انتقل إلى المحتوى

مجلة المقتبس/العدد 96/فوات نهج البلاغة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 96/فوات نهج البلاغة

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 1 - 1915



ومن كلامه لما نزل بذي قار وأخذ البيعة على من حضره ثم تكلم فأكثر من الحمد لله عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال قد جرت أمور صبرنا عليها وفي أعيننا القذى تسليماً لأمر الله تعالى فيما امتحنا به ورجاء الثواب على ذلك وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون وتسفك دماؤهم نحن أهل بيت النبوة وعترة الرسول وأحق الخلق بسلطان الرسالة ومعدن الكرامة التي ابتدأ لله بها هذه الأمة وهذا طاحة والزبير ليسا من أهل النبوة ة لا من ذرية الرسول حين رأيا أن الله قد رد علينا حقنا بعد أعصر فلم يصبرا حولاً واحداً ولا شهراً كاملاً حتى وثبا على دأب الماضيين ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة المسلمين عني ثم دعا عليها.

ومن كلامه عليه السلام.

ما رواه عبد الحميد بن عمران المجلي عن سلمة بن كهيل قال لما التقى أهل الكوفة أمير المؤمنين بذي قار رحبوا به ثم قالوا الحمد لله الذي خصنا بجوارك وأكرمنا بنصرتك فقام أمير المؤمنين عليه السلام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أهل الكوفة أنكم من أكرم المسلمين وأقصدهم تقويماً وأعداهم سنة وأفضلهم سهماً في الإسلام وأجودهم في العرب مركباً ونصانباً أنتم أشد العرب وداً للنبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته وأما جنتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من أنفسكم عند نقض طلحة والزبير وخلفهما طاعتي وإقبالهما بعائشة للفتنة وأخرجهما إياها من بيتها حتى أقدماها البصرة فأستغروا طغامها وغوغاءها مع أنه قد بلغني أن أهل الفضل منهم وخبارهم في الدين قد اعتزوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير ثم سكت فقال أهل الكوفة نحن أنصارك وأعوانك على عدوك ولو دعوتنا إلى أضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه فدعاهم أمير المؤمنين عليه السلام وأثني عليهم ثم قال لقد علمتم معاشر المسلمين أن طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين راغبين ثم استأذني في العمرة فأذنت لهما فسارا إلى البصرة فقتلا المسلمين وفعلاً المنكر اللهم أنهما قطعاني وظلماتي ونكثا بيعتي وألبا الناس عليّ فاحلل ما عقدا ولا تحكم ما أبرما وارهما المساءة فيما عملا.

ومن كلامه عليه السلام وقد نفر من ذي قار متوجهاً إلى البصرة

بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله أما بعد فإن الله تعالى فرض الجهاد وعظمه وجعله نصرة له والله ما صلحت دنيا قط ولا دين إلا به وأن الشيطان قد جمع حزبه وأستجلب خيله وشبه في ذلك وخدع وقد بانت الأمور وتحمصت والله ما أنكروا علي منكراً ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً وأنهم ليطلبوا حقاً تركوه ودماً سفكوه ولئن كنت شركهم فيه أن لهم لنصيبهم منه وإن كانوا وله دوني فما تبعته إلا قبلهم وأن أعظم حجتهم لعلى أنفسهم وأني لعلى بصيرتي ما نبست علي وأنها للفئة الباغية فيه اللحم واللحمة قد طالت هلبتها وأمكنت درتها يرضعون ما فطمت ويحيون بيعة تركت ليعود الضلال إلى نصابه ما أعتذر مما فعلت ولا أتبرأ مما صنعت فيا خيبت للداعي ومن دعا لو قيل له إلى من دعوك وإلى من أحببت ومن أمامك وما سنته إذا لزاح الباطل عن مقامه ولصمت لسانه فما نطق. وأيم الله لا فرطن لهم حوضاً أنا ماتحه لا يصدرون ولا يلقون بعده ريا أبدا وأني لراض بحجة الله عليهم وعذره فيهم إذا أنا داعيهم فعذر إليهم فإن تابوا وأقبلوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول وليس على الله كفران وأن أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافياً من باطل وناصراً لمؤمن.

