمته فقالت صفية: يا حسان قم إليه حتى تقتله قال: والله ما ذاك في ولو كان ذاك في لخرجت مع رسول الله قالت صفية: فاربط السيف على ذراعي قال: ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطعت رأسه فقالت له: خذ الرأس فارم به على اليهود قال: ما ذاك في فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود فقالت اليهود: قد علمنا أن محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا قالت عائشة: فمر سعد بن معاذ وهو يقول:

مهلا قليلا يدرك البهجا جمل ** لا بأس بالموت إذا حان الأجل

قالت: وما رأيت أحدا كان أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلصة وقد تزوج فبنى بأهله قبل ذلك فعليه أثر زعفران. قال: وكان حسان إذا شد رسول الله على الكفار يفتح الأطم وإذا كروا رجع معهم

رواه البزار وأبو يعلى باختصار وقال: فأخبر بذلك رسول الله فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال وإسنادهما ضعيف. وقد تقدم الحديث من رواية صفية في وقعة أحد
10146

وعن عروة أن النبي أدخل نساءه يوم الأحزاب أطما من آطام المدينة وكان حسان بن ثابت رجلا جبانا فأدخله مع النساء فأغلق الباب فجاء يهودي فقعد على باب الأطم فقالت صفية بنت عبد المطلب: انزل يا حسان إلى هذا العلج فاقتله فقال: ما كنت لأجعل نفسي خطرا لهذا العلج. فأتزرت بكساء وأخذت فهرا فنزلت إليه فقطعت رأسه

رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل
10147

وعن معاوية بن الحكم قال: كنا مع رسول الله فأنزى أخي علي بن الحكم فرسه خندقا فضرب الفرس فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي على فرسه فمسح ساقه فما نزل عنها حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له:

فأنزاها علي فهي تهوى ** هوي الدلو مترعة بسدل

صفوف الخندقين فأهرقته ** هوية مظلم الحالين عمل

فعصب رجله فمشى عليها ** سمو الصقر صادف يوم طل

فقال محمد صلى عليه ** مليك الناس: هذا خير فعل

لعا لك فاستمر بها سويا ** وكانت بعد ذاك أصبح رجل

قال محمد بن عبادة: يقال إذا عثرت الناقة: لعًا لك أي ارتفعي واستعلي قال الأعشى:

بذات لوث عقرناه إذا عثرت ** فالنعش أدنى لها من أن يقال لَعًا

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه ويعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان
10148

وعن عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي عن أبيه عن جده أن رسول الله بعث سليطا وسفيان بن عوف الأسلمي طليعة يوم الأحزاب فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التفت عليهم خيل لأبي سفيان فقاتلا حتى قتلا فأتى بهما رسول الله فدفنا في قبر واحد فهما الشهيدان القرينان

رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم
10149

وعن نافع قال: قيل لابن عمر: أين كان رسول الله يصلي يوم الأحزاب؟ قال: كان يصلي في بطن الشعب عند خربة هناك ولقد أذن رسول الله في الانصراف للناس ثم أمرني أن أدعوهم فدعوتهم

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10150

وعن ابن عمر قال: بعثني خالي عثمان بن مظعون لأبيه بلحاف فأتيت النبي فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي وقال: «من لقيت منهم فقل لهم: إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا». وكان ذلك في برد شديد فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم: إن رسول الله يأمركم أن ترجعوا قال: فلا والله ما عطف علي منهم اثنان أو واحد

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
10151

وعن ابن عمر قال: خفي رسول الله يوم الخندق إلا على ستة نفر أربعة نفر من المهاجرين طلحة والزبير وعلي وسعد من الأنصار أبو دجانة والحرث بن الصمة

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
10152

وعن عائشة قالت: كنت مع رسول الله وهو بالخندق فكان رسول الله يتعاهد ثغرة من الجبل يخاف منها فيأتي فيضطجع في حجري ثم يقوم فيتسمع فسمع حس إنسان عليه الحديد فانسل في الجبل فقال رسول الله : «من هذا؟». قال: أنا سعد جئتك لتأمرني بأمرك فأمره رسول الله أن يبيت في تلك الثغرة فقالت عائشة: فنام رسول الله في حجري حتى سمعت غطيطه فقالت عائشة: لا أنساها لسعد

قلت: في الصحيح طرف منه.
رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف
10153

وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول: هكذا يسلفه بعد قال: فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدمى فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال: وسقط فقال برجله هكذا فضحك نبي الله أحسبه قال: حتى بدت نواجذه قال: قلت: لم فعل؟ قال: لفعل الرجل

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: كان رجل معه ترسان وكان سعد راميا فكان يقول كذا وكذا بالترسين يغطي جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه منه - يعني جبهته - والباقي بنحوه ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن محمد بن الأسود وهو ثقة
10154

وعن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله ليلة الأحزاب فلم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا فأتاني رسول الله وأنا جاثم من النوم فقال: «يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب فانظر إلى حالهم». قلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد قال: «انطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك من برد ولا حر حتى ترجع لي». فانطلقت حتى أتيت عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله وقد تفرق الأحزاب عنه فجئت حتى أجلس فيهم فحس أبو سفيان انه قد دخل فيهم من غيرهم فقال: ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال: فضربت بيدي على الذي عن يميني فأخذت بيده ثم ضربت بيدي على الذي عن يساري فأخذت بيده فلبثت فيهم هنيهة ثم قمت فأتيت النبي وهو قائم يصلى فأومأ إلي أن أدنو فدنوت حتى أرسل علي من الثوب الذي كان عليه ليدفئني فلما فرغ من صلاته قال: «يا ابن اليمان أقعد ما خبر الناس؟». فقلت: يا رسول الله تفرق الناس عن أبي سفيان فلم يبق إلا في عصبة يوقد النار وقد صب الله تبارك وتعالى عليهم من البرد الذي صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا يرجون

رواه البزار ورجاله ثقات. وفي الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق
10155

وعن عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي - يعني حس الأرض - قالت: فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه. قالت: فجلست إلى الأرض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد قالت: وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت: فمر وهو يرتجز ويقول

لبث قليلا يدرك الهيجا جمل

ما أحسن الموت إذا حان الأجل

قالت: [ فقمت ] فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين وإذا فيها عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تسبغة له - يعني المغفر - فقال عمر: ما جاء بك لعمري [ والله ] إنك لجريئة وما يؤمنك أن لا يكون تجوز؟ قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت لي ساعتئذ فدخلت فيها

قال: فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال: ويحك يا عمر انك قد أكثرت منذ اليوم وأين التحوز أو الفرار إلا إلى الله تعالى؟ قالت: ويرمى سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له: ابن العرقة بسهم له فقال له: خذها وأنا ابن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال: اللهم لا تمتني حتى تقرعيني من بني قريظة [ قالت: وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية قالت: فرقى كلمه وبعث الله عز وجل الريح على المشركين فكفى الله عز وجل المؤمنين القتال وكان اللع قويا عزيزا فلحق أبو سفيان ومن معه بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في ] صياصيهم ورجع رسول الله إلى المدينة وأمر بقبة من آدم فضربت على سعد في المسجد

قالت: فجاءه جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لبقع الغبار فقال: لقد وضعت السلاح والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج إلى نبي قريظة فقاتلهم

قال: فلبس رسول الله لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله فمر على بني غنم وهم جيران المسجد فقال: «من مر بكم؟». فقالوا: مر بنا دحية الكلبي وكان دحية تشبه لحيته [ وسنه ] ووجهه جبريل عليه السلام

قالت: فأتاهم رسول الله فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله فاستشاروا أبا لبابة عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا: ننزل على حكم سعد بن معاذ وبعث رسول الله : «انزلوا على حكم سعد بن معاذ». [ فنزلوا ] وبعث رسول الله إلى سعد بن معاذ فأتي به على حمار عليه إكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه وقالوا له: يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت. فلم يرجع إليهم شيئا ولا يلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: قد أنا لي أن لا يأخذني في الله لومة لائم. قال: قال أبو سعيد: فلما طلع قال رسول الله : «قوموا إلى سيدكم فأنزلوه». قال عمر: سيدنا الله. قال: «أنزلوه». فأنزلوه قال رسول الله : «احكم فيهم». قال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم أموالهم. فقال رسول الله : «لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل وحكم رسوله»

قال: ثم دعا سعد فقال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك

قالت: فانفجر كلمه 13 وكان قد برأ إلا مثل الخرص. قالت: ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله . قالت عائشة: فحضره رسول الله وأبو بكر وعمر. قالت: فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله عز وجل: { رحماء بينهم }

قال علقمة: فقلت: أي أمه فكيف كان رسول الله يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته.

قلت: في الصحيح بعضه
رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات
10156

وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن سعد بن معاذ رمى يوم الخندق رمية فقطعت الأكحل من عضده فزعموا أنه رماه حبان بن قيس أحد بني عامر بن لؤي أحد بني العرقة وقال آخرون: رماه أبو أسامة الجشمي

فقال سعد بن معاذ: رب اشفني من بني قريظة قبل الممات فرقأ 14 الكلم بعد ما انفجر

قال: وأقام رسول الله على بني قريظة حتى سألوه أن يجعل بينه وبينهم حكما ينزلون على حكمه فقال رسول الله : «اختاروا من أصحابي من أردتم فليستمع لقوله». فاختاروا سعد بن معاذ فرضي رسول الله به وسلموا وأمر رسول الله بأسلحتهم فجعلت في بيت وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا فجعلوا في دار أسامة بن زيد وبعث رسول الله إلى سعد بن معاذ فأقبل على حمار أعرابي يزعمون أن وطاء بردعته من ليف واتبعه رجل من بني عبد الأشهل فجعل يمشي معه يعظم حق بني قريظة ويذكر حلفهم والذي أبلوه يوم بعاث وإنهم اختاروك على من سواك رجاء عطفك وتحننك عليهم فاستبقهم فانهم لك جمال وعدد فأكثر ذلك الرجل ولم يحر إليه سعد شيئا حتى دنوا فقال له الرجل: ألا ترجع إلي شيئا؟ فقال: والله لا أبالي في الله لومة لائم فيفارقه الرجل فأتى إلى قومه قد يئس من أن يستبقهم فأخبرهم بالذي كلمه به والذي رجع إليه سعد ونفد سعد حتى أتى رسول الله فقال: «يا سعد احكم بيننا وبينهم». فقال سعد: أحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم ويقسم سببهم وتؤخذ أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم فقال رسول الله : «حكم فيهم سعد بحكم لله»

ويزعم ناس أنهم نزلوا على حكم رسول الله فرد رسول الله الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ فأخرجوا رسلا رسلا فضربت أعناقهم وأخرج حيي بن أحطب فقال رسول الله : «هل أخزاك الله؟». قال: قد ظهرت على وما ألوم نفسي فيك. فأمر به رسول الله فأخرج إلى أحجار الريب التي بالسوق فضربت عنقه كل ذلك بعين سعد بن معاذ وزعموا أنه كان برئ كلم سعد وتحجر بالبرء ثم إنه دعا فقال: اللهم رب السماوات والأرض فإنه لم يكن قوم أبغض إلي من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه وإني أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فان كان قد بقي بيننا وبينهم قتال فأبقني أقاتلهم فيك وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا المكان واجعل موتي فيه ففجره الله تبارك وتعالى وأنه كرى قد بين ظهري الليل فما دروا أنه قد مات وما رقأ الكلم حتى مات

قلت: في الصحيح بعضه عن عائشة متصل الإسناد
رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10157

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال يوم الأحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة فقال رسول الله : «لا يغزوكم بعدها أبدا ولكن تغزوهم»

رواه البزار ورجاله ثقات
10158

وعن ابن عباس قال: أتت الصبا الشمال ليلة الأحزاب فقال: مري حتى ننصر رسول الله فقالت الشمال: إن الحرة لا تسري بالليل فكانت الريح التي نصر بها رسول الله الصبا

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
10159

وعن ابن عباس قال: رمى سعد بن معاذ رضي الله عنه قريظة والنضير فقطع أكحله فحسمه رسول الله فتعفر وانتقض فحسمه الثانية فقال سعد: اللهم لا تنزع نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة والنضير

رواه الطبراني وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف
10160

وعن محمد بن مسلمة قال: لما حكم رسول الله في بني قريظة وجدت الأوس من ذلك. فأرسل رسول الله إلى كل دار من دور الأوس بأسيرين أسيرين وأرسل إلى بني حارثة بأسيرين

رواه الطبراني وفيه ذؤيب بن عمامة وهو ضعيف
10161

وعن حذيفة قال: سمعت رسول الله يقول: «شغلونا عن صلاة العصر» - ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس - «ملأ الله قبورهم نارا أو قلوبهم نارا أو بيوتهم نارا»

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه أحمد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10162

وعن البراء بن عازب قال: مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستمدا فقال رسول الله : «اللهم عليك بصاحب الأسنمة».

رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
10163

وعن كعب بن مالك قال: لما رجع رسول الله من طلب الأحزاب فنزل المدينة وضع لأمته واغتسل واستجمر

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
10164

وعن كعب بن مالك أن رسول الله لما رجع طلب الأحزاب رجع فنزع لأمته واغتسل واستجمر

زاد دحيم في حديثه: قال رسول الله : «فنزل جبريل عليه السلام فقال: عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللأمة وما وضعناها بعد». فوثب رسول الله فزعا فعزم على الناس ألا يصلوا العصر إلا في بني قريظة فلبسوا السلاح وخرجوا فلم يأتوا بني قريظة حتى غربت الشمس واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم: صلوا فإن رسول الله لم يرد أن تتركوا الصلاة وقال بعضهم: عزم علينا أن لا نصلي حتى نأتي بنى قريظة وإنما نحن في عزيمة رسول الله فليس علينا إثم فصلت طائفة العصر إيمانا واحتسابا وطائفة لم يصلوا حتى نزلوا بني قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها إيمانا واحتسابا فلم يعنف رسول الله واحدة من الطائفتين
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابن أبي الهذيل وهو ثقة
10165

وعن عائشة أن رسول الله سمع صوت رجل فوثب وثبة شديدة وخرج إليه فاتبعه فإذا هو متكئ معتم مرخ عمامته بين كتفيه فلما دخل رسول الله قلت: وثبت وثبة وخرجت فإذا هو دحية الكلبي قال: «ورأيته؟». قلت: نعم. قال: «ذاك جبريل عليه السلام أمرني أن أخرج إلى بني قريظة»

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف
10166

وعن أبي رافع أن رسول الله غدا إلى بني قريظة على حمار عري يقال له: يعفور

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
10167

وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله حين خرج إلى بني قريظة على حمار ومعه جبريل عليه السلام على بغلة بيضاء تحته قطيفة من استبرق خملها اللؤلؤ فقال: يا محمد أما والذي بعثك بالحق لا أنزل عنها حتى تفتح لك ولأرضها كما ترض البيضة على الصفوان. فقال ابن عباس: فلم يرجع حتى فتحت عليه

رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف
10168

وعن اسلم الأنصاري قال: جعلني رسول الله على أسرى قريظة فكنت أنظر إلى فرج الغلام فإن رأيته قد أنبت ضربت عنقه وإن لم أره قد أنبت جعلته في مغانم المسلمين

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
10169

وعن عائشة قالت: كان الزبير رجلا أعمى فقال ثابت بن قيس بن شماس لرسول الله : إن الزبير من علي يوم بعاث فأعتقني فهبه لي أجزه فقال: «هو لك». فقال للزبير: هل تعرفني؟ قال: نعم أنت ثابت بن قيس قال: إني أمن عليك كما مننت علي يوم بعاث قال: هل تنفعني؟ أين أهلي؟ فرجع إلى رسول الله قال: هب لي أهله قال: فوهب له أهله فأتاه فأخبره أن رسول الله قد رد له أهله قال: يا ابن أخي ما ينفعني أن نعيش أجسادا؟ أين المال؟ فرجع إلى رسول الله فقال: يا رسول الله : هب لي ماله قال: «ولك ماله». قال: فرجع إليه فقال: إن رسول الله قد رد عليك مالك وقد أراد الله تعالى بك خيرا. قال: يا ابن أخي ما فعل حيي بن أخطب سيد الحاضر والباد؟ قال: قد قتل قال: يا ابن أخي ما فعل زيد بن روطا حامية اليهود؟ قال: قد قتل قال: ما فعل كعب بن أشطا الذي بطل عذارى الحي تنغمز من حشيه؟ قال: قد قتل قال: ما فعل المحمسان؟ قال: هما كأمس الذاهب قال: فما بيني وبين لقاء الأحبة إلا كإفراغ الدلو أسألك بيدي عندك إلا ألحقتني بالقوم قال: فقتله

رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف

باب فيمن استشهد يوم الخندق

10170

عن ابن شهاب قال: استشهد يوم الخندق من الأنصار: أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو

ومن الأنصار ثم من بني سلمة: ثعلبة بن عتمة

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وقد تقدم حديث سعد بن معاذ والقرينان

باب تاريخ الخندق

10171

عن محمد بن إسحاق قال: كانت الخندق في شوال سنة خمس وفيها مات سعد بن معاذ رضي الله عنه.

رواه الطبراني ورجاله ثقات

باب غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق

10172

عن سنان بن وبرة قال: كنا مع رسول الله في غزوة المريسيع - غزوة بني المصطلق - فكان شعارهم: يا منصور أمت أمت

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وإسناد الكبير حسن
10173

وعن محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني ببعض حديث بني المصطلق قال: بلغ رسول الله أن بني المصطلق يجمعون له فأمدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله فلما سمع بهم رسول الله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له: المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل الحارث بن أبي ضرار أبا جويرية وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله أبناءهم ونساءهم وكان رسول الله أصاب منهم سبيا كثيرا قسمه بين المسلمين وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت أبي ضرار سيدة قومها

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10174

وعن محمد بن إسحاق قال: كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وخرج في تلك الغزوة بعائشة معه أقرع بين نسائه فخرج سهمها في تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها.

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10175

وعن شباب العصفري قال: سنة ست من الهجرة كانت غزوة بني المصطلق وفي هذه الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا ونزل فيها القرآن: { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } الآية

رواه الطبراني عن شيخه موسى بن زكريا التستري وهو متروك

باب غزوة ذي قرد

10176

عن سلمة بن الأكوع قال: غدا عيينة بن حصن بن حذيفة على لقاح رسول الله فاستاقها. قال سلمة: فخرجت بقوسي ونبلى وكنت أرمي الصيد حتى إذا كنت بثنية الوداع نظرت فإذا هم يطردونها فغدوت في الخيل في سلع ثم صحت: يا صباحاه فانتهى صياحي إلى رسول الله فصيح في الناس: الفزع الفزع وخرجت أرميهم وأقول: خذها وأنا ابن الأكوع فلم أنشب أن رأيت خيل رسول الله وهي تخلل الشجر فلحقتهم ثمانية فرسان وكان أول من لحقهم أبو قتادة بن ربعي فطعن رجلا من بني فزارة يقال له: سعد فنزع برده فجلله إياها ثم مضى في أثر العدو مع الفرسان فمر رسول الله وقد فزع الناس وهم يقولون: أبو قتادة مقتول. فقال رسول الله : «ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل أبي قتادة خلوا عنه وعن سلبه». وقال: «أمعنوا في طلب القوم». فأمعنوا فاستنقذوا ما استنقذوا من اللقاح وذهبوا بما بقي.

قال محمد بن طلحة: وفي الحديث وكان يسميهم: الذين خرجوا في طلب اللقاح: عكاشة بن محصن

والمقداد ببن عمرو ] وهو الذي يقال له: ابن الأسود حليف بني زهرة

ومحرز بن نضلة الأسدي حليف بني عبد شمس قيل: لم يقتل من القوم غيره

ومن الأنصار: سعد بن زيد الأشهلي وهو أمير القوم وعباد بن بشر الأشهلي وظهير بن عمرو الحارثي وأبو قتادة بن ربعي ومعاذ بن ماعص الزرقي

وكان أبو عياش الزرقي أحد النفر الخمسة. قال: أقبلت على فرس لي فقال رسول الله : «يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس من هو أفرس منك»

قال: قلت: أنا أفرس العرب فما جرى الفرس خمسين ذراعا طرحني وكسر رجلي فقلت: صدق الله ورسوله فحملت على فرسي ابن عمي معاذ بن ماعص الزرقي

قلت: في الصحيح بعضه
رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف

باب الحديبية وعمرة القضاء

10177

عن أبي سعيد الخدري أنه قال: خرجنا مع رسول الله حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله : «إن عيون المشركين الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟». فقال رسول الله حين أمسى: «هل من رجل ينزل فيسعى بين يدي الركاب؟». فقال رجل: أنا يا رسول الله فنزلت فجعلت الحجارة تنكبه والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله : «اركب» ثم نزل آخر فجعلت الحجارة [ تنكبه ] والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله : «اركب». ثم وقعنا على الطريق حتى سرنا في ثنية يقال لها: الحنظل فقال رسول الله : «ما مثل هذه الثلاثة إلا كمثل الباب الذي دخل فيه بنو إسرائيل { قيل لهم ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم } لا يجوز أحد الليلة هذه الثنية إلا غفر له». فجعل الناس يسرعون ويجوزون وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم

قال: فجعل الناس يركب بعضهم بعضا حتى تلاحقنا. قال: فنزل رسول الله ونزلنا

رواه البزار ورجاله ثقات
10178

وعن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب قال: لما كنا بالغميم لقي رسول الله خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل تتلقى رسول الله فكره رسول الله أن يلقاهم وكان بهم رحيما فقال: «هل من رجل يعدلنا عن الطريق؟». فقلت: أنا بأبي أنت. فأخذت بهم في طريق قد كان بها حزن فدافد وعقاب فاستوت بنا الأرض حتى أنزله على الحديبية وهي نزح فألقى سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ففارت عيونا حتى إني لأقول أو نقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا

رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
10179

وعن محمد بن إسحاق أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله يوم الحديبية ناجية بن جندب بن عمير بن معمر بن حازم بن عمرو بن واثلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة وهو سائق بدن رسول الله

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10180

وعن أبي سعيد الخدري أن النبي لما كان يوم الحديبية قال: «لا توقدوا نارا بليل» فلما كان بعد ذلك قال: «أوقدوا واصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم»

رواه أحمد ورجاله ثقات
10181

وعن يزيد بن مالك عن أبيه أنه شهد مع رسول الله يوم الشجرة ويوم الهدي معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال: يا محمد ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون؟ قال: «هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذي نفسي بيده لقد رضي الله عنهم»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك
10182

وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: كنا مع النبي بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله عز وجل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله لعلي عليه السلام: «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم». فأخذ سهيل بيده فقال: ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: «اكتب باسمك اللهم» فكتب «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة» فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف. قال: «اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأنا رسول الله». فكتب فبينا نحن كذلك خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم فقال رسول الله : «هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم [ أحد ] أمانا؟». قالوا: لا، فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل: { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا }

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10183

وعن عمر - يعني ابن الخطاب - أنه قال: اتهموا الرأي على الدين - فذكر الحديبية إلى أن قال: إن رسول الله كان يكتب بينه وبين أهل مكة فقال: «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم». فقالوا: لو نرى ذلك صدقنا ولكن اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم قال: فرضي رسول الله وأبيت حتى قال لي: يا عمر تراني قد رضيت وتأبى؟». قال: فرضيت

قلت: حديث عمر في الصحيح بغير هذا السياق
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
10184

وعن ابن عمر قال: دعا رسول الله يوم الحديبية الناس للبيعة فقام أبو سنان بن محصن فقال: يا رسول الله أبايعك على ما في نفسك قال: «وما في نفسك؟». قال: أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل. فبايعه وبايع الناس على بيعة أبي سنان

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن عمران وهو متروك.
10185

وعن عطاء بن أبي رباح قال: قلت لابن عمر: أشهدت بيعة الرضوان مع رسول الله ؟ قال: نعم. قال: فما كان عليه؟ قال: قميص من قطن وجبة محشوة ورداء وسيف ورأيت النعمان بن مقرن المزني قائما على رأسه وقد رفع أغصان الشجرة عن رأسه يبايعونه

قلت: لابن عمر حديث في الحديبية غير هذا
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي وهو ضعيف
10186

وعن عبد الله بن مغفل قال: إني لمن أحد الرهط الذين ذكر الله جل ثناؤه: { لا أجد ما أحملكم عليه } قال: إني لآخذ ببعض أغصان الشجرة التي بايع رسول الله الناس تحتها أظله قال: فبايعناه على أن لا نفر

رواه الطبراني وإسناده جيد إلا أن الربيع بن أنس قال: عن أبي العالية أو عن غيره
10187

وعن عبد الله بن السائب أن النبي عام الحديبية حين أخبره عثمان أن سهيلا أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلا ثلاثا فقال النبي : «سهيل سهل عليكم الأمر»

رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومي تفرد عنه ابنه عبد الله وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
10188

وعن ابن عمر قال: كانت الهدنة بين النبي وبين أهل مكة بالحديبية أربع سنين

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
10189

وعن ابن شهاب قال: لما أمر رسول الله عمرة القضاء أمر أصحابه فقال: «اكشفوا عن المناكب واسعوا في الطواف». ليرى المشركين جلدهم وقوتهم وكان يكيدهم لكل ما استطاع فانكفأ أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يدي رسول الله متوشحا بالسيف يقول

خلوا بني الكفار عن سبيله

أنا الشهيد أنه رسوله

قد نزل الرحمن في تنزيله

في صحف تتلى على رسوله

فاليوم نضربكم على تأويله

كما ضربناكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله

ويذهل الخليل عن خليله

وتغيب رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله غيظا وحنقا ونفاسة وحسدا خرجوا إلى نواحي مكة فكره رسول الله نسكه وأقام ثلاثا

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

باب غزوة خيبر

10190

عن أبي أمامة أن رسول الله بعث عمرو بن الطفيل إلى خيبر يستمد له قومه فقال: «يا عمرو انطلق فاستمد لنا قومك» قال عمرو: يا رسول الله أرسلتني وقد نشب القتال فقال رسول الله : «أما ترضى أن تكون رسول رسول الله »

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف
10191

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها - يعني خيبر - فإن الله عز وجل فاتحها عليكم إن شاء الله ولا يخرجن معي مصعب ولا مضعف» فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال: جهزيني فإن رسول الله قد أمرنا بالجهاز للغزو قالت: تنطلق وقد علمت ما أدخل [ المرفق ] إلا وأنت معي قال: ما كنت لأتخلف عن رسول الله . فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله سرا فقال: «انطلقي قد كفيت». فأعرض عنه رسول الله فقال: يا رسول الله أرى إعراضك عني لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك. قال: «أنت الذي ناشدتك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما إنه ليس في سبيل الله؟ بل هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما». قال أبو هريرة: لقد مكثت بعد هذا سنين ما أغزو حتى ماتت وخرج رسول الله من المدينة فسار معه فتى من بنى عامر على بكر له صعب فجعل يسير في ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حفيرة فصاح: يا آل عامر فارتعص هو وبعيره فجاء قومه فاحتملوه وسار رسول الله حتى أتى خيبر فنزل عليها فدعا الطفيل بن الحارث الخزاعي فقال: «انطلق إلى قومك واستمدهم على هذه القرية الظالم أهلها فإن الله عز وجل سيفتحها عليكم إن شاء الله». فقال الطفيل: يا رسول الله تبعدني منك فوالله لأن أموت وأنا يومئذ منك قريب أحب إلى من الحياة وأنا منك بعيد فقال النبي : «إنه لابد مما لابد منه فانطلق». فقال: يا رسول الله لعلى لا ألقاك فزودني شيئا أعيش به قال: «أتملك لسانك؟». قال: فما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: «أتملك يدك؟». قال: فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: «فلا تقل بلسانك إلا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير»

قال ابن أبي كريمة: ووجدت في كتاب أبي عبد الرحيم بخطه في هذا الحديث قال رسول الله : «أفش السلام وابذل الطعام واستحي الله كما تستحي رجلا من رهطك ذي هيبة وليحسن خلقك وإذا أسأت فأحسن إن الحسنات يذهبن السيئات»

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف
10192

وعن حسيل بن خارجة الأشجعي قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتى به النبي فقال: «أجعل لك عشرين صاعا من تمر على أن تدل أصحابي على طريق خيبر». ففعلت فلما قدم رسول الله خيبر وفتحها جئت فأعطاني العشرين ثم أسلمت

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف
10193

وعن [ نصر بن ] دهر الأسلمي أنه سمع رسول الله يقول في مسيرة إلى خيبر لعامر بن الأكوع وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع وكان اسم الأكوع سنان: «انزل يا ابن الأكوع فخذ لنا من هنياتك»

قال: فنزل يرتجز برسول الله فقال

والله لولا الله ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

إنا إذا قوم بغوا علينا

وإن أرادوا فتنة أبينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

رواه أحمد والطبراني وزاد: فقال رسول الله : «يرحمك الله» فقال عمر: وجبت والله يا رسول الله لو أمتعتنا به، فقتل يوم خيبر شهيدا
ورجالهما ثقات
10194

وعن أبي طلحة قال: صبح النبي خيبر وقد أخذوا مساحيهم [ ومكاتلهم ] وغدوا إلى حروثهم [ وأراضيهم ] فلما رأوا رسول الله معه الجيش نكصوا مدبرين فقال نبي الله : «الله أكبر الله أكبر خربت خيبر { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين }»

رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد رجال الصحيح
10195

وعن أبي طلحة قال: كنت رديف رسول الله [ فلو قلت: إن ركبتي تمس ركبته ] فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر وذهب ذو الضرع إلى ضرعه وذو الزرع إلى زرعه أغار عليهم وقال: { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين }

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10196

عن عبد الله بن أبي أوفى قال: أغار رسول الله على خيبر وهم غارون فقالوا: محمد والخميس. فقال النبي : «الله أكبر خربت خيبر { إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين }»

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف
10197

وعن أبي اليسر كعب بن عمرو قال: والله إني لمع رسول الله بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود يريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله : «من رجل يطعمنا من هذه الغنم؟» قال أبو اليسر: قلت: أنا يا رسول الله قال: «فافعل». قال: فخرجت أشتد مثل الظليم فلما نظر إلي رسول الله موليا قال: «اللهم أمتعنا به». قال: فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدي ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معي شيء حتى ألقيتهما عند رسول الله فذبحوهما وأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله هلاكا وكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم.

رواه أحمد عن بعض رجال بني سلمة عنه وبقية رجاله ثقات
10198

وعن سلمة بن الأكوع أن عمه ضرب رجلا من المشركين فقتله وجرح نفسه فأنشأ يقول: قتلت نفسي فبلغ ذلك النبي فقال: «له أجران»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
10199

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر أني مَرحَب

شاكي السلاح بطل مُجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهّب

[ وأحجبت عن صولة المجرب ]

كأن حماي الحمى لا يقرب

وهو يقول: من يبارز؟ فقال رسول الله : «من لهذا؟». فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال: «فقم إليه اللهم أعنه عليه». فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة غمرته من شجر العشر فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها من فنن حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعصب به فأمسكه وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات
10200

وعن بريدة الأسلمي قال: لما نزل رسول الله بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله اللواء عمر بن الخطاب ونهض [ معه ] من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر وقال رسول الله : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله». فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه فلقوا أهل خيبر وكان مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

أطعن أحيانا وحينا أضرب

إذا الليوث أقبلت تلهب

قال: فاختلفا ضربتين فضربه علي على هامته حتى عض السيف منها أضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته وما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح له ولهم

رواه أحمد والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات
10201

وعن بريدة قال: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله : «إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له» وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أن أصبح رسول الله صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة: وأنا فيمن تطاول لها

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10202

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله أخذ الراية فهزها ثم قال: «من يأخذها بحقها؟». فجاء فلان فقال: «أمط». ثم جاء رجل آخر فقال: «أمط». ثم قال النبي : «والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر هاك يا علي». فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقديدهما

رواه أحمد ورجاله ثقات
10203

وعن علي عليه السلام قال: أتينا خيبر فلما أتاهما رسول الله بعث عمر ومعه الناس فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فقال: «لأبعثن إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له». قال: فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم قال: فمكث رسول الله ساعة فقال: «أين علي؟». فقالوا: هو أرمد قال: «ادعوه لي» فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطاني اللواء قال: فانطلقت حتى أتيتهم فإذا فيهم مرحب يرتجز حتى التقينا فهزمه الله وانهزم أصحابه وتحصنوا وأغلق الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله

رواه البزار وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين
10204

وعن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر بعث رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله : «لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم وإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا». ثم قال رسول الله : «لأبعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولي الدبر». فلما كان من الغد بعث عليا وهو أرمد شديد الرمد فقال: «سر». فقال: يا رسول الله الله ما أبصر موضع قدمي قال: فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال علي: على ما أقاتلهم يا رسول الله؟ قال: «على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى»

رواه الطبراني في الصغير وفيه الخليل بن مرة قال أبو زرعة: شيخ صالح وضعفه جماعة
قلت: وبقية هذه الأحاديث تأتي في مناقب علي رضي الله عنه.
10205

وعن علي قال: لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله

رواه أحمد وفيه ابن قابوس ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وفيهم ضعف
10206

وعن أبي رافع مولى رسول الله قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه

رواه أحمد وفيه راو لم يسم
10207

وعن أم سلمة - وكانت في غزوة خيبر - قالت: سمعت وقع السيف في أسنان مرحب

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10208

وعن ابن عباس قال: صالح رسول الله أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء وعلى كل شيء إلا أنفسهم وذراريهم

قال: فأتي بالربيع وكنانة ابني أبي الحقيق وأحدهما عروس بصفية بنت حيي فلما أتى بهما قال: «أين آنيتكما التي كانت تستعار بالمدينة؟». قال: أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها قال: «انظرا ما تقولان فإنكما إن كتمتاني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما». قال: فدعا رجلا من الأنصار قال: «اذهب إلى مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة فانزع تلك الرقعة واستخرج تلك الآنية فأت بها». فانطلق حتى جاء بها فقدمهما رسول الله فضرب أعناقهما وبعث إلى ذريتهما فأتى بصفية بنت حيي وهي عروس فأمر بلالا فانطلق بها إلى منزل رسول الله فانطلق بلال فمر بها على زوجها وأخيه وهما قتيلان فلما رجع إلى رسول الله قال: «سبحان الله ما أردت يا بلال إلى جارية [ بكر ] تمر بها على قتيلين تريها إياهما [ أما لك رحمة ]». قال: أردت أن أحرق جوفها قال: ودخل رسول الله فبات معها وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب الفسطاط فقال: إن سمعت واعية أو رابني شيء كنت قريبا من رسول الله وخرج رسول الله إلى إقامة بلال قال: «من هذا؟». قال: أنا أبو أيوب قال: «ما شأنك هذه الساعة ههنا؟». قال: يا رسول الله دخلت بجارية [ بكر ] وقد قتلت زوجها وأخاه فأشفقت عليك قلت: أكون قريبا من رسول الله قال: «يرحمك الله أبا أيوب» ثلاث مرات. وأكثر الناس فيها فقائل [ يقول ]: سريته وقائل يقول: امرأته فلما كان عند الرحيل قالوا: انظروا إلى رسول الله فإن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي سريته فأخرجها رسول الله فحجبها فوضع لها ركبته ووضعت ركبتها على فخذه وركبت. وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها قالت: لا بل أعتقني وانكحني ففعل

رواه الطبراني وفيه محمد بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله ثقات.
10209

وعن عروة قال: لما فتح الله عز وجل خيبر على رسول الله وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحرث اليهودية وهي بنت أخي مرحب شاة مصلية وسمته فيها وأكثرت في الكتف والذراع حيث أخبرت أنهما احب أعضاء الشاة إلى رسول الله فلما دخل رسول الله ومعه بشر بن البراء بن المعرور أخو بنى سلمة قدمت إلى رسول الله فتناول الكتف والذراع وانتهش منها وتناول بشر عظما آخر فانتهش منه فلما أرغم رسول الله أرغم بشر ما في فيه فقال رسول الله : «ارفعوا أيديكم فإن كتف الشاة تخبرني أني قد بغيت فيها». فقال بشر بن البراء: والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت ولم يمنعني أن ألفظها إلا أني كرهت أن أنغص طعامك فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك ورجوت أن لا تكون رغمتها وفيها بغي. فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيالسة وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا ما حول وبقي رسول الله بعد ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه

رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
10210

وعن أنس قال: لما افتتح رسول الله خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا؟ فأذن له رسول الله أن يقول ما شاء. فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال: وفشا ذلك بمكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا

قال: وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم

قال معمر: فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال: فأخذ العباس ابنا له يقال له: قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول:

حبي قثم شبيبه ذي ** الأنف الأشم

نبي ذي النعم ** برغم من رغم

قال ثابت [ عن الحجاج ] عن أنس: ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط فقال: ويلك ماذا جئت به؟ وماذا تقول؟ فما وعد الله عز وجل خير مما جئت به. قال الحجاج بن علاط لغلامه: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له ليخل لي [ في ] بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال: أبشر أبا الفضل [ قال ]: فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه قال: ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صفية بنت حيي فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك

قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال: أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله واصطفى رسول الله صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت: أظنك والله صادقا قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل. قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله تبارك وتعالى قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله عز وجل على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب

قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد [ الله - يعني ]: ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح
10211

وعن عروة قال: وقتل يوم خيبر من قريش ثم من بني عبد مناف: ثقف بن عمرو حليف لهم من بني أسد بن خزيمة.

ومن الأنصار ثم من بني زريق: مسعود بن سعد بن خالد. ومن بني عمرو ببن عوف: أبو الصباح أو أبو ضياح

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
10212

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم خيبر مع رسول الله من الأنصار ثم من بني حارثة: محمود بن مسلمة فذكروا أن رسول الله قال لمحمد بن مسلمة: أخوك له أجر شهيدين. ومن بني زريق: مسعود بن سعد بن قيس

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10213

وعن أبي هريرة قال: ما شهدت مع رسول الله مغنما قط إلا قسم لي إلا خيبر فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة. وكان أبو هريرة وأبو موسى جاءا بين الحديبية وخيبر

رواه أحمد وفيه علي بن يزيد وهو سيئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح
10214

وعن عقبة بن سويد الأنصاري أنه سمع أباه - وكان من أصحاب رسول الله - قال: قفلنا مع النبي من غزوة خيبر فلما بدا له أحد قال: قال النبي : «الله أكبر، جبل يحبنا ونحبه»

رواه أحمد. وعقبة ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه قلت: وروى عن الزهري عند أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح

باب غزوة مؤتة

10215

عن ابن عباس أن رسول الله بعث بعثا إلى مؤتة فاستعمل عليهم زيدا فان قتل زيد فجعفر فان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة

رواه أحمد في أثناء حديث طويل وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح
10216

وعن أبي قتادة الأنصاري فارس رسول الله قال: بعث رسول الله جيش الأمراء فقال: «عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري» فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي الله ما كنت أرهب أن تستعمل على زيدا. قال: «امض فإنك لا تدري أي ذلك خير». فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صعد المنبر وأمر أن ينادي بالصلاة جامعة فقال رسول الله : «ناب خير أو بات خير أو ثاب خير - شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنهم انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له». فاستغفر له الناس» ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى استشهد أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفر له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه». ثم رفع رسول الله إصبعه فقال: «اللهم انه سيف من سيوفك فانصره». فمن يومئذ سمي خالد: سيف الله ثم قال: «انفروا فأمدوا إخوانكم [ ولا يتخلفن أحد ]». قال: فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة
10217

وعن أنس بن مالك أن رسول الله بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
10218

وعن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة: «فإن قتل زيد - أو استشهد - فأميركم جعفر فإن قتل - أو استشهد - فأميركم عبد الله بن رواحة». فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه وأتى خبرهم النبي فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: «إن إخوانكم لقوا العدو وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل - أو استشهد - ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه». [ فأمهل ] ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم ادعوا لي بني أخي». قال: فجيء بنا كأننا أفرخ قال: «ادعوا لي الحلاق». فجيء بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال: «أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي». ثم أخذ بيدي فأشالهما فقال: «اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه». قالها ثلاث مرات قال: فجاءت أمنا فذكرت يتمنا [ وجعلت تفرح ] فقال: «العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟».

