انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٧٣-

وخيامهم . فقال لهم سنان باشا : نحن لما دخلنا غزة هل شوشنا على أحد منكم . قالوا : لا . فقال لهم : كيف فعلتم بعسكرنا ذلك ؟ فلم يأتوا بجواب ولا عذر ولا حجة . فعند ذلك أمر عسكره أن يلعبوا فيهم بالسيف . فقتلوا ما لا يحصى عدده . وراح الصالح بالطالح » . وقال ايضاً : إن ما فعله عسكر ابن عثمان بأهل غزة من القتل والنهب والسي كان له تأثير على العربان في البلاد التي بين غزة ومصر . وأخذ الناس يتخوفون ، والمماليك يهربون . فنادى السلطان إليه المماليك الذين حضروا إلى غزة وونجهم بالكلام وقال لهم : كيف هربتم حتى كرتم الأمراء ولم تقاتلوا ، وبقي وجهكم أسود بين الناس ) .


١٤ - وقد التقى جيش العثمانيين مع جيش المصريين في خان يونس ايضاً ، فشتته . ثم صار إلى مصر فافتتحها . ولم يجد السلطان سليم في طريقه أية صعوبة (١) في اجتياز الصحراء الواقعة على بعد بضعة أميال من جنوب غزة إلى وادي النيل ؛ إلا من القبائل البدوية التي كانت تغزو الغازين ، فتقلقهم (٢) . بيد أن السلطان سليم تمكن من تشتيت شمل هذه القبائل ايضاً.

ولما دخل مصر قتل مليكها ) طومان باي ( الذي قلنا أنه تولى الملك فيها بعد موت السلطان غوري . قتله شنقاً ، كما قطع رؤوس عدد كبير من المماليك الشراكسة، ورؤوس الكثيرين من العربات الذين كانوا معهم .

١٥ - ولما تم احتلال مصر ، وصفا للسلطان سليم الجو اعتزم الرجوع إلى القسطنطينية . فجعل يونس باشا نائباً عنه في مصر . وخلع على شخص من جماعته فقرره نائباً عنه في غزة . وخلع على شخص آخر فقرره نائب القدس . ثم انتدب

(۱) كان السلطان سليم قد أعد خمسين ألف جمل ، أخذ الشطر الأكبر منها من غزة وما جاورها ، وذلك لحمل المياه فى الصحراء. إلا أن السماء جادت عليه بالمطر الغزير فاستغنى عن قسم كبير منها . (٢) كان عدد الغزاة من البدو في بعض الأحيان كبيراً بدرجة أن اقلقت بال سنان باشا قائد جيش العثمانيين. وظن مرة انهم الجيش النظامي المصرى زاحف بقيادة ) طومان باى ) وان عددهم يفوق عدد العثمانيين . فرفع الأمر إلى السلطان . وأمر هذا بأحضار جواده ، لئلا يقع فى أسرهم . ولكن سرعان ما انكشف الغطاء وفهمت حقيقة الأمر . ويقول المؤرخ التركي ( ابو الفاروق ( الذى نقلنا عنه هذا الخبر أن السلطان سليم غضب حتى أنه كاد يقطع رأس سنان باشا لأنه لم يبحث الخبر جيداً ، ولم يترو في نقله إليه.