غزة
في عهد الدولة الفاطمية
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
كان كافور آخر ملوك الأخشيديين. ولما أذنت شمس الدولة الاخشيدية بالأفول، رأى عقلاء مصر أنه لا ينجيها من الفوضى التي انتشرت فيها إلا القاؤها في حضن دولة قوية. فكتبوا إلى المعز الفاطمي صاحب المغرب يستدعونه إلى مصر. فجهز هذا جيشاً من مئة ألف محارب، وألف وخمسمئة جمل تحمل الذهب والفضة. وأرسله إلى مصر بقيادة (جوهر). فهربت العساكر الاخشيدية. وأقام جوهر الخطبة للمعز الفاطمي. ولم يدخل هذا تحت طاعة الخلفاء العباسيين. بل ادعى الخلافة لنفسه بمصر، قائلاً: «نحن أفضل من بني العباس، لأننا من ولد فاطمة بنت رسول الله».
٢— ولما استقرت قدم جوهر بمصر، سير جمعاً كثيراً مع (جعفر بن فلاح) إلى الشام. فمر هذا بغزة، وبلغ الرملة وكان بها يومئذ (الحسن بن عبد بن طغج) فقاتله. واستولى على فلسطين كلها وجبى أموالها. ثم ملك الشام بعد فتن وحروب، وأقام الخطبة للمعز (٣٥٩ هـ) وقطعت الخطبة العباسية، وأصبح الفاطميون خلفاء مصر والشام والمغرب معاً.
٣— وبعد وفاة المعز الفاطمي تولى ابنه العزيز (٣٦٥هـ). فقامت بينه وبين (افتكين) صاحب الكلمة العليا في الشام حرب دامت شهرين، وقتل فيها عدد كبير من الطائفتين؛ وقد استعان أهل الشام على المغاربة بالقرامطة. فجاء ملك القرامطة (الحسن بن أحمد القرمطي) من بغداد، واجتمع إليه من رجال الشام والعرب نحو من خمسين ألف مقاتل. فرحل جوهر قائد العزيز الفاطمي من دمشق، وتبعه افشكين والقرمطي واتباعهما فحصروه في عسقلان سبعة عشر شهراً، ذاق خلالها الأمرين من الجوع. ولكنه تمكن بعد جهد جهيد من الخلاص.
٤— عندما رجع جوهر إلى مصر، وأخبر العزيز بما جرى، سار العزيز بنفسه إلى الشام في سبعين ألف مقاتل. ولقد مر بغزة، ووصل إلى الرملة . وفي ظاهر الرملة، جرى قتال شديد بينه وبين افتكين والقرامطة كان النصر حليفه. فقتل