الاستيلاء على قسم كبير من البلاد. ولم ينتبه المسلمون إلا عندما احتل الصليبيون بيت المقدس ۱۰۹۹م.
٥— إن الحملة الصليبية الأولى (۱۰۹٦ — ۹۹م) لم تشمل جنوب فلسطين إلا قليلاً. وكانت أقصى نقطة توصل إليها الصليبيون في الجنوب هي (عسقلان) حيث تغلبوا على المصريين، فرجع هؤلاء إلى بلادهم.
وأما غزة فقد بقيت وراء ساحة القتال في هذه المرة.
٦— وعندما توطدت اقدام الصليبيين في البلاد عام ۱۱۰۰م تقدموا نحو غزة، فحملوا عليها بقيادة (جود فريد)، وأعادوا فيها بناء القلعة على التل، تلك القلعة التي وجدوها مهجورة ينعق فوقها بوم الخراب.
انهم لم يرجعوا لغزة اهميتها التجارية السابقة وقد كانوا يومئذ يسمونها Gadres بل جعلوا عسقلان١ المركز الرئيسي للنصرانية في فلسطين. كما أنهم لم يعتنوا بها من جهة عسكرية، ولا جعلوها مركزاً حربياً رغم أنها كانت يومئذ مسورة، بل رجحوا عليها من هذه الناحية الداروم٢ الواقعة في جنوبها، وجعلوها مخفراً أمامياً لهم في اتجاه مصر.
۷— وفي عام ۱۱۱٨م قام الصليبيون بفتح الشرق تحت قيادة بلدوين الثاني. ووصلوا حتى أقصى البلاد.
۸— وفي ١١٣٦م غلبوا على امرهم من قبل (زنكي). وقد وحد هذا المسلمين وجمع شملهم. وعند وفاته ترك لابنه نور الدين مملكة قوية في سوريا وما بين النهرين.
۹— وفي الحملة الصليبية الثانية ١١٤٩م جاء (بلدوين الثالث) وأخذ يعيد قسما من سور غزة، وانشأ حصناً فيها. وانتهى من بناء هذا الحصن عام ۱۱٥٠م والغاية منه مراقبة المخفر المصري في الجوار، ووضع حد لتعدياته المتكررة على الاراضي التابعة لمملكة القدس وعلى طريق القوافل التجارية.
۱۰— وقد استأنف عمله أخوه (آلماريخ آموري) فأتم هذا إنشاء المدينة
