مجلة الرسالة/العدد 790/الفتوة في اللغة وكتب الأدب وحياة الفتيان في

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 790/الفتوة في اللغة وكتب الأدب وحياة الفتيان في

مجلة الرسالة - العدد 790
الفتوة في اللغة وكتب الأدب وحياة الفتيان في
ملاحظات: بتاريخ: 23 - 08 - 1948


الجاهلية وعصور الإسلام

نقص قواميس اللغة العربية وقصورها عن تحديد المعاني

للأستاذ ضياء الدين الدخيلي

ولنقتطف من ديوان الحماسة اختيار أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، وقد شرحه الشيخ أبو زكريا التبريزي الشهير بالخطيب وكان تلميذاً للمعري.

قال النابغة الجعدي:

ألم تعلمي أني رزئت محارباً ... فما لك منه اليوم شئ ولا ليا

(فتى) كملت خيراته غير أنه ... جواد فما يبقى من المال باقيا

قال الخطيب في شرحه أنه يخاطب صاحبته أم محارب وقوله ألم تعلمي: ظاهرة تقرير، وإنما هو توجع وتلهف على ما فاته من المرثى محارب ابنه.

وقال ابن أهبان الفقعسي يرثي أخاه

على مثل هما تشق جيوبها ... وتعلن بالنوح النساء الفواقد

(فتى الحي) إن تلقاه في الحي أو يرى ... سوى الحي أو ضم الرجال المشاهد

طويل نجاد السيف يصبح بطنه ... خميصاً وجاديه على الزاد حامد

قال الخطيب جادية الذي يجتديه، ويطلب منه جعل الفتوة والرئاسة مسلمة له في كل حال وعلى كل وجه ألا ترى أنه قال هو الفتى بين رجال الحي وعند لقائك إياه فيهم وقوله أو يرى سوى الحي، أي في مكان آخر وفي قوم آخرين بدلا من الحي وقوله أو ضم الرجال المشاهد معناه وهو الفتى إذا حصلت وفود القبائل في مجامع الملوك وقال سلمة الجعفي يرثي أخا

أقول لنفسي في الخلاء ألومها ... لك الويل ما هذا التجلد والصبر

ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا ... أخي إذ أتى من دون أوصاله القبر

(فتى) كان يعطي السيف في الروع حقه ... إذا ثوب الداعي وتشقى به الجزر

(فتى) كان بدينه الغني من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر قال الخطيب ثوب الداعي أي دعا واصل التثويب أن يكون الرجل في مفازة لا يهتدي بها فيلوح بثوبه فربما رآه إنسان فيهديه وينجيه ثم استعمل في غيره.

وقال سالم بن وابصة الأسدي:

أحب (الفتى) ينفي الفواحش سمعه ... كأن به عن كل فاحشة وقرا

سليم دواعي الصدر لا باسطاً أذى ... ولا مانعاً خيراً ولا قائلا هجرا

وقال زياد بن حمل:

كم فيهم من (فتى) حلو شمائله ... جم الرماد إذا ما أخمد البرم

قال الخطيب كم للتكثير وموضعه رفع بالابتداء وخبره من فتى وجم الرماد كثيرة ولا يكثر الرماد إلا لكثرة الغاشية والأضياف والبرم الذي لا يدخل مع القوم في الميسر (نوع من القمار) والمراد إذا أخمد البرم النار لبخله.

وقال العريان:

ورحت إلى دار امرئ الصدق حوله ... مرابط أفراس وملعب (فتيان)

ومنحر مئناث يجرُّ حُوارُها ... وموضع إخوان إلى جنب إخوان

قال الخطيب: وملعب فتيان، لأنهم يجتمعون عنده لسخائه وقوله: يجر حوارها، لأنها تجزر وهو في بطنها فيجره من بطنها وروي في الحماسة ولم يذكر قائلهما:

وليس (فتى الفتيان) من جل همه ... صبوح وإن أمسى ففضل غبوق

ولكن (فتى الفتيان) من راح أو غدا ... لضرِّ عدوّ أو لنفع صديق

وقد اعترض علينا الأستاذ محمد عبد القادر، حيث أننا لم نذكر القائل وقد استشهدنا بالبيت الثاني أخذناه من تاج العروس ولم يذكر قائل البيتين في ديوان الحماسة إلا أن الخطيب التبريزي في شرحه بعد أن قال الصبوح شرب الغداة والغبوق شرب الخمرة في العشى. روى الأصمعي أن أكثم بن صيفي قال: اصحبْ من الإخوان منْ إن صحبته زانك، وإنْ خدمته صاتك، وإن اختللت عانك، إن رأى منك حسنةً جازاكَ عليها، أو سقطةٍ أغضى لك عنها، لا تختلف عليك طرائقه، ولا تخشى بوائقه. ثم أنشد البيتين: وليس فتى الفتيان الخ. ومن هذا يتبين قدمهما وصحة الاستشهاد بهما.

