صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشعر العصري

قارورة من مدامع

لعلي الشرقي
ولم أدر أي الحاليين على الحشى
أشـد بلا ناظري أم مسامعي
فهل نافع أني أكم لواحظي
يكفي وأحشو مسمعي بالأصابع
أرى الناس إن تسلك طر قامت به
فكر زلق قد أحدثوا في الشرايع
و ينقص دنيانا نظام تجـاذب
فقد خرب الدنيا نظام التدافع
لقد رسخت عاداتنا في ضلالها
ألا مصلح يسعى لهـا بالمقالع
رقد مهدم القلب الغوي قصيدة
تحور في أطرافه بالبدايع
نشائد يعلوها الحنين تكسرت
بأبياتها قارورة من مدامع
أرى الأدب العالي تداعت صروحه
وعادت خراباً في ديار بلاقع
في كل صداح وأمسك شاعر
فلا نغمة حتى غناء الشوارع
سيقضي العراق المستضام بسكتة
ويجزعني ما فيه أنة جازع
جامات أغصان العراق تساكتي
فأهلوك يؤذيها رنين المواجع
وليس جود الشعر أو إنطفاؤه
بجيلي إلا من جود الطبايع
ختام ياريف الفرات ودجــلة
وأهلك نبت الله لا نبت زارع
متى نحن من غرس المدارس نجتلي
غصوناً تحليها نمـار المطابع
صنايع هذا الشرق أخلاق أهله
وكم امة معمورة بالصنايع
ألا نسمة في الشاطئين رقيقة
سهب فيكفينا هبوب الزوابع
          النجف :
على الشرقي