انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/127

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٢٦ -

من المغاربة الذين كانوا قوام الجيش الفاطمي نحو من عشرين ألفاً ؛ واسر افتكين فاخذ إلى مصر ومات بها .

وقد جاء العزيز إلى فلسطين مرة اخرى عندما ثار (مفرج بن الجراح) أمير بني طيء وسائر العرب في فلسطين . خشي العزيز يومئذ عاقبة الامر ، فجهز العساكر لمحاربته . وأرسلهم بقيادة قائده التركي ) بلتسكين ) . فسار هذا إلى الرملة. واجتمع إليه العرب من قيس وغيرهم . ولقي ابن الجراح ، فهزمه .

٦- وقد ثار ( منجوتكين ( أحد قواد الدولة الفاطمية على دولته ، فصا خليفته ، واستنجد الروم . إلا أنهم لم ينجدوه .فندب الخليفة العساكر من مصر لقتاله،وكان هؤلاء بقيادة ( أبي تميم بن جعفر). فسار أبو تميم من مصر ، ورحل منجوتكين من الرملة ، والتقى الجيشان بعقلان ، فانهزم جيش منجوتكين، واخذ هو أسيراً إلى مصر .

۷- وقد أمر الحاكم ، ( باروح تركي ) الملقب بعلم الدولة على جيوشه ، ولقبه أمير الامراء ، وولاء الشام ، وسيره إليها . فحمل باروح معه زوجته وهي ابنة الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس ، وحملا معهما اموالهما في قافلة مع التجار . فاعترضهم بالقرب من غزة ( المفرج بن دغفل بن الجراح ) وأولاده ، فأوقع بهم ، وحاز جميع ما كان معهم ، وأخذ باروح أسيراً وقتله . وسار ابن الجراح إلى غزة ، فدخلها ، ، وأباح للحرب نهبها ، وأقام الدعوة لأبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني أمير مسكة يومئذ ، وأسماه أمير المؤمنين ، ولقبه الراشد لدين الله ، وضرب له السكة. وظل الشام تحت سيطرة ابن الجراح سنتين وخمسة شهور ، إلى أن سير الحاكم عليه عسكراً ( ٥٨٤٠٤ ) بقيادة ( علي بن فلاح الملقب قطب الدولة. واتفق أن مات ابن الجراح قبل أن تصل العساكر إليه، فتشتت أولاده في البرية، بعد أن تخلوا عن البلاد التي دانت لأبيهم .

٨- لم تذكر غزة إلا عرضاً في عهد الفاطميين . ويظهر أن المصائب التي ألمت بها بسبب الحروب الكثيرة قد افقدتها شطراً كبيراً من أهميتها السابقة. حتى كاد الخراب يخيم عليها ، فأصبحت قرية بسيطة من أعمال الرملة . وكانت هذه في زمن الفاطميين عاصمة فلسطين.