صفحة:Al-Waṣīyah al-Jāmiʻah li-Ibn Taymīyah (Anṣār al-Sunnah, 1947).pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
—٨—

وأما الخلق العظيم الذي وصف الله به محمداً فهو الدين الجامع لجميع ما أمر الله به مطلقا، هكذا قال مجاهد وغيره وهو تأويل القرآن، كما قالت عائشة رضى الله عنها «كان خلقه القرآن» وحقيقته المبادرة إلى امتثال مايحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر.

وأما بيان أن هذا كله في وصية الله، فهو أن اسم تقوى الله يجمع فعل كل ما أمر الله به إيجابا واستحبابا، وما نهى عنه تحريما وتنزيها؛ وهذا يجمع حقوق الله وحقوق العباد. لكن لما كان تارة يعني بالتقوى خشية العذاب المقتضية للانكفاف عن المحارم، جاء مفسرا في حديث معاذ، وكذلك في حديث أبي هريرة رضى الله عنهما الذي رواه الترمذي وصححه « قيل يا رسول الله ماأكثر ما يدخل الناس الجنة? قال: تقوى الله وحسن الخلق. قيل: وما أكثر ما يدخل الناس النار? قال: الأجوفان:الفم والفرج »

وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما