مجلة الرسالة/العدد 335/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 335/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 12 - 1939



في المسرح

1 - فجع المسرح الفرنسي بل العالمي في الإخراج والتمثيل بوفاة جورج بيتويف وقد شارك بيتويف المجددين من المخرجين الفرنسيين في فك قيود المسرح. فأتم هو وجوفيه ودولان وباتي مسعى كوبو (ومن قبله: في مسرحه الذي ثار فيه على الأوضاع المربوطة وأسم المسرح - والذي أحدثه هؤلاء النفر أنهم أنزلوا نص المسرحية في المنزل الأول فجعلوه كالصورة المنصوبة، وأخذوا هم يسلطون عليه الضوء من هنا والظل من هنا، من طريق الإخراج والتمثيل، حتى يبرز للعين وخصائصه تكاد تجسدها اليد، ودفائنه تتعلق بها البصيرة فتتصورها الحواس. وقديماً كان النص كالعجين يعجنه المخرج والممثل على أهوائهما. ومزية بيتويف أنه ذهب في الطريقة المستحدثة أبعد مذهب، وأشتهر بالبساطة بل بالسذاجة، وقد كنت أمل أداءه أو الأمر حتى فطنت إلى قوته المستترة وجلاله المتواري، فأدركت كم يجتهد الرجل (وزوجته أيضا: في ساعات التدريب حتى يبرز للنظارة كأنه غائب عنهم أو كأنه شبح يذهب ويجيء في عالم ثان. وكان بيتويف يختار من المسرحيات أبعدها غاية وأدقها لمحة وألطفها وضعاً. فأدى فيما أدى مسرحيات لأندرييف وتشيكوف الروسيين وإبسن النرويجي وشكسبير، وأقدم على بيرندللو الإيطالي فأقام باريس وأقعدها إذ أدى (ستة أشخاص يفتشون عن مؤلف) ثم أقدم على رابندرانات تاغور فأدى (رسالة أمال). فشق بتلك المسرحيات الدخيلة كوى ونوافذ في المسرح الفرنسي. وكان اعتماده على الجمهور المثقف، على الخاصة، وكثيراً ما راعتني قلة النظارة في مسرحه، ولكنه الفن الخالص، وبيتويف وأحزابه خدامه وسدنته. حتى أن الرجل كان يؤدي المسرحية الواقعية البينة المعالم في أسلوب يغلب عليه اللطف، رغبة في الإيحاء والإيهام؛ وهل المسرح سوى هذا؟

2 - وأما الفرقة القومية عندنا فلا تزال تقول: إن جمهورنا يريد كذا أو لا ينشط لكذا. بالله لم أنشئت الفرقة: ألتسلي الناس أم لترفع قدر المسرح وتستدرج النظارة إلى تذوق الفن الدقيق؟ إن في مصر عدداً من المسارح القائمة للتسلية وللترويج عن النفس، والربح من وراء ذلك. وإن كان هذا غرض الفرقة فلتهجر دار الأوبرة ولتقصد إلى شارع عماد الدين تنافس فيه ما تشاء. وإنا لنبرأ بالفرقة أن يستهويها مثل هذا. ولكن ماذا نصنع وهي تمنينا كذا وكذا ولا تصنع شيئاً. فإذا أصرت على أنها خرجت إلينا بأموالنا لتخدم الفن فهل راجعت ما هي عليه سائرة؟ هل نظرت في أمر لجنة القراءة التي تأذن في تأدية مسرحيات موضوعة قد نفض لونها وأختل أتساقها؟ هل جعلت لجنة من أهل الإطلاع والمعرفة تختار من المسرحيات الإفرنجية ما له شأن؟ هل عزمت على أن تطلب المدد ممن وقف حياته على فن المسرح؟ هل فطنت إلى إرضاء الخاصة؟ هل ذكرت أن في أوربة ما يقال له: (تأدية الشعر) وهي أن ينشد رجال الفرقة الحين بعد الحين قصائد ومقطوعات في كذا وكذا من الموضوعات؟

أن في رجال الفرقة وفيمن أقصوا عنها بغير حق من يقدر على معالجة الفن الخالص. فقد شهدت من سنوات (أهل الكهف). ثم شهدت أو من أمس (تحت سماء إسبانيا)، فرأيت إخراجاً حسناً وتمثيلاً صحيحاً؛ ولن أنسى مشهداً أجتمع فيه زوزو الحكيم وعلام ومنسي فهمي وعباس فارس فتجلى الصدق في الإحساس والتعبير، ومن وراء ذلك فتوح نشاطي. إلا أن المسرحية نفسها ليست بآية، وهي أقرب إلى رواية سينمائية منها إلى مسرحية، وذلك لما فيها من التأثير المباشر والحوادث النفاضة فكيف يكون السبيل إلى التلطف في الإخراج وبث الأوهام؟ ولم أر اسم المؤلف ولا عنوان المسرحية في لغتها على صفحات البرنامج الذي دفع إلي وأنا أدخل إلى دار الأوبرة، وهذا غريب. وعلى كل حال فإن في المسرحيات الإفرنجية ما هو خير وأعلى

وبعد فقد كتبت (الرسالة 332) أن إدارة الفرقة (وغيرها) تسرف في بذل تذاكر الدخول لهذا ولذاك على حين أنها تضن بها على الكتاب المقدمين والنقاد البصراء، فسألت من سألت أن يتدارك الأمر. وبلغني بعد ذلك أن وزارة الشؤون الاجتماعية جعلت للإسراف حداً عنيفاً. على أن التشديد هنا كالترخص؛ أفلا نطلب الاعتدال؟ والوجه أن تعمل قائمة تدون فيها أسماء الذين يدعون في الليلة الأولى وفيهم النقاد والكتاب. أما الممثلون فلهم أن يظفروا بعدد من التذاكر على ألا يدعوا حلاقهم وطباخهم وبقال الناحية. . . إلا إذا كانوا من طلاب الفن. ومتى أقول الفن الخالص؟

بشر فارس لغة الأدب ولغة العلم

من تقصى محققاً كما يتقصى الفاضل الباحث (الدكتور بشر فارس) الأديب العربي المشهور علم (أن اللغة لا تنحصر في الإنشاء الأدبي فثمة الإنشاء العلمي، وله أن يجري إلى جانب الإنشاء الأدبي: هذا في شعب وذاك في شعب، وفي تاريخ آدابنا ما يؤيد هذا. . .)

ولي شيء كنت قلته في تضاعيف كلام في خطبة طويلة منذ ثلاثة عشر سنة - يعضد المعنى الذي غزاه (أي قصده) الدكتور المفضال، وقد رأيت أن أشيع مقالة (الفارس) - وإن لم تفتقر إلى تقوية - بأن أروي اليوم في (الرسالة الغراء) ذاك الكلام:

. . . لا تلوموا العربية ولوموا أمة ركضت إلى الدعة (قبح الله الدعة) ثم قعدت

ليس المروءة أن تبيت منَّعما ... وتظل معتكفاً على الأقداح

ما للرجال وللتنعم، إنما ... خلقوا ليوم كريهة وكفاح

والحركة - كما قالوا - ولود والسكون عاقر، وقد قال أبيقور: أي معنى للكون بالسلم بفقدان الحركة؟ ولام هذا الحكيم هومير حين سأل الآلهة أن تصطلح كي تزول الحروب

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت ... حبال الهويني بالفتى أن تقطعا

وأبن نتشه يرى أن عمل الرجال إنما هو القتال، وعمل النساء هو تمريض الجرحى. وليس القصد (يا بني) أن تغلب أو أنتغلب بل القصد أن تكون حرب، أن تكون حركة. . .

. . . فليست اللغة العربية (والحالة في تلكم العصور كما سمعتم عنها) بمستأهله أن تلام وأن تعاب، فإنها لا بست ضعفاء فلبست كساء ضعف، وعاشرت وضعاء فارتدت شعار ضعة، وما الضعف وما الضعة (والله) من خلائقها. ولو استمرت تلك القوة، ولو استمرت تلك المدنية، ولو لم يكن ما كتب في اللوح أن يكون - لملأت بدائع العربية الدنيا، فإنها معدن البدائع، ومنجم كل عبقري رائع.

على أن لغة العلم في العربية، وللعلم لغة وللأدب لغة، لم تضم ضيم أختها، وما المقاصد والمواقف وشرحاهما، وأقوال أبن الخطيب ومقدمة أبن خلدون، وكلها في العصور المتأخرة، بالتي تذم (في أسلوب اللغة العلمي) جملتها. . .

(ن)

أصدقاء المؤلف!

أخي الأستاذ الزيات

يجب أن تصدق ما أقصه عليك:

هل تعرف أن مؤلفاتي ستضيع أصدقائي؟

هو، والله، ذلك: فكل صديق ينتظر أن أهدي إليه مؤلفاتي، فإن لم أفعل فأنا عنده من أهل العقوق!

وهل يصدق قراؤك ما أقص عليهم؟

ليسمعوا، إن شاءوا:

إن صداقتي لمجلة الرسالة لا تخفي على أحد، وقد بذلت في خدمتها ما أطيق، وجهد المقل قليل، ومع ذلك رفضت أن ترسل ألي هديةً، فأنا أشتريها من السوق كما يصنع سائر القراء، وكذلك حالي مع جميع الجرائد والمجلات، إلا ما يتفضل به كرام الصحفيين في مصر ولبنان والحجاز وسورية والعراق

وكانت حجتي يوم رفضت هديتك أني حين أشتري الرسالة أحس أني أقول: (صباح الخير، يا صديقي الزيات) وقد أشترى العدد الواحد مرتين أو ثلاثة مرات ليشعر الباعة الذين يعرضونها عليّ بأن الأدب شيء مقبول، وله أنصار أوفياء. هذا، وقد كان من عادتي أن أهدي مؤلفاتي إلى محرري الجرائد والمجلات ليؤدوا واجب النقد الأدبي في التنويه بالمؤلفات الحديثة، ولكني لاحظت أنهم يفرطون في هذا الواجب بحجة أني أقدم إليهم عدة كتب في العام الواحد وهم لا يستطيعون أن يتحدثوا عني في كل عام عدة مرات!

أفلا يكون من الذوق أن أعفى أولئك الأصدقاء من هذا الواجب؟!

قد أعفيتهم، فهل يعفونني من العتاب حين أبخل عليهم بمؤلفاتي وأنا أنفق عليها من رزقي وأرزاق أطفالي؟

وفي ختام هذه الكلمة أراني مضطراً إلى التنويه بفضل الأستاذ خليل بك ثابت فقد كان دائماً مثال الرجل الحريص على الواجب. أما الأستاذ حافظ محمود فقد حفظ لمؤلفاتي مكاناً في السياسة الأسبوعية، وأما الأستاذ المازني فهو من المعتوب عليهم. وهذا آخر العهد بإهداء مؤلفاتي إلى أصدقائي، ولا أستثني الأستاذ الزيات ولا الدكتور طه حسين ولا الأستاذ أحمد أمين!!

زكي مبارك

في كلية الآداب

أشار (جامعي) في العدد السابق من الرسالة إلى حوادث تدل على مقدار كبير من المحاباة يتمتع به أجنبي يدرس الآن في كلية الآداب، وعلى أنه يحظى برعاية لا يصيبها مصري أحق منه. وجاءت هذه الإشارة عقب كلمة الدكتور بشر فارس في العدد الذي سبقه وهي الكلمة التي كانت لها فضل كبير في تنبيه الأذهان إلى مدى الخطوة التي يجود بها بعضنا على الغريب على حساب دافعي الضرائب المصريين، فيطمع في المزيد منها ولو كان في ذلك حرمان للمصري. ولا شك أن كثيراً من شباب مصر الذي نبغ في معاهدها، ثم نال من الإجازات من معاهد أوربا أكثر مما نال هذا المدرس الأجنبي، ثم لا يجد بعد طول التحصيل عملاً يفيد به الأمة - يشكر للدكتور بشر فارس صراحته وشجاعته. وأني لأعرف بينهم من يود إعلان تأييده إياه وبسط شكواه من الواقع لولا خشية الذين يضرون وينفعون.

وإني أرجو أن تتفضل (الرسالة) بإفساح صدرها لشرح حقائق أخرى تضاف إلى حساب هذا الشاب الأجنبي الذي عين في كلية الآداب بمرتب يزيد على مرتب أثنين من المصريين الذين أتموا من الدراسة والتحصيل ما لم يتم، وحصلوا من الإجازات على ما لم يحصل عليه.

أن الرجل عين في مصر بسعي مستشرق فرنسي كبير ذي نفوذ واسع وكلمة نافذة في بعض الدوائر المصرية، وذلك بعد أن رفضت وزارة المعارف الفرنسية تجديد عقده الذي كان يمنحه سنوياً في باريس مبلغاً يقل بكثير - على حسب سعر العملة اليوم - عن مرتبه الشهري في مصر؛ وقد فعلت هذا حكومة فرنسا الغنية ابتغاءً للاقتصاد. وتم تعيينه عندنا في عام 1936. وفي عام 1937 منحته كلية الآداب مكافأة لتمضية العطلة الصيفية في فرنسا وفعلت مثل هذا في عام 1938. والمتداول عندنا أن المكافأة الثانية صرفت من الاعتماد المخصص لمكافآت الطلبة. ثم أن الكلية ذهبت في سخائها الحاتمي إلى زيادة مرتبه مرتين، وقررت أيضاً منحه مبلغ خمسمائة جنيه مصري إعانة له على طبع رسالته التي يتقدم بها أمام جامعة باريس لنيل الدكتوراه في الآداب. كل هذه الألوان المتعاقبة من المحاباة نفذت في زمن قصير بتوصية المستشرق الكبير الذي سبقت الإشارة إليه.

