من المغاربة الذين كانوا قوام الجيش الفاطمي نحو من عشرين ألفاً؛ واسر افتكين
فاخذ إلى مصر ومات بها.
٥— وقد جاء العزيز إلى فلسطين مرة اخرى عندما ثار (مفرج بن الجراح) أمير بني طيء وسائر العرب في فلسطين. خشي العزيز يومئذ عاقبة الامر، فجهز العساكر لمحاربته. وأرسلهم بقيادة قائده التركي (بلتسكين). فسار هذا إلى الرملة. واجتمع إليه العرب من قيس وغيرهم. ولقي ابن الجراح، فهزمه.
٦— وقد ثار (منجوتكين) أحد قواد الدولة الفاطمية على دولته، فعصا خليفته، واستنجد الروم. إلا أنهم لم ينجدوه. فندب الخليفة العساكر من مصر لقتاله، وكان هؤلاء بقيادة (أبي تميم بن جعفر). فسار أبو تميم من مصر، ورحل منجوتكين من الرملة، والتقى الجيشان بعسقلان، فانهزم جيش منجوتكين، واخذ هو أسيراً إلى مصر .
۷— وقد أمر الحاكم، (باروح تركي) الملقب بعلم الدولة على جيوشه، ولقبه أمير الامراء، وولاه الشام، وسيره إليها. فحمل باروح معه زوجته وهي ابنة الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس، وحملا معهما اموالهما في قافلة مع التجار. فاعترضهم بالقرب من غزة (المفرج بن دغفل بن الجراح) وأولاده، فأوقع بهم، وحاز جميع ما كان معهم، وأخذ باروح أسيراً وقتله. وسار ابن الجراح إلى غزة، فدخلها، وأباح للعرب نهبها، وأقام الدعوة لأبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني أمير مكة يومئذ، وأسماه أمير المؤمنين، ولقبه الراشد لدين الله، وضرب له السكة. وظل الشام تحت سيطرة ابن الجراح سنتين وخمسة شهور، إلى أن سير الحاكم عليه عسكراً (٤٠٤هـ) بقيادة (علي بن فلاح) الملقب قطب الدولة. واتفق أن مات ابن الجراح قبل أن تصل العساكر إليه، فتشتت أولاده في البرية، بعد أن تخلوا عن البلاد التي دانت لأبيهم .
٨— لم تذكر غزة إلا عرضاً في عهد الفاطميين. ويظهر أن المصائب التي ألمت بها بسبب الحروب الكثيرة قد افقدتها شطراً كبيراً من أهميتها السابقة. حتى كاد الخراب يخيم عليها، فأصبحت قرية بسيطة من أعمال الرملة. وكانت هذه في زمن الفاطميين عاصمة فلسطين.