مجلة الرسالة/العدد 902/رسالة النقد
مجلة الرسالة/العدد 902/رسالة النقد
معجم ما استعجم من أسماء البلاد
لأبي عبيد البكري الأندلسي المتوفى سنة 487هـ
للأستاذ حمد الجاسر
صدر الجزء الثالث من هذا الكتاب القيم، مطبوعا بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، ومصححاً ومحققاً ومشروحاً بقلم الأستاذ مصطفى المساعد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول. والكتاب غني عن التعريف، ومحققه الأستاذ السقا من المشتغلين بإحياء تراثنا العلمي القديم، وعمله في تحقيق هذا الكتاب لا يدرك مشقته إلا من عرف ما منيت به معاجم الأمكنة وقواميسها من التحريف والتصحيف، والغموض والقصور. حتى قل أن نجد بين تلك المعاجم - مخطوطها ومطبوعها - معجماً سلم من هذه السيئات. وإذا كانت الإشارة إلى نقص تلك المعاجم تعتبر مشاركة في إصلاحها فإن من واجب القائمين على نشرها وتحقيقها أن يتصفوا برحابة الصدر، وأن يقبلوا الحق وأن يحملوا ما يوجه إليهم من نقد نزيه أحسن محمل
وكلمتي هذه ليست من هذا القبيل، ولكنها إشارة موجزة إلى هفوات هينات وقعت في هذا الجزء لكي يتدارك الأستاذ السقا إصلاحها في الجزء الرابع - إن شاء الله -
1 - في صفحة 862 (صخر بن جعد الحضرمي). وعلق الأستاذ السقا في حاشيته قائلا: في (ج) الخضري، تحريف، وأقول: صخر بن الجعد الشاعر هذا من قبيل الخضر وهم أبناء مالك بن طريف بن خلف بن محارب، وسمو الحضر لأدمة ألوانهم. وقد ورد ذكرهم في ص 1016 من هذا الجزء نفسه، ولجعد الخضري قصة طريفة أوردها الزمخشري في أمثاله في مادة (من مال جعد وجعد محمود) وإذن فالصواب. الخضري - لا الحضرمي. (وانظر مادة خ ض ر) من تاج العروس وراجع كتب الأنساب.
2 - في ص 878 (يحيى بن أبي طال). وقال الأستاذ في الحاشية كل كلمة أبي ساقطة من (ج) وأقول. الصواب: إسقاطها فهو يحيى بن طالب أنظر ترجمته في الأغاني وسمط اللآلئ للبكري وراجع مادة (البرة) من معجم البلدان حيث تجد: وقولاً إذا ما توه القوم للقرى ... إلا في سبيل الله يحيى بن طالب
3 - في ص 722 (وبأزاء عن جبلان، أحدهما يقال له القفا والآخر يقال له بيش، وهو لبني هلال. وفي أصل بيش مادة يقال لها نقعاء، وبإزائها أخرى يقال لها الجرو، وعكاظ من هذه على دعوة أو أكثر قليلا. قال الشاعر:
وقالوا: خرجنا في القفا وجنوبه ... وعن فهم القلب أن يتصدعا)
هذا الكلام نقله البكري من كتاب عرام بن الأصبغ السلمي حرفاً حرفاً، ولم يصرح بذلك، وقد وقع في بعض كلماته تصحيف، وهذا تصحيح ما جاء فيه نقلا عن كتاب عرام (جبال تهامة ومياهها).
1 - بيش: صوابه: بس - أنظر هذه المادة في معجم البلدان والتاج وغيرهما - قال الشاعر.
بنون وهجمة كإشاء بس ... صفايا كثة الأوبار كوم
وهو جبل معروف بأسمه في هذا العهد، مطل على منهل (عشيرة) المحطة الثانية لقاصد نجد من مكة أما (بيش) فهو واد من أودية تهامة فيه قرى ومزارع، وهو بعيد عن هذه الأمكنة التي حددها البكري في سياق كلامه وقد أورد البكري أسم الجبل في المادتين (بس وبيش).
2 - نقعاء هي - في كتاب عرام وغيره - بقعاء بالباء (ووردت في هذا الجزء مرة أخرى ص 959 بالنون) ووردت أيضاً في حرف النون (نقعاء).
3 - الجرو هي الخدد - بخاء معجمة بعدها دال مهملة مكررة راجع معجم البلدان، وتجد في تاج العروس كلاما نقله المؤلف عن البكري في هذه المادة، غير موجودة في النسخ المطبوعة من البكري هذا.
4 - خرجنا في القفا. خرجنا م القفا
وفي ص 867 تكررت كلمة (هضب الأشق) وهو - كما في المعاجم وكما هو معروف الآن - بزيادة ياءيين الشين وبين القفا.
5 - ص 871 (عمود الكور) والصواب: الكود بالدال بدال الراء. وفي أصله ماءة تسمى الكودة، ويشاهد العمود من محطة (القاعية) وهي المحطة السادسة في طريق نجد من مكة.
6 - في ص 876 - 877 وغيرهما - تكررت كلمة (الداءات) كأنها جمع داءة، وصحة هذه الكلمة (الداءات) بالدال المهملة المفتوحة بعدها همزة مشددة مفتوحة ممدودة فثاء مثلثة، وهو واد معروف في هذا العهد، وينطق إسمه مخففاً (الداث) بتسهيل الهمزة، كغيره من الكلمات المهموزة.
7 - وفي ص 959 (قال أبو عبيدة: عكاظ فيما بين نخلة والطائف إلى موضع يقال له العتق)؛ صواب (العتق). الفتق بالفاء بدل العين - (وانظر هذه المادة من معجم البلدان، وتجد في صفة الجزيرة للهمداني ص 187 تحديداً دقيقا لهذا الموضع. وأنظر الأغاني ج 1 ص 149 طبعة المساسي وقد ورد كلام أبو عبيدة في تاريخ مكة للفاكهي، وللفاسي ووردت الكلمة فيهما صحيحة.
8 - في ص 873 (ثم ينحدر إلى التسرير حتى يخرج من أرض غني، حتى يصير في ديار بني غير، ثم يخرج في حقوق بني ضبة شرقي جبلة، ثم يغضي التسرير، فيخرج في أرض بني ضبة فيصير في ناحية دار عكل) كذا، وصحة هذه الجمل.
1 - (ثم ينحدر التسرير) بحذف كلمة (إلى)
2 - (ثم يفضي التسرير فيخرج من أرض بني ضنة). - (من) بدل (في) -
3 - (ضبة) صوابها ضنة - بالنون مكان الباء والضاد مكسورة - وهم بنو ضنة بن نمير بن عامر بن صعصعة، أما ضبة - بالباء - فبنو أدبن طابخة بنه إلياس، وبلادهم بعيدة عن التسرير، واقعة في شرقي نجد، والتسرير في عالية نجد، وقول البكري عن التسرير أنه (وقع موقعاً صار الحد بين قيس وبين تميم يدل على أن المراد هنا (ضنة) لا ضمة وفضنة من قيس، بخلاف ضبة. وقد وردت كلمة (ضنة) مصحفة بضبة في مواضع أخرى من كتاب البكري كصفحة 874 وغيرها
هذا ما أردت الإشارة إليه من الهفوات التي وقعت في هذا الجزء، وأكثرها مما وهم فيه المؤلف - رحمه الله - وله واسع العذر في ذلك، فهو يكتب عن بلاد بعيدة عنه، وينقل من كتبها.
القاهرة
حمد الجاسر