صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فما كان أحوج الشيخ المطار إلى هذه الروح القوية التي جعلت محمد على باشا يخلق من الفوضى نظاماً ، ومن الجهل علماً ، ومن الجدب خصباً ، ولو أنه رزق هذه الروح القوية لأدخل الإصلاح في الأزهر بالقوة ، كما أدخل محمد على باشا الإصلاح فى مصر بالقوة ، وقد كان مقرباً من محمد على باشا، ووصل في عهده إلى منصب شيخ الأزهر ، فكان في إمكانه أن يستعين به فيما يستعصى عليه ، ولو أنه فعل ذلك لسار الإصلاح الديني في الأزهر بجانب الإصلاح المدنى فى مصر ، ولسرت روح الإصلاح في جسم الصغير والكبير من أفراد الشعب، وتمكن الاعتقاد به في قلب كل فرد ، فلم ينتكس بعد موت محمد على باشا، ولم يرتد على عقبه بعد ذهاب راعيه ومنشته ، ولكن الله لم يرزق الشيخ العطار ذلك الروح القوى ، فتخلف الإصلاح الديني عن الاصلاح المدنى ، وبقى الشعب يساق إلى الإصلاح من غير أن يكون عنده إيمان به، ليقضى الله أمراً كان مفعولا .