قلت: روى أبو داود وغيره بعضه
رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
10219

وعن أبي اليسر بن عمرو الأنصاري قال: أنا دفعت الراية إلى عبد الله بن رواحة وأصيب فدفعتها إلى ثابت بن أقرم الأنصاري فدفعها إلى خالد بن الوليد فقال له: لم تدفعها إلي؟ قال: أنت أعلم بالقتال مني

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف
10220

وعن عروة بن الزبير قال: بعث النبي بعثا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة فقال لهم: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس». فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله وسلموا عليهم فلما ودع عبد الله بن رواحة مع من ودع بكى فقيل له: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: والله ما بي حب الدنيا وصبابة ولكن سمعت رسول الله يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار: { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا } فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال لهم المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين فقال عبد الله بن رواحة:

لكنني أسأل الرحمن مغفرة ** وضربة ذات فزع تقذف الزبدا

أو طعنة بيدي حران مجهزة ** بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا

حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ** أرشده الله من غاز وقد رشدا

ثم إن القوم تهيئوا للخروج فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله يودعه فقال:

يثبت الله ما آتاك من حسن ** تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

إني تفرست فيك الخير نافلة ** فراسة خالفتهم في الذي نظروا

أنت الرسول فمن يحرم نوافله ** والوجه منه فقد أزرى به القدر

ثم خرج القوم وخرج رسول الله يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم قال عبد الله بن رواحة:

خلف السلام على امرئ ودعته ** في النخل غير مودع وكليل

ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل في مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وقد اجتمعت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهرام وبلي في مائة ألف عليهم رجل يلي أخذ رايتهم يقال له: مالك بن زانة فلما بلغ ذلك المسلمين قاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له فشجع عبد الله بن رواحة الناس وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنين إما ظهور وإما شهادة

قال عبد الله بن رواحة في مقامهم ذلك قال ابن إسحاق كما حدثني عبد الله بن أبي بكر: أنه حدث عن زيد بن أرقم قال: كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته ووالله إنا لنسبر ليلة إذ سمعته يتمثل ببيته هذا:

إذا أديتني وحملت رحلي ** مسيرة أربع بعد الحساء

فلما سمعته منه بكيت فخفقني بالدرة وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع من شعبتي الرحل ومضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها: مشارق ثم دنا المسلمون وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة فالتقى الناس عندها وتعبأ المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بني عذرة يقال له: قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له: عبادة بن مالك ثم التقى الناس واقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا ألجمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل

وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عروة
10221

وعن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني أبي الذي أرضعني - وكان أحد بني مرة بن عوف وكان في تلك الغزاة غزوة مؤتة - قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه وتردد بعض التردد ثم قال:

أقسمت يا نفسي لتنزلنه

طائعة أو لتكرهنه

ما لي أراك تكرهين الجنه

إن أجلب الناس وشدوا الرنه

لطالما قد كنت مطمئنة

هل أنت إلا نطفة في شنه

وقال عبد الله بن رواحة:

يا نفس أن لا تقتلي موتي

هذا حمام الموت قد صليت

وما تمنيت فقد لقيت

إن تفعلي فعلهما هديت

ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال: اشدد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده فانتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال: وأنت في الدنيا؟ ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بلعجلان وقال: يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا: أنت قال: ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز حتى انصرف فلما أصيبوا قال رسول الله : «أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا»

ثم صمت النبي حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهونه قال: «ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا»

ثم قال: «لقد رفعوا إلي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه فقلت: بم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ومضى»

رواه الطبراني ورجاله ثقات.
10222

وعن ابن شهاب قال: ثم بعث النبي جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب أميرهم فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبي سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم وبها تنوخ وبهرام فأغلق ابن أبي سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ اللواء زيد بن حارثة فقتل ثم أخذه جعفر فقتل ثم أخذه ابن رواحة فقتل ثم اصطلح الناس بعد أمراء رسول الله على خالد بن الوليد فهزم الله العدو وأظهر المسلمين

وبعثهم رسول الله في جمادى الأولى

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10223

وعن ابن المسيب قال: قال النبي : «مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن رواحة أعناقهما صدودا» قال: «فسألت» أو «قال لي: إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فإنه لم يفعل». قال ابن عيينة: فذاك حين يقول ابن رواحة:

أقسمت يا نفس لتنزلنه

بطاعة منك أو لتكرهنه

فطالما قد كنت مطمئنه

قال جعفر: ما أطيب ريح الجنة

رواه الطبراني وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل
10224

وعن أبي اليسر قال: كنت جالسا عند رسول الله فأتاه أبو عامر الأشعري فقال: بعثني في كذا وكذا فأتيت مؤتة فلما صف القوم وركب جعفر فرسه ولبس درعه وأخذ اللواء فمشى حتى أتى القوم ثم نادى: من يبلغ هذه صاحبها؟ فقال رجل من القوم: أنا فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل فتحدرت عينا رسول الله دموعا فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا ثم أقيمت الصلاة فخرج فصلى ولم يكلمنا ثم فعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل ولا يكلمنا وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه فخرج علينا في الفجر في الساعة التي كان يخرج فيها وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس فجلس بيننا فقال: «ألا أخبركم عن رؤيا رأيتها دخلت الجنة فرأيت جعفر ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم وسأخبركم عن ذلك إن جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك وابن رواحة صرف وجهه»

رواه الطبراني وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف
10225

وعن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه دخل على رسول الله وقد دبغت أربعين منيئة وعجنت عجني وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله : «ائتني ببني جعفر». قال: فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: «نعم أصيبوا هذا اليوم». قالت: فقمت أصيح واجتمع إلي النساء وخرج رسول الله إلى أهله فقال: «لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم»

قلت: روى ابن ماجة بعضه.
رواه أحمد وفيه امرأتاه لم أجد من وثقهما ولا جرحهما وبقية رجاله ثقات
10226

وعن عروة قال: قتل يوم مؤتة من الأنصار: الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم وزيد بن حارثة بن غنم وسراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف

باب غزوة الفتح

10227

عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان وقال: «لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب» قالت: وقال لي: «قولي لأبي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو» قال: فجاءا إلى عائشة فقالا: أين يريد رسول الله ؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر

رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عنها وقد وثقهما ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح
10228

وعن ذي الجوشن الضبابي قال: أتيت النبي بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس [ لي ] يقال لها: القرحاء فقلت: يا محمد قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال: «لا حاجة لي فيه وإن أردت أقيضك بها المختارة من دروع بدر فعلت». قال: ما كنت لأقيضه اليوم بغرة قال: «لا حاجة لي فيه». ثم قال: «يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر؟» فقلت: لا. قال: «لم؟». قال: قلت: رأيت قومك قد ولعوا بك قال: «كيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟». قلت: قد بلغني قال: «فإنا نهدي لك». قلت: إن تغلب على الكعبة وتقطنها قال: «لعلك إن عشت ترى ذلك». ثم قال: «يا فلان خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة». فلما أدبرت قال: «أما إنه من خير فرسان بني عامر». قال: فوالله إني بأهلي بالغور إذ أقبل راكب فقلت: ما فعل الناس قال: والله قد غلب محمد على الكعبة وقطنها قلت: هبلتني أمي ولو أسلمت يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها

10229

وفي رواية: فقال له النبي : «ما يمنعك من ذلك؟». قال: رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فأنظر ماذا تصنع؟ فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا عليك لم أتبعك

قلت: روى أبو داود بعضه
رواه عبد الله بن أحمد وأبوه ولم يسق المتن والطبراني ورجالهما رجال الصحيح
10230

وعن أبي هريرة أن قائل خزاعة قال:

اللهم إني ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

انصر هداك الله نصرا أعتدا

وادع عباد الله يأتوا مددا

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وحديثه حسن.
10231

وعن علي قال: لما أراد رسول الله مكة أرسل إلى ناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وفشا في الناس أنه يريد حنينا. قال: فكتب حاطب إلى أهل مكة: أن رسول الله يريدكم.

قال: فأخبر رسول الله أنا وأبا مرثد الغنوي وليس معنا رجل إلا ومعه فرس فقال: «ائتوا روضة الخاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذه منها»

قال: فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله فقلنا لها: هاتي الكتاب فقالت: ما معي كتاب. قال: فوضعنا متاعها ففتشناها فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد: فلعله أن لا يكون معها كتاب فقلنا: ما كذب رسول الله ولا كذبنا فقلنا لها: لتخرجنه أو لنعرينك فقالت: أما تتقون الله أما أنتم مسلمون؟ فقلنا: لتخرجنه أو لنعرينك

قال عمرو بن مرة: فأخرجته من حجزتها. وقال حبيب بن أبي ثابت: من قبلها. فذكر الحديث

قلت: هو في الصحيح بغير هذا السياق
رواه أبو يعلى وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف
10232

وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي أن رسول الله بات عندها في ليلة فقام يتوضأ للصلاة قالت: فسمعته يقول في متوضئه: «لبيك لبيك» ثلاثا «نصرت نصرت» ثلاثا فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك: «لبيك لبيك» ثلاثا «نصرت نصرت» ثلاثا كأنك تكلم إنسانا وهل كان معك أحد؟ قال: «هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بكر بن وائل». ثم خرج رسول الله فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا قالت: فدخل عليها أبو بكر فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدرى فقال: ما هذا بزمان غزوة بني الأصفر فأين يريد رسول الله ؟ قالت: والله لا علم لي قالت: فأقمنا ثلاثا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد:

يا رب إني ناشد محمدا

حلف أبينا وأبيه الأتلدا

إنا ولدناك فكنت ولدا

ثمت أسلمنا فلم تنزع يدا

إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا

وزعموا أن لست تدعوا أحدا

فانصر هداك الله نصرا أيدا

وادعوا عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول الله قد تجردا

[ أبيض مثل البدر ينجي صعدا ]

إن سيم خسفا وجهه تربدا

فقال رسول الله : «لبيك لبيك» ثلاثا «نصرت نصرت» ثلاثا. ثم خرج رسول الله فلما كان بالروحاء نظر إلى سحاب منتصب فقال: «إن هذا السحاب لينصب بنصر بني كعب». فقال رجل من بني عدي بن عمرو أخو بني كعب بن عمرو: يا رسول الله ونصر بني عدي فقال رسول الله : «[ ترب نحرك ] وهل عدي إلا كعب وكعب إلا عدي؟». فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال رسول الله : «اللهم عم عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة». ثم خرج حتى نزل بمر وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة حتى أشرفوا على مر فنظر أبو سفيان إلى النيران فقال: يا بديل هذه نار بني كعب أهلك فقال: حاشتها إليك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلى العباس بن عبد المطلب فذهبوا بهم فسأله أبو سفيان أن يستأذن له من رسول الله فخرج بهم حتى دخل على النبي فسأله أن يؤمن له من أمن فقال: «قد أمنت من أمنت ما خلا أبا سفيان» فقال: يا رسول الله لا تحجر علي فقال: «من أمنت فهو آمن». فذهب بهم العباس إلى رسول الله ثم خرج بهم فقال أبو سفيان: إنا نريد أن نذهب فقال: أسفروا وقام رسول الله يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقال: ليس بملك ولكنها النبوة وفي ذلك يرغبون

رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه يحي بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف
10233

وعن ابن عباس قال: ثم مضى رسول الله لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله وصام الناس معه حتى إذا كانوا بالكديد - [ ماء ] بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين

قلت: في الصحيح طرف منه في الصيام
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع
10234

وعن ابن عباس قال: ثم مضى رسول الله واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد - ماء بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين وألف من مزينة وسليم وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله المهاجرون والأنصار لم يتخلف منهم أحد فلما نزل رسول الله مر الظهران وقد عميت الأخبار على قريش فلم يأتهم عن رسول الله خبر ولم يدروا ما هو فاعل خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون وينظرون: هل يجدون خبرا أو يسمعون به؟ وقد كان العباس بن عبد المطلب تلقى رسول الله في بعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله فيما بين المدينة ومكة والتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيها فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك قال: «لا حاجة لي بهما أما ابن عمي فهتك عرضي بمكة وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال». فلما خرج إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له فقال: والله لتأذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن بالأرض حتى نموت عطشا وجوعا

فلما بلغ ذلك رسول الله رق لهما ثم أذن لهما فدخلا فأسلما. فلما نزل رسول الله بمر الظهران قال العباس: واصباح قريش والله لئن دخل رسول الله مكة عنة قبل أن يستأمنوه إنه لهلاك قريش [ إلى ] آخر الدهر. قال: فجلست على بغلة رسول الله البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت لعلي: ألقى بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله فيستأمنوه قبل أن يدخلها [ عليهم ] عنوة. قال: فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا. قال: يقول بديل: هذه والله نيران خزاعة حشتها الحرب. قال: يقول أبو سفيان: خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها. قال: فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة فعرف صوتي فقال: أبو الفضل؟ فقلت: نعم. فقال: ما لك فداك أبي وأمي؟ فقلت: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله في الناس واصباح قريش والله قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال: قلت: لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك. قال: فركب خلفي ورجع صاحباه وحركت به فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله قالوا: عم رسول الله على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ وقام إلي فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة قال: أبو سفيان عدو الله؟ الحمد لله الذي أمكن الله منك بغير عقد ولا عهد ثم خرج يشتد نحو رسول الله وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة الرجل البطيء فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله ودخل عمر فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد فدعني فلأضرب عنقه فقلت: يا رسول الله إني أجرته ثم جلست إلى رسول الله [ فأخذت برأسه ] فقلت: لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني. قال: فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلا يا عمر أما والله أن لو كان من رجال بني عدي ين كعب ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بني عبد مناف فقال: مهلا يا عباس والله لإسلامك يوم أسلمت أحب إلى من إسلام أبي لو أسلم وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب. فقال رسول الله : «اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبحت فأتني به». فذهبت به إلى رحلي فبات عندي فلما أصبح غدوت به على رسول الله فلما رآه رسول الله قال: «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله؟». قال: بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأحلمك وأوصلك [ والله ] لقد ظننت أن لو كان مع الله غير لقد أغنى عني شيئا. قال: «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟». قال: بأبي وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في النفس منها شيء حتى الآن. قال العباس: ويحك يا أبا سفيان أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك قال: فشهد شهادة الحق وأسلم. قلت: يا رسول الله إن أبا سفيان [ رجل ] يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال: «نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن». فلما ذهب لينصرف قال رسول الله : «يا عباس احبسه بمضيق الوادي عند حطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها». قال: فخرجت به حتى حبسته بمضيق الوادي حيث أمرني رسول الله أن أحبسه قال: ومرت به القبائل على راياتها فكلما مرت قبيلة قال: من هؤلاء يا عباس؟ فيقول: بني سليم فيقول: ما لي ولسليم. قال: ثم تمر القبيلة فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: مزينة. فيقول: ما لي ولمزينة. حتى تعدت القبائل - يعني جاوزت - لا تمر قبيلة إلا قال: من هؤلاء؟ فأقول بنو فلان فيقول: ما لي ولبني فلان. حتى مر رسول الله في الخضراء [ كتيبة ] فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم سوى الحدق قال: سبحان الله من هؤلاء يا عباس؟ قلت: هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما. قلت: يا أبا سفيان إنها النبوة قال: فنعم إذا. قلت: النجاء إلى قومك. قال: فخرج حتى [ إذا ] جاءهم صرخ بأعلى صوته: يا [ معشر ] قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الدسم الأحمس فبئس طليعة قوم قال: ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاء بما لا قبل لكم به من دخل دار أبي سفيان فهو آمن قالوا: ويحك وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10235

وعن أنس بن مالك قال: أمن رسول الله يوم فتح مكة الناس إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وسارة امرأة. فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة. قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد بن أبي سرح إذا رآه وكان أخا عثمان ابن عفان من الرضاعة فأتى به رسول الله يستشفع فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم خرج في طلبه فوجده في حلقة رسول الله فهاب قتله فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة رسول الله فبسط رسول الله يده فبايعه ثم قال للأنصاري: «قد انتظرتك أن توفي بنذرك». قال: يا رسول الله هبتك أفلا أومضت إلي؟ قال: «إنه ليس لنبي أن يومض»

وأما مقيس بن صبابة فإنه كان له أخ قتل خطأ مع رسول الله فبعث معه رسول الله رجلا من بني فهر ليأخذ له من الأنصار العقل فلما جمع له العقل ورجع ونام الفهري فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول:

شفى النفس من قد مات بالقاع مسندا ** يضرج ثوبيه دماء الأجادع

وكانت هموم النفس من قبل قتله ** تهيج فتنسيني وطأة المضاجع

حللت به ثأري وأدركت مؤربي ** وكنت إلى الأوثان أول راجع

وأما سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فدفع إليها كتابا لأهل مكة يتقرب به إليهم ليحفظ في عياله وكان له بها عيال فأخبر جبريل بذلك فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فلحقاها ففتشاها فلم يقدرا على شيء منها فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفيهما فقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله فقبلا منها فحلت عقاصها فأخرجت كتابا من قرونها فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول الله فدفعاه إليه فبعث إلى الرجل فقال: «ما هذا الكتاب؟». قال: أخبرك يا رسول الله ليس أحد معك إلا له من يحفظه في عياله فكتبت هذا الكتاب ليكونوا في عيالي. فأنزل الله: { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } إلى آخر الآيات

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف
10236

وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال: «اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح» فأما عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله. وأما مقيس بن صبابة فأدركه رجل من السوق في السوق. وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه آتي محمدا فأضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما قال: فجاء فأسلم. وذكر الحديث

قلت: رواه أبو داود وغيره باختصار
رواه أبو يعلى والبزار وزاد: فأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه أحنى عليه عثمان فلما دعا رسول الله الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي فقال: يا رسول بايع عبد الله فرفع رأسه ينظر إليه كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث بأصابعه ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه وقال: «أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟». قالوا: يا رسول الله لو أومأت إلينا بعينك؟ قال: «فإنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين»
ورجالهما ثقات. قلت: ويأتي حديث سعيد بن يربوع بعد إن شاء الله مع أحاديث نحو هذا
10237

وعن الزبير - يعني ابن العوام - عن رسول الله : أنه أعطى يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة بلوائين

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف جدا
10238

وعن أنس قال: لما دخل رسول الله مكة استشرفه الناس فوضع رأسه على رحله تخشعا

رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن أبي بكر المقدمي وهو ضعيف
10239

وعن أنس بن مالك قال: كنا بسرف قال رسول الله : «إن أبا سفيان قريب منكم فاحذره» فقال له رسول الله : «[ أسلم ] يا أبا سفيان». قال: يا رسول الله قومي قومي. قال: «قومك من أغلق بابه فهو آمن». قال: اجعل لي شيئا. قال: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»

رواه الطبراني وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف
10240

وعن أبي ليلى قال: كنا مع النبي فقال: «إن أبا سفيان في الأراك». فدخلنا فأخذناه فجعل المسلمون يحوونه بجفون سيوفهم حتى جاءوا به إلى رسول الله فقال له: «ويحك يا أبا سفيان قد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا تسلموا». وكان العباس له صديقا فقال له العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان يحب الصوت فبعث رسول الله مناديا ينادي بمكة: «من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن». ثم بعث معه العباس حتى جلسا على عقبة الثنية فأقبلت بنو سلمة فقال: يا عباس من هؤلاء؟ قال: هذه بنو سليم فقال: وما أنا وسليم. ثم أقبل علي بن أبي طالب في المهاجرين فقال: يا عباس من هؤلاء؟ قال: علي بن أبي طالب في المهاجرين ثم أقبل رسول الله في الأنصار فقال: يا عباس من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الموت الأحمر هذا رسول الله في الأنصار فقال أبو سفيان: لقد رأيت ملك كسرى وقيصر فما رأيت مثل ملك ابن أخيك فقال العباس: إنما هي النبوة

