جارية. منها (عين السجان). التي يزداد ماؤها في فصل الشتاء، ويقل في فصل الصيف. والمياه التي تنبع منها تجري على وجه الأرض، ثم تغور في حفرة من الأرض. لو شرب جيش برمته من ماء هذه القرية وظل يفعل ذلك مدة عشرة أيام وعشر ليال متواصلات لما نقصت كمية المياه التي فيها. والغريب في الأمر أن ماءها لا يفيض، ويعتقد الأهلون أنه إذا شربت الطيور والحيوانات الداجنة والوحوش من مائها فان شعرها ووبرها يزول فوراً. وأما الانسان فلا. إنه(أي الانسان) إذا شرب من مائها يجد فيه العلاج الشافي للكثير من أوجاعه وآلامه».
٢٤— وفي أيام السلطان عثمان الثالث سنة ١٧٤٧م (١١٦٨ هـ) حكم غزة الحاج حسين باشا مكي١ وقد صار حاكماً فيها. ثم صار حاكماً في القدس (١١٦٩هـ) وفي صيدا. ثم صار أميراً للحج ووالياً في الشام. إنه وان لم يكن شرها في جمع المال كغيره من الحكام، إلا أنه كان بطيء الحركة. ولذلك حصل في زمنه تطاول من اليرلية٢ والقبوقول٣. وحدثت فتن لا عهد للبلاد بمثلها من قبل. وقد ظهر غلاء شديد. فضجت الرعايا، وحصل ضيق، واشتدت الامور. وقد اعتدى بنو صخر على الحجاج في عهده، فنهبوهم وقتلوا أمير الامراء موسى باشا المعراوي وقد كان أمير الجردة، وفز هو (أي حسين باشا مكي) إلى قلعة تبوك، ومنها جاء مختفياً إلى غزة. وبقي في غزة حتى أتته رتبة الوزارة مع منصب مرعش، فتوجه إليها. وبعد أن حكمها سنة أقيل منها، فعاد إلى غزة. ومات فيها.
٢٥— وقد ألم بغزة شيء من العناء اثناء الحروب التي قامت بين كبير الزيادنة
- ↑ هو حسين باشا بن محمد بن الحاج محمد بن الحاج مكي المعروف بالفخر الغزى. جاء في (سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر) أنه نشأ فى غزة، وتوجه إلى اسلامبول مع أبيه محمد مكي عندما أخذ هذا بلاد غزة اقطاعاً له بطريق المالكانة. وبينما كان أبوه كتخدا لاسعد باشا العظم حاكم دمشق، كان حسين باشا حاكماً في غزة. راجع ما كتبناه عنه في الجزء الثانى الذي خصصناه لتاريخ عائلات غزة ورجالها الأقدمين.
- ↑ الجند الوطني.
- ↑ الحرس المحلي