١١٢ الحرية النسيم الندي وهي كالذي يتمطى من سبات ، وقد منحتك ظهرها البادي الى الردفين وانصرفت بوجهها وصدرها الى الحياة التي يتنفس فجرها ولا نزال نجوم ليلها طالعة ، وعند قدمها طائر ناشر جناحيه ينفض عنه الطل و يوقظ روحه ويعدها للحياة . قد تنظر الى هذه الصورة فلا تدرك الغرض منها والمقصود بها لأول وهلة ثم تقرأ كلمة ( الفجر ) تحتها فيخطر لك ان هذا الاسم كتب خطأ وقد يجري a ببالك بعد ذلك ان المصور مجنون ! ولكنك لا تلبث ان تنيم هذه الخواطر الجامحة التي تفجؤك في اول الاسر تم تدمن النظر الى هذه الصورة الملفوفة في مثل الضباب الرقيق فيدب في نواحي نفسك معنى غامض قوي وتحس ان هذه الصورة تمثل شيئاً يعجز عنه التعبير لانه اعمق واوسع من ان تحيط به العين جملة واخفى واغرب من ان يكشف لك عنه كلام وتدرك انك واقف ترنو الى حقيقة كبيرة تذكرك بها هذه السماء السوداء التي فتر فيها توامض النجوم ، وذلك الكوم من النبات والصخر وتلك المرأة المتجردة الى نصفها فكأنك امام القوى والعناصر الاولى قبل أول يوم من ايام الخلق . وعلى انه لا شأن لنا بهذا التصوير الرمزي وان كنا قد استطردنا الى ذكره بطبيعة الحال . وكلامنا هو على التصوير من حيث قدرته على نقل المشاهد الطبيعية . وليس من شك في ان المصور يستطيع ان ينقل لك المنظر ما هو ياد لعينيه وان بريك على اللوح و بالالوان ما و أى هو في الواقع وان يضعك بذلك موضعه وان يعينك على ان تأخذ في لحظة واحدة وبنظرة واحدة جملة ما اكتحلت به عينه هو وتفاصيله ، وليست كذلك قدرة الشاعر أو الكاتب. فما يستطيع مهما بلغ من تمكنه من ناصية اللغة وافتنانه وتصرفه وعلمه ودقته ان برسم لك منظراً كما هو او أن يعينك بما يصف على تأليف المنظر وتخبله من اشتات الوجهة الزمن كائن في ان يفت والمعاني هذا ال المتعاق اليه في 5 العديد تقصد اولي ـ او المص من الـ مصور معنياً النفس المتتابع ان لي 2 او المص
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/9
المظهر