اخوان الادب
سلامه موسى
فلسفة حوالي سنة 1908 ظهر مقالان غريبان في المقتطف أولهما عن نيتشه والثاني عن رحلة قصيرة الى المغرب الأقصى. وكان كاتب المقالين شاب مصري يدعى سلامه موسى وكان عمره أنذاك نحو ٢١ سنة ومقامه في لندن حيث كان يشتغل في طلب على الحقوق.
ومن ذلك الحين الى الآن نرى سلامه موسى لم يغير خلقه ولم يحد عن طبعه. فهو مشغوف، بالاستكشاف سواء أكان في العلم ام في الادب يرتاد مجاهلهما و يتعرف اسرارهما بروح الطالب المنقب المستكشف. وهو لوكان يملك من المال ما يعينه على تحقيق شهواته الذهنية، لجاب الارض شرقاً ومغرباً. وقضى حياته يتعرف هذا العالم الذي نسكنه. فرحلته الى المغرب الاقصى دليل مزاجه. فهو يهوى الاستكشاف و يكره المألوف. وهذا المزاج نجده في انتقاء الموضوعات التي يدرسها. فهي ايضاً كالمغرب الاقصى بعيدة غامضة، فهو يدرس الاشتراكية ونيتشه والبوجنية وسائر غوامض على البيولوجية. وآخر مقال قرأناه له في « البلاغ » يبحث في الطيور هل هي من اصل الزواحف الأخرى التي كانت تعدو على الارض.
وقد اشتهر عنه انه كافر ملحد. والحقيقة ان مجاهل الدين قد جذبته فضرب فيها بسهم، ولا يسلم من يدخل هذا الميدان من ان يعتريه الشك. ولما كان من طبعه الصراحة والشجاعة معاً، لم يملك نفسه من ان يقول ما يعتقد.