انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/172

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
—١٧١—

٩— سار السلطان سليم عن طريق البر إلى غزة فعصت عليه، ففتحها حرباً وكان ذلك عام ١٥٠١ للميلاد (۹۲۲ هـ). وكان جان الغزالي١ قائداً عاماً للجيش الذي أرسله طومان باي لمقاتلة السلطان سليم كما قدمنا. فغلب هذا على أمره في المعركة التي جرت بينه وبين الاتراك في غزة، وفر.

۱۰— أرسل السلطان سليم إلى السلطان طومان باي بعد فتح غزة الانذار التالي: (أما بعد فان الله قد أوحى إلي بأن أملك البلاد شرقاً وغرباً، كما ملكها الإسكندر ذو القرنين. إنك مملوك تباع وتشرى، ولا تصح لك ولاية. وأما أنا فاني ملك ابن ملك إلى عشرين جد. وقد توليت الملك بعيد من الخليفة والقضاة. فاذا أردت أن تنجو من سطوتي وبأسي فاضرب السكة في مصر باسمي وكذلك الخطبة. وتكون نائي بمصر، ولك من غزة إلى مصر، ولي من الشام إلى الفرات. وان لم تدخل تحت طاعتي أدخل إلى مصر، واقتل جميع من بها من الجراكسة. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).

۱۱— بكى السلطان طومان باي عندما تلقى رسالة السلطان سليم، وخشي عاقبة الأمر، ولم يدر ماذا يفعل. ولكنه، بعد انعام النظر، اعتزم القتال وعدم الاستسلام. ورأى بعين ثاقبة أنه لا بد من استرضاء العسكر الموجودين في القاهرة قبل كل شيء ليرسلهم نجدة للذين سبقوهم، فانفق عليهم بنسبة ثلاثين ديناراً وجامكية ثلاثة اشهر بعشرين ديناراً لكل مملوك. فرموا تلك النفقة في وجهه، وقالوا له:(ما نسافر حتى نأخذ مائة دينار كل مملوك. فاننا لم يبق عندنا لا خيول ولا قماش ولا برك ولا سلاح). فخنق عليهم، واسودت الدنيا في وجهه.

۱۲— وفيما هو حائر لا يدري ماذا يصنع تساقطت الأخبار إلى القاهرة قائلةأن الجنود الذين توجهوا إلى غزة قد انكسروا في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة، ذلك لأن جان بردي الغزالي خرج إلى التجريدة قبل العسكر بعدة أيام. وصارالامراء والعسكر يخرجون بعده متفرقين، وبتكاسل زائد. فلما أبطأوا على الغزالي


  1. اختلفت الآراء فى هذا الرجل: فهناك من يقول أنه حارب السلطان سليم عن عقيدة، وأنه كان مخلصاً لسلطان مصر طومان باي. وهناك من يعتقد أنه (أي جان بردى الغزالي) كان منذ أيام الغورى متواطئاً مع ابن عثمان في الباطن، وأنه كان السبب في انكسار الجيش المصرى في مرج دابق، وفي غزة ايضاً.