وقال أبو كبير الهذلي (عويمر بن حليس أحد بني سعد بن هذيل) ولقد سريت على الظلام بِمغشَم ... جَلْدٍ من (الفتيان) غير مُثقل

قال: سرى وأسرى بمعنى واحد، وعلى الظلام: أي في الظلام ويجوز أن يكون وعلى الظلام في موضع الحال أي وأنا على الظلام أي راكب له، والمغشَم من الغشَم: وهو الظلم، فإن قيل إذا كان السرَى لا يكون إلا ليلا، فلم قال على الظلام، ولم جاء في القرآن الذي أسرى بعبده ليلا؟ قيل المراد توسط الليل والدخول في معظمه، والجلد: الصلب القوي. وقوله غير مُثقل: أي كان حسن القبول محبباً إلى القلوب، قال، وقال أبو رياش (المغشم) الذي يغشم الأمور ويخلطها من غير تمييز، وقيل المِغشم ههنا: من إذا اختفى عليه الطريق اعتسف أي ركب الطريق على غير هداية ولا دراية.

وروى في الحماسة لامرأة من طيء:

دعا دعوة يوم الشرى يا لمالك ... ومن لا يُجَبْ عند الحفيظة يكلم

فيا ضيعة (الفتيان) إذ يعتلونه ... ببطن الشرى مثل الفنيق المسدَّم

(الشرى مكان، والحفيظة الغضب أي استغاث هذا الرجل بهذا الموضع فلم يجب، وقولها يكلم: كناية عن الغلبة والقتل، والعتل: القود بعتف، يقال عتله يعتله، ويا ضيعة الفتيان: لفظه لفظ النداء ومعناه الخبر كأنها قالت ضاع الفتيان جداً إذ كان أعداؤه يعنفون في قودهم إياه وهو كأنه فحل مشدود الفم خوفاً من صياله، والفنيق: الفحل، والمسدَّم: المشدود الفم الهائج الممنوع، وإنما يفعل به ذلك إذا هاج خوفاً من فضاضه.

وقال جابر بن ثعلب الطائي:

وقام إلى العاذلات يلمنني ... يقلن ألا تنفك ترحل مرحلا؟

فإن (الفتى) ذا الحزم رامٍ بنفسه ... جواشن هذا الليل كي يتمولا

وتزري بعقل المرء قلة ماله ... وإن كان أسرى من رجال وأحولا

(أي لا تزال ترتحل ارتحالا ومرحلا انتصب على المصدر وجواشن الليل صدوره وأوائله وأحواله أكثر حيلة).

وقال أبو النشناش:

فللموت خير للفتى من قعوده ... عديماً ومن مولى تدب عقاربه

(أي الموت خير للرجل من قعوده راضياً بفقره وبإفضال مولى يؤذيه بالمن، ودبيب العقارب: كناية عن الأذى وانتصب عديماً على الحال.

وقال آخر:

إذا القوم قالوا من فتى لعظيمة؟ ... فما كلهم يدعى ولكنه الفتى

فهذه النصوص الأدبية أظن أن فيها الكفاية لمن ارتاب في دلالة فتى على الشهامة والفروسية، ونود أن ننبه القارئ الكريم إلى أن الفتوة في العصر العباسي كانت تطلق على اجتماع بعض المياسير على اللهو واللذات تجمعهم الملاهي والعبث والترف والسماع، فقد وصف عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع حال الفتيان الذي كان يعاشرهم فقال:

في فتية بذلوا في القصف ما ملكوا ... وأنفقوا في التصابي العرض والنشبا

وجاء في (نهاية الأرب) فيمن شرب الخمر واشتهر بها، (ومنهم والبة بن الحباب الأسدي وهو الذي ربى أبا نواس وعلمه الفتوة وقول الشعر) ويفسر لنا أبو نؤاس تلك الفتوة التي درسها على والبة بقوله:

ما استكمل اللذات إلا فتى ... يشرب والمرد نداماه

هذا يغنيه وهذا إذا ... ناولهُ القهوة حياه

وقوله:

متيمُ القلب معناه ... جادت بماء الشوق عيناه

إن كان أبكاك الهوى مرة ... فطالما أضحككَ اللهُ

لا خير في العاشق إلا فتى ... لاطف مولاه وداراه

ودَافع الهجر وأيامه ... فالوصل لا شك قصاراه - (أي غايته)

وروى النواجي في حلبة الكميت أن أبا الهندي كان منهمكا في الخمر مغرماً بالشرب، ودخل حانة خمار فشرب عنده إلى أن غلب عليه السكر فنام، ودخل جماعة (فتيان) فرأوه على تلك الحالة فقالوا للخمار ما حال هذا؟ قال طيب العيش قالوا فألحقنا به فسقاهم حتى انتهوا إلى حاله فانتبه أبو الهندي فرآهم فقال للخمار ما حال هؤلاء؟ فقال مبسوطون، قال فالحقني بهم، فسقاه حتى لحق بهم، وانتبهوا فقالوا مثل ذلك إلى أن مضت عليهم عشرة أيام ولم يلتق بعضهم ببعض ثم أنشد أبو الهندي:

ندامى بعد عاشرة تلاقوا ... تضمهم (الفتوة) والسماح نقيم معاً وليس لنا تلاق ... بيت ما لنا منه براح

وجاء في الأغاني (وبع وفاته كان الفتيان يجيشون إلى قبره ويصبون القدح إذا انتهي إليه على قبره) وجاء في مسالك الأبصار عن حانة عون (أن عوناً كان ظريفاً طيب الشراب نظيف الثياب وكان فتيان الكوفة يشربون في حانوته ولا يختارون عليه أحداً).

وجاء في حلبة الكميت قال السري الرفا الموصلي:

وفتية زهر الآداب بينهم ... أبهى وأبهج من زهر الرياحين

مشوا إلى الراح مشى الرخ فانصرفوا ... يمشون من شربها مشى الفرازين

(في المنجد الرخ طائر وهمي كبير وأيضاً قطعة من قطع الشطرنج الجمع رخاخ ورخخة: وفرازين جمع فرزان وهي الملكة في لعب الشطرنج).

وبدهى أن الفتوة في النصوص الأخيرة لم تستعمل في المعاني التي استعملت فيها إشعار الحماسة وغيرها التي تقدمت، وإنما استعملت في معنى الانغماس في اللهو والسكر والسماع، وقد نسب الثعالبي في كتابه (الخاص للخاص) بيتين للأعشى أورد فيهما (فتى) في ذلك المعنى فقال:

وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها

لكي يعلم الناس إني (فتى) ... أتيت المروءة من بابها

وقد أكثر في الأغاني استعمال الفتوة في هذا المعنى فقد جاء في الجزء السابع وكان الوليد بن يزيد من (فتيان بين أمية) وظرفائهم وشعرائهم وأجدادهم وأشدائهم، وكان فاسقاً خليعاً متهماً في دينه مرمياً بالزندقة وشاع في أمره وظهر حتى أنكره الناس فقتل.

وعن الوليد أيضاً أنه أبلغه أن جماعة من بني مروان يعيبونه بالشراب فلعنهم وقال أنهم ليعيبون على ما لو كانت لهم فيه لذة ما تركوه وقال هذا الشعر وأمر عمر الوادي أن يغني فيه وهو من جيد شعره ومختاره:

ولقد قضيت وأن تجلل لمتى ... شيب - على رغم العدا لذاتي

من كاعبات كالدمى ومناصف ... ومراكب للصيد والنشوات

في (فتية) تأبى الهوان وجرههم ... شم الأنوف حجاحج سادات

أن يطلبوا بتراثهم يعطوا بها ... أو يطلبوا لا يدركوا بتراث وفيه كان الهذلي النقاش يغدو إليه (فتيان قريش) وقد عمل عمله بالليل ومعهم الطعام والشراب والدراهم فيقولون غننا الخ وقد قال فيه في التعريف بالهذلي هاذ أنه سعيد بن مسعود كان ينقش الحجارة بأبي قبيس (جبل في الحجاز) وكان فتيان من قريش يروحون إليه كل عشية فيأتون بطحاء يقال لها بطحاء قريش فيجلسون عليها ويأتيهم فيغني لهم ويكون معهم.

وفي الأغاني أن وضاحاً هوى امرأة يقال لها روضة، فذهبت به كل مذهب وخطبها فامتنع قومها من تزويجه إياها وعاتبه أهله وعشيرته فقال في ذلك:

يا أيها القلب بعض ما تجد ... قد يعيش المرء ثم يتئد

قد يكتم المرء حبه حقباً ... وهو عميد وقلبه كمد

ماذا تريدين من (فتى غزل) ... قد شفه السقم فيك والسهد؟

حديث الأصمعي عن الخليل بن أحمد أن وضاحاً كان يهوى امرأة من كندة يقال لها روضة.

وجاء في الأغاني عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه قال: دخلت الري فكنت آلف (فتياناً) من أهل النعم وهم لا يعرفونني فطال ذلك عليَّ إلى أن دعاني أحدهم ليلة إلى منزله فبت عنده فأخرج جارية له ومد لها ستارة فتغنت خلفها فرأيتها صالحة الأداء كثيرة الرواية فشوقتني إلى العراق وذكرتني أيامي بها فدعوت بعود فلما جئ به اندفعت فغنيت صوتي في شعري.

أنا بالري مقيم ... في قرى الري أهيم

وقد كنت صنعت هذا اللحن قديماً بالري فخرجت الجارية من وراء الستارة مبادرة إلى فأكبت على رأسي وقال أستاذي والله فقال لها مولاها أي أستاذيك هذا؟ قالت إبراهيم الموصلي فإذا هي إحدى الجواري اللاتي أخذن عني وطال العهد بها فأكرمني مولاها وبرني وخلع على فأقمت مدة بعد ذلك بالري وانتشر خبري بها ثم كتب بحملي إلى والي البلد فأشخصت.

فترى أن كلمة (فتيان) فد استعملت في العصر العباسي وأريد بها إخوان الطرب الذين جمعتهم العشرة على موائد اللذات فهؤلاء الفتيان الذين تعطينا القصص صورة مصغرة لحياتهم في العصر العباسي كانوا إخوان لهو وسكر وعربدة وهذا ما يحدد حياة الفتوة في ذلك العصر المترف كما توضح معالمها هذه القصص المنشورة في مجلدات الأغاني وغيرها من كتب الأدب وإليك صورة أخرى لحياة الفتوة الخليعة في العصر الأموي، جاء في الأغاني في أخبار الدلال أنه من ظرفاء المدينة في العصر الأموي وكان جميلا حسن البيان، ومن أحضر الناس جوابأ وأحجهم. وكان سليمان بن عبد الملك قد رق له حين خصي غلطاً قال وأن الدلال خرج يوماً مع (فتية من قريش) في نزهة لهم وكان معهم غلام جميل الوجه فأعجبه وعلم القوم بذلك فقالوا قد ظفر نابه بقية يومنا، وكان لا يصبر في مجلس حتى ينقضي وينصرف عنه استثقالا لمحادثة الرجال ومحبة في محادثة النساء فغمزوا الغلام عليه وفطن لذلك فغضب وقام لينصرف فأقسم الغلام عليه والقوم جميعاً فجلس وكان معهم شراب فشربوا وسقوه وحملوا عليه لئلا يبرح ثم سألوه وعلا نعيرهم فنذر بهم (علم) السلطان وتعادت الأشراد (تعادت من العدو وهو سرعة الجري) فأحسوا بالطلي فهربوا وبقى الغلام والدلال وما يطيقان براحاً من السكر فأخذا فأتى بهما أمير المدينة الخ فترى حياة هؤلاء الفتيان حياة تحلل من قيود العرف وتهرب من أحكام الشرائع الأدبية المتعارفة في عصرهم وهذا نموذج لحياة الفتوة في العصر الأموي وإذا تراجعنا للعصر الجاهلي فإن طرفة يحدثنا عن فتوته في معلقته والأعشى في بيتيه المتقدمين وتجد الفتوة إذ ذاك مزيجاً من الطرب والأنس والفروسية والنجدة وقد تكون نجدة وشهامة ورجولة كاملة لا غير كما في أشعار الحماسة التي أوردنا.

ومن هذا ترى أن الفتوة قد اختلف الناس باختلاف العصور والأزمان والبلدان - في فهم معناها ولولا ضيق الوقت لأتينا على عرض تاريخي مفصل للفتوة في الجاهلية وعصور الإسلام. إذ اقتصر حديثنا هذا على استعراض ما عثرنا عليه من النصوص الأدبية الموثوق بها لإثبات دعوانا السابقة من دلالة الفتوة على الشهامة والفروسية والنبل وكمال خصائص الرجولة، وعسى أن ننال ثقة الناقد الكريم وهل ندري هل يزيف شواهدنا أيضاً؟ أم يغضي على مضض وفي الغين قذي وفي الحلق شجا: الحق أن معنى (فتى) قد تجلى ولا غبار بعد اليوم عليه، وقد وضح الصبح لذي عينين والذي استهدفته من إطالة الحديث إعطاء القراء مثلا محسوساً لنقص كتب اللغة وعدم شرحها معاني المفردات كما هي إذ قد رأيت في مقالي الأسبق في العدد (782) أنها أجمعت على تفسير كلمة فتى بالرجل الكريم السخي ولم تلوح كلها أو جلها إلى ما تضمنته الكلمة من معاني الجلد والفروسية والنجدة والبطولة واستكمال مزايا الرجولة وصفات الشهامة في حين أن النصوص الموثوق بها والتي وضعتها بين يديك تصرح في تكذيب قواميس اللغة، ورميها بأنها سطحية لا تمنح الألفاظ إلا لمحة الطائر وفطنة العجلان).

ضياء الدخيلي