صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٥
الجغرافية عند العرب

غير عامر. فالارض العامرة اذا تمتد من الصين الى الانلنتيك ومن خط الاستواء الى الدرجة الرابعة والستين شمالاً. وكانت عادتهم ان يقسموا العالم المعروف الى سبع مناطق موازية لخط الاستواء يدعونها الأقاليم. فالإقليم الاول يبتدىء في الجنوب من السودان الغربي على ساحل الاتلنتيك وينتهي في الارقيانوس الهندي. والاقليم الثاني يبدأ بمراكش وبمند شرقاً الى مصر فالعراق فالهند وما وراءها. وهكذا قل عن الاقليم الثالث والرابع الى السابع كل اقليم في شمالي الآخر. و يقسم كل اقليم الى عشرة أجزاء ابتداء من الغرب الأول على سواحل الاتلنتيك والعاشر على سواحل الباسفيك. وعادتهم ان يأخذوا كل إقليم بمفرده ويصفوا اجزاءه حتى يستوفونها ثم يبدأون بالإقليم الثاني الا انه لم يستعمل هذا التقسيم جميع الجغرافيين. فالمقدسي مثلاً وهو احسن جغرافيينا القدماء تحقيقاً وشدة ملاحظة، اخذ كل قطر بقطره فوصفه وفي لاشك طريقة افضل من الطريقة السابقة لأنها طبيعية والأخرى اصطناعية.

اما الخرائط عند العرب فهي على العموم سقيمة اذا قوبلت برسوم بطليموس در بما كان ذلك لضعف العرب والمسلمين على العموم في فن التصوير. وكانت طريقة اكثر الجغرافيين غريبة جداً. فهم لا ي..أون بالمسافات بل تهمهم الجهة فقط. فان صوروا العراق مثلاً وضعوا الجهات في زوايا الرسم لا في اعلاه واسفله و يمينه ويساره. ثم مسدوا خطين متوازيين مستقيمين الدلالة على نهري دجلة والفرات ووضعوا المدن عليهما دون مراعاة الابعاد وهكذا لا يمكن للقارىء المصري ان يفهم منها شيئاً الا بعد الجهد الجهيد.. وقد وصف المقدسي في مقدمة كتابه « احسن التقاسيم » بعض الخرائط التي رآها عن البحر الهندي فقال : ان منهم « من جعله شبه طيلسان يدور ببلد الصين والحبشة وطرف بالتلزم وطرف بعبادان وه ابوزيد جعله شبه طير منقاره