مجلة الرسالة/العدد 870/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 870/البريد الأدبي
إلى الأستاذ كامل محمود حبيب
أنا يا سيدي من المعجبين بما تكتب وما تنشر، وقد أزداد إعجابي بهذه الصور التي ترسمها ريشتك الساحرة على صفحات الرسالة الغراء , والتي تنقلها من صميم الحياة والواقع.
غير أن قصتك الأخيرة (خيانة امرأة) كانت من غير الواقع أو هكذا خيل إلي، فقد تحدثت فيها عن مأساة رجل أحب فتاة مثقفة وتزوجها، ثم ساوره الشك في إخلاصها له فراقبها، ويروي قصة اكتشافه لخيانتها بقوله (ومرض رئيسي يوماً فتغفلت رفاقي في المكتب، وتسللت من الديوان، تسللت لأجد زوجتي في داري تجلس إلى رجل غريب على سريري في غرفة نومي، وأفزعني المنظر، فصرخت من أعماق قلبي (آه المرأة المتعلمة كالثعلب تمكر بصاحبها حتى يقع في شباكها ثم لا تلبث أن تذيقه وبال غفلته وحمقه. وخرجت من الدار وقد ضاقت الأرض عليُّ بما رحبت وضاقت علي نفسي. . .)
وجاء إليك ينشد الحل فعرضت مشكلته على قرائك. أريد أن أسألك أهذه القصة من واقع الحياة؟ وهل هناك رجل يرى زوجته مع رجل غريب على فراشه. فلا تظهر آثار رجولته وغضبه إلا في خطاب يخاطب فيه نفسه بكلام يشبه الفلسفة؟ أهذا الرجل في الشرق أم في الغرب؟
السيد جليل السيد إبراهيم
بصرع , عشار
إلى سيدي وأستاذي كمال الدسوقي
كم كنت أتمنى أن يكون لي بيان الأدباء، وأسلوب الشعراء فإنظم لك من كلماتي تاجاً رقيقاً أضعه فوق رأسك المفكر!!
لقد كان لمقالاتكم القيمة أكبر الأثر في نفوسنا الغضة فأقبلنا على مسابقة الفلسفة بقلوب متعطشة بعد أن غرست في نفوسنا حب الفلسفة. وقيمة البحث والإطلاع.
وبالرغم من قيمتها العلمية الثمينة فقد كانت تحوي توجيهات كريمة وإرشادات نافعة، وحثاً إلى التعمق في البحث. وكم كان جميلاً حقاً أن توجهنا إلى المسابقة وتجعل لنا أسوة حسنة في فيلسوفنا العظيم لطفي السيد باشا إذ كان وزيراً للخارجية ولم تشغله مهام منصبة عن التعمق والتأليف. لقد كنت أنت نعم القدوة الحسنة؛ فإنك إلى جانب تأديتك تلك الرسالة النبيلة. وهي التعليم لا تألو جهداً في التعمق والبحث وتأليف تلك الدرر الثمينة في عالم الفلسفة! فجاء بحثك يا سيدي قيماً للغاية بعد أن نفحت فيه من روحك الوثابة، ونفثت فيه عصارة عقلك الجبار وحيويتك المتدفقة.
ولن أطيل الكلام يا سيدي، فإنك فوق أن تمدح، وفوق أن يثنى عليك. وإذا كان النهار في حاجة إلى دليل كان فضلك وعلمك في حاجة إلى بيان.
فإليك أتقدم بتلك الهمسة من شكري وتقديري. ويكفيك فخراً يا سيدي أنك خلقت عقولاً ناضجة تسعى إلى المعرفة وأوجدت نفوساً متعطشة للبحث.
فوزية مهران عيسى
طالبة توجيهية
حيرة مسجد
أنشئ من نحو عامين بمدينة الأقصر مسجد من أفخم المساجد وأعظمها رونقاً وهو تحفة نادرة المثال، فقد تواءمت فيه قداسة الدين وروعة الفن فكان آية واضحة تنم عن سمو وذوق متأتية سواء من اختمرت الفكرة في نفوسهم ومن أبرزها في عالم الحس، والعيان فهم جميعاً أحرياء بالشكر جديرون بأبلغ الحمد والثناء. ولئن كانت مدينة الأقصر بمظاهرها الفخمة وآثارها العظيمة ومعابدها الكثيرة وذكرياتها الحافلة بالمسجد إلا إنها قد ازدانت بهذا المسجد وازدادت به روعة وجمالاً، وذلك المسجد على ما به من مهابة وقداسة وما اجتمع إليه من جلال بهاء، معطل لم تقم فيه شعيرة من شعائر الدين؛ لأن جهات الاختصاص تتهرب عنه وتتبرأ منه، فوزارة الأوقاف لا تقبل الأشراف على إدارته لأنه لم تحيس عليه أعيان تتقي غلاتها بنفقاته ولا شيء من ذلك. ووزارة التجارة والصناعة وهي التي أنشأته نحواً من أربعين ألف جنيه لا تقبل أن تتحمل نفقات إدارته؛ وحسبها فيما يقال أنها أنشأته وأضافت به إلى مدينة الأقصر مظهراً من مظاهر التجميل والتحسين. ولقد اصبح المسجد حيران متعطلاً عنه بقرض وزارة الأوقاف والخيرات، وتجفوه وزارة التجارة والصناعة وهي أمه التي أنشأته وتربى في كنفها وتلته بالرعاية، فلما أكتمل بناؤه واستقام صرحه برمت به وتنكرت له فما أحوجه للعطف والرثاء!!
فهل من يدبره رحمة تنقذه من حيرته؟ وهل من نفس خيرة عامرة بالإيمان يهدهدها ويؤثر فيها ويثيرها للخير قوله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليم الآخر) الوحي الوحي والبدار البدار فخير البر عاجله والسلام.
علي إبراهيم القنديلي
نشر مخطوطة - تاريخ الموصل
علمت الإدارة الثقافية لجامعة الدول العربية أن المجمع العلمي العراقي ببغداد قرر نشر مخطوطة تاريخ الموصل لأبن زكريا محمد المعروف بابن إياس الأزدي. وقد باشر فعلاً بإعداد المسودات للطبع. وهذا الكتاب من الكتب القيمة التي تظهر نواحي مفيدة من تاريخ مدينة الموصل تلك المدينة التي كان لها شأن ثقافي وسياسي مهم.