مجلة الرسالة/العدد 432/صرخة!!

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 432/صرخة!!

ملاحظات: بتاريخ: 13 - 10 - 1941



للأديب عبد الرحمن الخميسي

عَلامََ أَضْحَكُ وَالآفاقُ بَاكِيةُ ... وَالشَّمْسُ تَحْجُبُهَا الأنَواءُ وَالظُّلمُ

وَالريحُ قُد دَمْدَمَتْ في السَّهْلِ فَاختَنَقَتْ ... بِهَا الأزَاهِرُ صَرْعَى وَهْيَ تَبْتَسمُ

وَالسَّيلُ يُجَرْفُ مِنْ يَلقَاهُ مُؤتَلقاً ... حَيَّا وَيَتَركُ من أَحْرَى بهِ الْعَدَمُ

وَالنَّارُ تأكلُ ما اخضَرَّتْ مْناَبتهُ ... أمَّا الَهِشيمُ فَتُبْقِى عُمْرَهُ الرمَمُ

عَلامََ أَضْحَكُ يا رَباهُ مِنْ زَمَنِي؟ ... وَشاطئَي فَوْقَهُ الأَهْوَالُ تَرْتَطمُ!

لَكِنهَا ضحْكةُ البُرْكانِ قَاَذفةً ... مِنْ قلبيَ النَّارَ أَذكى أصْلَهَا الأَلمُ

إني أَقُولُ لهذا الدَّهرِ في صَلَفٍ: ... إشْرَبْ دِمائيَ وَاثمَلْ أيُّها النهِيمُ!

وَخُذْ فَهذا فُؤادِي في يَدِيَ قَلقٌ ... واشبعَ فيهاتَ يغشَى مُهْجَتي السأَمُ

هَيهاتَ تَبْلغُ إذلالِي وَتُخضِعُني ... إني عَتِيٌ قَوِيٌ ثَائِرُ بَرِمُ!

وَإنْ تَمزقْ ضُلوعي منكَ صَاِئَبةُ ... فَفي فَمِي مِنْْ جِرَاحي بَسْمَةُ وَدَمُ!

عبد الرحمن الخميسي