صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٥
سلامه موسی

من النصارى زواجاً مدنياً حتى يندغم الاقباط والمسلمون ويصيرون امـة مترابطة النسب.

وقلما يكتب موضوعاً أدبياً محضاً لا يمس فيه نظرية علمية ولذلك فالقطعة الآتية من القطع النادرة من انشائه لأنها أدبية محضة وهي عن المين الإنسانية ، قال :

نوافذ النفس

ه هي العيون. فعين الانسان نافذته يطل منها على هذا الكون ونطل نحن منها على نفسه فنكاد نصل إلى قرارتها ، ونعرف منها شخصية صاحبها وطويته. فهي كتابنا الذي يقرؤه أعداؤنا فيتمبينون العداء في دخيلة قلبنا. كما يقرأه أصدقاؤنا فيتبينون الولاء لهم وحسن الرعاية لصداقتهم. وكثيراً ما نحب أن نخفي نياتنا رنطوي سرائرنا فتخوننا العين وتكشف عن نفوسنا وتجردنا من القناع تم تنهمل الدموع من العين فتفضح كل خفية وتكشف كل مستور.

والناس يضحكون بشفاههم وسائر أجزاء وجوههم ولكن العين إلى الوجه كالنفس إلى الجسم فهي مركز تنبعث منـه خصال المرء ، فمنها نقرأ البشر والطلاقة في وجوه البعض ، كما نقرأ العبوسة والكلاحة في وجوه الآخرين.

وليس من ينكر جمال الفم او الانف او شرف الجبهة او صقل الخدين ولكن مركز الجمال هو العين. ففي العين النعس وفيها الكحل كما فيها الحور.

وقد نتسامح في دمامة أجزاء الوجه إلا العين. فهي الصورة والوجه اطارها واذا تساهلنا في الحاشية لم يكن من الرأي ان نتساهل في المتن.

وليس من سبيل لتقدير ذكاء المرء الا بعينه فهي مقياس فطنته تدل ببريقها وحركتها وغمزاتها على مقدار ما وهبته الطبيعة. كما تدل أيضا على مقدار ما حرم منه الاغبياء والبلداء ولذلك يقول الافرنج : « عين ذكية وعين بليدة »