-۱۸۳-
( ظاهر العمر ) (۱) وبين ( عثمان باشا الصادق ) الكرجي الذي ولي الشام من قبل الدولة التركية عام ١٧٦٤ م ( ۱۱۸٥ هـ ) . وبالرغم من أن الدولة وسعت سلطة عثمان باشا إلى تخوم غزة ، إلا أن النصر كان حليف ظاهر في المعارك التي جرت بين الفريقين . ذلك لأن ( علي بك الكبير ( حاكم مصر كان أصدق صديق لظاهر وقد أرسل لنجدته جيشاً بقيادة ) محمد بك أبي الذهب ) . فمر هذا بجيشه بغزة وسار إلى دمشق . أضف إلى ذلك أن ظاهراً استعان بكاترين امبراطورة الروس فأمرت هذه سفنها التي كانت راسية في ميناء حيفا ، فضربت بيروت وأمنت له النصر.
٢٦- ومن رجال الدولة العثمانية الذين اشتهروا سنة ١٧٧٥ م (الدنكزلي). كان هذا حاكماً في صيدا فحدثته نفسه بعصيان دولته . فأرسلت لمحاربته ومحاربة صديقه ظاهر العمر سفناً بقيادة حسن باشا قبطان . فجاء حسن باشا وحاصر صيدا أولا . قمر الدنكزلي حاكمها إلى عكا . وكان من رأي الدنكزلي ارضاء حسن باشا بالمال . فعارضه ابراهيم الصباغ في رأيه وعمل ظاهر برأي الصباغ ، فخرج الدنكزلي غاضباً . وخرج معه رجال المغاربة وكانوا ركن الشيخ ظاهر في الدفاع.
ولما قتل الشيخ ظاهر بعيار ناري من أحد أتباعه المغاربة قتل حسن باشا قاتله ، ونفى ابراهيم الصباغ إلى الآستانة حيث شنقه . وارسل الدنكزلي واليا على غزة . وارسل معه من دس له السم في الطريق فمات.
۲۷- و من رجال الدولة العثمانية الذين اشتهروا سنة ١٧٧٦ للميلاد ( أحمد باشا الجزار ) (٢) . فقد صادق هذا عثمان باشا والي دمشق ، وخاصم ظاهر العمر.
(1) يقال لاسرته ( الظواهر ) أو ( الزيادة ( نسبة إلى زيدان جد ظاهر . وزيدان
هذا من قبائل عرب الطائف في الحجاز . غادرها عام ١٦٩٠م على أثر محل أصاب الزرع .
وكان له ، ولأولاده من بعده ، شأن يذكر في بلاد الشام وفى صفد وشمال فلسطين . حتى أنه لم
يرق في عين الدولة نفوذهم هذا ، فجهزت جيشاً لمحاربتهم . ولكنها عادت فاعترفت لظاهر
ولأولاده من بعده بالولاية على جميع بلاد الجليل . فمد رواق الأمن ، وحالف قبائل البادية
وظل مسيطراً على أكثر أنحاء البلاد حتى شاخ وقتله رجل من اتباعه المغاربة ) ١٧٧٤م ) .
(۲) ولد سنة ۱۷۲۰م فى إحدى قرى البوسنة . وهرب من بلاده إلى الآستانة. ثم بيع في مصر بيع العبيد . وصار مملوكاً في قصر ) أحمد بك أبي الذهب ) . فتوسم هذا فيه الخير والمندرة على الفتك فاستخدمه لاتمام مقاصده ولنيل من اعدائه . وكان فعلا عند ظنه فقتك بعد كبير منهم . ولذلك لقب بالجزار وقد توفى سنة ١٨٠٤ ودفن في عكا.