صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/39

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٧
الجغرافية عند العرب

وفارس ويستطلعهم الغيب واهـل العرب اقتبسوا خط الطول الأول عنهم ولم يقتبسوه عن كتاب بطليموس، لان هذا لم يترجم الا في أيام المأمون. وكان بطليموس يقيس الاطوال من الجزائر الخالدات التي تعرف اليوم بجزائر الكناري في المحيط الاتليتيكي غربي افريقية.

وقد قاس العرب طول الدرجة في السهل الممتد بين تدمر والرقة على الفرات ( وقيل في صحراء سنجار) في أيام المأمون فكان طولها حسب تقديرهم ستة وخمسين ميلاً عربياً وثلثي الميل، والميل العربي يساوي ستة آلاف واربعمائة وثلاثة وسبعين قدماً إنكليزيا ويكون طول الدرجة حسب قياسهم تسعة وستين ميلا انكيزيا ونصنا ولو قابلنا هذا من المقياس الحالي لرأينا انه اقل منه بنصف الميل. وكان اليونان قبل ذلك قد قدروا طول الدرجة و يفرق تقديرهم عن القياس الصحيح بملين ونصف. ثم استخرج فلكيونا القدماء من تقديرهم هذا طول خط الاستواء فكان ما يساوي ٢٤٧١٧ ميلا إنكليزيا والتقدير الحالي هو ٢٤٨٨١،٥ ميل والفرق بين الاثنين ١٦٤،٥ ميل إنكليزي وكان قطر الأرض حسب قياسهم ما يساوي ٧٨٤٤ ميلا انكليزيا والتقدير الحالي هو ۷۹۲۰ ميلا فيكون الفرق إذا ستة وسبعين ميلا ً انكليزياً. ولو عرفنا ان فلكيينا القدماء لم تكن عندهم الآلات الدقيقة التي يستعملها الفلكي المصري لعلمنا ان قياساتهم كانت على جانب عظيم من الضبط.

هذه بعض فوائد عامة عن الجغرافية العربية وسنأتي على ذكر فئة من جغرافي العرب المشهور بن ووصف كتبهم. بيروت ، الجامعة الامريكانية :

متي عقراوي