صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/244

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۳۶ - فمن الناس من يظن أن الزوجة المثلى هي المرأة المثلى ؛ وهـذا في اعتقادنا خطأ ظاهر يتكشف بقليل من الروية . لأن المرأة المثلى من شأن الطبيعة . أما الزوجة المثلى فمن شأن المجتمع والآداب الإنسانية حسيا تتعاقب بها الأزمان . وقد تكون المرأة أنثى طبيعية من الطراز الأول في تكوين الأنوثة ؛ وليس من اللازم بعد هذا أن تكون زوجة من الطراز الأول في معاشرتها لزوجها وفى أمومتها أو في رعايتها للآداب وقيودها . وقد تكون المرأة زوجة مثلى في البيت والأمة ، ومع الزوج والولد ، ولا يلزم من ذلك أن تبلغ فيها الأنوثة الطبيعية تمامها . وتنجلى هذه الحقيقة بعض الجلاء إذا تذكرنا أن الحيوان فيه إناث مثليات في ( عرف الطبيعة ، وليس فيه زوجات مثليات على النحو الذي يتطلبه الإنسان . وهنـا مشكلة ليست بالهيئة من مشكلات الزواج ، لأنها مشكلة التوفيق بين ما توحيه طبيعة الأنثى ، وبين ما تمليه آداب المجتمعات ، وها شيئان لا يتفقان كل الاتفاق . ويفهم بعض الناس أن الزوجة المثلى هي التي ترضى الرجل ، وأن الزوج الأمثل الذي يرضى المرأة . وهذا خطأ آخر من أخطاء الآراء في هـذا الموضوع ، ويكفى أن نسأل : ماهو غرض الزواج ؟ ليكون الجواب تصحيحاً سريعاً لهذا الخطأ المشهور . الزواج مقصود لأنه وظيفة اجتماعية ونزعة إنسانية ، ويصح أن يتم أداء هذه الوظيفة بمضايقة الزوجين معا أو بمضايقـة زوج واحد منهما ، كما يصح أن يتم أداؤها بما يرضى أحدها أوكليهما ، فلا غرابة من أجل هذا أن تبر الزوجة المثلى بعهد الزواج وهي لا ترضى الرجل كل الإرضاء في كل حين . وأن يبر الزوج الأمثل بذلك العهد وهو مكره على إغضاب حليلته التي يتوخى لها الإرضاء والإيناس . G