صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۷ -


زهرة عمرهم فى الطالب ، فيموت كثير منهم دون أن يبلغ غايته من طلب العلم ، ولا يصل إلى هذا الامتحان إلا من بلغ سن الشيخوخة ، وذهبت منه قوة الشباب ونشاطه ، فلا يقوى على القيام بوظيفة التدريس ، ولا يكون عنده آمال كبيرة فى الحياة، فيعيش بين جدران الأزهر بين ضعف الشيخوخة وكسلها ، ولا تحدثه نفسه بالثورة على ذلك الضعف الذي يحيط به من كل جانب ، بل يركن إلى ذلك الجمود الذى لا يتطلب منه قوة ، ولا يكلفه نشاطا ونهوضا.

سبب ترك محمد على باشا وإسماعيل باشا إصلاح الأزهر

وهنا يسأل سائل هذا السؤال : كيف أبلى كل من محمد على باشا وإسماعيل باشا أحسن البلاء فى إصلاح كل شيء فى مصر ، ثم لا يتوجه بإصلاح نحو الأزهر ؟

والجواب على هذا السؤال أن كلا من محمد على باشا وإسماعيل باشا كان يعرف نفور أهل الأزهر من الإصلاح، ولم يكن شأن أهله كشأن أهل رجال دين إذا ثاروا فتنوا الناس باسم الدين ، وكانت تربية محمد على باشا وإسماعيل باشا تربية مدنية ، فلا يمكنهما أن يردا باسم الدين على أهل الأزهر إذا ثاروا على إصلاحهم ، فآثرا أن يتركا الأزهر لأهله ، وألا يقوما بإصلاح فيه إلا إذا طلبوه منهما ، كما حدث من إسماعيل باشا حين أجاب الشيخ محمدا المهدى العباسي إلى ما طلبه من وضع قانون لامتحان العالمية بالأزهر، وهذا هو ما صرح به رفاعة بك فيما نقلته عنه فيما سبق لمن يتعلل من أهل الأزهر بالاحتياج فى الإصلاح إلى مساعدة الحكومة، فقد ذكر أن الحكومة إنما تساعد من يلوح عليه علامات الرغبة والاجتهاد وقد ساعدت بتسهيل الوسائط والوسائل ، وكل من سار على الدرب وصل ، وإنما تكون المكافأة على تمام العمل 1

  1. أنظر من ٣١ من هذا الكتاب