-١٢٥ -
غزة
في عهد الدولة الفاطمية
كان كافور آخر ملوك الأخشيديين. ولما أذنت شمس الدولة الاخشيدية بالأفول ، رأى عقلاء مصر أنه لا ينجيها من الفوضى التي انتشرت فيها إلا القاؤها في حضن دولة قوية . فكتبوا إلى المعز الفاطمي صاحب المغرب يستدعونه إلى مصر . فجهز هذا جيشاً من مئة ألف محارب ، وألف وخمسمئة جمل تحمل الذهب والفضة . وأرسله إلى مصر بقيادة ( جوهر ) . فهربت العساكر الاخشيدية . وأقام جوهر الخطبة للمعز الفاطمي . ولم يدخل هذا تحت طاعة الخلفاء العباسيين . بل ادعى الخلافة لنفسه بمصر ، قائلاً : « نحن أفضل من بني العباس ، لأننا من ولد فاطمة بنت رسول الله )
٢ - ولما استقرت قدم جوهر بمصر ، سير جمعاً كثير آمع ( جعفر بن فلاح )
إلى الشام . فمر هذا بغزة ، وبلغ الرملة وكان بها يومئذ ( الحسن بن عبد
بن طفج ) فقاتله . واستولى على فلسطين كلها وجب أموالها . ثم ملك الشام بعد فتن
وحروب ، وأقام الخطبة للمعز ( ٣٥٩ هـ ) وقطعت الخطبة العباسية ، وأم
وأصبح
الفاطميون خلفاء مصر والشام والمغرب معاً .
٣- وبعد وفاة المعز الفاطمي تولى ابنه العزيز ( ٥٣٦٥ ) . فقامت بينه وبين
) افتكين ( صاحب الكلمة العليا في الشام حرب دامت شهرين ، وقتل فيها عدد
كبير من الطائفتين ؛ وقد استعان أهل الشام على المغاربة بالقرامطة . فجاء ملك
القرامطة ) الحسن بن أحمد القرمطي ( من بغداد ، واجتمع إليه من رجال الشام
والعرب نحو من خمسين ألف مقاتل . فرحل جوهر قائد العزيز الفاطمي من دمشق
وتبعه افشكين والقرمطي واتباعهما فحصروه في عسقلان سبعة عشر شهراً ، ذاق
خلالها الأمرين من الجوع . ولكنه تمكن بعد جهد جهيد من
الخلاص.
٤ - عندما رجع جوهي إلى مصر ، وأخبر العزيز بما جرى ، سار العزيز بنفسه
إلى الشام في سبعين ألف مقاتل . ولقد مر بغزة ، ووصل إلى الرملة . وفي ظاهر
الرملة ، جرى قتال شديد بينه وبين افتسكين والقرامطة كان النصر حليفه . فقتل