ومن كلامه عليه السلام حين دخل البصرة وجمع أصحابه فحرضهم على الجهاد فكان مما قال عباد الله أنهدوا إلى هؤلاء القوم منشرحة صدوركم بقتالهم فإنهم سكنوا بيعتي وأخرجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرح والعقوبة الشديدة وقتلوا السيايجة ومثلوا حكيم بن جبلة العبدي وقتلوا رجالاً صالحين ثم تتبعوا منهم من نجا يأخذونهم في كل حائط وتحت كل رابية ثم يأتون بهم فيضربون رقابهم صبراً ما لهم قاتلهم الله أني يؤفكون أنهدوا إليهم وكونوا أشداء عليهم والقوم صابرين محتسبين تعلمون أنكم منازلوهم ومقاتلوهم ولقد وطنتم أنفسكم على الطعن والضرب الطلحفي ومبارزة الأقران وأي أمري منكم أحسن من نفسه رباطة جاش عند اللقاء ورأى من أحد من أخوانه فشلاً فليذب عن أخيه الذي فضل عليه كما يذب عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله.

ومن كلامه عليه السلام عند تطوانه على القتلى

هذه قريش جدعت أنفي وشفيت نفسي لقد تقدمت إليكم أحذركم عض السيف وكنتم أحداثاً لا علم لكم بما ترون ولكنه الحين وسوء المصرع وأعوذ بالله من سوء المصرع ثم مر على معيد بن المقداد فقال رحم الله الذي أوقعه وجعل الأسفل أنا والله يا أمير المؤمنين لا نبالي من ضد عن الحق من والدٍ وولد فقال أمير المؤمنين رحمك الله وجزاك عن الحق خيراً قال.

ومر بعبد الله بن ربيعة بن دراج وهو في القتلى فقال هذا اليائس ما كان أخرجه.

وأدين أخرجه أم نصر لعثمان والله ما كان رأي عثمان فيه ولا في أبيه بحسن

ثم مر بمعبد بن زهير بن أبي أمية فقال لو كانت الفتنة برأس الثريا لتناولها هذا الغلام والله ما كان فيها بذي نخيزه ولقد أخبرني من أدركه أنه ليولول فرقاً من السيف ثم مر بمسلم بن قرظة فقال البر أخرج هذا والله لقد كلمني أن اكلم عثمان في شيء كان يدعيه قبله فأعطاه عثمان وقال لولا أنت ما أعطيته أن هذا ما علمت بئس أخو العشيرة ثم جاء المشوم المجين ينصر عثمان.

ثم أمر بعبد الله بن حميد بن زهير فقال هذا أيضاً ممن أوضع في قتالنا زعم يطلب الله بذلك ولقد كتب إلي كتباً يؤذي عثمان فيها فأعطاه سيئاً فرضني عنه ثم أمر بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وإن كان قد كف وجلس حين شك في القتال ما ألوم اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن المليم الذي يقاتلنا.

ثم مر بعبد الله بن المغيرة بن الأخلس فقال أما هذا فقتل أبوه يوم قتل عثمان في الدار فخرج مغضباً لقتل أبيه وهو غلام حدث جبن لقتله.

ثم مر بعبد الله بن أبي عثمان بن الأخلس بن شريق فقال أما هذا فكأني أنظر إليه وقد أخذ القوم السيوف هارباً يعدو من الصف فنهنهت عنه فلم يسمع من نهنهت حتى قتله وكان هذا مما خفي على فتيان قريش أغمار لا علم لهم بالحرب خدعوا وأستزلوا فلما وقفوا لحجوا فقتلوا.

ثم مشى قليلاً فمر بكعب بن سور فقال هذا الذي خرج علينا في عنقه الصحف بزعم أنه ناصر أمه يدعو الناس إلى ما فيه وهو لا يعل ما فيه ثم أستفتح فخاب كل جبار عنيد أما أنه دعا الله أن يقتلني فقتله الله أجلسوا كعب بن سور فاجلس فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ثم قال أضجعوا كعباً ومر على طلحة بي عبيد الله فقال هذا الناكث بيعتي والمنشئ الفتنة في الأمة والمجلب علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي أجلسوا طلحة بن عبيد الله فاجلس فقال له أمير المؤمنين عليه السلام يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ثم قال أضجعوا طلحة وسار فقال له بعض ومن كان معه يا أمير المؤمنين أتكلم كعباً وطلحة بعد قتلهما فقال والله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر.