رواه الطبراني وفيه حرب بن الحسن الطحان وهو ضعيف وقد وثق
10241

وعن عروة قال: ثم خرج رسول الله في اثني عشر ألفا من المهاجرين والأنصار وأسلم وغفار وجهينة وبني سليم وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران ولم تعلم بهم قريش وبعثوا بحكيم بن حزام وأبي سفيان إلى رسول الله وقالوا: خذ لنا منه جوارا أو آذنوه بالحرب فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام فلقيا بديل بن ورقاء فاستصحباه حتى إذا كانا بالأراك من مكة وذلك عشاء رأوا الفساطيط والعسكر وسمعوا صهيل الخيل فراعهم ذلك وفزعوا منه وقالوا: هؤلاء بنو كعب حاشتهم الحرب فقال بديل: هؤلاء أكثر من بني كعب ما بلغ تأليبها هذا أفتنتجع هوازن أرضنا والله ما نعرف هذا أيضا إن هذا لمثل حاج الناس وكان رسول الله قد بعث بين يديه خيلا تقبض العيون وخزاعة على الطريق لا يتركون أحدا يمضي. فلما دخل أبو سفيان وأصحابه عسكر المسلمين أخذتهم الخيل تحت الليل وأتوا بهم خائفين القتل فقام عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان فوجأه في عنقه والتزمه القوم وخرجوا به ليدخلوه على رسول الله فخاف القتل وكان العباس بن عبد المطلب خالصة له في الجاهلية فصاح بأعلى صوته: ألا تأمروا لي إلى عباس؟ فأتاه عباس فدفع عنه وسأل رسول الله أن يقبضه إليه ومشى في القوم مكانه فركب به عباس تحت الليل فسار به في عسكر القوم حتى أبصروه أجمع وقد كان عمر قد قال لأبي سفيان حين وجأ عنقه: والله لا تدنو من رسول الله حتى تموت. فاستغاث بعباس فقال: إني مقتول فمنعه من الناس أن ينتهبوه فلما رأى كثرة الناس وطاعتهم قال: لم أر كالليلة جمعا لقوم فخلصه العباس من أيديهم وقال: إنك مقتول إن لم تسلم وتشهد أن محمدا رسول الله فجعل يريد يقول الذي يأمره العباس فلا ينطلق لسانه فبات مع عباس

وأما حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء فدخلا على رسول الله فأسلما وجعل يستخبرهما عن أهل مكة فلما نودي بالصلاة صلاة الصبح تحين القوم ففزع أبو سفيان فقال: يا عباس ماذا تريدون؟ قال: هم المسلمون يبشرون لحضور رسول الله . فخرج به عباس فلما أبصرهم أبو سفيان قال: يا عباس أما يأمرهم بشيء إلا فعلوه؟ فقال عباس: لو نهاهم عن الطعام والشراب لأطاعوه قال عباس: فكلمه في قومك هل عنده من عفو عنهم؟ فأتى العباس بأبي سفيان حتى أدخله على النبي فقال عباس: يا رسول الله هذا أبو سفيان فقال أبو سفيان: يا محمد إني قد استنصرت إلهي واستنصرت إلهك فوالله ما رأيتك إلا قد ظهرت علي فلو كان إلهي محقا وإلهك مبطلا لظهرت عليك. فشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقال عباس: يا رسول الله إني أحب أن تأذن لي آتي قومك فأنذرهم ما نزل وأدعوهم إلى الله ورسوله. فأذن له فقال عباس: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ بين لي من ذلك أمانا يطمئنون إليه. قال رسول الله : «تقول لهم: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فهو آمن ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن». فقال عباس: يا رسول الله أبو سفيان ابن عمنا وأحب أن يرجع معي فلو اختصصته بمعروف؟ فقال النبي : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن». فجعل أبو سفيان يستفقهه ودار أبي سفيان بأعلى مكة «ومن دخل دار حكيم بن حزام وكف يده فهو آمن». ودار حكيم بأسفل مكة وحمل النبي عباسا على بغلته البيضاء التي كان أهداها إليه دحية الكلبي فانطلق عباس بأبي سفيان قد أردفه. فلما سار عباس بعث النبي في أثره فقال: «أدركوا عباسا فردوه علي». وحدثهم بالذي خاف عليه فأدركه الرسول فكره عباس الرجوع وقال: أيرهب رسول الله أن يرجع أبو سفيان راغبا في قلة الناس فيكفر بعد إسلامه؟ فقال: احبسه فحبسه فقال أبو سفيان: أغدرا يا بني هاشم فقال عباس: إنا لسنا نغدر ولكن لي إليك بعض الحاجة قال: وما هي أقضيها لك؟ قال: نفاذها حين يقدم عليك خالد بن الوليد والزبير بن العوام فوقف عباس بالمضيق دون الأراك من مر وقد وعى أبو سفيان منه حديثه ثم بعث رسول الله الخيل بعضها على أثر بعض وقسم رسول الله الخيل شطرين فبعث الزبير وردفه خالد بن الوليد بالجيش من أسلم وغفار وقضاعة فقال أبو سفيان: رسول الله هذا يا عباس؟ قال: لا ولكن خالد بن الوليد وبعث رسول الله سعد بن عبادة بين يديه في كتيبة للأنصار فقال: «اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة». ثم دخل رسول الله في كتيبة الإيمان المهاجرين والأنصار فلما رأى أبو سفيان وجوها كثيرة لا يعرفها فقال: يا رسول الله أكثرت أو اخترت هذه الوجوه على قومك؟ فقال رسول الله : «أنت فعلت ذلك وقومك إن هؤلاء صدقوني إذ كذبتموني ونصروني إذ أخرجتموني». ومع النبي يومئذ الأقرع بن حابس وعباس بن مرداس وعيينة بن حصن بن بدر الفزاري فلما أبصرهم حول النبي قال: من هؤلاء يا عباس؟ قال: هذه كتيبة النبي ومع هذه الموت الأحمر هؤلاء المهاجرون والأنصار قال: امض يا عباس فلم أر كاليوم جنودا قط ولا جماعة فسار الزبير في الناس حتى وقف بالحجون واندفع خالد حتى دخل من أسفل مكة فلقيه أوباش بني بكر فقاتلوهم فهزمهم الله عز وجل وقتلوا بالحزورة حتى دخلوا الدور وارتفع طائفة منهم على الخيل على الجبل على الخندمة واتبعه المسلمون فدخل النبي في أخريات الناس ونادى مناد: «من أغلق عليه داره وكف يده فإنه آمن». ونادى أبو سفيان بمكة: أسلموا تسلموا وكفهم الله عز وجل عن عباس.

وأقبلت هند بنت عتبة فأخذت بلحية أبي سفيان ثم نادت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق قال: فأرسلي لحيتي فأقسم بالله إن أنت لم تسلمي لتضربن عنقك ويلك جاء بالحق فادخلي أريكتك - أحسبه قال: - واسكتي

رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10242

وعن سعيد بن يربوع - وكان يسمى الصرم - أن رسول الله قال يوم فتح مكة: «أربعة لا أؤمنهم في حل ولا حرم: الحويرث بن نفيل ومقيس بن صبابة وهلال بن خطل وعبد الله بن سعد بن أبي سرح». فأما الحويرث فقتله علي بن أبي طالب. وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء. وأما هلال بن خطل فقتله الزبير. وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله قتلت إحداهما وأقبلت الأخرى فأسلمت

قلت: روى أبو داود منه طرفا
رواه الطبراني ورجاله ثقات. وقد تقدمت أحاديث نحو هذا قبل بورقتين في هذا المعنى
10243

وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما وقف رسول الله بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنية أظهريني على أبي قبيس قال: وقد كف بصره قالت: فأشرفت به عليه فقال: يا بنية ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا قال: تلك الخيل.

قالت: وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال: يا بنية ذلك الوازع - يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم إليها. قالت: قد والله انتشر السواد قال: إذا والله دفعت الخيل أسرعي بي إلى بيتي وانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفي عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه منها. قالت: فلما دخل رسول الله ودخل المسجد أتى أبو بكر بأبيه يقوده فلما رآه رسول الله قال: «هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟». فقال أبو بكر: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه قال: فأجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له: «أسلم». فأسلم ودخل به أبو بكر على رسول الله ورأسه كأنها ثغامة فقال رسول الله : «غيروا هذا من شعره». ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد الله والإسلام طوق أختي. فلم يجبه أحد فقال: يا أخيه احتسبي طوقك

رواه أحمد والطبراني وزاد: فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليلة. ورجالهما ثقات
ورواه من طريق آخر عن أسماء عن النبي قال مثله ورجاله ثقات
10244

وعن ابن عمر قال: جاء أبو بكر رضي الله عنه بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكة فقال له رسول الله : «ألا تركت الشيخ في بيته حتى نأتيه؟». قال: أردت أن يؤجره الله لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشد فرحا مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك يا رسول الله. فقال رسول الله : «صدقت»

رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
10245

وعن عروة بن الزبير قال: وفر عكرمة بن أبي جهل عامدا إلى اليمن وأقبلت أم الحكم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة وهي تحت عكرمة بن أبي جهل فاستأذنت رسول الله في طلب زوجها فأذن لها وأمنه فخرجت بعبد لها رومي فراودها عن نفسها فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى أدلت على أناس من عك فاستعانتهم عليه فأوثقوه فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة: لا يجوز أن تدعو ههنا أحدا إلا الله وحده مخلصا. فقال عكرمة: والله لئن كان في البحر إنه لفي البر وحده فأقسم بالله لأرجعن إلى محمد فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله فبايعه وقبل منه

ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال:

وأنت لو رأيتنا بالخندمه

إذ فر صفوان وفر عكرمه

ولحقتنا بالسيوف المسلمه

يقطعن كل ساعد وجمجمه

لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

رواه الطبراني وهو مرسل وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10246

وعن العباس بن عبد المطلب قال: أخذت بيد أبي سفيان فجئت به إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب السماع فأعطه شيئا فقال: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق باله فهو آمن». ثم قام فأخذت بيده فأقعدته على الطريق فجعل يمر به أصحاب رسول الله كوكبة كوكبة يقول: من هؤلاء؟ فأقول: هؤلاء مزينة. فيقول: ما لي ولمزينة ما كان بيني وبينهم حرب في جاهلية ولا إسلام. ثم تمر الكوكبة فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: هؤلاء جهينة. حتى مر رسول الله في المهاجرين فلما نظر إليهم مقبلين فأقبل علي فقال: لقد أوتي ابن أخيك ملكا عظيما. قال: وذكر كلاما كثيرا

قلت: رواه أبو داود باختصار
رواه البزار وفيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله الهاشمي وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية
10247

وعن أنس قال: لما قدم رسول الله مكة كان قيس في مقدمته فكلم سعد النبي أن يصرفه عن الموضع الذي هو فيه مخافة أن يقدم على شيء فصرفه عن ذلك

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
10248

وعن أبي برزة قال: سمعت النبي يقول: «الناس آمنون كلهم غير عبد العزى بن خطل» فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة

رواه الطبراني وفيه سعيد بن سليمان النشيطي وهو ضعيف
10249

وعن أبي برزة الأسلمي قال: قتلت عبد العزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة

رواه أحمد في حديث طويل والطبراني ورجال أحمد ثقات.
10250

وعن السائب بن زيد أن رسول الله قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح أخرجوه من تحت أستار الكعبة فضرب عنقه بين زمزم والمقام وقال: «لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف
10251

وعن ابن عباس قال: دخل رسول الله على أم هانئ بنت أبي طالب يوم الفتح وكان جائعا فقلت له: يا رسول الله إن أصهارا لي قد لجئوا إلي وإن علي بن أبي طالب لا تأخذه في الله لومة لائم وإني أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هانئ آمنا حتى يسمعوا كلام الله. فأمنهم رسول الله فقال: «قد أجرنا من أجارت أم هانئ»

وقال: «هل عندك من طعام نأكله؟». فقالت: ليس عندي إلا كسر يابسة وإني لأستحي أن أقدمها إليك. فقال: «هلمي بهن». فكسرهن في ماء وجاءت بملح فقال: «هل من إدام؟». فقالت: ما عندي يا رسول الله إلا شيء من خل. فقال: «هلميه فصبيه على الطعام». فأكل منه ثم حمد الله ثم قال: «نعم الإدام الخل يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل»

رواه الطبراني في الصغير وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه
10252

وعن أبي هريرة: أن رسول الله كان يوم الفتح قاعدا وأبو بكر قائم على رأسه بالسيف

رواه البزار عن إسحاق بن وهب وهو متروك
10253

وعن ابن عمر أن النبي لما قدم مكة وجد بها ثلاث مائة وستين صنما فأشار بعصاه إلى كل صنم منها وقال: «{ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا }». فيسقط الصنم ولم يمسه

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه عاصم بن عمر العمري وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال: يخالف ويخطئ. وبقية رجاله ثقات
10254

وعن ابن عباس قال: دخل رسول الله يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاث مائة وستون صنما وقد شد لهم إبليس أقدامهم بالرصاص فجاء ومعه قضيبه فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول: «{ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا }». حتى مر عليها كلها

رواه الطبراني ورجاله ثقات ورواه البزار باختصار
10255

وعن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي فأخبره فقال: «ارجع فإنك لم تصنع شيئا». فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الحيل يقولون: يا عزى خبليه يا عزى عوريه فأتاه خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فغممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي فأخبره فقال: «تلك العزى»

رواه الطبراني وفيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف
10256

وعن أبي عبد الرحمن السلمي أن خالد بن الوليد مر على اللات فقال:

كفرانك لا سبحانك ** إني رأيت الله قد أهانك

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل
10257

وعن الزهري أن رسول الله قال لعثمان يوم الفتح: «ائتني بمفتاح الكعبة». فأبطأ عليه ورسول الله قائم ينتظره حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ويقول: «ما يحبسه؟». فسعى إليه رجل وجعلت المرأة التي عندها المفتاح - حسبت أنه قال: أم عثمان - تقول: إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا فلم يزل بها عثمان حتى أعطيته المفتاح فانطلق به إلى رسول الله ففتح الباب ثم دخل البيت ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله لئن كنا أوتينا النبوة وأعطينا السقاية وأعطينا الحجابة ما قوم بأعظم نصيبا منا. فكأن النبي كره مقالته ثم دعا عثمان ين طلحة فدفع إليه المفتاح وقال: «غيبوه»

قال عبد الرزاق: فحدثت به ابن عبينة فقال: أخبرني ابن جريج - أحسبه قال: - عن ابن أبي مليكة أن النبي قال لعلي يومئذ حين كلمه في المفتاح: «إنما أعطيكم ما ترزؤون ولم أعطكم ما ترزؤون». يقول: أعطيكم السقاية لأنكم تغرمون فيها ولم أعطكم البيت. أي إنهم يأخذون من هديته هذا قول عبد الرزاق.

رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح
10258

وعن عروة في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الفتح من قريش ثم من بني محارب بن فهر: كرز بن جابر

10259

وعن ابن عباس قال: شهد مع رسول الله يوم فتح مكة أو حنين ألف من بني سليم

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد النحوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وكلاهما ثقة
10260

وعن ابن عباس قال: شهد فتح مكة ألف وثمانمائة من جهينة وألف من مزينة وتسعمائة من بني سليم وأربعمائة ونيف من بني غفار وأربعمائة ونيف من أسلم

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك
10261

وعن ابن عباس قال: كان الفتح في ثلاث عشرة خلت من رمضان

رواه أحمد ورجاله ثقات
10262

وعن عبد الله بن عمرو قال: لما فتحت مكة على رسول الله قال: «كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر» فأذن لهم حتى صلى العصر ثم قال: «كفوا السلاح». فلقي رجل من خزاعة رجلا من بني بكر من غد بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله فقام خطيبا فقال ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة: «إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول الجاهلية» فقام [ إليه ] رجل فقال: إن فلانا ابني فقال رسول الله : «لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهلية الولد للفراش وللعاهر الإثلب». قالوا: وما الإثلب؟ قال: «الحجر»

قال: وقال: «لا صلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس»

قال: «ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها»

قلت: في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح وفي السنن بعضه
رواه أحمد ورجاله ثقات
10263

وعن سمرة بن جندب أن رسول الله قال لهم يوم الفتح: «إن هذا العام الحج الأكبر قد اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات واجتمع حج اليهود والنصارى في ستة أيام متتابعات ولم يجتمع منذ خلقت السماوات والأرض ولا يجتمع بعد هذا العام حتى تقوم الساعة»

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف

(أبواب في غزوة حنين)

باب غزوة حنين

10264

عن أنس قال: قال غلام منا من الأنصار يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلة. فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم وكان رسول الله على بغلة له وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والعباس عمه آخذ بغرزها وكنا في واد دهس فارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه إذا شخص أقبل فقال: «إليك من أنت؟». قال: أنا أبو بكر فداك أبي وأمي. وبه بضع عشرة ضربة. ثم إذا شخص قد أقبل فقال: «إليك من أنت؟». قال: أنا عمر بن الخطاب فداك أبي وأمي وبه بضع عشرة ضربة. وإذا شخص قد أقبل وبه بضع وعشرون ضربة فقال: «إليك من أنت؟». قال: عثمان بن عفان فداك أبي وأمي. ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضع عشرة ضربة فقال: «إليك من أنت؟». فقال: علي بن أبي طالب فداك أبي وأمي. ثم أقبل الناس فقال النبي : «ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم؟». فانطلق [ رجل ] فصاح فما هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم فأقبلوا راجعين فحمل النبي وحمل المسلمون معه فانهزم المشركون وانحاز دريد بن الصمة على جبل - أو قال: على أكمة - في زهاء ستمائة فقال له بعض أصحابه: أرى والله كتيبة قد أقبلت فقال: حلوهم لي. فقالوا: سيماهم كذا حليتهم كذا قال: لا بأس عليكم قضاعة منطلقة في آثار القوم فقالوا: نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت قال: حلوهم لي. قالوا: سيماهم كذا حليتهم كذا قال: لا بأس عليكم هذه سليم ثم قالوا: نرى فارسا قد أقبل قال: ويلكم وحده قالوا: وحده قال: حلوه لي قالوا: معتجر بعمامة سوداء قال دريد: ذاك والله الزبير بن العوام وهو والله قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا قال: فالتفت إليهم فقال: علام هؤلاء ههنا؟ فمضى ومن اتبعه فقتل بها ثلاث مائة وحز رأس دريد بن الصمة فجعله بين يديه

رواه البزار وفيه علي بن عاصم بن صهيب وهو ضعيف لكثرة غلطه وتماديه فيه وقد وثق وبقية رجاله ثقات
10265

وعن جابر بن عبد الله قال: لما استقبلنا وادي حنين قال: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر فيه انحدارا قال: وفي عماية الصبح وقد كان القوم قد كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضائقه قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا. قال: فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوي أحد على أحد وانحاز رسول الله ذات اليمين ثم قال: «إلي أيها الناس [ هلم إلي أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله». قال: فلا شيء احتملت إلا حل بعضها بعضها فانطلق الناس ] إلا أن مع رسول الله رهط من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه أبو بكر وعمر عليهما السلام ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن وأسامة بن زيد عليهما السلام. قال: ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه فإذا فاته الناس رفع لمن وراءه فاتبعوه.

