بالتلزم وعنقه بالعراق وذنبه بين حبشة والصين. » ويمكننا من هذا ان نتصور ما كانت عليه الخرائط العربية من الخطة. وكان الشريف الادريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلاد ( القرن السادس للهجرة) احسن جغرافيي العرب في رسم الخرائط. و في كتابه « نزهة المشتاق خارطة عامة للعالم وخرائط اخرى خصوصية يبلغ عددها عدد الاجزاء. وقد اتبع فيها الطريقة الحالية وهي تعيين الجهات مثلما تمين اليوم ومراعاة الابعاد فجاءت صوره للارض احسان الجميع، الا انها احط من صورة بطليموس. والناظر اليها يخالها خارطة حديثة خطت بيد تلميذ قد ابتدأ بالتصوير حديثاً. ويمكن لمن يراها ان بميز آسية الصغرى وسورية والعراق بنهر به، ومصر والبحر الاحمر والجزيرة والبحر المتوسط والاسود و بحر قزبين و بلاد اليونان وايطالية والاندلس والجزر البريطانية والهند وسيلان و بعض الصين. هذا وقد تقل عن المأمون انه لولعه بالرياضيات والفلاك طائفة كبيرة من العلماء وامرهم بعمل صورة للارض. فاجتمعوا عليها وصوروها فجاءت على زعم المسعودي احسن من صورة بطليموس. ومن أراد ان يطلع بنفسه على خرائط العرب ليفتح الجزء الثاني من تاريخ آداب اللغة العربية، لزيدان والانسيكلوبيذيا البريطانية في لفظ (Map) حيث يرى خرائط الادريسي.
اما اول خطوط الطول عندهم ( وهو ما يدعونه بالإنكليزية First Median) فكان الخط الممتد من الطب الشمالي الى راس قمرين وهو النقطة الجنوبية من شبه جزيرة الهند، ولا علم لي بما جعلهم يقيسون اطوال البلاد من هذا الخط دون الخط الذي وضعه بطليموس. وربما كان ذلك لاحتكاكهم بفلكي فارس والهند قبل احتكاكهم بملكي اليونان. فانه يؤثر عن المنصور العباسي انه كان كثير الوسواس يركن الى منجمي الهند
