كالمسعودي وابن بطوطة اللذين طافا البلاد الإسلامية وزارا الهند والصين ورضعا رحلاتهما في كتبهما. ولنزد على ذلك ان بعض الخلفاء كانوا يبعثون البعثات السياسية الى بعض ملوك اوربة وغيرها. فقد بعث عبد الرحمن الناصر بعثة الى اوتو الأول ملك الجرمان وارسل الخليفة المقتدر العباسي بعثة أخرى الى روسية. وهكذا تجمعت جميع هذه العوامل فادت أخيراً الى اشتغال العرب بالجغرافية والى ترقية هذا الفن عندهم.
والجغرافية العربية مبنية على أساس متين نوعاً وهو الجغرافية اليونانية وأول ما تعرفوا عليها بترجمة كتاب « الجغرافيا » لبطليموس الذي عاش في مصر في القرن الثاني للميلاد وكانت ترجمة هذا الكتاب في اوائل القرن الثالث للهجرة و يغلب على الظن انه ترجم في ايام المأمون. وكثيراً ما يرجع جغرافيو العرب في ابحاتهم اليه رجوع فلكيمهم الى كتابه المعروف بالمجسطي. إلا ان العرب فاقوا اليونان في المعلومات الجغرافية وعلى الخصوص في الوجهة العملية. اما من الوجهة النظرية فان زياداتهم على معلومات اليونان قليلة جداً. وكان ارسطو قد استنتج ان الارض كروية الشكل واستدل على ذلك بالدلائل التي يوردها الفلكيون اليوم وهي ظهور صواري المركب في الافق قبل اقسامه السفلى ، واستدارة الافق في كل مكان مستو ، وظل الارض المستدير على القمر عند كسوفه. وقد توصل ايضاً بعقله العظيم إلى ان يستنتج ان الرياح في خط الاستواء مثلها في شماليه ولكنها تهب في جهة معاكسة. امـا الجغرافية العملية فكانت معرفة الرومان فيها تمتد شمالا إلى المانية والى جزر بريطانية وجنوباً الى صحراء افريقية والسود ان المصري و ينابيع النيل وشرقاً لى العجم والقسم الغربي من جزيرة العرب مع معرفة ضئيلة عن غربي الصين والهند ، وغرباً الى الاتلتيك. هذه هي اقسام العالم التي كان يعرفها علمـاء جنوب