ومن كلامه عليه السلام بالبصرة حين ظهر على القوم

بعد حمد الله تعالى والثناء عليه أما بعد فإن لله ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة وعفو جم وعقاب اليم قضى أن رحته ومغفرته وعفوه لأهل طاعته من خلفه وبعد الهدى وما ضل الضالون فما ظنكم يا أهل البصرة وقد نكثتم بيعتي وظاهرتم علي عدوي فقام إليه رجل فقال نظن خيراً ونراك قد ظهرت وقدرت فإن عاقبت فقد أجترمنا ذلك وأن عفوت فالعفو أحب إلى الله تعلى فقال قد عفوت عنكم فإياكم والفتنة فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا الأمة قال ثم جلس للناس فبايعوه

وكتب إلى أهل الكوفة بالفتح

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الله الذي لا آله إلا هو أما بعد فإن الله حكم عدل لا يغير ما11 حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال أخبركم عنا وعمن سرن إليه من جموع أهل البصرة ومن تأشب إليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ونكثهم صفقة إيمانهم فنهضت من المدينة حتى قدمت ذا قار فبعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر وقيس بن سعد فاستنفرتكم بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحقي فأقبل إلي أخوانكم سراعاً حتى قدموا علي فسرت بهم حتى نزلت ظهر البصرة فاغدرت بالدعاء وقمت بالحجة وأقلت العثرة والزلة من أهل الردة من قريش وغيرهم واستتبتهم من نكثتهم بيعتي وعهد الله عليهم فأبوا إلا قتالي وقتال من معي 11 في الغي فنافستهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثاً وولى من ولى إلى مصرهم وقتل طلحة والزبير على نكثهما وشقاقهما وكانت المرأة عليهم أشأم من ناقة الحجر فخذلوا وأدبروا وتلطعت بهم الأسباب فلما رأوا ما حل بهم سألوني العفو عنهم فقبلت منهم وأغمدت السيف عنهم وأجريت الحق والسنة فيهم واستعملت عبد الله بن العباس على البصرة وأنا سائر إلى الكوفة إن شاء الله وقد بعثت إليكم زجر بن قيس الجعفي أتسألوه فيخبركم عنا وعنهم وردهم الحق علينا ورد الله لهم وهم كارهون والسلام عليكم ورضى الله وبركاته.

ومن كلامه عليه السلام حين قدم الكوفة من البصرة

بعد حمد الله والثناء عليه أما بعد فالحمد لله الذي نصر وليه وخذل الصادق المحق وأذل للكاذب المبطل عليكم يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم الذي هم أولى بطاعتكم من المنتحلين المدعين القائلين إلينا إلينا يتفضلون بفضلنا ويجاروننا أمرنا وينازعونا حقنا ويدفعوننا عنه وقد ذاقوا وبال ما أجترحوا فسوف يلقون غياً قد قعد عن نصرتي منكم رجال وأنا عليهم عاتب زار فاهجروهم واسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبونا ونرى منهم ما نحب ومن كلامه عليه السلام لما عمل على المسير إلى الشام لقتال معاوية بن أبي سفيان بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا الله عباد الله وأطيعوا وأطيعوا أمامكم فإن الرعية الصالحة تنجو بالأمام العادل الأوان الرعية الفاجرة تهلك بالأمام الفاجر وقد أصبح معاوية غاصباً لما في يديه من حقي ناكثاً لبيعتي طاعناً في دين الله عز وجل وقد علمتم أيها المسلمون ما فعل الناس بالأمس وجثتموني راغبين إلي في أمركم حتى أستخرجتموني من منزلي لتبايعوني فالتويت عليكم لا بلو ما عندكم فراددتموني القول مراراً راددتكم وتكأكأتم علي تكأكؤ الإبل الهيم على حياضها حرصاً على بيعتي حتى خفت أن يقتل بعضكم بعضاً فلما رأيت ذلك منكم رويت في أمري وأمركم وقلت أن أنا لم أجبهم إلى القيام بأمرهم لم يصيبوا أحداً منهم يقوم فيهم مقامي ويعدل فيهم عدلي وقلت والله لا وهم يعرفون حقي وفضلي أحب إلي من أن يلوني وهم لا يعرفون حقي وفضلي لكم يدي فبايعتموني يا معشر المسلمين وفيكم المهاجرون والأنصار وتتابعون بإحسان فأخذت عليكم عهد بيعتي وواجب صفقتي من عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذ على النبيين من عهد وميثاق لتفن لي ولتسمعن لأمري وتطيعوني وتناصحوني وتقاتلون معي كل باغ وعاد ومارق أن عرق فأنعمتم لي بذلك جميعاً فأخذت عليكم عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله فأجبتموني إلى ذلك وأشهدت الله عليكم وأشهدت بعضكم على بعض وقمت فيكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فالعجي من معاوية بن أبي سفيان ينازعني الخلافة ويجحدني الإمامة ويزعم أنه لحق بها مني جرأة منه على الله وعلى رسوله بغير حق له فيها ولا حجة لم يبايعه عليها المهاجرون ولا سلم له الأنصار والمسلمون يا معشر المهاجرين والأنصار وجماعة من سمع كلامي او ما أوجبتم لي على أنفسكم الطاعة أما بايعتموني على الرغبة أما أخذت عليكم العهد بالقبول لقولي أما كانت بيعتي لكم يومئذ أوكد من بيعة أبي بكر وعمر فما بال من خالفني لم ينقض عليهما حتى مضيا ونقض علي ولم يف لي أما يجب عليكم نصحي ويلزمكم أمري أما تعلمون أن بيعتي ولم لم يفوا بها وأنا في قرابتي وسابقتي وصهري أولى بالأمر ممن تقدمني أما سمعتم قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الغدير في ولايتي وموالاتي فاتقوا الله أيها المسلمون وتحاثوا على جهاد معاوية الناكث الفاسط وأصحابه القاسطين أسمعوا ما أتلوا عليهم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فإنه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وازدجروا عن معاصي الله فقد وعظكم الله بغيركم فقال لنبيه صلى الله عليه وآله الم ترى إلى الملاء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أبعث لهم هل عليكم القتال ألا تقاتلوا قتلوا وما لنا إلا أن نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم أن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال أن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم أيها الناس أن لكم في الآيات عبرة لتعلموا أن الله جعل الخلافة والإمرة من بعد الأنبياء في أعقابهم وأنه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه وزيادته بسطة في العلم والجسم فاتقوا الله عبادة الله وجاهدوا في سبيله قبل أن ينالكم سخط بعصيانكم له قال الله عز وجل لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون أنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم ونفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري م تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم.

اتقوا الله عبادة الله وتحاثوا على الجهاد مع أمامكم فلو كان لي منكم عصابة بعدد أهل بدر إذا أمرتهم طاعوني وإذا استنهضتهم نهضوا معي لاستغنيت بهم عن كبير منكم وأسرعت النهوض إلى حرب معاوية وأصحابه فإنه الجهاد المفروض ومن كلامه عليه السلام وقد بلغه عن معاوية وأهل الشام ما يؤذيه من الكلام الحمد لله قديماً وحديثاً ما عاداني الفاسقون فعاداهم الله الم تعجبوا أن هذا له الخطب الجلل أن فساقاً غير مرضيين وعن الإسلام وأهله منحرفين خدعوا بعض هذه الأمة وأشربوا قلوبهم حب الفتنة واستمالوا أهواءهم بالأفك والبهتان قد نصبوا لنا الحرب وهبوا في إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون اللهم أن ردوا الحق فأفضض خدمتهم وشتت كلمتهم وأبسلهم بخطاياهم فإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت.

ومن كلامه عليه السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين.

معاشر المسلمين أن الله قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم وتشفي بكم على الخير العظيم الأيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله والجهاد في سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنب ومساكن طيبة في جنات عدن ثم أخبركم أنه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على الأضراس فإنه أنبا للسيوف على الهام والتووا في أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وغضوا الأبصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الأصوات فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها إلا في أيدي شجعانكم فإن المانعين للذمار والصابرين على نزول الحقائق أهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم ويكشفون رحم الله أمرءاً منكم آسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع قرنه وقرن أخيه فيكتب بذلك لائمة ويأتي به دناءة ولا تعرضوا لمقت الله ولا تفروا من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلاً وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من الآخرة فاستعينوا بالصبر والصلاة والصدق في النية فإنا لله تعالى بعد الصبر ينزل النصر.

ومن كلامه عليه السلام وقد مر براية لأهل الشام لا يزول أصحابها عن مواقفهم 11 على قتال المؤمنين فقال لأصحابه.

أن هؤلاء لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسم ضرب يغلق الهام ويطيح العظام وتسقط منه المعاصم والأكف وحتى تصدع جباههم بعمد الحديد وتنتشر حواجبهم على الصدور والأذقان أين أهل النصر أين طلاب الأجر فثار إليهم عصابة من المسلمين فكشفوهم.

النبطية

أحمد رضا