صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٤
الحرية

ولو صارح غيره من الكتاب قراءهم بمثل صراحته لقالوا مثل قوله.

و يمتاز سلامه موسى على جميع ادباء مصر وسورية بشيئين : أولهما تلك الصراحة النادرة. وهذا من اكبر اسباب تعلق قرائه به. فهو لا يوارب ولا يداري. ثم له ميزة اخرى وهي جمعه بين حب العلم وحب الادب، تراه وما يقرأ كتاباً عن الوراثة او موضوعاً مهماً عن الجيولوجية. ويوماً آخر تراه يقرأ والسيرة الحلبية ، و يعلق عليها تعليقات لاترضي اهل السنة ولا اهل الشيعة. وقد أحدثت صراحته جملة خصومات ادبية كما ان تعلقة بالعلم قد اكسبه ذرقا علمياً في اديه فهو يكره التزويق ويتوقى الاستعارات والمجازات ويقول بأن افضل الأساليب الكتابية هو الأسلوب التلغرافي وان شركة روتر التلغرافية قد علمتنا من الأساليب ما هو خير وابقى مما حفظناه من الازهر.

وقد كنا نعتقد ان سلامه موسى بعد الكتاب غلوا في آرائه حتى ظهرت قضية الشيوعيين فثبت للناس انه اشتراكي معتدل وانه خرج من الحزب الاشتراكي عندما رأى ميوله الشيوعية.

ومن الكتاب من يكتب، تدفعه الى الكتابة روح الفخر او التباهي على القارئ وإظهار قوته في عبارة منمقة أو فكرة بارعة او غير ذلك، ولكن سلامه موسى يكتب وهمه الوحيد منحصر في افادة القاريء، يحاول ان يفهمه شيئاً ا جديداً او اهداءه الى طريق جديدة. واكثر ما كتب في مجلة الهلال والمقتطف وجريدة البلاغ.

وهو من الاقباط القلائل الذين اشتغلوا في تحرير جريدة اللواء — جريدة الحزب الوطني ـ وكان يحرره في الوقت الذي عقد فيه المؤتمر الإسلامي في الماهرة والمؤتمر القبطي في اسيوط وذلك حوالي سنة ١٩١٠، فهو وطني يميل الى اضعاف الرابطة الدينية لمصلحة الرابطة الوطنية و يقول بوجوب السماح بتزوج المسلمين