صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/234

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القدوة والاصلاح

رويت في مقال لي كلة الفلاح الكبير صاحب الأفدنة الكثيرة في «حمالة الجورب » التي عابها على بعض المعلمين الإلزاميين ، وقال إنه لم يسمع بها إلا من هؤلاء المعلمين . وقد كتب أديب في « الرسالة » يعقب على تلك الكلمة ، و يرى أنه كان الأجدر بكاتب هذه السطور «ألا يسوق إلينا فكرة صاحب الأندية التي ترمي إلى إصلاح المعلم الإلزامي ، لأنه إذا سئل عن العيب الذي يراه لا يجد ما يقوله سوى أنه يعلم النشء التبطل والحذلقة ، وكيفية وضع « حمالة الجورب » وإحسان رباط الرقية وهلم جرا ... » وجاءتني رسائل شتى في هذا الصدد ينظر بعض كاتبها إلى ملاحظة الوجيه الريفي نظرة الفكاهة والسهولة ، ويشتد بعضهم في الإنحاء علمها كأنها خطر على التعليم. وعندي أن المعلم الإلزامي هو آخر من يحق له أن يكتم أمثال هذه الملاحظات أو يطلب كتمانها ، لأن التعليم الإلزامي في اعتقادی مشتق من اللزوم قبل أن يشتق د من الإلزام ، فلا يضيره أن ينكره كبير أو صغير حنق على حالة الجورب أو حمالة الحطب !... . ولا يفهم من اختلاف الآراء في برامجه ومواده وأساليبه أن الخلاف على أصوله وأسماسه ، و إنما هو في نهاية الأمر خلاف على الفروع والتفصيلات . الأسباب التي تأتي على المعلم الإلزامي خاصة أن یکتم ملاحظة تساق في معرض الرأي أو في معرض الفكاهة : التعليم . وسبب آخر أن المعلم الإلزامی مطالب قبل غيره باستطلاع « الحالة العقلية » أو الحالات العقلية التي تتصل بمعيشة الفلاح وأبناء الريف، وهو أحرى أن يستطلع ما يخصه ويخص عمله من تلك الحالات العقلية التي يتصدى لها في تعليمه ، قبل أن يتصدى التعليم الحروف والأرقام وسائر الدروس . هنا حملت من } عن هذا التعل .