الإسلامية. واهم الطرق ثلاث كلها متصلة بالهند. فالطريق الأولى تبدأ بالهند وتمر بفارس فالعراق فتدمر فالشام ومن الشام تتصل بالبحر الى البلاد الغربية والاندلسية. والطريق الثانية تأتي من الهند الى العراق قاطعة البحر الهندي وخليج فارس ثم تتصل بالطريق الاولى. والثالثة تبتدىء بالهند وتجتاز المحيط الى عدن فالبحر الاجر ومن هناك الى مصر والشام. وكان للتجار المسلمين في تركستان وخراسان صلة مع النورمنديين على شاطىء بحر البلطيك ويثبت ذلك ما وجد في : « سكاندينافيا » من النقود العربية المسكوكة في خراسان وهي الآن محفوظة في متحف مدينة ستوكهلم. وقد كثرت رحلات المسلمين لغاية الاتجار. ومنهم من لاقى في اسفاره اخطاراً واهوالا فعاد يحدث عنها اهل العراق والشام وهكذا نشأت تلك القصص الخرافية المبالغ فيهـا كقصة السندباد البحري وغيرها.
ولم تكن فريضة الحج اقل تأثيراً على الجغرافية من غيرها. فان القرآن يفرض على كل مؤمن لا تمنعه صحته وقلة ماله ان يحج الى البيت ولو مرة. واحدة في حياته. وقد حفظ لنا التاريخ العربي أسماء كثيرين ممن جابوا الاقطار لكي يقضوا فريضة الحج. فهذا ابن بطوطة ابتدأ رحلته العظيمة وقصده الحج لا غير وهذا ابن خلدون لم يأت من المغرب الى المشرق الا لزيارة البيت ومثله المؤرخ المقري صاحب نفح الطيب. وقد ذكر ياقوت في مقدمته لكتابه معجم البلدان ان احدى غاياته في كتابة الكتاب هو تسهيل طريق الحج على الحجاج.
وكان للرحلة في طلب العلم شأن كبير في ترقية الجغرافية اذ كان الطلاب من جميع الأقطار الإسلامية يؤمون مدينة بغداد مثلا للتفقه على علمائها. ولا ننسى ان الكثير بن كانوا يجوبون الا فلق مقادين بغريزة حب الاطلاع
