صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/233

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۲۵ - فلنكن على يقين – سواء كنا من طلاب الحرية أو طلاب القوة – أن النخوة مطلب لا غنى عنه في الحالتين وأننا محتاجون إليه ، وأن الخيال عدة لا محيص عنها في المعسكرين ، وأننا نحن الشرقيين عنزل منها ، وأن أمة من الأمم لن تصاب في سلامها ولا في حربها بمصاب هو أفدح عليها وأقبح بها من مصاب الانحصار في واقعها ، لأن الانحصار في الواقع خلة حيوانية وليس بخلة إنسانية ، وكلما ضاق أفق النفس عز عليها أن تخرج من الواقع القريب إذا أرادت الخروج منه ، ولا مناص لها أن تريد ذلك في بعض حالاتها . تريد ذلك لتعلو على أثرتها ، ولتعلو على ضنكها ، ولتعلو على حاضرها في انتظار مستقبلها أو مستقبل بني قومها ، وتريده لتشعر بأن الواقع الذي هي فيه دون الواقع الذي تبغيـه . ( ( وهذا هو الخيال الذي يرتفع بالنفس عن واقعها . أما الخيال الذي هو ظل اللحم في الماء فذلك هو الواقع مشوباً بالمجز والغفلة . وأما « الواقعية » التي يقولون إنهم ينقــــذون الشرق بها ويردون الشرق من أحلامه إليها فحذار حذار منها .. هي داء الشرقيين أجمعين ، وإنهم لأئمة الواقعيين ،، بين العالمين 10-re