-١٣٤-
۲۳ - وقد جاء بعدئذ الخوارزميون وهم من أصل تاتاري ، واستولوا على سوريا عام ١٢٤٠ م ، ثم احتلوا القدس . وقد كانوا من الشدة والبطش بدرجة عظيمة. حتى أن المصريين استعانوا بهم ليساعدوهم في حروبهم ضد السوريين ، فالتقى الجمعان في غزة : فرسان الهيكل وجيش المنصور أمير حمص في جانب ، والمصريون وحلفاؤهم الخوارزميون في الجانب الآخر . وجرت بينهما في اليوم السابع عشر من تشرين الأول عام ١٢٤٤م معركة حامية الوطيس ، وكان ترتيب صفوفها كما يأتي : فرسان المستشفى بقيادة والتر اوف بريان ، والكونت اوف جافا في الميسرة ؛ وفرسان الهيكل مع البطريرك والصليب المقدس في المركز ؛ والمسلمون بقيادة منصور في الميمنة .
وبعد قتال شديد دام يومين غلب المسيحيون وحلفاؤهم على امر هم . فارتدوا على اعقابهم بعد أن خسروا ثلاثين ألف رجل قتيل وقد ذبح قائد كبير واسر آخر . ولم يسلم في هذه المعركة من القتل سوى البطريرك، وأمير صور ، وثلاثة من الأمراء التوتونيين و ٣٦ من فرسان المستشفى ، و ۳۳ من فرسان الهيكل . فاستولى المصريون على جميع فلسطين . وأما الخوارزميون فقد خربوا وادي ته الأردن وسهول عسقلان.
الملوك والأمراء الصليبيون يتشاورون
وقد اتفق بعدئذ ملك فرنسا لويس التاسع مع امراء المماليك على أن يطلق هؤلاء سراح الأسرى الذين أسروا في هذه المعركة. ولم تقم للصليبيين ومملكتهم اللاتينية قائمة بعدها.