صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۲۳ –

أخذ بعض المصريين بالقوة إلى المدارس ، وأحياناً إلى أخذهم بالقوة إلى المصانع، وأحياناً إلى أخذهم بالقوة إلى غير هذا من وجوه الإصلاح وقد كلمه بعض من كان يتصل به من أهل أوربا في أخذه المصريين بوسائل الإكراه ، فقال له :

« إننى أدرك ما يجول في خاطرك ، ولكنك لو بقيت معنا وقتاً كافياً – وهذا ما أتمناه – لتغير رأيك، إصغ إلى قليلا ، إن على أن أحكم شعباً أظهر صفاته الكسل والجهل وسوء النية، فإذا لم أحمله على العمل بقى عاطلا، إذ ما حاجته إلى أن يعمل ؟ وفى استطاعته أن يعيش ببعض بارات ١ في اليوم ، فإذا ما حصل عليها فإنه لا يفكر فى شيء سوى أن يكون سعيداً، يقطع الوقت من غير أن يؤدى عملا ، أما بالطريقة التي أسلكها فإننى أكون رويداً رويداً رجال كد وكدح ، سوف ينتهي بهم الأمر إلى أن يصير العمل عادة فيهم ، لقد استوليت على كل شيء ، ولكني فعلت ذلك لأجعل كل شيء منتجاً ، إن الغرض هو الإنتاج ، فمن يستطيع ذلك غيرى ؟ من قدم الضمانات اللازمة ؟ ومن أشار بالطرق التى يجب اتباعها ؟ وبالمزروعات الجديدة التي يجب إدخالها ؟ من سواى أمكنه أن يحمل الشعب على أن يشارك أوربا تلك العلوم والآراء التي كانت سبب تفوقها ؟ أتظن أن أحداً في هذه البلاد مر بخاطره يوماً أن يدخل فيها القطن والحرير والتوت ؟ أنظر إلى تركيا، إن السلطان يملك أغنى بلاد العالم ، ولكنه لم ينتفع بشيء منها على الإطلاق، بل إنها لآخذة في التدهور من جميع النواحي ، إلى أن قال : يجب أن نقود هذا الشعب كما يقاد الأطفال ، لأننا إذا تركناه وشأنه فسيعود إلى حالة الفوضى التى انتشلته منها ، ولو كففت لحظة عن قيادته لتردى في

وهدتها مرة أخرى » ٢.


  1. البارة تساوى ١/٤٠ من القرش
  2. بناء دولة أو مصر محمد علي ص ٢٣٥، ٢٣٦