حيث نفذ القانون البيزنطي الذي يقر الانثى كالذكر من حيث الارث. وتألفت محكمة كنائسية في غزة لهذه الغاية.
إنه وإن كان للمسلمين مساجد وللمسيحيين كنائس، يذهبون إليها متفرقين اثناء الصلاة والعبادة، إلا أنني كثيراً ما رأيت المسيحيين يشاطرون إخوانهم المسلمين في مساجدهم أثناء قرأءة المولد النبوي، ويغلقون متاجرهم. ليس هذا فحسب، بل يقوم اثناء الاحتفال بالمولد النبوي شاب من شبان المسيحيين المثقفين تثقيفاً عالياً— ألا وهو حنا افندي بن المرحوم داود افندي فرح الملقب بدهده— ويخطب المسلمين الذين اجتمعوا في دار المجلس البلدي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول لسنة اثنين وستين وثلاثمئة بعد الألف للهجرة (١٩٤٣ م) ويقول:
«إنني باسم العروبة أقف هذه الوقفة في هذا العيد السعيد لأمدح واحيي رسول العرب، وبطلهم وجامع شملهم، وموطد كيانهم، وباني مجدهم، ومؤسس وحدتهم. وإنني لارجو أن لا يحمل قولي محمل المواربة والمراياة فيقول البعض ما لهذا النصراني يقف وقفة الخطيب بين المسلمين في يوم عيدهم فيمدح نبيهم؟ أو ليس ذلك استخذاء ومحاباة منه دفعه اليهما غرض في نفسه أو مرض في قلبه؟ كلا أيها السادة. بل إنها القومية الصرفة، والعروبة الصرفة المتوطنة في قرارة نفسي؛ هي المحبة الخالصة لعروبتي، والتي يتبدد أمامها كل اعتبار آخر، دفعتني لاقول كلمتي هذه. فأنتم مسلمون تحتفلون بهذا العيد من وجهة دينية، وأما أنا فانني احتفل به من وجهة قومية. إنني بهذا اليوم أحيي البطولة العربية، والعظمة العربية، والنبوغ العربي؛ فقبل أن يكون محمد نبياً كان بطلاً عربياً، وقبل أن أكون مسيحياً كنت في عربياً. وإنني كفتى عربي أقف لأمدح البطل العربي، إبن جلدتي ودمي، وباني مجدي وسؤددي. لقد طبع الناس على أن يعظموا البطولة مهما كان شكلها. فاذا كنا من هذه الناحية، نعظم لويس الرابع عشر ونابوليون وباستور وهم فرنسيون؛ ونكبر موسی و داود وسليمان وهم يهود؛ ونعظم شكسبير وبيرون وتشرشل وهم إنكليز؛ ونكبر كونفوشيوس وبوذا الهنديين، وزرادشت الفارسي، وهم وثنيون؛ فكيف لا نعظم ابن الجزيرة الأوحد محمداً البطل العربي. وهو كما تعلمون أعظم الأبطال خطراً وأجلهم شأنا وأسماهم خلقا وأعلاهم قدراً...»
ولقد رأيت المسلمين يرتادون الكنيسة في عيد الفصح، وليلة جناز المسيح،