10266

قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال: بينما ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه قال: فيأتيه علي من خلفه فيضرب عرقوبي الجمل فيوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رحله واختلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس [ من هزيمتهم ] حتى الأسارى مكتفين عند رسول الله

رواه أحمد وأبو يعلى وزاد: وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان ابن أمية يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله : ألا بطل السحر اليوم فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوزان
ورواه البزار باختصار وفيه ابن إسحاق وقد صرح بالسماع في رواية أبو يعلى وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
10267

وعن عبد الله بن مسعود قال: كنت مع النبي يوم حنين قال: فولى [ عنه ] الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة قال: ورسول الله على بغلته يمضي قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت [ له ]: ارتفع رفعك الله فقال: «ناولني كفا من تراب». فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا [ ثم ] قال: «أين المهاجرون والأنصار؟». قلت: هم أولاء قال: «اهتف بهم» فهتف بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وهو ثقة
10268

وعن أنس قال: لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وأمر رسول الله أن ينادى: «يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الأنصار». ثم استحر النداء في بني الحارث بن الخزرج فلما سمعوا النداء أقبلوا فوالله ما شبهتهم إلا [ إلى ] الإبل نحن إلى أولادها فلما التقوا التحم القتال فقال رسول الله : «الآن حمي الوطيس». وأخذ كفا من حصى أبيض فرمى به وقال: «هزموا ورب الكعبة»

وكان علي بن أبي طالب يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره
10269

وعن بريدة قال: تفرق الناس عن رسول الله يوم حنين فلم يبق معه إلا رجل يقال له: زيد وهو آخذ بعنان بغلة رسول الله الشهباء فقال له رسول الله : «ويحك ادع الناس». فنادى زيد: يا أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم. فلم يجئ أحد فقال: «ادع الأنصار». فقال: يا معشر الأنصار رسول الله يدعوكم. فلم يجئ أحد فقال: «ويحك خص الأوس والخزرج». فنادى: يا معشر الأوس والخزرج هذا رسول الله يدعوكم. فلم يجئ أحد فقال: «ويحك خص المهاجرين فإن لي في أعناقهم بيعة».

قال: فحدثني بريدة أنه أقبل منهم ألف قد طرحوا الجفون حتى أتوا رسول الله فمشوا قدما حتى فتح الله عليهم

رواه البزار ورجاله ثقات
10270

وعن أنس أن رسول الله قال يوم حنين: «جزوهم جزا». وأومأ بيده إلى الحلق

رواه البزار ورجاله ثقات
10271

وعن الحارث بن بدل قال: شهدت رسول الله يوم حنين وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا فما يخيل لي أن كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10272

وعن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنا مع رسول الله في غزوة حنين في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي فأتيته في فسطاطه فسلمت عليه فقال: «وعليك السلام ورحمة الله وبركاته». فقلت: حان الرواح يا رسول الله قال: «فناد بلالا». فثار بلال من تحت شجرة كأن ظله ظل طائر فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال: «أسرج لي فرسي». [ فأخرج ] سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر فأسرج له ثم ركب ومضينا عشيتنا وليلتنا فلما تسامت الخيلان ولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله : «يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله». واقتحم عن فرسه فنزل فأخذ كفا من حصى

قال: فحدثني من هو أقرب إليه مني: أنه ضرب وجوههم وقال: «شاهت الوجوه». فهزم الله المشركين

قال: فحدثني أبناؤهم: أن آباءهم قالوا: فما بقي منا يومئذ أحد إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا وسمعنا صلصلة من السماء إلى الأرض كإمرار الحديد على الطست

قلت: روى أبو داود منه إلى قوله: ليس فيه أشر ولا بطر
رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات
10273

وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين

رواه البزار
10274

وعن ياسر قال: كان عمرو بن مرة يحدث قال: كان النبي أمر عمرو بن مرة أن يقف هو وقومه جهينة بن زيد يوم هوازن فقال لهم النبي : «يا معشر جهينة كونوا بأعقاب بني سليم فإن جاشوا فضعوا السلاح بأقفيتهم وشعارهم» فجاشت يومئذ قبيلة منهم يقال لهم: بنو عصية لأنهم عصوا الله ورسوله فقتلتهم جهينة فأمر النبي جهينة فتقدمت إلى هوازن وصرف سليما عن موقفهم فهزمهم الله يومئذ وكثر القتل فيهم قتل عمرو بن مرة يومئذ ابن ذي البردين الهلالي وكان لجهينة فيهم بلاء حسن

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
10275

وعن عياض أن النبي أتى هوازن في اثني ألفا فقتل منا من أهل الطائف يوم حنين مثل ما قتل من قريش يوم بدر وأخذ النبي كفا من بطحاء فرماه في وجوهنا فهزمنا

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عياض ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وبقية رجاله ثقات
10276

وعن زيد بن أرقم قال: انهزم الناس عن رسول الله يوم حنين فقال:

أنا النبي لا كذب ** أنا ابن عبد المطلب

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10277

وعن عمرو بن دينار قال: لا أعلمه إلا عن جابر: أن رسول الله قال يوم حنين: «الآن حمي الوطيس» ثم قال: «هزموا ورب الكعبة»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
10278

وعن يزيد بن عامر السوائي أنه قال عند انكشافه انكشفها المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار فأخذ رسول الله قبضة من الأرض فرمى بها وجوههم وقال: «ارجعوا شاهت الوجوه». فما منا من أحد يلقى أخاه إلا وهو يشكو القذى ويمسح عينيه

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10279

وعن يزيد بن عامر السوائي - وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم - قال: سألناه عن الرعب الذي ألقاه الله في قلوبهم يوم حنين كيف كان؟ فأخذ حصاة فرمى بها طستا فطن قال: كنا نجد في أجوافنا مثل هذا

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10280

وعن جبير بن مطعم قال: رأيت يوم حنين شيئا أسود مثل البجاد بين السماء والأرض فلما دفع إلى الأرض فشا [ في الأرض ] ذرا وانهزم المشركون

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما عباد بن آدم ولم يوثقه أحد ولم يجرحه
10281

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «ناولني كفا من حصى» فناولته فرمى به في وجوه القوم فما بقي في القوم أحد إلا ملئت عيناه من الحصى فنزلت: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف.
10282

وعن ابن عباس أن علي بن أبي طالب ناول رسول الله التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين

رواه البزار عن إسماعيل بن سيف وهو ضعيف
10283

وعن أنس قال: لما انهزم المسلمون يوم حنين ورسول الله على بغلته الشهباء يقال لها: دُلْدُل فقال لها رسول الله : «دلدل اسدي 15». فألزقت بطنها بالأرض حتى أخذ النبي حفنة من تراب فرمى بها وجوههم فقال: «حم لا ينصرون» فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعناهم برمح ولا ضربنا بسيف

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم وهو ضعيف
10284

وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا قال: «يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر». فضرب بيده على صدري ثم قال: «اللهم اهد شيبة» ثم ضربها ثانية ثم قال: «اللهم اهد شيبة» فوالله ما رفع يده من الثالثة من صدري حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه. قال: فالتقى الناس والنبي على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامها والعباس بن عبد المطلب آخذ بثغر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهر فقال: أين المهاجرون الأولون؟ أين أصحاب سورة البقرة؟ والنبي يقول: «قدما

أنا النبي لا كذب ** أنا ابن عبد المطلب»

فعطف المسلمون فاصطلموا بالسيوف فقال النبي : «الآن حمي الوطيس» قال: وهزم الله المشركين

رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وهو ضعيف
10285

وعن عكرمة قال: قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي يوم حنين تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد [ فجئته ] فإذا العباس عن يمينه وعليه درع بيضاء كأنها الفضة فكشف عنها العجاج فقلت: عمه لن يخذله فجئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث فقلت: ابن عمه لن يخذله فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف رفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يمحشني فنكصت القهقرى فالتفت إلي النبي فقال: «تعال يا شيب». فوضع رسول الله يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا فقال له: «يا شيب قاتل الكفار». ثم قال: «يا عباس اصرخ بالمهاجرين الأولين الذين بايعوا تحت الشجرة وبالأنصار الذين آووا ونصروا». فما شبهت عطفة الأنصار على رسول الله إلا البقر على أولادها حتى نزل رسول الله كأنه حرجة. قال: فلرماح الأنصار كانت عندي أخوف على رسول الله من رماح الكفار ثم قال: «يا عباس ناولني من البطحاء». فأفقه الله البغلة كلامه فاختفضت به حتى كاد بطنها يمس الأرض فتناول رسول الله من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال: «شاهت الوجوه حم لا ينصرون»

رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف
10286

وعن محمد بن سلام الجمحي قال: مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. قال ابن سلام: وكان عوف رئيسا مقداما كان أول ذكره وما شهر من بلائه يوم الفجار مع قومه كثر صنيعه يومئذ وهو على هوازن حين لقيهم مع رسول الله وساق مع الناس أموالهم وذراريهم فخالفه دريد بن الصمة فلج وأبى فصاروا إلى أمره فلم يحمدوا رأيه وكان يومئذ رئيسهم فلما رأى هزيمة أصحابه قصد نحو النبي وكان شديد الإقدام ليصيبه زعم فوافاه مرثد بن أبي مرثد الغنوي فقاتله وحمل فرسه فعاج فلم يقدم ثم أراده وصاح به فلم يقدم فقال

أقدم محاج إنه يوم نكر

مثلي على مثلك يحمي ويكر

ويطعن الطعنة تفري وتهر

لها من البطن نجيع منهمر

وثعلب العامل فيها منكسر

إذا احزألت زمر بعد زمر

ثم شهد بعد ما أسلم القادسية فقال:

أقدم محاج إنها الأساوره

ولا يهولنك رجل نادره

ثم انهزم من حنين فصار إلى الطائف فقال رسول الله : «لو أتاني لأمنته وأعطيته مائة». فجاء ففعل به ذلك ووجهه على قتال أهل الطائف.

وكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يستمده فكتب إليه: تستمدني وأنت في عشرة آلاف ومعك مالك بن عوف وخنظلة بن ربيعة وهو الذي يقال له: حنظلة الكاتب

قال ابن سلام: فحدثني بعض قومه أنه قال لعمر بن الخطاب: إن رسول الله أعطاني يتألفني على الإسلام فلم أحب أن آخذ على الإسلام أجرا فأنا أردها قال: إنه لم يعطكها إلا وهو يرى أنها لك حق

رواه الطبراني عن خليفة بن خياط عن محمد بن سلام الجمحي وكلاهما ثقة
10287

وعن عبد الرحمن بن أزهر أنه كان يحدث أنه حضر رسول الله حين كان يحثي في وجوههم التراب

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10288

وعن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول الله يوم أحد أو يوم حنين - أنا أشك - بسهم في ثندوته فأتى النبي فقال: يا رسول الله انزع السهم قال: «يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد؟». قال: يا رسول الله انزع السهم ودع القطبة قال: فنزع رسول الله السهم وترك القطبة

رواه أحمد وامرأة رافع لم أعرفها وبقية رجاله ثقات.
10289

وعن عبد الصمد بن حبيب العوذي [ عن أبيه ] قال: غزونا مع سنان بن سلمة - يعني ابن المحبق - فقال: ولدت يوم حنين فبشر بي أبي فقالوا: ولد لك غلام فقال: سهم أرمي به عن رسول الله أحب إلى مما بشرتموني به وسماني سنانا

رواه أحمد. وحبيب لم يرو عنه غير ابنه
10290

وعن العداء بن خالد بن هوذة قال: قاتلنا رسول الله فلم ينصرنا الله ولم يظهرنا

رواه الطبراني ورجاله ثقات

باب ما جاء في غنائم هوازن وسبيهم

10291

عن بديل بن ورقاء أن رسول الله أمره أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم فحبست

رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار عن بديل عن أبيه ولم يسم ابن بديل وبقية رجاله ثقات
10292

وعن أبي جزول زهير بن صرد قال: لما أسرنا رسول الله يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر:

امنن علينا رسول الله في كرم ** فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقها قدر ** مشتت شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ** على قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم رحماء تنشرها ** يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** إذ فوك يملأه من مخضها الدرر

إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها ** وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته ** واستبق منا فإنا معشر زهر

إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ** وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فألبس العفو من قد كنت ترضعه ** من أمهاتك إن العفو مشتهر

يا خير من مرحت كمت الجياد به ** عند الهياج إذا ما استوقد الشرر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ** هادي البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعفو عفا الله عما أنت راهبه ** يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر

فلما سمع النبي هذا الشعر قال : «ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم». وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم
10293

وعن عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن لما أتوا رسول الله بالجعرانة وقد أسلموا قالوا: إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقال رجل من هوازن من بني سعد بن بكر يقال له: زهير ويكنى بأبي صرد فقال: يا رسول الله نساؤنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمر والنعمان بن المنذر ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا لرجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين. ثم أنشد رسول الله شعرا قاله وذكر فيه قرابته وما كفلوا منه فقال:

امنن علينا رسول الله في كرم ** فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقها قدر ** مفرق شملها في دهرها غير

أبقت لنا الدهر هتافا على حزن ** على قلوبهم الغماء والغمر

إن لم تداركهم رحماء تنشرها ** يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** إذ فوك يملأه من مخضها درر

إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها ** وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته ** واستبق منا فإنا معشر زهر

قال فذكر الحديث

رواه الطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات.
10294

وعن عبد الله بن عمرو قال: شهدت رسول الله [ يوم حنين ] وجاءته وفود هوازن فقالوا: يا رسول الله إنا أهل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فإنه [ قد ] نزل بنا من البلاء ما لم يخف عليك فقال: «اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم». قالوا: خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال: «ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت الظهر فقولوا: إنا [ نستشفع ] برسول الله على المسلمين وبالمسلمين على رسول الله في نسائنا وأبنائنا». قال: ففعلوا فقال رسول الله : «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم». وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله وقالت الأنصار مثل ذلك وقال عيينة بن بدر: أما ما كان لي ولبني فزارة فلا. وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا فقال الحيان: كذبت بل هو لرسول الله فقال [ رسول الله ]: «يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بشيء من هذا الفيء فله علينا ستة فرائض من أول ما يفيء الله علينا»

ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون: اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجؤوه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال: «يا أيها الناس ردوا علي ردائي فوالله لو كان [ لكم ] بعدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تلقوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا». ثم دنا من بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين إصبعيه السبابة والوسطى ثم رفعها فقال: «يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا». فقام رجل معه كبة من شعر فقال: إني أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر. فقال: «أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لك». فقال الرجل: يا رسول الله أما إذا بلغت ما أرى فلا أرب لي بها. ونبذها

قلت: رواه أبو داود باختصار كثير
رواه أحمد ورجال أحد إسناديه ثقات
10295

وعن عطية أنه كان ممن كلم رسول الله يوم سبي هوازن فقال: يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك ولهذا اليوم اختبأناك وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك. فكلم رسول الله أصحابه فردوا عليهم سبيهم إلا رجلين. فقال النبي : «اذهبوا فخيروهما». فقال أحدهما: إني أتركه. وقال الآخر: لا أتركه. فلما أدبر قال النبي : «اللهم أخس سهمه». فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز قال: فإني آخذ هذه فإنها أم حي ويستفدونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية وقال: خذها. ثم قال للرسول: يا رسول الله ما فوها ببادر ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله بقراء سبية ما لها أحد فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها.

رواه الطبراني وفي إسناده الزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
10296

قال الطبراني: حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب يكنى: أبا خالد وأمه صفية بنت زهير بن الحارث بن أسد وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبد الدار وكان إسلامه يوم الفتح وكان من المؤلفة أعطاه رسول الله مائة بعير من غنائم حنين

10297

وعن ابن عباس أن النبي قسم يوم حنين قسما على المؤلفة قلوبهم فوجدت الأنصار في أنفسها فقالوا: قسم فيهم فقال: «يا معشر الأنصار ألا ترضون أن تذهبوا برسول الله معكم؟». قالوا: بلى

رواه البزار وفيه حفص بن عمر العدني وهو ضعيف قال ابن الطهراني: كان ثقة
10298

وعن محمد بن إسحاق أن رسول الله قال لوفد هوازن بحنين وسألهم عن مالك بن عوف النصري: «ماذا فعل مالك؟». قال: هو بالطائف فقال رسول الله : «أخبروا مالكا أنه إن يأتني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل». فأتي مالك بذلك فخرج إليه من الطائف وكان مالك خاف ثقيفا على نفسه أن يعلموا أن رسول الله قد قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلة له فهيئت وأمر بفرس له فأتي به من الطائف فخرج ليلا فجلس على فرسه فلحق برسول الله فأدركه بالجعرانة أو مكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل

رواه الطبراني ورجاله ثقات.
10299

وعن ابن عباس قال: كان النبي يقسم غنائم حنين وجبريل إلى جنبه فجاء ملك فقال: إن ربك يأمرك بكذا وكذا. فقال النبي لجبريل: «تعرفه؟». فقال: هو ملك وما كل ملائكة ربك أعرف

رواه البزار والطبراني في الأوسط وزاد: فخشي النبي أن يكون شيطانا، وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو منكر الحديث ورمي بالكذب ووثقه ابن حبان
وأحاديث كثيرة في مناقب الأنصار في غنائم حنين

باب فيمن استشهد يوم حنين

10300

عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم حنين: أيمن بن عبيد

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10301

وعن جابر قال: كان فيمن ثبت مع رسول الله : أيمن بن أم أيمن وهو ابن عبيد

قلت: هذا مكتوب بعد كلام ابن إسحاق الذي قبله وليس هو في السماع وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
10302

قال الطبراني: أيمن بن أم أيمن استشهد يوم حنين وهو أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج وهو أخو أسامة بن زيد لأمه

10303

وعن عروة قال: وقتل يوم حنين من المسلمين ثم من قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى: زيد بن ربيعة. ومن قريش ثم من بني أسد بن عبد العزى: زيد بن زمعة. - قال الطبراني: هكذا قال ابن لهيعة وهو وهم. قلت: والصواب أنه يزيد كما سيأتي عن الزهري -

ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني العجلان: سراقة بن الحباب

رواه كله الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
10304

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد مع رسول الله : من الأنصار ثم من بني العجلان: مرة بن سراقة بن الحباب هكذا قال ابن شهاب.

واستشهد مع رسول الله يوم حنين من قريش ثم من بني أسد: يزيد بن زمعة

ورجالهما إلى الزهري رجال الصحيح
10305

وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد مع رسول الله من قريش ثم من بني أسد: يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب جمح به فرس - يقال له: الجناح - فقتله

واستشهد يوم حنين مع رسول الله من الأنصار: سراقة بن الحباب بن عدي بن النجار.

وإسنادهما إلى ابن إسحاق ثقات

باب غزوة الطائف

10306

عن أبي بكرة قال: لما حاصر رسول الله حصن الطائف تدليت إلى رسول الله ببكرة فقال: «كيف تدليت؟». فقلت: تدليت ببكرة. قال: «أنت أبو بكرة»

رواه الطبراني وفيه أبو المنهال البكراوي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
10307

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار: ثابت بن ثعلبة وثعلبة الذي يقال له: الجذع. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية: رقيم بن ثابت بن ثعلبة

رواهما الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10308

وعن عروة في تسمية من استشهد يوم الطائف من الأنصار ثم من بني سالم ثم من بني حرام: ثعلبة الذي يقال له: الجدع. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن عوف ثم من بني معاوية بن الحارث: رقيم بن ثابت أو ثابت بن ثعلبة

رواهما الطبراني وفي إسنادهما ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن
10309

وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم الطائف: جليحة بن عبد الله بن محارب بن ناشب بن سعد بن ليث. ومن الأنصار ثم من بني الأوس: رقيم بن ثابت بن ثعلبة [ بن زيد ] بن ثوبان بن معاوية. ومن قريش ثم من بني أمية بن عبد شمس: سعيد بن سعيد العاصي

رواها الطبراني ورجالها ثقات
10310

قال الطبراني: عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أخو أم سلمة لأبيها أمه: عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله أسلم يوم الفتح لقي رسول الله فاسلم واستشهد يوم الطائف مع رسول الله

باب غزوة تبوك

10311

عن عمران بن حصين أنه شهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أيام غزوة تبوك في جيش العسرة فأمر رسول الله بالصدقة والقوة والتأسي وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك وأصابته سنون فهلكت أموالهم فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن. فبعث رجلا من عظمائهم يقال له: الضناد وجهز معه أربعين ألفا فلما بلغ ذلك نبي الله كتب في العرب وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو ويقول: «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض» فلم يكن للناس قوة وكان عثمان بن عفان قد جهز عيرا إلى الشام يريد أن يمتار عليها فقال: يا رسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية فحمد الله رسول الله وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل وأتى بالصدقة بين يديه فسمعته يقول: «لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم»

رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأنصاري وهو ضعيف
10312

وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: خرج رسول الله إلى غزوة تبوك [ وكنت ] على خدمته ذلك السفر فنظرت إلى نحي السمن قد قل ما فيه وهيأت للنبي طعاما فوضعت السمن في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحي فقمت فأخذت برأسه بيدي فقال رسول الله ورآني: «لو تركته لسال واديا سمنا».

رواه الطبراني من طريقين إحداهما في علامات النبوة ورجالهما وثقوا
10313

وعن أبي رهم قال: كنا في مسير وإلى جنبي رجل أزحمه بالليل ولا أعرفه فإذا هو رسول الله قال: «من هذا؟». قلت: أبو رهم قال: «ما فعل النفر الطوال الجعاد الأدم من بني غفار؟ هل معنا منهم في المسير أحد؟». قلت: لا. قال: «فما فعل النفر الأدم القصار الخنس من أسلم؟ هل معنا منهم في المسير أحد؟». قلت: لا. قال: «فما فعل النفر الحمر الثطاط؟ هل معنا أحد منهم في المسير؟». قلت: لا. قال: «ما من أهلي أحد أعز علي مخلفا من قريش والأنصار وأسلم وغفار فما يمنع أحدهم إذا تخلف أن يعقر البعير من إبله فيكون له مثل أجر الخارج»

رواه البزار بإسنادين وفيه ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات
10314

وعن أبي رهم الغفاري - وكان من أصحاب النبي الذين بايعوا تحت الشجرة - قال: غزوت مع رسول الله تبوك فلما فصل سرى ليلة فسرت قريبا منه وألقي علي النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عيني نصف الليل فركبت راحلتي راحلته ورجل النبي في الغرز فأصابت رجله فلم أستيقظ إلا بقوله: «حس». فرفعت رأسي فقلت: استغفر لي يا رسول الله فقال: «سل». فطفق يسألني عن بني غفار فأخبره فإذا هو يسألني: «ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط أو القصار - عبد الرزاق يشك - الذين لهم نعم بشظبة شرخ؟». فذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطا من أسلم فقلت: يا رسول الله ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله فأعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار

10315

وفي رواية: «ما فعل النفر القصار السود الجعاد؟». فقلت: يا رسول الله أولئك خلفاء فينا

رواه أحمد والطبراني وقال: «سر» بدل: «سل». وقال: «ما فعل النفر السواد الجعاد القصار الذين لهم نعم بشبكة شرخ؟». قال: فتذكرتهم في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت انهم رهط من أسلم وقد تخلفوا فقال النبي : «ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على إبله امرأ نشيطا في سبيل الله إن أعز أهلي على أن يتخلف عني المهاجرون من قريش والأنصار وأسلم وغفار» في إسنادهما ابن أخي أبي رهم ولم أعرفه
10316

وعن سعد بن خيثمة قال: تخلفت عن رسول الله فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت: ما هذا بالإنصاف إن رسول الله في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى ثمرات فتزودتها فنادت زوجتي إلي: أين يا أبا خثيمة؟ فخرجت أريد رسول الله حتى إذا كنت ببعض الطريق لقيني عمير بن وهب فقلت: إنك رجل جريء وإني أعرف جئت النبي وإني امرؤ مذنب فتخلف عني حتى أخلو برسول الله . فتخلف عني عمير فلما طلعت على العسكر فرآني الناس فقال رسول الله : «كن أبا خثيمة» فجئت فقلت: كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثي فقال لي رسول الله خيرا ودعا لي

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف
10317

وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله غزا غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إليه ذلك قال: ورآهم رجالا لا يروحون ظهرهم فنظر رسول الله من مضيق يمر الناس فيه فوقف عليه والناس يمرون فنفخ فيها نفخة وقال: «اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر». قال: فاستمرت فما دخلنا المدينة إلا وهي تنازعنا أزمتها

رواه الطبراني والبزار وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف
10318

وعن عبد الله بن سلام أن رسول الله لما مر بالجليحة في سفره إلى تبوك قال له أصحابه: المبرك يا رسول الله الظل والماء وكان فيها دوم وماء فقال: «إنها أرض زرع وتبرد دعوها فإنها مأمورة» - يعني ناقته - فأقبلت حتى بركت تحت الدومة التي كانت في مسجد ذي المروة

رواه الطبراني وفيه راو لم يسم
10319

وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال: أراد رسول الله غزوة تبوك قال فذكر الحديث.

رواه الطبراني. وإسحاق لم يدرك عبادة
10320

وعن أبي الشموس البلوي أن النبي نهى أصحابه يوم الحجر عن بئرهم فألقى ذو العجين عجينة وذو الحيس حيسة

رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ في الشيء بعد الشيء
10321

وعن سعد بن أبي وقاص قال: نزل رسول الله بالحجر واستقى الناس من بئرهم ثم راح منها فلما استقر أمر الناس أن لا يشربوا من مائها ولا يتوضؤوا منها وما كان من عجين عجن من مائها أن يعلف ففعل الناس

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم
10322

وعن أبي ذر أنهم كانوا مع رسول الله في غزوة تبوك فأتوا على واد فقال لهم النبي : «إنكم بواد ملعون فأسرعوا». فركب فرسه فدفع ودفع الناس ثم قال: «من اعتجن عجينه أو من كان طبخ قدرا فليكبها». ثم سرنا ثم قال: «يا أيها الناس إنه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة فيعبأ الله بها»

رواه البزار وفيه عبد الله بن قدامة بن صخر ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
10324

وعن سمرة بن جندب: أن رسول الله كان ينهاهم يوم ورد ثمود عن ركية 16 عند جانب المدينة أن يشرب منها أحد أو يستقي ونهانا أن نتولج بيوتهم

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف
10325

وعن أبي كبشة الأنماري قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أرض الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك النبي فنادى الناس: «الصلاة جامعة» قال: فأتيت رسول الله وهو ممسك بعيره وهو يقول: «ما يدخلون على قوم غضب الله عليهم؟». فناداه رجل: تعجب منهم يا رسول الله؟ قال: «أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فإن الله عز وجل لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء»

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط
10326

وعن جابر أن رسول الله قال: «لا تسألوا عن الآيات أو لا تسألوا نبيكم الآيات فإن قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله تبارك وتعالى لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروا الناقة فقيل لهم: { تمتعوا في داركم ثلاثة أيام } أو قيل لهم: إن العذاب يأتيكم إلى ثلاثة أيام. ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من تحت مشارق الأرض ومغاربها منهم إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه من عذاب الله» قالوا: يا رسول الله من هو؟ قال: «أبو رغال». قيل: ومن أبو رغال؟ قال: «جد ثقيف».

رواه البزار والطبراني في الأوسط ويأتي لفظه في سورة هود وأحمد بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
10327

وعن ابن عباس قال: قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن العسرة فقال عمر: خرجنا مع رسول الله إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء خيرا فادع فقال النبي : «أتحب ذلك يا أبا بكر؟». قال: نعم. قال: فرفع رسول الله يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات
10328

وعن حذيفة قال: خرج النبي يوم غزوة تبوك فبلغه أن في الماء قلة - [ الذي يرده ] - فأمر مناديا فنادى في الناس: «أن لا يسبقني في الماء أحد». فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم

رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح
10329

وعن أبي الطفيل قال: لما أقبل رسول الله من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى: أن رسول الله آخذ العقبة فلا يأخذها أحد. فبينا رسول الله يقوده عمار ويسوقه حذيفة إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل حتى غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله لحذيفة: «قد قد». حتى هبط رسول الله فلما هبط رسول الله نزل ورجع عمار فقال: «يا عمار هل عرفت القوم؟». قال: قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال: «هل تدري ما أرادوا؟» قال: الله ورسوله أعلم قال: «أرادوا أن ينفروا برسول الله ويطرحوه». قال: فسار عمار رضي الله عنه رجلا من أصحاب رسول الله فقال: نشدتك بالله ما كان أصحاب العقبة؟ قال: أربعة عشر فقال: إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعذر رسول الله منهم ثلاثة قالوا: والله ما سمعنا منادي رسول الله وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار: أشهد أن الاثني عشر الباقين منهم حرب لله ولرسوله والحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

قال أبو الوليد: وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله مناديا فنادى: لا يرد الماء أحد قبل رسول الله فورده رسول الله فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله يومئذ

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

باب السرايا والبعوث

باب قتل كعب بن الأشرف

10330

عن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الأشرف كان يهجو النبي فأمر النبي سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر فأتوه وهو في مجلس قومه في العوالي فلما رآهم ذعر منهم قال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا إليك لحاجة قال: فليدن إلي بعضكم فليحدثني بحاجته فدنا منه بعضهم فقالوا: جئناك لنبيعك أدرعا لنا قال: ووالله إن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم أو قال: بكم؟ فواعدوه أن يأتوه بعد هدأة من الليل قال: فجاءوه فقام إليهم فقالت له امرأته: ما جاءك هؤلاء في هذه الساعة لشيء مما تحب قال: إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف وطعنه في خاصرته فقتلوه فلما أصبحت اليهود غدوا على النبي فذكرهم النبي ما كان يهجوه في أشعاره وما كان يؤذيه ثم دعاهم النبي إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا قال: فكان ذلك الكتاب مع علي

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10331

وعن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: «انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم». يعني: النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف

رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: إن النبي لما وجه محمد بن مسلمة وأصحابه إلى كعب بن الأشراف ليقتلوه. والباقي بنحوه
رواه الطبراني وزاد: ثم رجع رسول الله إلى بيته
وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح
10332

وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال: كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله وهو عند أبي وداعة بمكة فأمر رسول الله حسان بن ثابت فهجاه فلما بلغ قريشا هجاء حسان أبا وداعة أخرجوا كعب بن الأشرف فلما قدم المدينة بعث له رسول الله محمد بن مسلمة وأبا عبس بن جبر وأبا نائلة فقتلوا كعب بن الأشرف بسرح العجول في بني أمية بن زيد

رواه الطبراني. وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله ثقات
10333

وعن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان أخي بني حارثة مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف فلما ضرب ابن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف فحمله أصحابه

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن

باب قتل ابن أبي الحقيق

10334

عن عبد الله بن أنيس قال: بعثني رسول الله وأبا قتادة وحليفا لهم من الأنصار وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق لنقتله فخرجنا فجئنا خيبر ليلا فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ثم جمعنا المفاتيح فأرميناها فصعد القوم في النخل ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة ابن أبي الحقيق فتكلم عبد الله بن عتيك فقال ابن أبي الحقيق: ثكلتك أمك عبد الله أنى لك بهذه البلدة؟ قومي فافتحي فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه [ الساعة ] فقامت فقلت لعبد الله بن عتيك: دونك فأشهر عليهم السيف فذهبت امرأته لتصيح فأشهر عليها وأذكر قول رسول الله أنه نهى عن قتل النساء والصبيان فأكف فقال عبد الله بن أنيس: فدخلت عليه في مشربة له فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت فوخزته وخزا ثم خرجت فقال صاحبي: فعلت؟ فقلت: نعم فدخل فوقف عليه ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة فوقع عبد الله بن عتيك في الدرجة فقال: وارجلاه كسرت رجلي فقلت له: ليس برجلك بأس ووضعت قوسي واحتملته وكان عبد الله قصيرا ضئيلا فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة: يا يتاه فثور أهل خيبر ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة فقلت: والله لأرجعن فلآخذن قوسي فقال أصحابي: قد تثور أهل خيبر بقتله فقلت: لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا وإذا ما لهم كلام إلا من قتل ابن أبي الحقيق؟ فجعلت لا أنظر في وجه إنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت مثل ما يقول: من قتل ابن أبي الحقيق؟ حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسي فلحقت أصحابي فكنا نسير الليل ونكمن النهار فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينظر لنا حتى إذا اقتربنا من المدينة وكنت بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم إني ألحت لهم بثوبي فانحدروا فخرجوا جمزا وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة فقال لي أصحابي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: لا ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع. فأتينا رسول الله يخطب الناس فقال رسول الله : «أفلحت الوجوه». فقلنا: أفلح وجهك يا رسول الله قال: «قتلتموه؟». قلنا: نعم. فدعا رسول الله بالسيف الذي قتل به فقال: «هذا طعامه في ضباب السيف»

رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
10335

وعن عبد الله بن أنيس أن الرهط الذين بعثهم رسول الله إلى ابن أبي الحقيق ليقتلوه: عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وحليف لهم ورجل من الأنصار. وأنهم قدموا خيبر ليلا فعمدنا إلى أبوابهم نغلقها عليهم من خارج قالت امرأة ابن أبي الحقيق: إن هذا لصوت عبد الله بن عتيك قال: افتحي ففتحت فدخلت أنا وعبد الله بن عتيك فقال عبد الله: دونك فذهبت لأضربها بالسيف فأذكر نهي رسول الله عن قتل النساء والولدان فأكف عنها

قال علي بن المديني: هذا عبد الله بن أنيس الأنصاري وليس بالجهني الذي روى عنه جابر بن عبد الله

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف

باب سرية عبد الله بن جحش

10336

عن جندب بن عبد الله عن النبي أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله فجلس فبعث عليهم: عبد الله بن جحش مكانه وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال: «لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك». فلما قرأ الكتاب استرجع وقال: سمع وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام. فأنزل الله عز وجل: { يسألونك عن الشهر الحرام } الآية. فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله عز وجل: { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم }

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10337

وعن ابن عباس في قوله عز وجل: { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير } قال: بعث رسول الله عبد الله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة. قال وذكر الحديث بطوله

رواه البزار وفيه أبو سعيد البقال وهو ضعيف

باب في يوم الرجيع

10338

عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال: قدم على رسول الله بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام فبعث رسول الله نفرا من أصحابه ستة: مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب. قال فذكر القصة

قال: وأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن أبي الأقلح فقالوا: والله لا نقبل عهدا من مشرك ولا عقدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10339

وعن عروة بن الزبير قال: كان من شأن خبيب بن عدي بن عبد الله الأنصاري من بني عمرو بن عوف وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة الأنصاري من بني بياضة أن رسول الله بعثهم عيونا بمكة ليخبروه خبر قريش فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد اعترضت لهم بنو لحيان من هذيل فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل وأما خبيب وزيد بن الدثنة فأصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهم العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحارث وشركه في ابتياعه أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد بن ربيعة بن عدس بن عبد الله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لأمه أمها بنت نهشل التميمية. وعبيدة بن حكيم السلمي ثم الذكواني وأمية بن أبي عتبة بن همام بن حنظلة من بني دارم وبنو الحضرمي وسعية بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحي فدفعوه إلى عقبة بن الحارث فسجنه عنده في داره فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحارث بن عامر تفتح عنه وتطعمه فقال لها: إذا أراد القوم قتلي فآذنيني قبل ذلك. فلما أردوا قتله أخبرته فقال: ابغيني حديدة أستدف بها - يعني أحلق عانتي - فدخلت المرأة التي كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال: هل أمكن الله منكم؟ فقالت: ما هذا ظني بك ثم ناولها الموسى وقال: إنما كنت مازحا وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذي ولي قتله عقبة بن الحارث وكان أبو الحسين صغيرا وكان مع القوم وإنما قتلوه بالحارث بن عامر وكان قبل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله: أطلقوني من الرباط حتى أصلي ركعتين. فأطلقوه فركع ركعتين خفيفتين ثم انصرف فقال: لولا أن تظنوا أن بي جزع من الموت لطولتهما ولذلك خففتهما وقال: اللهم إني لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إني لا أجد رسولا إلى رسولك فبلغه عني السلام. فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله فأخبره بذلك. وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا

وقتل خبيبا أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه: أتحب أن محمدا مكانك فقال: لا والله العظيم ما أحب أن يفديني بشوكة يشاكها في قدمه. فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه إلى الخشبة:

لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ** قبائلهم واستجمعوا كل مجمع

وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ** وقربت من جذع طويل ممنع

إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ** وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي

فذا العرش صبرني على ما يراد بي ** فقد بضعوا لحمي وقد ياس مطمعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلو ممزع

لعمري ما أحفل إذا مت مسلما ** على أي حال كان لله مضجعي

وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف قتله نيطاس مولى بني جمح وقتلا بالتنعيم فدفن عمرو بن أمية خبيبا وقال حسان في شأن خبيب:

وليت خبيبا لم يخنه ذمامه ** وليت خبيبا كان بالقوم عالما

شراك زهير بن الأغر وجامع ** وكانا قديما يركبان المحارما

أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم ** وكنتم بأكناف الرجيع لها زما

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10340

وعن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الرجيع: مرثد بن أبي مرثد الغنوي

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10341

وعن عروة قال: بعث رسول الله مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب إلى حي من هذيل فقتل فيها من المسلمين ثم من بني هاشم: مرثد بن أبي مرثد

باب في سرية إلى أبي سفيان بن الحارث

10342

عن عمرو بن مرة قال: كان رسول الله بعث جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وكان منابذا للنبي فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث جيشين كيسين قد كادا يتفانيان في الجاهلية أدركهم الإسلام وهم على بقية منها؟ فأمر النبي بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال: «يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة». فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال: «سيروا على بركة الله». فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمهم الله وكثر القتل في أصحابه فلذلك يقول أبو سفيان بن الحارث

من عاذلي أو ناصري ** بالمشرفية من جهينة

ألف يقودهم ابن مر ** ة ذو الكتائب الحينة

هموا ذهبوا بالسلا ** ح وأطمعوا فينا مزينة

قال أبو محمد: عبد الله بن داود ياسر بن سويد وسنان بن يسار بن سويد أخوه ومسلم بن يسار هو ابن يسار بن سويد.

قلت: هكذا وجدته في الأصل الذي كتبته منه ولا أدري ما معناه

باب في سرية إلى ابن الملوح

10343

عن جندب بن مكيث الجهني قال: بعث رسول الله غالب بن أبحر الكلبي كلب ليث إلى بني الملوح بالكديد وأمره أن يغير عليهم فخرج فكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي فأخذناه فقال: إنما جئت لأسلم فقال غالب بن عبد الله: إن كنت إنما جئت لتسلم فلم يضرك رباط يوم وليلة وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك. قال: فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا اسود كان معنا قال: امكث معه حتى نمر عليك فإن نازعك فاحتز رأسه

قال: ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلناه عشية بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك قبيل المغرب فخرج [ رجل منهم فنظر ] فرآني منبطحا على التل فقال لامرأته: والله لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك قال: فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئا قال: فناوليني قوسا وسهمين من نبلي قال: فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي قال: فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته ولم أتحرك فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرك فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا يمضغهما على الكلاب قال: وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وغطوا وسكتوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا منهم واستقنا النعم فوجهناها قافلين وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثا وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث بن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاء بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبينهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا حالا فجاء بما لا يقدر أحد منهم أن يقدم عليه فلقد رأيتنا وقوفا ينظرون إلينا ما يقدر أحد منهم أن يقدم ونحن نجوزها سراعا حتى أسندناها في المشلل ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا

قلت: عند أبي داود طرف من أوله
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني

باب قتل خالد بن سفيان الهذلي

10344

عن عبد الله بن أنيس قال: دعاني رسول الله فقال: «إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله». قال: قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة».

قال: فخرجت متوشحا سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومئ برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال: أجل أنا في ذلك قال: فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله فرآني قال: «أفلح الوجه». قال: قلت: قتلته يا رسول الله قال: «صدقت». قال: ثم قام معي رسول الله فدخل بي بيته فأعطاني عصا فقال: «أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس». قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله وأمرني أن أمسكها قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله فتسأله عن ذلك؟ فرجعت إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا؟ قال: «آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ». قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا

قلت: روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف
رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه راو لم يسم وهو ابن عبد الله بن أنيس وبقية رجاله ثقات
10345

وعن محمد بن كعب القرظي قال: قال عبد الله بن أنيس: قال رسول الله : «من لي من خالد بن نبيح؟» رجل من هذيل وهو يومئذ بعرنة قال عبد الله: قلت: أنا يا رسول الله انعته لي قال: «لو رأيته هبته». قلت: والذي أكرمك ما هبت شيئا قط فخرجت حتى لقيته بحيال عرنة قبل أن تغيب الشمس فلقيته فرعبت منه فعرفت حين رعبت منه الذي قال رسول الله فقال: من الرجل؟ قلت: باغي حاجة فهل من مبيت؟ قال: نعم فالحق بي قال: فخرجت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين ثم خرجت فأشفقت أن يراني ثم لحقته فضربته بالسيف ثم غشيت الجبل وكمنت حتى إذا ذهب الناس خرجت حتى قدمت على رسول الله المدينة فأخبرته الخبر. قال محمد بن كعب: فأعطاه النبي مخصرة فقال: تخصر بهذه حتى تلقاني بها يوم القيامة وأقل الناس يومئذ المتخصرون

قال محمد بن كعب: فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن عليها ودفنت معه

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10346

وعن عبد الله بن أنيس قال: قال رسول الله : «من لسفيان الهذلي؟ يهجوني ويشتمني ويؤذيني» فقلت: أنا له يا رسول الله ابعثني له. فبعثه له فلما أتاه ليلا دخل داره فقال: أين سفيان؟ فاطلع إليه مطلع من أهله فقال: ما تريد؟ قال: أريد سفيان فمروه فليطلع علي فاطلع إليه سفيان فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن تهبط إلي فان عندي درعا أريد أن أريكها قال: فأين هي؟ قال: هذه فاهبط إلي بقبائك فاخرج معي أريكها فخرج معه فسل سيفه فضربه حتى برد ثم أقبل إلى رسول الله وهو في المسجد فأخبره بأنه قد قتله ومع النبي عصا يتخصر بها فناوله إياها فقال: «تخصر بهذه فإن المتخصرين يوم القيامة قليل». فلم تزل معه حتى مات فدفنت معه

رواه الطبراني وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
10347

وعن عبادة - يعني ابن الصامت - قال: قال رسول الله : «يا معشر الأنصار ألا رجل يكفيني سفيان الهذلي؟ فإنه قد هجاني» فقام عبد الله بن أنيس فقال: يا رسول الله وأين هو؟ قال: «بعرنة» قال: يا رسول الله صفه لي قال: «إذا رأيته فرقت منه». قال: يا رسول الله ما فرقت شيئا منذ أسلمت فخرج عبد الله بن أنيس يسعى على رجليه حتى قتله ثم رجع إلى رسول الله

رواه الطبراني. وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة

باب في سرية إلى رعية السحيمي

10348

عن الشعبي عن رعية السحيمي قال: كتب إليه رسول الله في أديم أحمر فأخذ كتاب النبي فرقع به دلوه فبعث رسول الله سرية فلم يدعوا له سارحة ولا رائحة ولا أهلا ولا مالا إلا أخذوه وانفلت عريانا على فرس له ليس عليه سترة حتى ينتهي إلى ابنته وهي متزوجة في بني هلال وقد أسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت فلما رأته ألقت عليه [ ثوبا ] قالت: ما لك؟ قال: كل الشر قد نزل بأبيك ما ترك له سارحة ولا رائحة ولا أهل ولا مال [ إلا وقد أخذ ] قالت: دعيت إلى الإسلام قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل قال: فأتاه قال: ما لك؟ فقال: كل الشر قد نزل به ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا أخذ وأنا أريد أن آتي محمدا أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي قال: خذ راحلتي برحلها قال: لا حاجة لي فيها قال: فأخذ قعود الراعي وزوده إداوة من ماء فخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت استه وإذا غطى استه خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته ثم أتى إلى رسول الله فكان بحذائه حيث يقيل فلما صلى رسول الله الفجر قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال: فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله قال: ففعل ذلك رسول الله ثلاثا ويفعله فلما كانت الثالثة قال: «من أنت؟». قال: أنا رعية السحيمي قال: فتناول النبي عضده ثم رفعه ثم قال: «يا معشر المسلمين هذا رعيه السحيمي الذي كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه». فأخذ يتضرع إليه قلت: يا رسول الله أهلي ومالي قال: «أما مالك فقد قسم وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم». فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها فرجع إلى رسول الله فقال: يا رسول الله هذا ابني فقال: «يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا فإن قال نعم فادفعه إليه». فخرج إليه قال: أبوك هذا؟ قال: نعم. فرجع إلى رسول الله فقال: يا رسول الله ما رأيت أحدا استعبر لصاحبه قال: «ذاك جفاء الأعراب»

رواه أحمد بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح وهو هذا والآخر مرسل عن أبي عمرو الشيباني ولم يقل عن رعية. والطبراني
10349

وعن أبي إسحاق عن رعية الجهني أن رسول الله كتب له كتابا فرقع به دلوه فمرت به سرية لرسول الله فاستاقوا إبلا له فأسلم فقال له رسول الله : «أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به»

رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه من رواية ابن إسحاق عن رعية وقد رواه قبل هذا عن أبي إسحاق عن الشعبي وعن أبي إسحاق عن أبي عمرو الشيباني والله أعلم

باب سرية بكر بن وائل

10350

عن عامر - يعني الشعبي -: بعث رسول الله جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاص على الأعراب فقال لهما: «تطاوعا». قال: وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لأن بكرا أخواله فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال: إن رسول الله استعملك علينا وان ابن فلان قد ارتبع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة: إن رسول الله أمرنا أن نتطاوع فأنا أطيع رسول الله وإن عصاه عمرو

رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح

باب في سرية إلى نجد

10351

عن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوج امرأة فأتى النبي يستعينه في صداقها فقال: «كم أصدقت؟». قلت: مائتي درهم قال: «لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم ما عندي ما أعطيك» فمكثت ثم دعاني رسول الله فبعثني في سرية فبعثنا نحو نجد فقال: «اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلكه». قال: فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين قال: فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين قال: فأحطنا بالعسكر وقال: إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا وقال حين بعثنا رجلين رجلين: لا تفترقا ولا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجد عنده ولا تمعنوا في الطلب قال: فلما أردنا أن نحمل سمعت رجلا من الحاضر صرخ يا خضرة قال: فتفاءلت بانا سنصيب منهم خضرة قال: فلما أعتمنا كبر أميرنا وكبرنا وحملنا قال: فمر بي رجل في يده السيف واتبعته قال: فقال لي صاحبي: إن أميرنا قد عهد إلينا ألا تمعنوا في الطلب فارجع فلما أبيت إلا أتبعه قال: والله لأرجعن إليه ولأخبرنه أنك أبيت قال: فقلت: والله لأتبعنه فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه فوقع فقال: ادن يا مسلم إلى الجنة فلما رآني لا أدنو إليه وضربته بسهم آخر فأثخنته رماني بالسيف فأخطأني فأخذت السيف فقتلته به واحتززت به رأسه وشددنا فأخذنا نعما كثيرة وغنما قال: ثم انصرفنا قال: فأصبحت فإذا بعيري مقطور عليه امرأة جميلة شابة قال: فجعلت تلتفت خلفها فتكثر فقلت لها: إلى أين تلتفتين؟ قالت: إلى رجل والله إن كان حيا خالطكم قال: قلت وظننت أنه صاحبي الذي قتلت: قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه قال: وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها فلما قلت لها ذلك قالت: فدونك هذا الغمد فشمه فيه إن كنت صادقا قال: فأخذته فشمته فيه قطيفة فلما رأت ذلك بكت قال: فقدمنا على رسول الله فأعطاني من تلك النعم التي قدمنا بها

رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات

باب في سرية إلى بلاد طيء

10352

عن عدي بن حاتم قال: جاءت خيل رسول الله - أو قال: رسل رسول الله - وأنا بعقرب فأخذوا عمتي وناسا قال: فلما أتوا بهم رسول الله قالوا: فصفوا له قالت: يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبيرة ما بي خدمة فمن علي من الله عليك قال: «ومن وافدك؟». قالت: عدي بن حاتم قال: «الذي فر من لله عز وجل ومن رسوله». قالت: فمن علي قال: فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه علي قال: سليه حملانا فسألته فأمر لها [ قالت: فأتتني ] فقالت: لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها قالت: ائته راغبا أو راهبا فقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبي فذكر قربهم من النبي فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولا قيصر فقال له: «يا عدي بن حاتم ما أفرك؟ أن تقول لا إله إلا الله؟ فهل من إله إلا الله؟ ما أفرك أن يقال: الله أكبر فهل شيء هو أكبر من الله عز وجل؟». فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال: «إن المغضوب عليهم اليهود وان الضالين النصارى». ثم سألوه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد أيها الناس فلكم أن ترضخوا من الفضل أرضخ امرؤ بصاع ببعض صاع بقبضة ببعض قبضة». قال شعبة: وأكبر علمي أنه قال: «بتمرة بشق تمرة وأن أحدكم لاقي الله عز وجل فقائل ما أقول: [ ألم أجعلك سميعا بصيرا ] ألم أجعل لك مالا وولدا فماذا قدمت؟ فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا [ فما ] يتقي النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة لينة إني لا أخشى عليكم الفاقة لينصرنكم الله أو ليعطينكم الله أو ليفتحن لكم حتى تسير الظعنة بين الحيرة ويثرب أو أكثر ما تخاف السرق على ظعينتها»

قلت: في الصحيح وغيره بعضه
رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عماد بن حبيش وهو ثقة
وقد تقدم لعدي حديث أبين من هذا في المن على الأسير في كتاب الجهاد

باب في سرية إلى جفينة

10353

عن جفينة أن النبي كتب له كتابا فرقع به دلوه فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل معه وكثير هو له ثم جاء بعد مسلما فقال النبي : «انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه»

رواه الطبراني وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف

باب في سرية إلى ضاحية مضر

10354

عن أسماء بنت يزيد أن النبي بعث بعثا إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في أرض صحراء فأصبحوا فإذا هم برجل في قبة بفنائه غنم فجاءوه حتى وقفوا عليه فقالوا: أجزرنا فأجرزهم شاة فطبخوا منها ثم أخرى فسخطوها فقال: ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم قالوا: غنمه في مظلته فقالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاءوا فقالوا: أخرج عنا غنمك نستظل فقال: إنكم متى تخرجونها تهلك فتطرح أولادها وإني قد آمنت بالله ورسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم تلبث إلا ساعة من نهار حتى تناغرت فطرحت أولادها فانطلق سريعا حتى قدم على النبي فأخبره خبره فغضب النبي غضبا شديدا ثم قال: «اجلس حتى يرجع القوم». فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب كذب فسري عن النبي فلما رأى الأعرابي ذلك قال: أما والله إن الله ليعلم أني صادق وإنهم لكاذبون ولعل الله يخبرك ذلك يا نبي الله فوقع في نفس النبي أنه صادق فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم بنشده فلم ينشد رجلا منهم إلا قال كما قال الأعرابي. فقام النبي فقال: «ما يحملكم أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب على امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة الحرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما»

قلت: روى الترمذي طرفا من آخره
رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات

باب في سراياه

10355

عن ابن عباس أن النبي بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال: إني لست منهم عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش

أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم ** بحلبة أو ألفيتكم بالخوانق

أما كان حقا أن ينول عاشق ** تكلف إدلاج السرى والودائق

قالت: نعم فديتك فقدموه فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت فلما قدموا على رسول الله أخبروه الخبر فقال رسول الله : «أما كان فيكم رجل رحيم».

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن
10356

وعن عصام المزني وكانت له صحبة قال: كان النبي إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم: «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا». فبعثنا النبي في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا: أمسلم أنت؟ فقال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال: إن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك. قال: هل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم ونحن مدركوه فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرا وتسعا تترى ثم قال:

أتذكر إذ طلبتكم فوجدتكم ** بحلبة أو أدركتكم بالخوانق

فلم يك حقا أن ينول عاشق ** تكلف إدلاج السرى والودائق

فلا ذنب لي إذ قلت إذ أهلنا معا ** أتتني بود قبل إحدى الصفائق

أتتني بود قبل أن يشحط النوى ** وينأى الأمير بالحبيب المفارق

ثم أتانا فقال: شأنكم. فقدمناه فضربنا عنقه ونزلت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت

قلت: روى أبو داود طرفا من أوله
رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن
10357

وعن عروة: أن رسول الله بعث سرية قبل العمرة من نجد أميرهم ثابت بن أقرم فأصيب بها ثابت بن أقرم

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10358

وعن جابر بن سمرة قال: بعثنا رسول الله في سرية فهزمنا فاتبع سعد راكبا منهم فالتفت إليه فرأى ساقه خارجة من الغرز فرماه بسهم فرأيت الدم يسيل كأنه شراك فأناخ

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10359

وعن خباب قال: بعثنا رسول الله في سرية فأصابنا العطش وليس معنا ماء فتنوخت ناقة لبعضنا وإذا بين رجليها مثل السقاء فشربنا من لبنها

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وفيه ضعف وقد وثق
10360

وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب إلى اليمن واستعمل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على المهاجرين واستعمل خالد بن الوليد على الأعراب قال: «وإن كان قتال فعلي بن أبي طالب على الناس»

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو ضعيف

باب في يوم ذي قار

10361

عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده قال: قدمت بكر بن وائل مكة فقال النبي لأبي بكر: «ائتهم فاعرض عليهم». فأتاهم فقال: من القوم؟ فقالوا: بنو ذهل بن ثعلبة فقال: لست إياكم أريد أنتم الأذناب فقام إليه دغفل فقال: من أنت؟ قال: رجل من قريش قال: أمن بني هاشم؟ قال: لا. قال: فمن بني أمية؟ قال: لا. قال: فأنتم من الأذناب ثم عاد إليهم ثانية فقال: من القوم؟ فقالوا: بنو ذهل بن شيبان قال: فعرض عليهم الإسلام قالوا: حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد: أحسبه قال: المثنى بن خارجة - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه قال: إن بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا [ فيما نقول ] فقال له أبو بكر: أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا؟ قال: لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا فيما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول فلما التقوا يوم ذي قار هم والفرس قال شيخهم: ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله؟ قالوا: محمد قالوا: هو شعاركم فنصروا على القوم فقال رسول الله : «بي نصروا»

رواه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة
10362

وعن بشير بن يزيد الضبعي - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: قال رسول الله يوم ذي قار: «هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم»

رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف

باب في قتال فارس والروم وعداوتهم

10363

عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال: سمعت النبي يقول: «يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب»

رواه البزار وفيه راو لم يسم
10364

وعن جبير بن نفير قال: قال ابن حوالة: كنا عند رسول الله فشكوا إليه الفقر والعري وقلة الشيء فقال النبي : «أبشروا فوالله لأنا لكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح لكم جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن حتى يعطى الرجل المائة فيسخطها» قال عبد الله بن حوالة: ومتى نستطيع الشام مع الروم ذات القرون؟ فقال رسول الله : «ليفتحها لكم ويستخلفكم فيها حتى تظل العصابة منها البيض قمصهم المحلقة اقفاؤهم قياما على الرويجل الأسيود منكم ما أمرهم بشيء فعلوه وإن بها اليوم رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل». فذكر الحديث

رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير نصر بن علقمة وهو ثقة
10365

وعن جبير بن نفير قال: كان عبد الله بن وزاح قديما له صحبة يقول إن النبي قال: «يوشك أن يؤمر عليهم الرويجل فيجتمع إليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا». فشاء ربك أن عبد الله بن وزاح ولي بعض المدن فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشيء حضروا فيقول: صدق الله ورسوله

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10366

وعن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله : «تمثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها» فقام رجل فقال: يا رسول الله هب لي بنت بقيلة فقال: «هي لك». فأعطوه إياها فجاء أخوها فقال: أتبيعها؟ قال: نعم. قال: فاحتكم ما شئت. قال: بألف درهم. قال: قد أخذتها بألف. قالوا له: لو قلت ثلاثين ألفا. قال: وهل عدد أكثر من ألف؟

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وله طريق من حديث صاحب القصة في قتال أهل الردة
10367

وعن المستورد قال: بينا أنا عند عمرو بن العاص فقلت له: سمعت رسول الله يقول: «أشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة». فقال له عمرو: ألم أزجرك عن مثل هذا؟

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح
10368

وعن رجل من خثعم قال: كنا مع النبي في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع إليه أصحابه فقال: «إن الله قد أعطاني الليلة الكنزين: كنز فارس والروم وأمدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين ولا ملك إلا الله يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله» قالها ثلاثا

رواه أحمد وفيه أبو همام الشعباني ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
10369

وعن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا الذي حدث سماكا. قال: وقال عمر: إذا كان عليكم قتال فعليكم أبو عبيدة قال: فكتبنا إليه: إنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه فكتب إلينا: إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا [ الله عز وجل ] فاستنصروه فان محمدا قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني. قال: فقاتلناهم فقتلناهم وهزمناهم أربعة فراسخ. قال: وأصبنا أموالا فتشاورنا فأشار علينا عياض أن نعطي عن كل رأس عشرة قال: وقال أبو عبيدة: من يراهني؟ فقال شاب: أنا إن لم تغضب؟ قال: فسبقه فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عري

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10370

وعن الزهري قال: إن أبا بكر بعد وفاة رسول الله بعث أمراء على الشام فأمر خالد بن سعيد على جند

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا بكر
10371

وعن خبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه

رواه الطبراني وخبيب لم يدرك اليرموك وفي إسناده من لم أعرفه
10372

وعن مهاجر بن دينار أن أسماء بنت يزيد ابن السكن ابنة عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10373

وعن أبي وائل قال: سمع عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلا يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ فقال عبد الله: أولئك ذهبوا أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤوسهم فلقوا العدو فقتلوا إلا مخبرا عنهم

رواه الطبراني وفيه علي بن عاصم وهو كثير الخطأ وبقية رجاله ثقات

باب فيمن قتل بالشام

10374

عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين بأجنادين: من قريش ثم من بني عبد شمس بن مناف: أبان بن سعيد بن العاص. ومن قريش ثم من بني سهم بن هصيص: تميم بن الحارث بن قيس وجندب بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس. ومن قريش ثم من بني أمية: عمرو بن سعيد بن العاص. ومن قريش ثم من بني سهم: حجاج بن الحارث بن قيس. ومن قريش ثم من بني سهم: الحارث بن الحارث بن قيس. ومن قريش ثم من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس.

ومن بني عدي بن كعب: نعيم بن عبد الله

رواه كله الطبراني وفي إسناد عروة: ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10375

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم أجنادين: من قريش ثم من بني سهم: تميم بن الحارث بن قيس وجندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس. من قريش ثم من بني سهم: حجاج بن الحارث. ومن قريش ثم من بني سهم: الحارث بن أبي قارب. ومن قريش ثم من بني سهم: سعيد بن الحارث بن قيس

رواه كله بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح
10376

وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم أجنادين: من قريش ثم من بني سهم: حجاج بن الحارث. ومن قريش ثم من بني سهم: الحارث بن الحارث

رواهما الطبراني بإسناد واحد ورجالهما ثقات
قال الطبراني: الحارث بن هشام المخزومي استشهد يوم اليرموك

باب في وقعة القادسية ونهاوند وغير ذلك

10377

عن معاوية بن قرة [ عن أبيه قرة ] قال: لما كان يوم القادسية بعث المغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال: ابعثوا معي عشرة فشد عليه ثيابه وأخذ عليه جحفة ثم انطلق حتى أتوه فقال للقوم: ألقوا إلي برنسا فجلس عليه فقال العلج: إنكم معاشر العرب قد عرفت الذي حملكم على الجيئة إلينا أنتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه فخذوا نعطيكم من الطعام حاجتكم فإنا قوم مجوس وإنا نكره قتلكم وإنكم تنجسون علينا أرضنا فقال المغيرة: والله ما ذاك جاء بنا ولكنا كنا قوما نعبد الحجارة والأوثان فإذا رأينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره ولا نعرف ربا حتى بعث الله إلينا رسولا من أنفسنا فدعانا إلى الإسلام فاتبعناه ولم نجئ لطعام وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الإسلام ولم نجئ لطعام ولكنا جئنا نقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم فأما ما ذكرت من الطعام فإنا كنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد ريا من الماء أحيانا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا طعاما كثيرا فلا والله لا نبرحها حتى تكون لنا أولكم قال العلج بالفارسية: صدق وأنت تفقأ عينك غدا بالفارسية ففقئت عينه من الغد أصابته نشابة

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
10378

وعن أبي الصلت قال: كتب إلينا عمر رضي الله عنه ونحن مع النعمان ابن مقرن المزني قال: فإذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا. فلما لقينا العدو قال النعمان: أمهلوا القوم وذلك يوم الجمعة حتى يصعد أمير المؤمنين فيستنصر فقاتلهم فانفض النعمان فقال: سجوني ثوبا واقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم. قال: فأقبلنا عليهم ففتح الله تعالى علينا وأتى عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان ورجال لا نعرفهم. قال: ولكن الله يعرفهم

رواه الطبراني وإسناده حسن
10379

وعن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال: يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس وفارس وأذربيجان الجناحان فإن قطعت أحد الجناحين ثار الرأس بالجناح الآخر وإن قطعت الرأس وقع الجناحان فابدأ بالرأس. فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن المزني فانتظره حتى قضى صلاته فقال: إني مستعملك. فقال: أما جابيا فلا وأما غازيا فنعم. قال: فإنك غاز فسرحهم وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه ويلحقوا به فيهم حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة والزبير بن العوام والأشعث وعمرو بن معدي كرب وعبد الله بن عمرو فأتاهم النعمان وبينه وبينهم نهر فبعث إليهم المغيرة بن شعبة رسولا وملكهم ذو الجناحين فاستشار أصحابه فقال: ما ترون أجلس له في هيئة الحرب أو في هيئة الملك وبهجته؟ فقالوا: اقعد له في هيئة الملك وبهجته فجلس له على هيئة الملك وبهجته على سرير ووضع التاج على رأسه وحوله سماطان عليهم ثياب الديباج والقرطة والأسورة فأخذ المغيرة بن شعبة يضع بصره وبيده الرمح والترس والناس حوله على سماطين على بساط له فجعل يطعنه برمحه يخرقه لكي يتطيرون فقال له ذو الجناحين: إنكم معشر العرب أصابكم جوع شديد فإذا شئتم مرناكم ورجعتم إلى بلادكم؟ فتكلم المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنا كنا معشر العرب نأكل الجيف والميتة وكان الناس يطؤونا ولا نطؤهم فابتعث الله إلينا رسولا في شرف منا أوسطنا حسبا وأصدقنا حديثا وإنه وعدنا أنا ههنا سيفتح علينا فقد وجدنا جميع ما وعدنا حقا وإني أرى هنا بزة وهيئة ما أرى أن من بعدي بذاهبين حتى يأخذوه

قال المغيرة: فقالت لي نفسي: لو جمعت جراميزك فوثبت وثبة فجلست معه على السرير فزجروه ووطئوه فقلت: أرأيتم إن كنت أنا استحمقت فإن هذا لا يفعل بالرسل ولا نفعل هذا برسلكم إذا أتونا فقال: إن شئتم قطعنا إليكم وإن شئتم قطعتم إلينا؟ فقلت: بل نقطع إليكم فقطعنا إليهم فصاففناهم فسلسلوا كل سبعة في سلسلة وكل خمسة في سلسلة لئلا يفروا قال: فرامونا حتى أسرعوا فينا فقال المغيرة للنعمان: إن القوم أسرعوا فينا فاحمل قال: إنك ذو مناقب وقد شهدت مع رسول الله إذا لم نقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر فقال النعمان: يا أيها الناس اهتزوا فأما الهزة الأولى فليقض الرجل حاجته وأما الثانية فلينظر الرجل في سلاحه وشسعه وأما الثالثة فإني حامل فاحملوا وإن قتل أحد فلا يلوي أحد على أحد وإن قتلت فلا تلووا علي وإني داعي الله بدعوتي فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها فقال: اللهم ارزق النعمان اليوم شهادة بنصر المسلمين وافتح عليهم فأمن القوم وهز لواءه ثلاث مرات ثم حمل وكان أول صريع فمررت به فذكرت عزمته فلم ألو عليه وأعلمت مكانه فكان إذا قتلنا رجلا منهم شغل عنا أصحابه يجرونه ووقع ذو الجناحين من بغلة شهباء فانشق بطنه ففتح الله على المسلمين

فأتيت مكان النعمان وبه رمق فأتيته فقلت: فتح الله عليهم فقال: الحمد لله اكتبوا بذلك إلى عمر وفاضت نفسه فاجتمعوا إلى الأشعث بن قيس قال: فأتينا أم ولده فقلنا: هل عهد إليك عهدا؟ قالت: لا إلا سفطا فيه كتاب فقرأته فإذا فيه: إن قتل فلان ففلان وإن قتل فلان ففلان وإن قتل فلان ففلان

قال حماد: فحدثنا علي بن زيد قال: حدثنا أبو عثمان النهدي أنه أتى عمر فسأله عن النعمان قال: إنا لله وإنا إليه راجعون قال: ما فعل فلان؟ قلت: قتل فلك قلب يا أمير المؤمنين وآخرين لا نعرفهم قال: قلت: وأنا لا أعلمهم ولكن الله عز وجل يعلمهم

قلت: في الصحيح طرف منه
رواه الطبراني ورجاله من أوله إلى قوله فحدثنا علي ين زيد رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني وهو ثقة

باب فيمن قتل يوم الجسر

10380

عن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الجسر [ سنة خمس عشرة ] من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: أوس بن أوس. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: أسعد بن حارثة بن لوذان. ومن الأنصار: ثابت بن عتيك وثعلبة بن عمرو بن محصن. ومن الأنصار ثم من بني معاوية: الحارث بن عدي بن مالك والحارث بن مسعود بن عبد بن مظاهر

رواهما الطبراني بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح
10381

وعن عروة فيمن قتل يوم جسر المدائن من الأنصار ثم من بني زعوراء: أوس بن عتيك بن عامر. ومن الأنصار ثم من بني عمرو بن مبذول: ثعلبة بن عمرو بن محصن وثابت بن عتيك. ومن الأنصار ثم من بني النجار: زيد بن سراقة بن كعب. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل ثم من بني زعوراء: سعد بن سلامة

رواها الطبراني بإسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10382

وعن محمد ابن إسحاق فيمن قتل يوم الجسر: من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل ثم من بني زعوراء: أوس بن عتيك بن عامر.

ومن الأنصار: ثابت بن عتيك. ومن الأنصار ثم من بني معاوية: الحارث بن مسعود بن عبد بن مظاهر

رواها الطبراني بإسناد واحد ورجاله ثقات

باب وقعة الإسكندرية

10383

عن عمرو بن العاصي قال: خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الإسكندرية فقال صاحبها: أخرجوا إلي رجلا منكم أكلمه ويكلمني فقلت: لا يخرج إليه غيري فخرجت ومعي ترجمان ومعه ترجمان حتى وضع له منبران فقال: من أنتم؟ فقلنا: نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرظ ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وأشده عيشا نأكل الميتة ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا فقال: «أنا رسول الله». يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش. فضحك ثم قال: إن رسولكم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاءكم به رسولكم فكنا عليه حتى ظهر فينا ملوك فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء فان أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا وتركتم أمر الأنبياء وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم خلي بيننا وبينكم فلم تكونوا أكثر منا عددا ولا أشد منا قوة. قال عمرو بن العاصي: فما كلمت رجلا أذكى منه

رواه الطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات

باب فتح القسطنطينية ورومية

10384

عن بشير الخثعمي أنه سمع النبي يقول: «لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش» قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك فحدثته فغزا القسطنطينية

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات
10385

وعن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو فسئل: أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟ قال: فدعا عبد الله بصندوق له حلق فأخرج منه كتابا فقال عبد الله: بينا نحن عند رسول الله نكتب إذ سئل رسول الله : أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله : «مدينة هرقل تفتح أولا». يعني القسطنطينية

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل وهو ثقة
10386

وعن أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله أنه قال وهو بالفسطاط في خلافة معاوية قال: وكان معاوية أغزى الناس للقسطنطينية فقال: والله لا يعجز هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية

قلت: روى أبو داود منه طرفا
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
10387

وعن عمرو بن عوف قال: سمعت النبي يقول: «لا تقوم الساعة حتى تكون رابطة من المسلمين ببولان. يا علي» - قال المزني: يعني علي بن أبي طالب - قال: لبيك يا رسول الله قال: «اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم يخرج إليهم روقة المسلمين أهل الحجاز الذين [ يجاهدون في سبيل الله ] لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فيهدوا حصنهما ويصيبوا مالا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى يقتسموا بالترسة ثم يصرخ صارخ: يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم فينقبض الناس عن المال فمنهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم ثم يقولون: من هذا الصارخ؟ ولا يعلمون من هو فيقولون: ابعثوا طليعة إلى لد فإن يكن المسيح قد خرج فسيأتيكم بعلمه فيأتون فيبصرون ولا يرون شيئا ويرون الناس ساكتين فيقولون: ما صرخ الصارخ إلا إلينا فاعتزموا ثم ارشدوا فنخرج بأجمعنا إلى لد فان يكن بها المسيح الدجال نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين وإن يكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم عساكركم رجعتم إليها».

قلت: رواه ابن ماجة باختصار
رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه

(بابان في حروب الردة)

باب قتال أهل الردة

10388

عن عامر - يعني الشعبي - قال: لما قبض رسول الله وارتد من ارتد من الناس قال قوم: نصلي ولا نؤتي الزكاة. فقال الناس لأبي بكر: اقبل منهم. قال: لو منعوني عناقا لقاتلتهم فبعث خالد بن الوليد وقدم عدي بن حاتم بأنف من طيء حتى أتى اليمامة. قال: فكان بنو عامر قد قتلوا عمال رسول الله وأحرقوهم بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد أن قاتل بني عامر وأحرقهم بالنار ففعل حتى صاحت النساء ثم مضى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا: الله أكبر الله أكبر نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله فإذا سمع ذلك كف عنهم فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضي إلى الشام فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم قال: إني لأحب أن لا أبرح حتى أفزعهم فأغار حتى انتهى إلى سورا فقتل وسبى ثم أغار على عين التمر فقتل وسبى ثم مضى إلى الشام. قال عامر: فأخرج إلى ابن بقيلة كتاب خالد: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس السلام على من اتبع الهدى فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو بالحمد الذي فصل حزمكم وفرق جماعتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا إلي الجزية وابعثوا إلي بالرهن وإلا فوالله الذي لا إله إلا هو لألقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة سلام على من اتبع الهدى

رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهو ضعيف وقد وثق
10389

وعن محمد بن إسحاق قال: لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث [ أبا بكر الصديق رضي الله عنه ] العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكان العلاء هو الذي بعثه رسول الله إلى المنذر بن ساوي العبدي فأسلم المنذر فأقام العلاء بها أميرا لرسول الله وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه. واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا: نرد الملك في آل المنذر فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى: الغرور وكان يقول بعد [ ذلك ] حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف: لست بالغرور ولكني المغرور. فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين سار إليهم العلاء بن الحضرمي وأمده بثمامة بن أثال [ الحنفي وكان قد أسلم وأسلم قومه فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال ] سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثا - حصن بالبحرين - حتى إذا كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم:

ألا بلغ أبا بكر رسولا ** وفتيان المدينة أجمعينا

فهل لك في شباب منك أمسوا ** جميعا في جواثا محصرينا

توكلنا على الرحمن إنا ** وحدنا النصر للمتوكلينا

فقال عبد الله بن حدق: دعوني أهبط من الحصن وأنا آتيكم بالخبر وكان مع عبد الله بن حدق امرأة من بني عجل ونزل من الحصن وأخذوه وقالوا: ممن أنت؟ فانتسب وجعل ينادي: يا أبجراه وكان في القوم فجاء أبجر وعرفه وقال: ما شأنك؟ فقال: إني قد هلكت من الجوع. فحمله وسقاه وقال: احملني وخل سبيلي فانطلق وحمله على بغل وقال: انطلق لشأنك. فلما خرج من عندهم عبد الله بن حدق رجع إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى لا غناء عندهم فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدا وانهزموا

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق
10390

وعن عروة قال: وبعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي في جيش من البحرين قبل أهل البحرين وكانوا قد منعوا الجزية التي سلموا لرسول الله إذ افتتحها العلاء بن الحضرمي وصالحهم على الجزية [ وبعث أبو بكر إليهم حين منعوا حق الله في أموالهم ] فسار إليهم وبينه وبينهم البحر حتى مشوا [ فيه بأرجلهم فقطعوا كذلك بمكان كانت تجري فيه السفن قبل ذلك وهي تجري فيه اليوم وقاتلهم وأظهره الله عليهم فسلموا فامتنعوا من ] حق الله تعالى من أموالهم

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف
10391

وعن محمد بن سلام - يعني الجمحي - قال: قال أبو عبيدة: ضرار بن الأزور تولى قتل مالك بن نويرة وفي ذلك يقول متمم بن نويرة ويعرض بخالد بن الوليد:

نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ** حيث العضاة قتيلك ابن الأزور

ولنعم حشو الدرع حين لقيته ** ولنعم مأوى الطارق المتنور

سمح بأطراف القداح إذا انتشى ** حلو حلال المال غير غدور

لا يلبس الفحشاء تحت ثيابه ** صعب مقادته عفيف المئزر

أدعوته بالله ثم قتلته ** لو هو دعاك بذمة لم يغدر

نعم الفوارس يوم حلمت غادرت ** فرسان فهر في الغبار الأكدر

ويروى في الكدور: الأكدر

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10392

وعن طارق ابن شهاب قال: جاء أهل الردة من أسد وغطفان إلى أبي بكر بعد رسول الله يسألونه الصلح فقال: على أن ننزع منكم الحلقة والكراع وتتركون تبيعون أذناب البقر حتى يرى الله خليفة نبيه والمؤمنين رأيا يعذرونكم به وتشهدون أن قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة وتدرون قتلانا ولا ندري قتلاكم فقال عمر: يا خليفة رسول الله القول كما قلت غير أن قتلانا قتلوا في ذمة الله لا دية لهم

قلت: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح
10393

وعن خريم بن أوس قال: سمعت رسول الله يقول: «هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه الشيماء بنت بقيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود» قلت: يا رسول الله فإن نحن دخلنا الحيرة ووجدناها على هذه الصفة فهي لي قال: «هي لك»

ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طيء فكنا نقاتل قيسا على الإسلام ومنهم عيينة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسي فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال:

جزى الله عنا طيئا في ديارها ** بمعترك الأبطال خير جزاء

هم أهل رايات السماحة والندى ** إذا ما الصبا ألوت بكل خباء

هم ضربوا قيسا على الدين بعدما ** أجابوا منادي ظلمة وعماء

ثم سار خالد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية البصرة فرأينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز - قال أبو السكن: وبه يضرب المثل تقول العرب: أكفر من هرمز - فبرز له خالد بن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد بن الوليد وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فنفله سلبه فبلغت قلنسوته مائة ألف ثم سرنا على طريق الطرف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها الشيماء بنت بقيلة على بغلة شهباء بخمار أسود كما قال رسول الله فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها لي رسول الله فدعاني خالد عليها البينة فأتيته به فسلمها إلي ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي: بعنيها؟ فقلت: لا أنقصها والله من عشر مائة شيئا. فدفع إلي ألف درهم فقيل لي: لو قلت مائة ألف لدفعها إليك. فقلت: ما أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة

وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر.

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. وقد تقدم معنى هذا الحديث من حديث عدي بن حاتم في باب قتال فارس والروم ورجاله رجال الصحيح وإنما ذكرت هذا لقتال أهل الردة
10394

وعن محمد بن سيرين قال: لقي البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلا يقال له: حمار اليمامة والرجل طوال في يده سيف أبيض. قال: وكان البراء قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكأنما أخطأه فوقع على قفاه قال: فأخذت سيفه فأغمدت سيفي فما ضربت به إلا ضربة واحدة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن سيرين لم يدرك البراء بن مالك

ويأتي حديث الرجال بن عنقوة في إخباره بالمغيبات من حديث رافع بن خديج إن شاء الله تعالى

باب فيمن استشهد يوم اليمامة

10395

عن عروة فيمن استشهد يوم اليمامة: من الأنصار ثم من بني ساعدة: أسيد بن يربوع. ومن الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج: بشير بن عبد الله. ومن الأنصار ثم من بني مالك بن تيم الله: ثابت بن خالد بن النعمان بن خالد بن خنساء. ومن قريش: جبير بن مالك وهو ابن بحينة وهو من بني نوفل بن عبد مناف. ومن الأنصار ثم من بني جحجبى: جزء بن مالك بن حدير. ومن قريش ثم من بني مخزوم: حكيم بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ. ومن قريش ثم من بني عامر بن لؤي: ربيعة بن خرشة. ومن الأنصار: رباح مولى جحجبى. ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب وزيد بن رقيش حليف بني أمية. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: سعد بن حارثة بن لوذان بن عبدود. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: سعد بن حبان حليف لهم. ومن الأنصار ثم من بني جحجبى: سعيد بن ربيع بن عدي بن مالك. ومن الأنصار ثم من بني الأشهل: سهل بن عدي من بني تميم حليف لهم وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: سماك بن خرشة وهو أبو دجانة

رواه كله الطبراني بإسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات
10396

وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم اليمامة: من المسلمين الأنصار ثم من بني ساعدة: أسيد بن يربوع. ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: أسعد بن سلامة. ومن الأنصار ثم من بني النجار: ثابت بن خالد بن النعمان. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف: جزء بن مالك ورباح مولى جحجبى. ومن قريش ثم من بني عامر بن لؤي: ربيعة بن خرشة. ومن قريش ثم من بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب. ومن قريش ثم من بني زهرة: زيد بن أسيد بن حارثة. ومن الأنصار ثم من بني ساعدة: سعد بن حمار حليف لهم. ومن الأنصار ثم من الأوس ثم من بني عمرو بن عوف: سعيد بن ربيع بن عدي بن مالك

رواه كله الطبراني بإسناد واحد ورجاله رجال الصحيح
10397

وعن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم اليمامة: من الأنصار ثم من بني ساعدة: سماك بن خرشة وهو أبو دجانة

رواه الطبراني ورجاله ثقات
10398

وعن شباب قال: استشهد عمارة بن حزم يوم اليمامة سنة إحدى عشرة

رواه الطبراني


هامش

  1. بيت صغير
  2. سقط
  3. قدح كبير
  4. متزاحمون
  5. نجلب لهم الطعام
  6. استقر له الملك
  7. ثجل: ضخم البطن
  8. الصعل: صغر الرأس
  9. مهزول
  10. شديد قوي
  11. عض
  12. ضربت ودفعت
  13. جرحه
  14. التأم
  15. لعلها: استدي. يقال: استدت عيون الخرز، أي انسدت. وفيها معنى لزق بالأرض والله أعلم
  16. بئر
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
مقدمة | الإيمان | العلم | الطهارة | الصلاة | الجنائز | الزكاة | الصيام | الحج | الأضاحي | الصيد والذبائح | البيوع | الأيمان والنذور | الأحكام | الوصايا | الفرائض | العتق | النكاح | الطلاق | الأطعمة | الأشربة | الطب | اللباس | الخلافة | الجهاد | المغازي والسير | قتال أهل البغي | الحدود والديات | الديات | التفسير | التعبير | القدر | الفتن | الأدب | البر والصلة | ذكر الأنبياء | علامات النبوة | المناقب | الأذكار | الأدعية | التوبة | الزهد | البعث | صفة أهل النار | أهل الجنة | فهرس