انتقل إلى المحتوى

صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٦ –

المشايخ لا يقل عددهم عن ثمانية ، ثم يعين له درساً في كل علم من هذه العلوم ، فيمكث فى دراستها أحد عشر يوما بقدر عددها ، فإذا انتهى منها عقد له مجلس امتحان فى بيت شيخ الأزهر، ويجعل فيه بمنزلة المدرس ويجعل الممتحنون بمنزلة الطلبة ، فيدرس أمامهم ، ويسألونه فيجيبهم ، فإذا أجاب في كل علم من هذه العلوم أعطى الدرجة الأولى ، وإذا أجاب في أكترها أعطى الدرجة الثانية ، وإذا أجاب فى أقلها أعطى الدرجة الثالثة ، وإذا لم يجب لم يعط شيئاً ، وتكتب الشهادة لمن استحق الدرجة الأولى ، وترسل إلى الخديوي ليضع عليها خاتمه ، ثم ترسل إلى صاحبها ليحفظها عنده ، ويمنحه الخديوي الكسوة التشريفية ، ويكتب إلى رؤساء البلاد باحترامه ، ويجيز له السفر فى السكة الحديدية بنصف أجرة ، وكانوا في الغالب لا يمتحنون في كل عام أكثر من ستة ، فإذا زاد طلاب الامتحان عن هذا العدد قدم بعضهم على بعض بالشهرة فى العلم ، أو الوجاهة ، أو سبق التاريخ، أو كبر السن ١ » .

نقد طريقة هذا الامتحان :

وكان هذا الامتحان أول خطوة فى إصلاح الأزهر ، ولكنها كانت خطوة لا تفيد فى علاج ضعف التعليم فيه ، لأنها تركت فيه كل شيء على حاله ، بل كان ذلك الامتحان يجرى على طريقة التدريس في الأزهر ، فكان امتحاناً فاسدا مثلها ، ولكنه على كل حال حال أحسن من ترك الأمر فوضى في الأزهر، ليشتغل بالتدريس فيه من يصلح له ومن لا يصلح .

وإذا كان هذا الامتحان قد أفاد شيئا من هذه الناحية ، فإن قصره على ستة في كل سنة كان تعنتا ظاهراً ، لأن الأزهر كان فيه من الطلاب ما يبلغ

عدة آلاف ، فقصر الامتحان على ستة منهم في كل سنة يؤدى إلى أن يقضوا


  1. كنز الجوهر في تاريخ الأزهر من ١٤٨ ، ١٤٩ .