صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٦
الحرية

أأم كهذه ، أم هي أم عدوة" ?

لا تعجبوا سادتي من لفظة كهذه فالذي سمى الحياة معتركا قصد بذلك أن الطبيعة عدو الإنسان وان على الإنسان أن يعترك معها ليعيش.

فالإنسان إذن في كفاح وسوق الحرب قائمة بينه وبين الطبيعة يريد استخدامها لحاجاته وهي تتمنع فيحاول قهرها وهي تدافع فتارة تنتصر عليه وتلقيه ميتا وأخرى يغلبها كاشفا القناع عن دواء لوجع من أوجاعها مخترعا آلة تقلل أذية من أذيالها.

والحالة هذه فكيف تم النصر اليوم للإنسان في هذا الكفاح فوصل إلى الدرجة التي ذكرناها؟ كما يتم في كل كفاح بالتعاضد والتكاتف والائتلاف. شعر الإنسان الفرد بضعفه إزاء الطبيعة فاقترب من غيره وأسس أسرة ثم تقاربت الأسر من بعضها فألفت قبائل وتعاضدت القبائل فأنتجت عشائر وتكاتفت العشائر فمرت القرى ثم المدن ثم تكونت الجنسيات والأمم.

بعبارة أخرى انتصر الإنسان وتقدم في سلم الحضارة بالألفة والاجتماع، بالحياة الاجتماعية.

خلق الإنسان فردا قائما بذاته له طبيعته وشخصيته طبيعة وشخصية تمتازان عن غيرهما،، فلست ممن ينكرون هذا المبدأ وقد يقع من ينكره في أغلاط عظيمة ذات نتائج وخيمة مثال ذلك الاشتراكيون، فقد نسوا كل النسيان أن الإنسان فرد وأهملوا هذه الصفة فيه فأرادوه آلة في الهيئة ومن الهيئة ومع الهيئة لا يجب عليه أن يتخلف عن الهيئة في فكر أو قول أو عمل بل إن يشترك في كل شيء معها، غلط مبين وضلال سقيم لأن الإنسان منافع ذاتية أساسية جوهرية، لأجلها وضع على الأرض فلا بد له من تحقيقها.

( بلها تلو )