صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/250

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ٢٤٢ –

٢ – أنا أتحدث فقط بهذه القصة إلى فلان.

٣ – أنا أتحدث بهذه القصة فقط إلى فلان.

٤ – أنا أتحدث بهذه القصة إلى فلان فقط.

فالفرق بعيد جدًّا بين كل عبارة من هذه العبارات وبين سائرها، لتغير الموضع الذي توضع فيه كلمة واحدة.

لأن العبارة الأولى معناها أنني وحدي أتحدث بهذه القصة إلى الشخص المذكور، والعبارة الثانية معناها أنني أتحدث فقط ولا يصدر مني شيء غير الحديث، وقد يتحدث به غيري كذلك،

والعبارة الثالثة معناها أنني أتحدث بالقصة فقط إلى فلان، ولا يتعدى التخصيص ذلك، فكل ما عدا هذا التخصيص فهو عامٌّ لا تقييد فيه،

والعبارة الرابعة معناها أن المتحدث إليه هو فلان فقط وليس إنسانًا غيره، ولا تخصيص للقصة ولا للمتحدث ولا للحديث.

وتبديل الموضع الذي توضع فيه كلمة فقط ممكن جدًّا لكل من أراده، ولكن المهم هو المعنى الذي يترتب على هذا الإمكان، فإن كان المقصود أن نحافظ على معنى لا يتغير، فالتبديل مستحيل أو كالمستحيل، وإن لم يكن هنالك معنى مقصود فبدل وقدم وأخر كما تشاء.

•••

ونأتي إلى الأبيات التي نطق بها النبي — عليه السلام — فننظر ماذا كان يترتب على التبديل في مواضع كلماتها؟

إن منها لأبياتًا لا يتغير منها شيء غير الوزن كالبيت الذي أنشده — عليه السلام — حين قال للعباس بن مرداس: أأنت القائل:

أصبح نهبي ونهب العبيـ
ـد بين الأقرع وعيينة

فإن البيت موزون على قول الشاعر: