وصايا الملوك وصية زيد بن كهلان
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مالك بن زيد بن كهلان جرد ابنه ربيعة بن مالك - وهو جد همدان - في الخيل والرجال والعدد، وعقد له الولاية على من معه، وكتب له كتاباً إلى ساكن الأجواف أهل سهولها وجبالها، وهم بقية عاد الصغرى التي تعرف إلى اليوم قبورهم وآثارهم في الجبال والسهول بها. وكان كتابه لربيعة بن مالك:
قال: فلما فرغ من تجهيز ولده الربيعة بن مالك جرد ابنه أدد بن مالك إلى الأعراض والأسواد من نجران وتثليث والشَّروم وبيشة والحنو وما حولها من البلاد المسكونة في الخيل والعدد. وكتب له إلى ساكنها، وهم بقايا إرم بن حام بن نوح النبي ﷺ، آثارهم بها إلى اليوم، وقبورهم تعرف بالإرميات، وذلك أنها مبنية على هيئة الآكام والقنان. وكان كتابه الذي كتب لأدد إليهم حيث يقول: " من الرمل "
قال: فسار أدد بن مالك بن زيد بن كهلان حتى نزل فيما بينهم والياً عليهم، فسمعوا له وأطاعوا، ودفعوا إليه إتاوتهم، وهو أبو مذحج،ثم إن مالك بن زيد بن كهلان توفي، وولي ابنه نبت بن مالك ما كان يتولاه أبوه مالك بن زيد بن كهلان في طاعة الملك أيمن بن الهميسع بن حمير.
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن أيمن بن الهميسع رثى مالكاً بهذه الأبيات، وأنشأ يقول:
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن نبت بن مالك جرد ابنه ثور بن نبت - وهو أبو كندة - إلى الأحقاف بالخيل والرجال، وعقد له الولاية على من بالأحقاف من سائر ولد هود النبي ﷺ وعشيرته، وأمرهم بالسمع والطاعة له، وكتب إليهم كتاباً يقول فيه:
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن ثور بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان خرج إلى الأحقاف، وملكها، وأخذ الإتاوة من أهلها، وكتب كتاب ولايته على جبل من جبالها. فيقال: إن ذلك الكتاب إلى اليوم بيّن ظاهر، يقرؤه من يجيد كتابة الأوائل. ويقال: إن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان لما توفي أيمن بن الهميسع وولي الأمر بعده ابنه زهير بن أيمن أقبل على ابنه الغوث بن نبت بن مالك، وكان كاملاً في كل أحواله من الشجاعة والفطنة والرأي الثاقب، فقال وهو يرثي أيمن بن الهميسع:
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن الغوث بن نبت بن مالك حفظ وصية أبيه، وعمل بها وثبت عليها. ويقال: إنه كتب إلى عمال أبيه في الأطراف والثغور في طاعة زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، فسمعوا له وأطاعوا، وحملوا إليه الإتاوة.
ويقال إن الغوث بن نبت بن مالك جرَّد ابنه الأزد بن الغوث إلى مأرب في الخيل والعدد، وعقد له الولاية على ساكني أرض مأرب، وأمرهم بالسمع والطاعة له. وكتب للأزد إليهم هذه الأبيات:
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن مأرب سمعت للأزد وأطاعت. ومأرب اسم قبيلة من قبائل عاد الصغرى. ويقال: إن الأزد تولى بعد أبيه الغوث جميع ما كان يتولاه لزهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وكذلك لابنه عريب بن زهير حين ولي الملك بعد أبيه زهير بن أيمن بن الهميسع.
ويقال: إن الأزد لم يزل والياً للأطراف والثغور للملك عريب بن زهير، تسمع له العمال، وترفع إليه ما يجب عليها لبيت مال الملك. وكان كلما مات في الأطراف والثغور عامل من عمالها تقلد عمله الأرشد من ولده أو من إخوته أو من بني عمه، يرفع الإتاوة ويسمع ويطيع، ويحيي رسم من مضى قبله في طاعة من تقلد الملك من حمير وطاعة من تقلد الأطراف والثغور من كهلان.
ويقال: إن مازن بن الأزد بن الغوث ولي بعد أبيه الأزد بن الغوث الأطراف والثغور للملك عريب بن زهير بن أيمن، وكذلك لابنه قطن بن عريب حين صار الملك إلى قطن بن عريب بعد أبيه.
ويقال: إن مازن بن الأزد رثى عريب بن زهير حين توفي في شعره الذي يقول فيه: " من البسيط "
وحدّثني علي بن محمد، عن جده الدعبل بن علي، أن مازن بن الأزد جرد أخاه نصر بن الأزد إلى الشحر في الخيل والعدد، وكتب له إليهم كتاباً يقول فيه: " من البسيط "
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن نصر بن الأزد سار إلى الشحر حتى نزل بها، وسمع له من بالشحر وأطاع، ودفعوا إليه الإتاوة. ويقال: إن الجلندى بن كركر بن المستكبر بن مسعود الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً من بني نصر بن الأزد، وذلك الملك ثابت إلى اليوم في آل الجلندى بن كركر، يجبى إليهم في دار مملكتهم ما كان يجبى إلى الجلندى من البر والبحر،وآل الجلندى هم الذين يقول فيهم الشاعر: " من الخفيف "