صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۷۸ – وكلما صعد سواد الأمة درجة في سلم الإدراك والأخلاق هبط الخلاف درجة بين الزعماء العاملين . وأحسبهم صاعدين ، و إن كنا نستبطىء خطواتهم في الصعود .

وأحسبنى قد أجبت عن السؤال الثالث قبل أن يكتبه صاحبه الأديب ( صلاح حماد ) من الناصرة بمساحة فلسطين فهو يوجه إلى سؤالا من تلك الأسئلة التي تبدأ ( بأيهما ) ويجاب عنها ( بكليهما ) كما أسلفت في مقال قريب بالرسالة . وموضع الخلاف بين أدباء الناصرة عن الزوجة : هل يعصمها حبها لرجلها دون خوفها منه ، أو تعصمها سطوته ورجولته ثم حبها إياه ! وهل إذا وجد الخوف بين اثنين امتنع الحب بينهما ؟ أو يمكن الجمع بين الحب والمهابة في آن ؟ قال أيهما ؛ . . . . قلنا كلاها ! على ، ولكن ملء عين حبيبها وهذا هو الجواب الذي يعنى عن إسهاب ، ولكننا نضيف إليه أن الخوف قد يوجد مع الحب كما يوجد مع الكراهية : أهابك إجلالا وما بك قدرة فالمحب يخاف أن يغضب المحبوب لأنه يحبه و يرجو نفعه ، والعدو يخاف عدوه لأنه يتقى الضرر منه . ويختلف الخوفان كما يختلف الحب والعداء . والزوجة يعصمها أن ترهب سطوة زوجها ولا تمنعها الرهبة أن تحبه ، لأنها تحبه قوياً مرهوب السطوة ، وليس معنى ذلك أن يبطش بها ويسيء إليها ، وإنما معنـاه أن يحسب لغضبه ورضاه حساب .

تلك وجهات من النظر تتقابل بين السؤال والجواب ، وكل سؤال فيه وجهة فللسائل فيه هداية سبقت هداية المجيب