انتقل إلى المحتوى

صفحة:Al-Waṣīyah al-Jāmiʻah li-Ibn Taymīyah (Anṣār al-Sunnah, 1947).pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
— ٩ —

قال قال رسول الله «أكمل المؤمنين إيمــانًا أحسنهم خلقا» فجعل كمال الإيمان في كمال حسن الخلق. ومعلوم أن الإِيمان كله تقوى الله، وتفصيل أصول التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع، فانها الدين كله، لكن ينبوع الخير وأصله: إخلاص العبد لربه عبادة واستعانة كما في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين) وفي قوله (فاعبده وتوكل عليه) وفي قوله (عليه توكلت وإليه أنيب) وفي قوله (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له) بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعًا بهم أو عملا لأجلهم، ويجعل همته ربه تعالى، وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة وحاجة ومخافة وغير ذلك، والعمل له بكل محبوب. ومن أحكم هذا فلا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك.

وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض فإِنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل