انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
—۱۳۳—

الذين تعهدوا بالمحافظة عليها. وقد قضت المعاهدة التي امضيت بين ريكاردوس قلب الأسد وصلاح الدين (۱۱۹۳ م) بتجريد غزة من حصونها ووسائل الدفاع عنها. وقد نفذت شروط المعاهدة بحذافيرها. ويظن أن الأكوام الكبيرة التي نراها اليوم حول المدينة القديمة ليست إلا بقايا السور الذي بني في عهد الصليبيين.

۲۰— وقد زار غزة في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر عدد كبير من الحجاج والسائحين، منهم أبو الفداء فقال عنها انها مدينة متوسطة الحجم ذات حدائق واسعة، وقد ذكر اشجار النخيل والعنب، وذكر الرمال الكائنة بين المدينة والبحر، وقال أن فيها قلعة حاكمة على المدينة.

۲۱— لم تتأثر غزة، حتى ولا البلاد الفلسطينية كلها من الحملتين الصليبيتين اللتين أرسلتا بعد ذلك :— الرابعة (١٢۰۱ - ١٢٠٤م)، والخامسة (۱۲۲۸ - ۱۲۲۹ م). ولم تضف هاتان الحملتان إلى مجد الصليبيين أو إلى قضية الصليب شيئاً يذكر.

۲۲— وفي عام ۱۲۳۹م قام الصليبيون بحملة جديدة كان أشهر قوادها ثيوبالد، وكونت اوف شمبانيا، وثيباوت الأول ملك نافار؛ وكان القصد من هذه الحملة اكتساب مركز لفرنسا في الشرق. فقامت معركة بين الصليبيين والمسلمين بجوار غزة١ انكسر فيها الصليبيون وتشتت شملهم (۱۳ نوفمبر ۱۲۳۹م). فخسروا عدداً كبيراً من جندهم، وثلاثة من القواد هم: لكونت اوف بار ، والدوق اوف بورغندي، وآموري دومونت فورت؛ كما أسر منهم عدد كبير من الأمراء والاعيان. وفي هذا الوقت كانت نجدة جديدة قد ارسلت إليهم. فوصلت هذه ولكن حين لا ينفع الوصل...


  1. هناك على باب ضريح النبي حانون بقرية بيت حانون من أعمال غزة بلاطة كتب عليها الكلمات التالية: «بسم الله الرحمن الرحيم. إنما يعمر مساجد الله ... انشأ هذا المسجد المبارك الأمير الأجل الأسفهسلار الكبير الغازي المجاهد المرابط شمس الدين سنقر الملكي الكاملي العادلي عند كسرة الافرنج خذلهم الله تعالى ببيت حانون يوم الأحد النصف من ربيع الآخر سنة ٦٣٧هـ وبناه مسجداً للنصر وفقد من استشهد من أصحابه في الوقعة.»