صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥٧
حديث الأندية

الأساسية، وان تغيرت عرضاً فهي جوهراً واحد. وركن الروحية المسيحية تمجيد الله، وركن الروحية الإسلامية الاستسلام إلى الله وركن الروحية الهندية الانضمام بالفناء الىءلة الوجود الأولى. وإننا نرى أمانة النفس في اثنتين منها، في المسيحية والهندية، هي أساس السعادة الأبدية. في الروحيتين نوع من حب الذات هو أشد وأخبث مما يظهر في الإنسان الأولي البربري. إن مثل هذه الروحية لا تختلف عن الغريزة الحيوانية في طلب الرزق والدفاع عن النفس إلا بكونها تطلب رزقا فيضه أدوم وأطيب، وتبغي بقاء في ذي الفيض أبدياً الله ليشاركها في مجده، وتعطيه حياة فانية ليعطيها بدلها حياة سرمدية.

هذه الروحية تولد النسك والزهد وما يجيء، معهما من الجفوة والقسوة والوحشية. الناسك يهرب من الحياة كأنها سم زعاف، ومن الإنسان كانه ذئب كاسر. ولا فرق بين النسك المسيحي والنسك الهندي إلا أن الأول كسدت سوقه، أو صارت إلى الرهبانية وما فيها من خال ورياء والثاني لا تزال سوقه ورائجة ولا يزال رائده الإخلاص واليقين. هذا هو أساس الروحية الشرقية ومهدها الهند. لنقتل النفس فتحييها حياة أزلية في نعيم سرمدي. الله فيشاركنا في بحده نساك سعادين ».


قلب عربي وعقل اوربي



والقى الأستاذ اسعاف النشاشيبي ( القدس ) في تلك الحفلة خطبة بعنوان وموضوع « قلب عربي وعقل اور بي » قال فيها : ان

فيا أيها العربي أنك عربي ولا يراك سواك إلا عربيا وأنشئت أن تأبق اباق العبد من بيت عرينك وتسل ثيابها. وتصوم أسبابها فلن يعطيك الغرب ذلك. ولن يضعك وان أبيت إلا هنالك. وهو أما يلقاك عربيا قميا أو عربيا قويا. فيحتقرك ضعيفا صغيرا وتوقرك عظيما كبير أو بتعبدك ذليلا، ويؤاخيك