وفي صلاة الباعوث المسماة (التقبيلة). وهل تريد دليلا أقوى على التساهل الكائن بين الفريقين من مأذنة الجامع الملاصقة لجرس الكنيسة في حي الزيتون. ومما يجدر بنا ذكره في هذا المضمار ان المسيحيين ما عادوا يسمون أبنائهم بأسماء أفرنجية كما كانت عادتهم من قبل. بل أخذوا يسمونهم بأسماء عربية بحتة كخولة، وهالة، وعبلة، والوليد، وطارق، وجلا ، ومي، وحاتم، ولميا، وفاروق، وهاني.



ومما يجدر ذكره في هذا الصدد أن قدس الأب الايكونومس إلياس الرشماوي١ الرئيس الروحي للروم الارثوذكس بغزة (١٩٤٢ م) أهدى مكتبة الجامع الكبير الاسلامية عدداً غير قليل من كتبه. وأن هذا الرئيس الروحي ابرق إلى القائد العام عام ۱۹۳۷ برقية طلب فيها العفو عن أولاد شملخ المسلمين الذين حكم عليهم بالاعدام لحملهم السلاح واشتراكهم بالثورة الفلسطينية، وقد اختم برقيته بالعبارة التالية:
«طوبى للرحماء! فأنهم يرحمون!»
ولما عفى عنهم، أبرق إلى القائد برقية اخرى يشكره فيها، وقد اختتمها بالقسم الباقي من الآية نفسها كما وردت في الانجيل، قال: « فطوباكم!»
- ↑ تولى هذا الأب رعاية الطائفة الارثوذكسية بغزة بتاريخ ٢٥ إيلول ١٩٢٤ ولا يزال يرعاها في يومنا هذا. ولد فى (بيت ساحور) وتلقى علومه الأولية فيها. ثم تعلم في مدرسة مار متري الاكليريكية بالقدس (١٩١٤) ثم اقيم كاهناً على شرق الاردن، ثم اختير رئيساً روحياً لغزة وهو في نفس الوقت رئيس المحكمة الكنائسية التي يشمل اختصاصها غزة وبئر السبع والمجدل وسائر أنحاء فلسطين الجنوبية. إنه على صلات ودية مع علماء المسلمين، يزورونه ویزورهم. ويتعاون معهم في جميع المسائل الاجتماعية والقومية.