جمع بعض العربان وتقدم إلى غزة هو والأمير (ارزمك الناشف)أحد المقدمين و(دولات باي) نائب غزة وأصله من مماليك السلطان الغوري وجماعة من المماليك السلطانية. فقاطعوا على عسكر ابن عثمان من طريق الدرب السلطاني، وتلاقوا معهم على الشريعة بالقرب من بيسان. وكان باش عسكر العثمانية سنان باشا، ومعه آخرون من امرائه ومن المعسكر العثمانية الخلق الكثير. وكان جان بردي الغزالي ومن معه من الأمراء في فئة قليلة من العسكر. فوقع بين الفريقين هناك معركة هائلة تشيب منها النواصي، فانكسر الأمير جان بردي الغزالي ومن معه من الامراء والعساكر، وجرح الأمير جان بردي نفسه. ولم ينج من عسكر مصر في هذه المعركة إلا من طال عمره طال عمره. ورجع إلى مصر الأمير دولات باي نائب غزة، ورجع معه سائر الامراء والعسكر الذين كانوا توجهوا إلى غزة. رجعوا كلهم مكسورين بعضهم راكباً على حمير وبعضهم على جمال. وقد نهبت اقمشتهم واسلحتهم وخيولهم. وذكر الجنود المغلوبون أن مع عسكر ابن عثمان رماحاً بكلاليب يخطفون بها الفارس عن فرسه ويلقونه على الأرض. وقيل عنهم أنهم مثل الجراد المنتشر لا يحصي عددهم، وان معهم رماة بالبندق الرصاص على عجلات خشب تسحبها أبقار وجواميس في أول العسكر. واشيع ايضاً أن عسكر ابن عثمان يقتلون الناس من غير شفقة ولا رحمة، وانهم يتجاهرون بالمعاصي والفسوق، وأنهم لا يصومون شهر رمضان، ويشربون فيه الخمر والبوزة، ويستعملون فيه الحشيش، ويفعلون الفاحشة في الصبيان المرد في شهر رمضان، وان ابن عثمان لا يصلي صلاة الجمعة إلا نادراً.
۱۳— قال ابن اياس الذي نقلنا عنه هذا الخبر: «أن الغزالي لما تلاقى مع سنان باشا على الشريعة اشيع في غزة أن الغزالي قد انتصر على عسكر ابن عثمان وقتل سنان باشا وعسكر ابن عثمان. فبادر (علي باي دوادار) نائب غزة وأجناده فنهبوا وطاق العثمانيين، وأحرقوا خيامهم، وقتلوا من كان في الوطاق والمدينة من العثمانية نحو اربعمائة إنسان ما بين شيوخ وصبيان وممن كان بها مريضاً. فلما ظهر أن الكسرة على عسكر مصر، وقتل من قتل من الأمراء ، رجع سنان باشا إلى غزة فوجد من كان بها قد قتل، ونهب الوطاق. فجمع أهل غزة قاطبة وقال لهم: من فعل ذلك بنا؟ قالوا: علي باي دوادار نائب غزة وأجناد غزة، ولم نفعل نحن شيئاً من ذلك. فأمر سنان باشا بكبس بيوت غزة فوجدوا فيها قماش العثمانية، وخيولهم،