صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ديوان اللغة

السواك

بحث للإمام المرحوم السيد محمود شكري الالوسي
عني بنشره
محمد بهجة الأثري

قال بعد البسملة :

هذه أسطر اشتملت على بيان خصلة من خصال الفطرة العشرة التي ورثها العرب من شريعة أبيهم إبراهيم عليه السلام وهي السواك وبيان معناه ومن أي شجر كانوا يتخذونه ومن الله نستمد التوفيق:

أما السواك ومثله السوق فهو فعلك بالسواك والمسواك. وسام الشيء سوكا: دلكه، وسام فمه بالعود يسوكه سوكا. قال عدي بن الرقاع:

وكان طعم الزنجبيل ولذة
صهباء ساك بها المسحر فاها

ساك وسوك واحد والمسحر الذي يأتيها بسحورها. واستاك مشتق من ساك وإذا قلت استاك أو تسوك فلا تذكر الفم، واسم العود المسواك. وفي الحديث الصحيح والمسواك مطهرة للفم، بالكسر أي يطهر الفم كتقولهم: الولد بجبنة بجهلة مبجلة . وقولهم: الكفر وخبثه . وآخر الحديث «مرضاة للرب» وذلك لأنه يطيب الفم والله سبحانه طيب ولا يحب إلا الطيب. والسواك ما يدلك به الفم من العيدان. والسواك كالمسواك والجمع سوك وأخرجه الشاعر على الأصل فقال عبد الرحمن بن حسان:

اغر الثنايا احم اللثـا
ت تمنحه سوك الاسحل