وأني لأعرف أديباً مصرياً مشهوراً طلب إلى كلية الآداب منذ عشرة أعوام أن تعينه على طبع رسالته للدكتوراه أمام جامعة باريس فلم يجد أذناً مصغية، وكان هذا الأديب في حاجة إلى الإعانة وقتئذ، إذ لم تجر عليه كلية الآداب راتباً شهرياً بل كان يجاهد بقلمه ليعيش أثناء إقامته للتحصيل في العاصمة الفرنسية. ولعل هذا الأديب يقرأ هذه الكلمة فيزكي هذه الذكرى بقلمه لينصف حقاً من حقوق الأمة.

وأني أتمنى أن يجرؤ كل عارف لمثل هذه الحقائق على نشرها ليمتنع حصول مثلها. وهذا أبر بالشعب من محاربة بعضنا لبعض واضطرار الكثير منا إلى الالتجاء إلى الأجنبي يشتري عونه وحمايته بأموال مواطنيه، وهو لا يبيعه العون والحماية إلا ليثبت مصلحة له يعلم من يعلم مقدار خطرها.

جامعي آخر

إلى الأستاذ الجليل (النشاشيبي)

كثير الجدال في صحة نسبة نهج البلاغة وتقارعت الأدلة. فمن يرى أنه للشريف الرضي لا للإمام عليّ يقول أن أسلوبه أسلوب العصر العباسي لا أسلوب الصدر الأول، ومن قابل بينه وبين آثار العصرين، والثابت من مأثور العهدين، وكان من نقدة الكلام وجهابذة القول حكم بإحالة صدوره عن الإمام. وإن فيه من الطعن على الصحابة ما ينزه عنه أبو الحسنين ويناقض ما روي عنه (بالتواتر) من الثناء على الشيخين ومبايعتهما والرضا باتباعهما، وإن فيه أشياء من مصطلحات أهل العلوم التي لم تكن قد وضعت على عهد الإمام أصولها، ولا أصطلح على تلك الألفاظ فيها، وإن فيه ما يخالف (طبائع الأشياء). فقد كان الإمام مدة خلافته كلها في حروب ومشاكل لا يفرغ معها ولا يجد داعياً ولا مجالاً لإلقاء خطبة طويلة في وصف الطواويس وأنواع الخلق أو البحث في فلسفة اللاهوت - هذه الحجج لمن ينفي، ولمن يثبت حجج دفاعية (يرونها) مقنعة - وقد كنا في مجلس (هو واحد من مئات أمثاله) أشتد فيه بيننا الخصام وامتد الجدال، ثم اتفقنا على تحكيم أعلم الناس بمراجع هذا البحث وأوسعهم اطلاعاً عليها، ومن قوله فيها القول، فوجدنا هذا الشرط في حجة الأدب النشاشيبي

فهل لك يا أستاذنا الجليل أن تقول (كلمة الفصل) في هذا الموضوع فتخدم بذلك الحقيقة ولأدب وأهلهما؟

(العراق)

(سائل)

اليونان والبلاغة العربية

ذهب الدكتور طه حسين بك في بحثه الذي صدر به كتاب نقد النثر لقدامة إلى أن قواعد البلاغة إنما أسست على ما وضع أرسطو، ونقله العرب عن اليونانية، وشايعه على ذلك الأستاذ البشري (الهلال يناير 1936) وقد وجدت في المثل السائر لأبن الأثير وهو من أشهر كتب البلاغة وأجودها كلمة في هذا الموضوع، رأيت أن أطرف بها من لم يطلع عليها من القراء قال: (. . . فإن قلت إن هؤلاء وقفوا على ما ذكره علماء اليونان وتعلموا منه، قلت لك في الجواب هذا شيء لم يكن (إلى أن قال): وهذا باطل بي أنا، فإني لم أعلم شيئاً مما ذكره حكماء اليونان ولا عرفته، ومع هذا فأنظر إلى كلامي (إلى أن قال): ولقد فاوضني بعض المتفلسفين في هذا وانساق الكلام إلى شيء ذكره لأبي علي بن سينا في الخطابة والشعر وذكر ضرباً من ضروب الشعر اليوناني يسمى اللاغوذيا (؟) وقام فأحضر كتاب الشفاء لأبي علي، فوقفني على ما ذكره، فلما وقفت عليه استجهلته فإنه طول فيه وعرض كأنه يخاطب بعض اليونان، وكل الذي ذكره لغو لا يستفيد منه صاحب الكلام العربي شيئاً)

ولست أنقض ما رآه الدكتور طه حسين ولا أثبته، ولكنني أردت إطراف القراء

(ع. ط) يوميات نائب في الأرياف بالفرنسية

وقع تساهل في ترجمة الفقرة الأخيرة من مقال مجلة مريان الفرنسية عن هذا الكتاب الذي نشرناها في العدد الماضي، فقد ورد فيها: (أنه يكتب لمجرد الرغبة في الكتابة). والأقرب إلى الصواب: (أنه يكتب لأنه يجد لذة في الكتابة).